ولادة جديدة على ابواب مكتب الشؤون المدنية - الفصل 30
- الصفحة الرئيسية
- ولادة جديدة على ابواب مكتب الشؤون المدنية
- الفصل 30 - السعادة التي تأتي مع المرض
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
✦・゚:‧₊˚.❀.˚₊‧:・゚✦
ولادة جديدة على أبواب مكتب الشؤون المدنية
الفصل الثلاثون:
⦅السعادة التي تأتي مع المرض♡⦆
✦・゚:‧₊˚.❀.˚₊‧:・゚✦
رفع شيا فنغ حرارة التدفئة داخل السيارة قليلًا. كانت يو دونغ المتعبة تجلس بجانبه في المقعد الأمامي، تغطّ في نوم عميق.
كانت المسافة من محطة الراديو إلى المستشفى تستغرق ساعة، ومع الطرق الخطرة استغرق الأمر وقتًا أطول.
كانت يو دونغ منهكة، تقلّبت في نومها عدة مرات.
وبينما كان ينتظر إشارة ضوئية حمراء، خلع شيا فنغ سترته وألقاها بلطف فوق يو دونغ.
تحركت يو دونغ قليلًا ثم استدارت باتجاه شيا فنغ. وعندما رأى وجهها المحمر، لم يستطع شيا فنغ إلا أن يبتسم بلطف.
رغم زحمة المرور في ذروة الصباح، كانت الأجواء داخل السيارة هادئة وسعيدة.
[من بين ملايين البشر في هذا العالم، أنتِ وحدك من تستطيعين منحي السعادة.]
فجأة، فهم شيا فنغ معنى هذه الجملة.
سارت السيارة ببطء عبر وسط المدينة، عائدةً إلى الضاحية حيث يعيشان. ورغم تردده في إيقاظ يو دونغ، رأى شيا فنغ أن النوم في السيارة سيكون غير مريح.
“يو دونغ!” ناداها شيا فنغ بهدوء.
لكنها لم تتحرك، وواصلت النوم.
“يو دونغ، استيقظي، لقد وصلنا إلى المنزل.” ربّت شيا فنغ على كتفها بلطف.
“هممم؟” فتحت يو دونغ عينيها المتعبتين ونظرت إلى شيا فنغ، ثم أغلقتهم مجددًا.
“أنا مرهقة جدًا…”
“انهضي، ويمكنكِ العودة للنوم في سريرك.” ضحك شيا فنغ من ردها.
“هممم~” جاء صوت يو دونغ مثقلًا بالنوم: “أنا نعسانة!”
ولما رآها لا تنوي النهوض، هزّ شيا فنغ رأسه، وانحنى ليفك حزام الأمان عنها، ثم خرج من السيارة قاصدًا حملها إلى الأعلى.
ولكي لا تصاب بالبرد، لفّ شيا فنغ سترته بإحكام حول يو دونغ، ثم دسّ ذراعه أسفل ركبتيها، وذراعه الأخرى خلف خصرها، ورفعها بلطف بين ذراعيه.
ورغم أنها كانت لا تزال نائمة، دفنت يو دونغ وجهها بلا وعي عند عنق شيا فنغ.
فوجئ شيا فنغ بذلك، وتيبس جسده فورًا حين شعر بحرارة بشرتها تلامس جلده. وضعها من جديد على المقعد الأمامي، ومدّ يده ليتحسس جبهتها.
كانت حرارتها أعلى بكثير من الطبيعي، يو دونغ مصابة بحمى!
تبًا!
أعاد تثبيت حزام الأمان، صعد إلى مقعد القيادة، وانطلق بسرعة نحو مستشفى المدينة.
بمجرد وصوله، دخل شيا فنغ إلى قسم الطوارئ وهو يحمل يو دونغ بين ذراعيه.
“الدكتور شيا؟ ما الأمر؟” سألت الممرضة ليو بقلق عندما رأته يركض وفي حضنه شخص.
“الممرضة ليو، أرجو أن تساعديني في العثور على سرير.” قال شيا فنغ بقلق بالغ.
“بالطبع!” لوّحت الممرضة ليو بيدها، وسرعان ما جاءت ممرضة صغيرة تدفع سريرًا، وساعدت شيا فنغ في دفع يو دونغ نحو القسم المناسب.
وبعد لحظات، وصل الطبيب العام لي روي مين مسرعًا.
“المدير لي.” قال شيا فنغ بقلق.
“لا تقلق، دعني أتحقق أولًا.” طمأنه المدير لي.
وبعد سلسلة من الفحوصات، وصف “المدير لي” الأدوية اللازمة ليو دونغ، وأمر بإعطائها محلولًا وريديًا.
كتب الوصفة وسلّمها لممرضة المناوبة، ثم نظر إلى شيا فنغ وسأله مبتسمًا:
“من هذه الفتاة؟”
“هاه؟” لم يفكر شيا فنغ كثيرًا، فقال بصدق:
“زوجتي.”
“متزوج، يا فتى؟” تفاجأ المدير لي، فقد كان يُعتبر شيا فنغ العازب الذهبي في المستشفى. كم من الممرضات الصغيرات كنّ يحلمن به، فكيف لم يعلم أحد بزواجه؟
حتى الممرضة ليو القريبة كانت مصدومة. يبدو أنها ستسمع بكاء الممرضات قريبًا.
“نعم، حصلنا على شهادة الزواج مؤخرًا، ولم نقم بالحفل بعد.” قال شيا فنغ.
“آمل أن يكون هذا حقيقيًا، لم تدعونا حتى لنشرب نخب زفافك.” قال المدير لي مازحًا.
“بكل تأكيد، سأدعو الأستاذ الجليل، لطالما كنت ممتنًا لدعمك.” ضحك شيا فنغ.
“هذا أمر مفروغ منه!” مازحه المدير لي.
“لا عجب أنك كنت مذعورًا من مجرد زكام بسيط؛ عندما اتصلت بي الممرضة، ظننت أن الأمر خطير.”
“آه… اعذرني، أستاذي.” كان شيا فنغ يعلم تمامًا ما قصده المدير لي. لم تكن حالة يو دونغ حرجة.
قال المدير لي:
“لا بأس، كانت مجرد نوبة توتر وإرهاق. الحمى سببها البرد والإجهاد. دعها تسترح، وعندما تستيقظ ستكون بخير. سأكتب لها وصفة لتأخذوها معكم.”
“شكرًا جزيلًا، المدير لي.”
جلس شيا فنغ قرب سرير يو دونغ لبعض الوقت. وحين رآها تغطّ في نوم هادئ، مدّ يده ليمسّد شعرها المتشابك، ثم غطّاها باللحاف جيدًا ونهض.
“الممرضة ليو، أرجو أن تعتني بها.” توجّه إلى مكتب التمريض وقال.
“نحن نعتني بأسر طاقم المستشفى على أكمل وجه، لا تقلق.” قالت الممرضة ليو.
“رجاءً، أخبريني عندما تستيقظ.” أضاف شيا فنغ.
“لا تقلق!” ضحكت الممرضة ليو.
شعر شيا فنغ ببعض الإحراج، شكرها وغادر نحو قسم الجراحة.
✦・゚:‧₊˚.❀.˚₊‧:・゚✦
“أختي ليو، هل كانت تلك المريضة صديقة الدكتور شيا؟” اقتربت ممرضة صغيرة تتوق للنميمة.
“ليست صديقته.” هزّت الممرضة ليو رأسها.
“الحمد لله! كثيرون سألوني إن كانت صديقة له. كنا متوترين طوال اليوم.” وضعت يدها على صدرها بتعبير مرتاح.
قالت الممرضة ليو:
“أقول، أنتن تحلمن بالدكتور شيا طوال اليوم، ليس الأمر كما لو أن الرجل نفسه يمكن أن يقع في حبكِ بهذه الطريقة.”
“أختي ليو، لا تفهمين. الشبان الوسيمون ملك للجميع، طالما لم يتزوجوا، يمكننا جميعًا أن نحلم بهم بطريقة رومانسية.”
“إذن، ارتحن الآن،” أشارت الممرضة ليو إلى الغرفة وقالت:
“تلك الجميلة ليست صديقته… بل زوجته.”
“ماذااا؟!” صرخت الممرضة الصغيرة، واهتزّ جسدها كله. ثم استدارت نحو بقية الممرضات، واندلعت نقاشات مجنونة تلتها فوضى وبكاء.
لماذا يتزوج الرجال الجيدون بهذه السرعة؟!
✦・゚:‧₊˚.❀.˚₊‧:・゚✦
في مكتب الجراحة.
كان شاو ييفان يتابع الأخبار. ولما رأى شيا فنغ يدخل، أضاءت عيناه فجأة، وأسرع لاستقباله قائلًا:
“شيا فنغ، شيا فنغ، يو دونغ في الأخبار!”
“أي أخبار؟” تساءل شيا فنغ.
“انظر، انظر…” جذب شاو ييفان شيا فنغ إلى الحاسوب وفتح موقعًا إلكترونيًا.
كانت الأخبار تتحدث عن حادث الأمس، مركّزة على مجموعة سائقي الأجرة الذين وصلوا طوعًا لإنقاذ المصابين.
قال شاو ييفان بحماسة:
“الخبر نقل تصريحات بعض المستمعين لشرح ما حدث، واكتشفوا أن سائقي الأجرة سمعوا يو دونغ عبر الراديو ليلة البارحة، مما دفعهم للتحرك تلقائيًا، وهو ما أنقذ حياة كثيرين. انظر إلى الصورة، هناك عدد هائل من سيارات الأجرة أمام المستشفى، لابد أن المنظر كان مذهلًا البارحة.”
تنهد شاو ييفان بأسف:
“يا للأسف أنني كنت في نوبة ليلية البارحة، وإلا كنت استمعت لبث يو دونغ.”
بعد أن أنهى قراءة المقال، عاد شيا فنغ إلى مقعده ليرتدي معطفه الأبيض.
ثم سأل شاو ييفان وقد لاحظ شيئًا:
“لماذا جئت إلى العمل مرتديًا قميصًا فقط؟ أين معطفك؟”
أجاب شيا فنغ متذكرًا:
“في الغرفة.”
“الغرفة؟ هل قمت بزيارة المرضى أولًا؟” نظر إليه شاو ييفان باستغراب.
“أُصيبت يو دونغ بحمى، فأحضرتها وأبقيت معطفي هناك.” أوضح شيا فنغ.
“قدوتي مصابة بحمى؟” تفاجأ شاو ييفان.
“قدوتك؟” رمقه شيا فنغ بنظرة جانبية.
“أجل، من الآن فصاعدًا، يو دونغ هي قدوتي.” قالها شاو ييفان وهو يبتسم ابتسامة عريضة.
ضحك شيا فنغ وقال:
“تبدو سعيدًا جدًا!”
لم يهتم به أكثر، وأخذ السماعة الطبية متجهًا إلى جولة الفحص على المرضى.
✦・゚:‧₊˚.❀.˚₊‧:・゚✦
كانت يو دونغ تغط في نوم عميق، واستيقظت أخيرًا عند السادسة مساءً.
نامت لمدة ساعة.
نظرت حولها وهي مشوشة، ولم تدرك أنها في المستشفى إلا بعد لحظة طويلة. وعندما أدارت رأسها، رأت معطفًا أسود على الكرسي المجاور، وعرفته على الفور بأنه معطف شيا فنغ.
كيف وصلت إلى المستشفى؟
“استيقظتِ؟” لاحظت الممرضة ليو أنها استيقظت، فدخلت لتفحص حالتها.
“لم تعودي ساخنة، أعتقد أن الحمى قد زالت، لكن دعيني أقيس حرارتك للتأكد.”
سألت يو دونغ بصوت متعب:
“أين شيا فنغ؟”
عندما سمعت الممرضة صوتها الجاف، سكبت لها كوب ماء.
قالت يو دونغ شاكرة:
“شكرًا!”
قالت الممرضة:
“الدكتور شيا مرّ عدة مرات، وحين رأى أنكِ لا تزالين نائمة، غادر مجددًا. لا تلوميه، الأطباء دائمًا مشغولون.”
ابتسمت يو دونغ:
“أعلم.”
ابتسمت الممرضة ليو وقالت:
“أنت فتاة طيبة ومتفهمة، لا عجب أن الدكتور شيا يعتني بكِ بهذا الشكل.”
“هاه؟”
قالت الممرضة وهي تضحك:
“لقد دان فَزِعًا عندما اندفع بكِ إلى هنا صباحًا. حتى مديرنا تفاجأ وفحصك بنفسه. كانت مجرد نزلة برد عادية، مما جعله يشعر بالإحراج.”
“حقًا؟” بدت يو دونغ متفاجئة.
ولما رأت الممرضة ملامح وجهها، ظنت أنها لا تصدق، فتابعت تقول:
“طبعًا، نحن الأطباء نُنقذ الأرواح ونعالج المرضى، لكن قلة الوقت مع العائلة لا تعني قلة الاهتمام بهم.”
قالت يو دونغ بارتباك:
“هاه؟”
تابعت الممرضة:
“يجب ألا تفهمي الدكتور شيا بشكل خاطئ، لقد كان قلقًا جدًا عليكِ!”
ضحكت يو دونغ وقالت:
“أوه! أعلم، شكرًا لك!” وأدركت أنها كانت تحاول توضيح موقفه، يا لها من طرفة ظريفة.
قالت الممرضة:
“سأذهب لأخبر الدكتور شيا بأنكِ استيقظتِ.”
فردّت يو دونغ بسرعة:
“لا، لا داعي، لا بد أنه مشغول الآن.”
هزّت الممرضة رأسها وقالت:
“هذا لا يصح، الدكتور شيا أوصاني أكثر من مرة أن أخبره فور استيقاظكِ.” ثم نظرت إلى ميزان الحرارة.
“حرارتك طبيعية، فقط خذي الأدوية عندما تعودين للمنزل.”
أومأت يو دونغ، وخرجت الممرضة.
أمسكت يو دونغ هاتفها، فوجدت عدة مكالمات فائتة من محطة الراديو ومن شياويوي. فكرت قليلًا، ثم جلست وارتدت معطفها، وخرجت إلى حديقة المستشفى لإجراء المكالمات، خشية أن تسبّب التشويش على الأجهزة داخل المبنى.
اتصلت أولًا بمدير المحطة وقالت:
“المدير ما، أعتذر جدًا، كان هاتفي على الوضع الصامت، ولم ألاحظ اتصالك.”
رد المدير:
“لا بأس.”
“هل هناك أمر ما؟”
أجاب المدير:
“لا شيء كبير، المدير العام من تايوان أراد فقط أن يثني على ما فعلته.”
قالت يو دونغ:
“المدير متواضع جدًا.” ولم يكن من الصعب عليها أن تدرك أن هذا بسبب بثها في الليلة السابقة.
قال المدير:
“نريد تهنئتك، تعالي إلى المحطة غدًا بعد الظهر.”
“حسنًا!”
ثم أنهت المكالمة، واتصلت بشياويوي.
“شياويوي، كيف حال الدوبلاج في الاستوديو؟”
ردّت شياويوي:
“انتهيت أنا وشينشين، فلا داعي للقلق. لكن أين كنتِ طوال اليوم؟ لماذا لم تجيبي على الهاتف؟”
قالت يو دونغ:
“أُصبت بحمى وتم نقلي إلى المستشفى.”
صاحت شياويوي:
“ماذا؟ هل أنتِ بخير الآن؟ سأزوركِ حالًا.”
ردّت يو دونغ:
“لا حاجة، شيا فنغ هنا.”
قالت شياويوي ممازحة:
“حسنًا، لست فظة لدرجة أن أزعج عاشقين.”
ضحكت يو دونغ وأنهت المكالمة.
عندما عادت إلى الغرفة، كان شيا فنغ قد وصل. وما إن رآها تدخل، حتى عبس وقال:
“لتوّكِ شُفيتِ، لماذا تتجولين؟”
اقترب منها وأمسك بيدها متفاجئًا:
“يدكِ باردة جدًا!”
قالت يو دونغ:
“خرجت فقط لإجراء مكالمة.”
هزّ رأسه معترضًا:
“هل هكذا تتصرف مريضة؟”
قالت يو دونغ وهي تشعر بالذنب:
“أنا آسفة!”
فتح فمه وكأنه سيقول شيئًا، لكنه صمت.
ضحكت يو دونغ:
“هاها…”
سألها شيا فنغ:
“هل أنتِ جائعة؟”
أومأت يو دونغ برأسها:
“نعم!”
قال:
“إذن هيا بنا!” وساعدها على إغلاق سحاب معطفها، ثم أمسك بيدها وقادها خارج الغرفة.
وبينما كانا يمران في الممر، اختلست بعض الممرضات النظر إليهما، لكن شيا فنغ لم يترك يد يو دونغ أبدًا.
فكرت يو دونغ:
هذه اليد أشبه بالسحر، حتى إن أصبحت الطريق أمامي مليئة بالأشواك، ما دام ممسكًا بيدي، فسأتبع خطاه إلى أي مكان.
قالت بخفة:
“لقد اشتقت إليك!”
تجمّد شيا فنغ، ثم انفجر ضاحكًا، ومسّد رأس يو دونغ بحنو:
“يا غبية!”
لم يعد شاو ييفان الذي كان على بعد خمسة أمتار خلفهم قادِرًا على كبح نفسه، فصرخ:
“اللعنة، لو لم تكن أخي، لقفزت بينكما الآن أيها العاشقان!.
✦・゚:‧₊˚.❀.˚₊‧:・゚✦
{تعليق آريسو: مسكينٌ يا شاو ييفان، عليكَ أن تتقبل الأمر.}
ترجمة:
Arisu-san