ولادة جديدة على ابواب مكتب الشؤون المدنية - الفصل 52

✦･ﾟ:‧₊‧‧:₊˚.❀.˚₊₊‧:‧:･ﾟ✦

ولادة جديدة على أبواب مكتب الشؤون المدنية

الفصل 52:

أنا من التقاك أولًا

✦･ﾟ:‧₊‧‧:₊˚.❀.˚₊₊‧:‧:･ﾟ✦عادةً ما تقع أسواق الزهور الكبيرة في أطراف المدينة. في صباح هذا اليوم، قاد شيا فِنغ ويو دونغ سيارتهما عبر المدينة حتى وصلا إلى منطقة ريفية مليئة بالخضرة.

فتحت يو دونغ نافذتها، وتركَت الرياح تداعب شعرها الطويل، ووجهها مفعم بالفرح، وعيناها تتلألآن بالسعادة.

“لنوقف السيارة هناك.” أشارت يو دونغ نحو موقف سيارات صغير قريب.

نظر شيا فِنغ نحو المكان وقال مستغربًا: “لكن سوق الزهور لا يزال بعيدًا.”

“يمكننا أن نمشي.” ابتسمت يو دونغ. “الجو رائع اليوم.”

عندها أومأ شيا فِنغ وخفف من سرعة السيارة، ثم أوقفها تحت ظل شجرة.

يومٌ ربيعي مشمس ومضيء يمكنه دائمًا أن يُبهج القلب، حتى وإن كان الشخص جالسًا في الخارج شاردًا، فالأمر يبقى ممتعًا.

أمسك شيا فِنغ بيد يو دونغ بينما كانا يسيران تحت ظل الأشجار المتمايلة، وكانت أشعة الشمس تتسلل من بين أوراقها الخضراء، مما زاد من جمال ابتسامتها.

“مر وقت طويل منذ خرجت هكذا.” الجو كان رائعًا، والزوجة سعيدة، وشيا فِنغ شعر وكأنه يطير من السعادة.

“هل افتقدت المناظر الجميلة؟” ضحكت يو دونغ.

“نعم، حتى من دون زهور، الخضرة وحدها كفيلة بإنعاش الروح.” قال شيا فِنغ بتأمل.

“زرت بكين مرة في موسم الحور.” تذكرت يو دونغ. “كنت أركب دراجتي وأتجول في الشوارع والأزقة، وكان الحور ينتصب شامخًا على مد البصر.”

تمكن شيا فِنغ من تخيل ذلك، وشعر فجأة بالأسف لأن شنغهاي لا تحتوي على الكثير من أشجار الحور.

“هل فكرتِ في أنواع النباتات التي تريدينها؟” سأل شيا فِنغ.

“هممم~~ فكرت في شراء بعض الأوركيد المعلق، وبعض اللبلاب الأخضر، وعدد من الزهور الزاهية.” قالت يو دونغ بحماس. “عندما كنت أسافر في أوروبا، رأيت الكثير من الشرفات مزينة بأزهار جميلة. يمكننا وضع طاولة وكراسي في شرفتنا ونتشمس سويًا أو نقرأ كتبًا أو نشرب الشاي، سيكون ذلك لطيفًا.”

“هل تحبين السفر؟” لاحظ شيا فِنغ أن يو دونغ زارت العديد من الأماكن.

“نعم.” قبل ولادتها من جديد، كانت يو دونغ تمنح نفسها إجازة سنوية، وحتى إن ذهبت وحدها، فقد كانت ترغب في رؤية كل زاوية جميلة من هذا العالم.

“عندما يخف ضغط العمل، علينا السفر سويًا.” اقترح شيا فِنغ، مدركًا أنه لم يسبق له أن سافر مع يو دونغ.

ضحكت يو دونغ وسألت: “ومتى كان المستشفى غير مشغول؟”

تفاجأ شيا فِنغ، فالمستشفى كان مشغولًا على الدوام، وحتى إجازته اليوم احتاجت لموافقة خاصة من المدير تشونغ.

مسح أنفه بخجل وقال: “يمكننا دائمًا إيجاد الوقت.”

رغم أن كلماته لم تكن مثالية، إلا أن يو دونغ سرّت بمقترحه.

يو دونغ لم تكن فتاة مراهقة، بل امرأة ناضجة ذات روح هادئة، اعتادت على الاعتماد على نفسها وكانت تملك شخصية قوية.

“هناك أماكن كثيرة أرغب في زيارتها، لكن هناك مكان واحد فقط أرغب دائمًا في العودة إليه.” ولأنهما كانا قريبين من بعضهما، رفعت يو دونغ رأسها لتلتقي بعيني شيا فِنغ.

تسللت أشعة الشمس مرة أخرى بين أوراق الأشجار وسقطت على وجه يو دونغ، في حين رفرف النسيم بخصلات شعرها، فاهتز قلب شيا فِنغ.

شيا فِنغ شعر أنه فهم ما تقصده، فشدّ على يدها أكثر، وكأنهما لن يفترقا أبدًا.

كان الطريق طويلًا بعض الشيء، لكن سرعان ما وصلا إلى سوق الزهور. وكان السوق يعج بأنواع عديدة من النباتات، مما جعل يو دونغ تقفز فرحًا.

نظرت حولها بسعادة: من جهة الغرب كانت هناك دوّارات الشمس الزاهية، ومن الشرق بعض الخيزران؛ كما رأت زهور الهدرانج تتفتح كأن جميع الزهور قررت أن تتفتح هذا الربيع.

“آه، هناك نباتات متسلقة يابانية أيضًا.” صاحت يو دونغ، مشيرة نحو نبات.

“لو زرعنا بعضها في المنزل، فإن صاحب العقار سيأتي لمحاسبتنا.” فكر شيا فِنغ في احتمال زرع تلك المتسلقات في شرفتهما، فارتجف قليلًا.

“كنت أمزح فقط.” ضحكت يو دونغ. “عندما كنت في الثانوية، كانت هناك لبلابات تنمو خلف المدرسة، لم أكن أعرف اسمها، لكني عرفت لاحقًا أنها نباتات متسلقة يابانية. كنت دائمًا أرغب في زرعها في منزلي وانتظارها حتى تغطي الجدران في الصيف.”

“لكن في قريتنا، كانت الأفاعي أكثر من النمل. أمي قالت إن الثعابين يمكن أن تختبئ بين النباتات، فخفت ولم أزرع شيئًا.” قالت يو دونغ برأس مائل.

“النباتات المتسلقة لا تنمو جيدًا في المناطق السكنية. عندما نكبر وننتقل للريف، يمكننا شراء منزل مع حديقة وزرع بعضها.” قال شيا فِنغ.

“عندما نكبر؟” رمشت يو دونغ، ثم قالت: “لم نتزوج بعد، ومع ذلك أشعر أنني زوجة عجوز، أعتقد أنك أنت الزوج العجوز!”

“ما هذا الكلام الفارغ؟” نقرها شيا فِنغ على رأسها.

“لماذا تضربني؟” انحنت يو دونغ وهي تمسك رأسها، “ألست ترغب في أن نشيخ سويًا؟”

نظر بائع الزهور القريب إليهما وابتسم بلطف. لاحظ شيا فِنغ ذلك فشعر بالإحراج وسحب يو دونغ من يدها.

لكن يو دونغ لم تشعر بالحرج، بل أخرجت لسانها نحوه مازحة.

“هاهاها… أي زوجة عجوز؟ لا أرى إلا زوجين جديدين.” ضحك البائع. “الزوجان العجوزان مثلي أنا وزوجتي، نتشاجر وننتقد بعضنا دائمًا. أنتم الشباب ما زلتم في فترة العسل.”

“كح… سيدي، احسب لنا هذه.” قال شيا فِنغ بخجل.

فهم البائع، فأنهى الحساب بسرعة، وأهدى يو دونغ وعاء صغير يحتوي على زهرَتين حمراوين من دوار الشمس.

نظرًا لكمية النباتات الكبيرة التي اشتروها، قررت يو دونغ البحث عن رفوف خشبية لتزيين الشرفة، لذلك ستُسلّم معظم النباتات إلى منزلهم، بينما حملوا معهم فقط وعاء دوار الشمس.

بعد العشاء في أحد المولات، شعرت يو دونغ فجأة برغبة في مشاهدة فيلم، فاشتروا تذاكر وانتظروا بالقرب من صالة العرض.

نظر شيا فِنغ إلى الأزواج حوله، فلاحظ أن كثيرًا منهم يرتدون ملابس متطابقة. نظر إلى يو دونغ وتساءل إن كانت تحب هذا النوع من الأشياء.

“هل نشتري طقمًا متطابقًا؟”

“هاه؟” استغربت يو دونغ.

“ملابس زوجية.” أوضح شيا فِنغ.

عندها فقط لاحظت يو دونغ ملابس الأزواج حولها، بعضها بألوان متشابهة، وبعضها عليه نفس الرسومات.

رفعت حاجبها وقالت: “يا له من تصرف طفولي.”

“آه.” شعر شيا فِنغ بخيبة أمل.

“انتظر لحظة، أنا أفضل الملابس المتطابقة للأب والطفل.” ضحكت يو دونغ.

تلألأت عينا شيا فِنغ، وزالت خيبته على الفور.

كان الفيلم على وشك البدء. ترك شيا فِنغ يو دونغ عند البوابة ليشتري الفشار والمشروبات.

وفي هذه الأثناء، كان آلان، الذي خرج لتوه من عرض أولي لفيلم، قد لمح يو دونغ تقف وحدها. تفاجأ، ثم قال لمساعده أن يذهب، واقترب منها بابتسامة مهذبة.

“الآنسة يو.”

“أوه؟” فوجئت يو دونغ. “أنت أيضًا جئت لمشاهدة فيلم؟”

“خرجت من عرض أولي.” ضحك آلان.

أومأت يو دونغ، لا عجب أن هناك معجبين كُثر بالخارج.

“صحيح، فيلم الحلم الدموي عُرض في الخارج، وحقق شباك تذاكر ممتاز.” قال آلان، “ولم تتح لي فرصة شكرك.”

كان ذلك الفيلم من إخراج تشين هوي، الشاب الذي كان يعاني من الكوابيس. وبسبب محتواه، لم يُعرض سوى في الخارج. وعندما سمعت يو دونغ أن نتائجه جيدة، شعرت بالسعادة: “ولمَ تشكرني؟ الشكر يعود لفطنتك أنت.”

“فطنة؟ لقد أجبرتِني عليه!” مازحها آلان.

“ولم تخسر شيئًا.”

“بالعكس، ربحت الكثير.” قال آلان، “ولأشكرك على هذه الفرصة الذهبية، أريد منحك 1% من الأرباح.”

“أنا؟” انصدمت يو دونغ.

“نعم. من دونك، لما وُجد هذا الفيلم أصلًا.”

“لا يمكنك الجزم بذلك. على أي حال، أنا فعلت ذلك بدافع الخير.” ضحكت يو دونغ.

“لكن النتيجة أنني ربحت كثيرًا.” قال آلان بجدية.

“…هل من الضروري أن تعطيني المال؟” رمشت يو دونغ.

“نعم!”

“إنه مبلغ كبير!” سألت بتردد.

“بل أكثر من مجرد كبير.” ضحك آلان من تعبيرها المبالغ فيه.

“إذن تبرع به باسمي.” وبعد لحظة من التفكير، قالت يو دونغ ذلك.

“تبرع؟” تفاجأ آلان.

“نعم.” أومأت يو دونغ. “لأنني لم أفعل ذلك من أجل المال، فليستمر كفعل خير.”

اندهش آلان، لم يكن يتوقع مثل هذا الرد.

“صديقك؟” كان شيا فِنغ قد عاد ورأى يو دونغ تتحدث مع أحدهم، فأومأ له بأدب.

أخذت يو دونغ المشروب من يده وقالت: “هذا آلان، المدير العام لشركة OM الترفيهية. وزوجي، شيا فِنغ.”

“تشرفت.” أومأ شيا فِنغ مرة أخرى.

نظر آلان إلى يو دونغ بصدمة: “أأنت متزوجة؟”

ابتسمت يو دونغ ورفعت كتفيها.

تفاجأ آلان، لكنه صافح شيا فِنغ بأدب وقال: “لن أُطيل عليكم.”

“سأتولى مسألة الأرباح لاحقًا.” قال وهو يغادر.

“فلندخل.” ابتسمت يو دونغ لشيا فِنغ.

“هل تعرفين ذلك الشخص جيدًا؟” سأل شيا فِنغ وهو يتبع الحشود.

“ليس تمامًا، صديق لصديق لغريب.” أجابت يو دونغ وهي تحتسي الكولا.

“جيد.” تذكر شيا فِنغ نظرة ذلك الرجل وشعر بالراحة لأن تعبير يو دونغ لم يكن متبادلًا.

“هاه؟” نظرت إليه يو دونغ مستغربة.

“لا شيء، الصالة 3 من هذا الاتجاه.” أشار شيا فِنغ.

[قد يحبك أكثر من شخص في هذا العالم، لكنني كنت الرجل المحظوظ الذي التقاك أولًا.]

✦･ﾟ:‧₊‧‧:₊˚.❀.˚₊₊‧:‧:･ﾟ✦

ترجمة:

Ａｒｉｓｕ－ｓａｎ