ولادة جديدة على ابواب مكتب الشؤون المدنية - الفصل 19
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
✦・゚:‧₊˚.❀.˚₊‧:・゚✦
الولادة من جديد على أبواب مكتب الشؤون المدنية
الفصل التاسع عشر: ⦅أحمر الشفاه♡⦆
✦・゚:‧₊˚.❀.˚₊‧:・゚✦
نيويورك!
في متجرٍ كبير!
كان شيا فنغ يبحث عن أحمر شفاه ليو دونغ، وكان يتجوّل في زاوية مستحضرات التجميل. وقد رشّحت له البائعة العديد من الألوان، لكنه لم يعرف أيّها يشتري، فتوقف عن التفكير كثيرًا واتصل بيو دونغ.
كانت يو دونغ في تلك اللحظة على متن الحافلة في طريقها إلى العمل. وعندما رأت اسم المتصل تفاجأت: “شيا فنغ؟”
“أنا أشتري لكِ أحمر شفاه، لكن الألوان كثيرة جدًا. ما الألوان التي تستعملينها عادةً؟” سأل شيا فنغ.
أحمر شفاه؟ “أيّ أحمر شفاه؟”
“الطلب رقم ٥٥ في قائمتك.” قال شيا فنغ.
“آه!” حينها فقط تذكّرت يو دونغ. لكن بعد أن أدركت ما يحدث، لم تصدق وسألت: “أأنتَ… أأنت تشتري لي واحدة كل يوم؟”
“لا، أنا أشتري أقنعتك دفعة واحدة. إن اشتريتها واحدة كل يوم، أخشى أن توبخني البائعة.” قال شيا فنغ.
“هاه!” لم تستطع يو دونغ منع نفسها من الابتسام، “أشتريتَ كل ما في القائمة؟”
“اشتريتُ معظمها.”
“أنت مطيع جدًا.” رفعت يو دونغ حاجبها.
“ألستِ أنتِ من طلب ذلك؟” سمع شيا فنغ نبرة عدم التصديق في صوت يو دونغ، فسأل: “هل كتبي هذه القائمة فقط من باب المزاح؟”
عند التفكير، ورغم أن القائمة طويلة، إلا أنها لم تكن تحتوي على علامة تجارية محددة، أو سعر، أو لون. معظم البنود كان عليها شرط واحد فقط: أن تبدو جميلة.
“بالطبع لا.” حاولت يو دونغ تغيير الموضوع بقلبٍ خجول. “عند أي ركن أنت الآن؟”
نظر شيا فنغ إلى اللافتة وقال: “شانيل.”
“ما الألوان الموجودة؟”
اختار شيا فنغ عدة ألوان رشحتها البائعة وقال: “قالت البائعة إن الألوان 1 و2 و11 هي الأكثر رواجًا هذا العام…”
رمشت يو دونغ وسألت: “ما تاريخ اليوم؟”
“هاه؟” ذُهِل شيا فنغ، “السادس من نوفمبر.”
“إذًا، 11 و6.” لم تكلّف يو دونغ نفسها بالتدقيق.
“حسنًا.” اختار شيا فنغ اللونين وناولهما للبائعة لتغلفهما.
“ألن تسألني لماذا اخترت هذين اللونين؟” سألت يو دونغ.
كان شيا فنغ مشغولًا بإخراج النقود من محفظته، فأجاب بلا مبالاة: “لماذا؟”
“لأن اليوم هو السادس من نوفمبر.”
“وما علاقة تاريخ اليوم بأي شيء؟” بدا شيا فنغ في حيرة.
“أحمق!” لم تستطع يو دونغ منع نفسها من توبيخه.
انتهى الأمر بشيا فنغ إلى أن يُوبَّخ، لكنه استمر في السؤال، ما أدى إلى أن يو دونغ أغلقت المكالمة في وجهه.
وفي تلك اللحظة، ناولت البائعة الكيس إلى شيا فنغ، وكان على وشك المغادرة.
“شيا فنغ!” لم تتوقع آن آن أن تصادف شيا فنغ في هذا المركز التجاري. بدا على وجهها دهشة حقيقية.
رأى شيا فنغ آن آن تقترب منه برفقة فتاة آسيوية أخرى.
توقف شيا فنغ وانتظر الفتاتين حتى اقتربتا. وبعد أن أومأ لهما، قال: “يا لها من صدفة!”
“نعم، أتيت للتسوق أيضًا؟” نظرت آن آن إلى الكيس الذي يحمله شيا فنغ.
“أأنت شيا فنغ؟ صديق آن آن؟” سألت الفتاة التي بجانب آن آن بابتسامة.
عبس شيا فنغ، لكنه لم يُنكر علنًا. في النهاية، كان ذلك سيُحرج آن آن.
“شيا فنغ، هذه زميلتي في الصف سي سي، وهي من هونغ كونغ.” قالت آن آن بخجل قليل.
“مرحبًا.” حيّاها شيا فنغ بأدب، “تتحدثين الماندرين بطلاقة، لا أسمع أي خطأ أبدًا!”
“قضيتُ بعض الوقت في الصين وأنا صغيرة، لذا فإن لكنتي لا بأس بها!” نظرت سي سي إلى الكيس في يد شيا فنغ، ثم ابتسمت وقالت: “هل هذا مفاجأة لآن آن؟”
ثم التفتت إلى آن آن وقالت: “لحسن الحظ أننا صادفنا بعضنا، وإلا لكنا اشترينا أكثر من اللازم.”
إذًا، كانتا قد أتيتا لشراء أحمر شفاه من شانيل أيضًا.
استلمت آن آن كيس التسوق من يدي شيا فنغ بفرحٍ ممزوجٍ ببعض الخجل. فتحته وقالت بدهشة: “الرقم 11 والرقم 6؟”
“الرقم 11 جيد، لكن الرقم 6 لا يُناسب أسلوبك كثيرًا.” علّقت سي سي، ثم أدركت فجأة: “أفهم الآن، اليوم هو السادس من نوفمبر، لا بد أن صديقكِ يتمنى أن تتذكّري هذا اليوم في كل مرة تضعين فيها أحمر الشفاه.”
دفعت آن آن سي سي بخجل، ثم نظرت إلى شيا فنغ بمودّة قائلة: “لقد تذكّرتَ أنني أحب هذه العلامة من أحمر الشفاه.”
لمعت عينا شيا فنغ. لا بد أن هذا هو السبب الذي جعله يشعر بأن هذا الركن مألوف منذ أن دخل المركز التجاري — لقد اشتراه عدة مرات من قبل.
“ يا الهـي ، إنّه ساطعٌ جدًا!” بالغت سي سي، “لماذا أشعر أنني ساطعةٌ جدًا اليوم؟ لا بد أنني تحولت إلى مصباح بالخطأ.”
✦・゚:‧₊˚.❀.˚₊‧:・゚✦
✧ ❖ ملاحظة ❖ ✧
⟪في الثقافة الصينية، “أن تكون مصباحًا” تعني أن تكون الطرف الثالث المزعج في علاقة ثنائية⟫
✦・゚:‧₊˚.❀.˚₊‧:・゚✦
“سي سي!” كان صوت آن آن الرقيق ممتلئًا بالغضب.
وبما أن أحمر الشفاه قد أُخذته آن آن، لم يكن أمام شيا فنغ سوى إيجاد عذر للمغادرة: “تابعوا أنتنّ، عليّ العودة إلى المستشفى.”
“حسنًا!”
خرج شيا فنغ من المركز التجاري، ووقف عند مفترق الطرق لبعض الوقت، ثم عبر إلى المتجر المقابل. اقترب من ركن مستحضرات التجميل وسأل البائعة: “أشتري لفتاة آسيوية، بشرتها بيضاء جدًا، وعمرها حوالي 22 سنة، ما اللون الذي يناسبها؟”
خرج شيا فنغ من المتجر وهو يحمل أحمر الشفاه الذي اشتراه للتو، ثم أرسل رسالة إلى يو دونغ.
ثم كتب رسالة قصيرة وأرسلها إلى آن آن.
كانت آن آن تتفقد بعض الملابس، وعندما سمعت تنبيه هاتفها أخرجته لتجد أن شيا فنغ قد أرسل لها رسالة. ارتسمت ابتسامة على شفتيها، لكنها تجمدت بسرعة بعد أن قرأت الرسالة:
[ لم أشترِ أحمر الشفاه من أجلك، لكن احتفظي به على أية حال! ]
“ما الأمر؟” رأت سي سي أن ملامح آن آن تغيرت فجأة، فسألتها.
“لا شيء!” أخفت آن آن هاتفها وكأن شيئًا لم يحدث.
✦・゚:‧₊˚.❀.˚₊‧:・゚✦
شانغهاي، محطة الإذاعة.
“حسنًا، انتهى برنامجنا، نلتقي بكم في نفس الوقت غدًا!”
بعد ساعتين من البثّ المباشر، فركت يو دونغ عنقها بتعب.
“كانت هناك اتصالات أكثر من المعتاد.” خرج كبير الموظفين يو من غرفة الهاتف ليتحدث مع يو دونغ.
“نعم، وكان هناك أيضًا المزيد من المشاكل الرائعة!” هزّت يو دونغ رأسها متنهّدة.
“مشاكل رائعة؟” ضحك الكبير يو، “كان هناك أيضًا رسالة نصية تقول إن إجاباتكِ كانت أروع من الأسئلة نفسها.”
“حقًا؟” لن تعترف يو دونغ بأي شيء أبدًا.
“بلى!” أومأ الكبير يو.
فعندها استدعت يو دونغ مهاراتها في الأداء الصوتي وبدأت بإظهار “الغنج”.
هزّ الكبير يو رأسه وقال: “منذ أن أرسل الفتى الفرنسي رسالة تتضمن مئة يوان، بدأ الناس يرسلون رسائل إلى برنامج الشبح منتصف الليل تحتوي على مئة يوان أيضًا.”
“وفقًا للإحصاءات، هناك مئة يوان في كل عشرين رسالة!” حذّر يو، “رغم أنكِ تبرّعتِ بها كلها، إلا أن المحطة بدأت تولي الأمر اهتمامًا، وهذا ليس جيدًا.”
“أليست هناك جلسة غدًا؟ بلّغ عن ذلك أيضًا.” ذكّر الكبير يو.
“حسنًا!” نظرت يو دونغ إلى ساعتها، وأخذت حقيبتها قائلة: “الكبير يو، سأغادر الآن.”
عندما عادت يو دونغ إلى المنزل، فتحت جهاز الحاسوب كعادتها وسجلت دخولها إلى QQ. كانت تنوي أن ترسل رسالة إلى شيا فنغ لتخبره بأنها عادت، لكنها رأت أنه قد سبقها وأرسل لها رسالة.
وبالنظر إلى الوقت، فقد أرسلها مباشرةً بعد بدء بثها.
[ غيّرتُ إلى لونٍ آخر من أحمر الشفاه، قالت البائعة إن هذا اللون أفضل. ]
ورغم أن الأمر بدا غريبًا، إذ أنه غيّر اللون فجأة، لم تسأله يو دونغ، بل ردّت:
[ لا يهم اللون، طالما أنك اشتريته. ]
[ هل وصلتِ إلى المنزل؟ ] جاء الرد بسرعة.
[ وصلتُ للتو! ]
[ نامي مبكرًا! ]
[ حسنًا ]
كانت هذه الرسائل الأربع تتكرر كل ليلة، لكنها أصبحت جزءًا لا غنى عنه من ليالي يو دونغ.
تأمل شيا فنغ الرسالة الأولى من يو دونغ، وسرحت أفكاره بعيدًا.
ثم، رنّ هاتفه فجأة.
حدّق شيا فنغ فيه لبعض الوقت، ثم أجاب المكالمة.
“شيا فنغ، ماذا تعني بإرسال هذا البريد لي؟”
عاد شاو ييفان إلى منزله بعد يومٍ حافل، ليجد أن شيا فنغ قد كلّفه بمهمة دون إخطار. لم يكن سعيدًا، وبدأ يتذمر: “لم ترسل لي شيئًا، لماذا يجب أن أكون أنا من يستلمه؟”
“أليس لدى يو دونغ رخصة قيادة؟”
“هل تحتاج إلى رخصة قيادة لتستقل سيارة أجرة؟” قال شاو ييفان، “اشتريتَ لها الكثير من الأشياء وأرسلتها، لكنها احتُجزت في الجمارك. لماذا عليّ أنا استلامها؟ أنا مشغول بإنقاذ الأرواح ومعالجة الجرحى!”
“ألا ترغب بلقاء زميلة يو دونغ في الصف؟” سأل شيا فنغ.
“……” لم يستطع شاو ييفان الرد. “هل تعدني أن تعرّفني عليها؟”
“سنتحدث عندما أعود، لكن عليك أن تُظهر نفسك وتنشر سحرك أولًا!” ضحك شيا فنغ.
“لقد لاحظتُ ذلك آخر مرة، لكنك حقًا لا تتصرف بطريقة طبيعية مع يو دونغ.” قال شاو ييفان فجأة.
“هل أنت متأكد أنك تريد مناقشة هذا معي أثناء مكالمة دولية؟”
“تبًا! نسيت!” صرخ شاو ييفان، “سأستلم الأشياء غدًا، لكن عليك أن تحوّل لي رسوم الجمارك!”
“بخيل!”
“كن ممتنًا أنني لم أطلب أجرًا على العمل!” تذمر شاو ييفان، وكان على وشك إنهاء المكالمة حين ظهرت عدة رسائل في MSN. فسأل شيا فنغ: “هل التقيت بآن آن؟”
“ما الأمر؟” لاحظ شيا فنغ تغيّر نبرة شاو ييفان.
“آن آن ترسل لي رسائل تسأل عنك.” قرأ شاو ييفان الرسائل وقال: “تقول إنك كنت غاضبًا منها كثيرًا، وإنكما التقيتما مرتين ولم تُظهر أي اهتمام. وتقول أيضًا إنك كذبت عليها وأخبرتها أنك متزوج، وتطلب مني أن أتوسط بينكما.”
“لا تتدخل في الأمر أكثر.” عبس شيا فنغ.
“من يريد التدخل؟” قال شاو ييفان، “لكن عليك أن تُنهي هذا الأمر.”
تذكر شيا فنغ المرتين اللتين التقى فيهما آن آن، ثم قال: “إذن أخبرها أنني متزوج فعلًا.”
“كيف لي أن أقول ذلك؟” رفض شاو ييفان.
“فقط أخبرها أنني متزوج فعلًا، وأنك رأيت شهادة الزواج.”
“لا رجعة في ذلك!” تفاجأ شاو ييفان.
“من الأفضل أن لا نزيد هذا الوضع تعقيدًا!”
“فكر بالأمر جيدًا، ألست خائفًا من أن تندم لاحقًا؟” سأله شاو ييفان، “لقد كنت مع يو دونغ شهرًا واحدًا فقط، قضيتَ معظمه خارج البلاد. بينما كنت مع آن آن لسنوات.”
“سواء ندمتُ أم لا، لا أريد أن أترك لنفسي طريقًا للعودة، فهذا لن يكون عدلًا لأيّ أحد!”
“في أي عصرٍ تعيش؟ لماذا أنت قديم الطراز هكذا؟!” شتمه شاو ييفان بعينيه.
“عندما يتعلّق الأمر بالزواج أو الحب، فبالنسبة لي، يجب أن يكون الأمر واحدًا لواحد.” قال شيا فنغ بحزم.
✦・゚:‧₊˚.❀.˚₊‧:・゚✦
ترجمة:
Arisu-san