ولادة جديدة على ابواب مكتب الشؤون المدنية - الفصل 12
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
ولادة جديدة أمام أبواب مكتب الشؤون المدنية
الفصل الثاني عشر: ⦅قصائد الحب♡⦆
✦・゚:‧₊˚.❀.˚₊‧:・゚✦
حين عاد شاو ييفان إلى المستشفى، فكّر بجدية أن شيا فنغ قد تزوج امرأة غير عادية. لم يكن يفهم ما الذي تخطط له يو دونغ، وبدأ يشعر بالقلق على صديقه المقرب.
“لماذا تهزّ رأسك؟ هل رأيت يو دونغ؟”
حين عاد شيا فنغ إلى المكتب بعد حديثه مع المدير، رأى شاو ييفان يهزّ رأسه، فسأله.
“رأيتها.”
نظر شاو ييفان إلى شيا فنغ وكأنه يريد أن يقول المزيد، لكنه لم يفعل.
“ما خطب وجهك؟”
شعر شيا فنغ أنه يبدو وكأن شيئًا عالقًا في حلقه.
“…أريد أن أراك أكثر!”
“ما هذا القرف؟!” قال شيا فنغ فجأة وقد شعر بعدم الارتياح.
“على أية حال، هل قالت يو دونغ شيئًا؟ هل شرحتَ لها نيابة عني؟”
سأل شاو ييفان فجأة:
“هل يهمك رأيها؟”
ردّ شيا فنغ بنفاد صبر:
“لقد خرجتَ لأقل من عشر دقائق، كيف فقدتَ عقلك في الطريق؟ ما هذه الأسئلة التي لا معنى لها؟”
قال شاو ييفان، وهو يشعر أن ذكاءه قد تراجع أمام نظرة يو دونغ:
“هذا ممكن!”
قال شيا فنغ: “انسَ الأمر! سأتصل بها بنفسي.”
وأخرج هاتفه وهو يقول ذلك.
“آه، لا داعي، لقد رأيتها وشرحت لها بالفعل.”
أوقفه شاو ييفان قبل أن يتصل، ثم قال:
“لقد أدركت فجأة أنك ويو دونغ مناسبان تمامًا لبعضكما البعض.”
سأله شيا فنغ بدهشة:
“ألستَ من كان سيكتفي بالمراقبة؟ ما هذا الإدراك المفاجئ؟”
هاها، لقد رأيت الوجه الحقيقي لزوجتك. هذا محتوم. عاجلًا أو آجلًا، ستقع تحت سطوتها.
“بالمناسبة، هل تحدث معك المدير عن برنامج التبادل في أمريكا؟”
غيّر شاو ييفان الموضوع.
أومأ شيا فنغ وقال:
“قال المدير إن الخبيرَين الأمريكيين كانا مهتمين كثيرًا بخطتي العلاجية الجديدة، لذا وجّها لي دعوة للولايات المتحدة.”
قال شاو ييفان بانبهار:
“رائع! الآخرون يدرسون جاهدين للحصول على فرصة، أما أنت فقد دُعيت مباشرة. الفارق كبير!”
قال شيا فنغ بحدة:
“اخفض صوتك، أو ستجلب عليّ الحسد!”
ضحك شاو ييفان وقال:
“ما بك؟ بصفتك عبقريًا، عليك أن تتحمّل حسد العوام!”
ولما رأى غضب شيا فنغ يتصاعد، تراجع وقال:
“حسنًا، حسنًا، لن أقول شيئًا بعد الآن. إذًا ستذهب لأمريكا الشهر المقبل؟”
“نعم.”
أومأ شيا فنغ وأضاف:
“لم يتبقَّ سوى أيام قليلة. لا زال عليّ تجهيز بعض الأوراق، ساعدني فيها.”
حين عاد شيا فنغ إلى المنزل، كانت الساعة الواحدة صباحًا.
الغرفة كانت خالية، والمصباح الصغير على المكتب لا يزال مضاءً.
بدّل شيا فنغ حذاءه، وأخرج هاتفه، ثم فعّل وظيفة الراديو فيه، وضبطه بمهارة على قناة يو دونغ، فبدأ صوتها الناعم يملأ المكان.
قالت يو دونغ باحتراف:
“مرحبًا بالجميع، أنتم تستمعون إلى FM9666، هذا برنامج شبح منتصف الليل مع المذيعة سمكة الجيلي.”
ثم التقطت ظرفًا بيدها وأكملت:
“مر وقت منذ بدأت تقديم شبح منتصف الليل، ورغم أن سمكة الجيلي تعترف بأنها مذيعة موهوبة، لم أتوقع أن أتلقى رسالة مستمع بهذه السرعة. عندما سلّمني الفريق الرسالة، شعرت بالدهشة.”
“فلنرَ الآن ما كتبه صديقنا المستمع.”
فتحت يو دونغ الظرف، ووجدت بداخله ورقة نقدية من فئة 100 دولار مع الرسالة.
احمرّ وجه يو دونغ قليلًا وقالت:
“يبدو أننا سنتغاضى اليوم قليلًا. هذه رسالة حب من فرانك، من فرنسا، لفتاة صينية يعجب بها. تقول الرسالة إنهما أصدقاء بالمراسلة منذ أكثر من عشر سنوات. ومن أجل حبيبته، تقدّم فرانك لجامعة في الصين، وهو يدرس الآن اللغة الصينية في مدرسة لغات.”
“حاول فرانك ترجمة رسالته باستخدام بايدو، وقد تمكنتُ من تقريب المعنى ورؤية نواياه.”
ثم أضافت يو دونغ:
“لكن أود أن أذكّر صديقنا الأجنبي، إذاعتنا لا تقبل المال، لذا لا داعي لإرفاق 100 دولار مع رسالتك في المرة القادمة.”
وأثناء حديثها، بدأت شاشة حاسوبها تعرض رسائل من المستمعين.
قالت يو دونغ وهي تبتسم:
“يبدو أن صديقنا الأجنبي يعرف شيئًا عن العادات الصينية، فحتى المظاريف الحمراء أصبحت شهيرة في الخارج، آه! لقد تصفحتُ رسالة الحب بسرعة، ويقولون إن الفرنسيين جميعًا رومانسيون، ويبدو أن ذلك صحيح!”
وكعادتها، تجاهلت يو دونغ سيل الرسائل وتابعت بنبرة مازحة:
“غدًا سأتبرع بهذا المال للهلال الأحمر. شكرًا لك على دعمك للأطفال.”
ثم قالت:
“والآن، فلنقرأ الرسالة. إنها قصيدة حب. من بول إيلويّا، شاعر فرنسي مستقبلي، وعنوانها: لا أمنية لي سوى أن أحبك.”
***
Je n’ai envie que de t’aimer
Je n’ai envie que de t’aimer
Un orage emplit la vallée
Un poisson la rivière
Je t’ai faite à la taille de ma solitude.
Le monde entier pour se cacher
Des jours des nuits pour se comprendre
Pour ne plus rien voir dans tes yeux
Que ce que je pense de toi
Et d’un monde à ton image
Et des jours et des nuits réglés par tes paupières
***
لا أمنية لي سوى أن أحبك
ملأت العاصفة الوادي،
وملأ سمكٌ النهر.
قد خلقتكِ على مقاس وحدتي.
العالم كلّه للاختباء،
أيام وليالٍ كي نفهم بعضنا،
كي لا أرى في عينيكِ شيئًا
سوى صورتي عنك.
وعن عالمٍ على شاكلتك،
وأيامٍ وليالٍ تضبطها جفونك.
****
قبل ولادتها من جديد، كانت يو دونغ تمر بفترة انبهار بالأفلام الفرنسية. تعلمت بعض الفرنسية، لكن مستواها لم يكن ممتازًا، بل اكتفت بإتقان النطق.
لذا قرأت يو دونغ القصيدة بسلاسة، ما صدم كل من كانوا يستمعون إلى شبح منتصف الليل.
حتى وإن لم يفهموا معناها، فقد سحرهم صوت يو دونغ الآسر.
وحين بدأت تقرأ النسخة الصينية من القصيدة، انفجرت شاشة الكمبيوتر برسائل المستمعين:
“المذيعة رهيبة، تعرف تقرأ فرنسي!”
“كم لغة يجب أن يعرفها المذيع في هذه الأيام؟”
“صوتها جميل جدًا!”
“القصيدة رومانسية للغاية، أريد حبيبًا سريًا أيضًا!”
ابتسمت يو دونغ بعد قراءة التعليقات وقالت:
“فتاة فرانك، إن كنتِ تستمعين، فلا بد أنكِ تلقيتِ كل حبّه. فتى بهذا اللطف لا يجب أن يُرفَض بهذه السهولة، آه!”
…
“يبدو أن برنامج اليوم تمحور حول الحب.”
قالت يو دونغ، “وقبل أن نُنهي حلقة الليلة، خطر ببال سمكة الجيلي عبارة ما.”
“أنا في انتظار شخصٍ يستطيع أن يوقف وحدتي، كي لا تجعلني أغاني الحب الحزينة أرغب في البكاء.”
“إن قابلتَ مثل هذا الشخص، فلا تدعه يرحل! على الأرجح، أنك قد وقعت في حبه فعلًا!”
قالت يو دونغ بابتسامة:
“حسنًا، إلى هنا ينتهي شبح منتصف الليل لهذا اليوم. سمكة الجيلي تلتقيكم في نفس الموعد غدًا!”
كان شيا فنغ مستلقيًا على الأريكة، يحمل كوبًا من الماء المحلّى بالعسل، يستمع إلى يو دونغ وهي تتحدث عن الحب.
ورغم أن القصيدة كُتبت لفتاة يحبها غريب في الخفاء، إلا أن شيا فنغ وجد نفسه مستغرقًا في حديث يو دونغ.
وكأن شراب العسل في يده تحوّل إلى خمر، إذ بدا قلبه سكرانًا بالحب.
…..
“أوه، عدتِ لتوّك أيضًا؟”
قالت يو دونغ بدهشة حين دخلت الشقة ورأت شيا فنغ لا يزال جالسًا على الأريكة.
التفت شيا فنغ نحوها، ولاحظ أنها ترتدي ثوبًا لم يره من قبل، فسألها:
“هل اشتريتِ ملابس جديدة؟”
أجابت وهي تبدّل نعليها:
“أتعجبك؟ لقد أنفقت كل مالي على هذا الفستان، ولهذا طلبت منك تسوية فاتورة المطعم.”
تذكر شيا فنغ ما حدث وقت العشاء، وقال معتذرًا:
“آسف لأني لم أستطع الذهاب بنفسي اليوم!”
قالت يو دونغ ببساطة:
“لا بأس، الدكتور شاو قال إن مديرك أراد التحدث إليك بشأن أمر مهم.”
شرح شيا فنغ:
“كان ذلك بخصوص ذهابي إلى الولايات المتحدة في برنامج تبادل. مستشفانا يشارك سنويًا في برنامج تبادل دراسي مع مستشفى إدوارد في أمريكا. لم أكن لأتأهل هذا العام، لكن بفضل الملفات التي ترجمتِها لي في المرة الماضية، جذبتُ انتباه بعض الخبراء الأمريكيين، فحصلت على فرصة المشاركة.”
أجابت يو دونغ بحزم:
“أنا فقط ترجمتُ أوراقك، ما أثار اهتمامهم هو بحثك أنت.”
قال شيا فنغ بجديّة:
“شكرًا لكِ على كل حال!”
رفعت يو دونغ عينيها بتساهل وقالت:
“حسنًا، عندما تسافر إلى أمريكا، أحضِر لي شيئًا.”
“حسنًا!” ردّ فورًا دون تفكير، “ما الذي تريدينه؟”
بدأت يو دونغ تعدّد:
“بعض الكريمات، أقنعة للوجه، أحمر شفاه، عطور…”
ثم توقفت وقالت:
“في الواقع، انتظر قليلاً، سأعدّ لك قائمة.”
ضحك شيا فنغ وقال:
“موافق!”
كان مستعدًا تمامًا لتدليلها.
شعرت يو دونغ بالنعاس وتثاءبت دون أن تتمالك نفسها.
قال شيا فنغ:
“الوقت تأخر فعلًا، هيا نخلد للنوم!”
“نعم، تصبح على خير!”
قالت ذلك وهي تتجه إلى غرفتها وهي شبه نائمة.
“تصبحين على خير!”
في الواقع، حين عاد شيا فنغ إلى المنزل بعد مناوبة مرهقة، كان مرهقًا تمامًا. حتى هو نفسه لم يفهم كيف انتهى به الحال جالسًا على الأريكة يستمع لبث يو دونغ الإذاعي.
كانت يو دونغ لغزًا. فهي ليست فتاة ساذجة لا تفهم الحياة، بل تخفي خلف هدوئها لمحة من الرقي والحكمة، لا يمتلكها إلا القليل من الخريجين الجدد.
وهو يفكر في كلمات يو دونغ الأخيرة في بث الليلة، لم يستطع شيا فنغ إلا أن يتساءل:
هل يمكن أن تجمعنا يومًا علاقة كهذه؟
***
في اليوم التالي، وقت الظهيرة، في كافيتريا المستشفى.
كان شاو ييفان وشيا فنغ جالسَين معًا، يأكلان ويتحدثان عن بعض مرضاهما. وبعد برهة، غيّر شاو ييفان الموضوع قائلًا:
“استمعت إلى بث يو دونغ الليلة الماضية، إنها متعددة المواهب فعلًا. قلتَ إنها ترجمت لك مستنداتك إلى الإنجليزية، ثم ذهبت لتقرأ قصيدة حب فرنسية بطلاقة على الهواء!”
رفع شيا فنغ حاجبيه وقال:
“لماذا كنتَ مستيقظًا منتصف الليل تستمع لبث زوجتي بدلًا من النوم؟”
ردّ شاو ييفان ساخرًا:
“هيه، تتحدث وكأنني السيد وانغ¹ من الشقة المجاورة!”
ثم ارتجف فجأة من الفكرة، قبل أن يستوعب ما قاله شيا فنغ للتو:
“مهلًا، زوجتك؟ هل بدأت تناديها بـ… زوجتك؟”
قال شيا فنغ بهدوء:
“زوجتي، وما المانع أن أنادي زوجتي بزوجتي؟”
هزّ شاو ييفان رأسه وقال متنهّدًا:
“آه… كنت أظن أنك ستقاوم قليلًا، لكن لم أتوقع أن صديقي العزيز قد سقط في يد العدو بهذه السرعة.”
قال شيا فنغ بحدة:
“ما الذي تهذي به؟ نبرتك مريبة جدًا.”
قال شاو ييفان بحزن:
“لا شيء…”
ثم أضاف بأسى:
“أين تظن أن فتاة قدري تختبئ؟ هل سأبقى وحيدًا إلى الأبد؟”
لم يكن يريد أن يقضي بقية حياته يتلقى “طعام الكلاب”!
ردّ عليه شيا فنغ متذكرًا:
“ألم تكن تتفاخر بأن نصف الممرضات معجبات بك؟”
هزّ شاو ييفان رأسه وقال:
“أنا رجل بمبادئ. لا أواعد زملائي في العمل. إن افترقنا، سيكون العمل ساحة محرجة جدًا!”
رن الهاتف.
أجاب شيا فنغ فورًا، وعندما رأى أن المتصلة هي يو دونغ، أسرع بالرد.
“شيا فنغ، هل أنت في المستشفى الآن؟”
“نعم!”
“لديّ صديقة تشعر بألم شديد، حالتها سيئة جدًا. هل يمكنك مساعدتي بإيجاد مكان ترتاح فيه لبعض الوقت؟”
“أين أنتما؟”
وقف شيا فنغ على الفور.
“نحن في قسم العيادات الخارجية!”
“انتظريني، أنا في طريقي الآن!”
قال ذلك وهو يسرع بالمغادرة.
صرخ شاو ييفان خلفه:
“إلى أين تذهب؟ لم تنهِ طعامك بعد!”
✦・゚:‧₊˚.❀.˚₊‧:・゚✦
✧ ❖ ملاحظة ❖ ✧
⟪السيد وانغ “من الشقة المجاورة” هو تعبير ساخر يُستخدم للإشارة إلى رجل يتسلل إلى زوجات الآخرين.⟫
ترجمة:
Arisu-san
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.