عائد إلى الحياة الماضية - الفصل 29

 الفصل 29

المترجم : IxShadow

كان التل شديد الوعران لدرجة أنه لم يتواجد شيء هناك ، حتى القبور. وصلت الأعشاب التي تنمو في كل مكان إلى خصري ، بينما سدت الأشواك وأشجار البلوط الطريق. الدم تسرب من الخدوش السطحية التي أحدثوها. كانت الأرض زلقة كليًا حيث ذاب الجليد وتجمد مرة أخرى ، وكومة من الثلج غطت الجليد. كان من الصعب تحديد المخاطر الخفية بعيني.

على عكس الماضي ، لم يقم الجنود بعد بجر المستيقظين إلى مدخل الدهليز بأمر من الحكومة. هذا المكان أصبح مختلفًا تمامًا عما كان عليه منذ عقود.

***

الحكومة كانت قوية عندما جئت إلى هذا التل لأول مرة في حياتي الماضية بسبب القانون العسكري ، الذي يبدو أنه لم يعد موجودًا ، وكنت أنا القوة الاحتياطية الوحيدة التي تم استدعاؤها. وزارة الدفاع الوطني أدارتني في ظل نظام أكثر صرامة من الجنود العاديين منذ أن نجوت من الاختبارات التجريبية.

كان ذلك العام الذي تعاملت فيه وزارة الدفاع الوطني مع المستيقظين مثل الموارد الاستراتيجية. لم تكن هنالك أبحاث كافية حولنا ، وحتى نحن المستيقظون لم نكن نعلم مقدار ما يمكننا القيام به. لا أحد عرف مقدار الإمكانات التي لدينا. لو علموا من قبل ، لكانوا قد عاملونا بطريقة مختلفة تمامًا. كانوا سيهدئوننا بالمال والكلمات التصالحية بدلاً من وضع مسدس على رؤوسنا.

على أي حال ، كانت هذه التلال والدهاليز تحت سيطرة الحكومة. عندما نقلونا إلى هنا لأول مرة ، اعتقدنا أننا أتينا إلى منشأة أبحاث حكومية. كنا نعتقد أننا سنصبح فئران التجارب الخاصة بهم وبحثنا عن فرصة للهروب.

ما زلت أتذكر عندما ناقشنا حول من نقتل كي نهرب ، وكنت قد حددت أهدافي بعيني ، وأدع  المستيقظ الآخر على علم. كنت أخطط لقتل ثلاثة جنود شبان ، كان أحدهم قد أصبح مؤخرًا ضابط غير مكلف ، والآخران عرفاء. جميع أسلحتهم كانت موجهة نحوي ، وكان بإمكاني أن أرى بوضوح أنهم كانوا خائفين من كل حركة قمت بها. ربما حدث شيء ما مع المستيقظين السابقين. انتظرت فرصة. سوف أتعرض لإطلاق النار والقتل في النهاية ، لكنني اعتقدت أن ذلك أفضل من جري إلى المختبر والمعاناة مثل جرذ مدى الحياة.

كان من الطبيعي أننا أسأنا فهم هذا المكان على أنه معمل أبحاث حكومي سري تم إنشائه وتجهيزه بمرافق عسكرية. ومع ذلك ، في الوقت الحالي ، لا زال تلًا بريًا حيث امتدت الأشواك في جميع الاتجاهات. حتى المدخل كان متنكرًا في هيئة مبنى مؤقت بجدران خارجية. يمكن لأي شخص أن يشك في هذه المرافق لأن الحكومة الكورية كانت المالك.

ومع ذلك ، لم تتواجد أي فرصة لمهاجمتهم حتى انتقلنا إلى المبنى المؤقت الذي أخفى مدخل الدهليز. تأخرت خططنا. عندما وقفنا جميعًا أمام المدخل ، أدركنا أننا لم نأت كجرذان بل كجنود.

***

” أين منقار النسر… “

بغض النظر عن مدى صعوبة محاولتي التذكر ، كان ذلك عديم الفائدة عندما غطت الأعشاب والأشواك التل. لم يكن هنالك طريق ، ولم أستطع قطع كل شجرة على هذا التل بأكمله بمفردي. لهذا السبب دعوت مُنْشَآتٌ إيلجو عند مدخل القرية الريفية أسفل التل.

” كان السفر إلى هنا صعبًا للغاية. مرحبًا ، اسمي تشوي تشول-مين . “

أنظمة تحديد المواقع لم تنتشر في هذه الفترة الزمنية ، لذلك كان قد وصل عند غروب الشمس بعد الحصول على الاتجاهات من الناس. رأى وجهي المحمر بسبب رياح الشتاء ، ثم لوح لي كي أدخل مقصورة قيادة شاحنته. قمت بتدفئة نفسي بالمدفأة ووجهته إلى التل. سافرنا عبر الطريق الضيق بعد اجتياز القرية. لقد كانت رحلة خطيرة للغاية حتى وصلنا إلى منتصف التل.

أوقف السيد تشوي شاحنته على المنحدر الحاد كما قال ، ” لا يمكننا القيادة من هنا للأعلى. “

سافرنا بأقصى ما نستطيع لأن الطريق الصعب جعلنا ننزلق عدة مرات. كان وجهه متيبسًا ، لكن صوته لا زال مشرقًا منذ أن أخبرته أن جميع المناطق التي مررنا بها حتى الآن كانت تحت إدارتي.

” لنبدأ البناء هنا ونشق مسار دخول جديد. ” أشرت إلى منطقة البناء ، ويبدو أن حجمها أكبر مما توقعه السيد تشوي. كان هذا عمل أتى خلال أزمة صندوق النقد الدولي ، والذي كان وقتًا لم يكن من الممكن فيه العثور على عمل على الإطلاق.

لقد ابتلع بشدة لدرجة أنني رأيت تفاحة آدم تتمايل.

” هل تعتقد أنه يمكنك التعامل معه ؟ عليك أن تبدأ على الفور لأنه ، كما ترى ، الحجم ضخم ، وهو فصل شتاء. ” قلت.

اتصلت بـ مُنْشَآتٌ إيلجو بعد تصفح المعلومات الإقليمية. كان علي أن أجمع العطاءات وأن أقضي الوقت في اختيار الأفضل ، لكنني أردت التعامل مع الأمر بهدوء وبسرعة دون أي ضجيج. بناءً على رد فعله ، لم يكن قد قاد إنشاءات بهذا الحجم من قبل.

كانت مفاجأته حتمية لأن إيلجو كانت مجرد شركة صغيرة ، لذلك كان هذا أشبه بتحقيق الجائزة الكبرى بالنسبة له.

” طبعا طبعا ! “ أجاب على عجل بلهجة.

لم يكن حجم شركة الإنشاء مهمًا بالنسبة لي. عانت الشركات الصغيرة عادة بسبب قلة العملاء والعمل. ومع ذلك ، هم قادرين على توسيع حجمهم إذا حصلوا على وظائف من خلال الاتصال بفريق ذهبوا معه للشرب ، فريق عملوا معه من قبل ، وفريق آخر دعاهم شخص إليهم.

عدنا إلى الشاحنة ، وسلمت بطاقة أعمال إستثمارات جيون–إيل المزيفة. لم أكن أرتدي بدلة ، وكان وجهي شابًا رغم تمتعي بلياقة بدنية كبيرة. لم يثق بي ، وأصبح موقفه أكثر حذرًا بعد رؤية بطاقة العمل.

لم تكن هنالك حاجة لإظهار المستندات لإثبات ملكيتي ، ولكن بما أنني اضطررت إلى إظهارها على أي حال ، فقد أخرجتها من حقيبتي. قطع الأشجار والزراعة تحتاج تصاريح من الحكومة الإقليمية وبرنامج معتمد.

فحص السيد تشوي الملف ونظر إلي بعناية بعيون عصبية. لم يكن علي أن أوضح أني أملك حتى كامل الصلاحيات على موقع البناء.

قلت : ” أنا أبحث عن شركة تتقدم أيضًا بطلب للحصول على التصريح ، ولهذا السبب سألتك عما إذا كان بإمكانك التعامل مع هذا الحجم وإعطائي تقديرًا. “

” نعم بالطبع! “ كانت أصابعه ترتجف ، ورغم أن صوته كان مرتفعًا ، فقد اهتز أيضًا.

” لا يمكنني منحك الكثير من الوقت لأننا في عجلة من أمرنا مع البناء. هذا هو السبب في أننا نتقدم مع الشركات الإقليمية في الإجرائات دون جمع العطاءات ، لكن هذا لا يعني أننا سنختار أي شركة. هل فهمت ؟ “ انا سألت.

أجاب على الفور : ” أوه نعم. “

” هل يمكنك أن تعطيني التقدير بحلول الغد؟ “ تساءلت.

ابتسم ، ” نعم ، سأتصل بك على هذا الرقم! “

” نود الحفاظ على الهيكل الأصلي بدون تنسيق المناظر الطبيعية. يرجى الحصول على تقدير بهذه الطريقة ، وهل تنجزون أيضًا المباني؟ ” سألت.

” نعم… نعم! نحن نفعل كل شيء! ” رد.

قلت: ” أوه ، ومن ثم يمكنك أيضًا تمهيد الطرق. “

التزم السيد تشوي الصمت لمدة دقيقة ، إهتاجت فتحتي أنفه وهو يغمض عينيه. كان تنفسه عالياً لدرجة أنه اخترق ضجيج المحرك. أخذ التل ، تمهيد الطريق ، والأن بناء مبنى ؟ بالتأكيد كانت فرصة السيد تشوي لحياة كاملة ، وكان هنالك حبل ذهبي أمامه مباشرة.

واصلت ، ” الرجاء تسريع وقت الانتهاء قدر الإمكان. سأحصل على تقديرات من شركات أخرى لكنني لن أخطرهم هكذا. أريدك أن تتولى هذه الوظيفة ، ونحن نعطي الأولوية للوقت على المال. “

بدا السيد تشوي سعيدا. لفتت انتباهي صورة له ولابنته في حفل تخرجها من المدرسة الابتدائية في مقعد السائق. ربما تم أخذها بواسطة زوجته التي وافتها المنية.

قلت له : ” إنه وقت عصيب على الآباء ، لذا من فضلك أرسل لي تقديرًا جيدًا. “

الدموع انهمرت من على عينيه رغم عدم تحديد أي شيء بعد.

***

السيد تشوي كان متحمسًا للغاية. كان قد حلق لحيته ، قص شعره وأصدر عطر خفيف من منعم الأقمشة. شرح خطته للبناء لفترة طويلة ، وبما أن مُنْشَآتٌ إيلجو كان لديها خيارات محدودة ، فقد بدأ الحديث من خلال الكشف عن كل شيء مثل مكان استئجار المعدات والشركات التي يجب جلبها كشركاء.

” حسنًا ، دعنا نوقع العقد. “

عندما أكدت له الإجابة ، فتح عينيه وأغلقهما. كل شيء سار بسرعة بعدها حيث جاءت المعدات في اليوم التالي. كانت مسؤولية السيد تشوي طمأنة القرويين لتجنب أي نزاعات عند الوصول إلى التل عبر قريتهم الصغيرة. الشيء الجيد الوحيد هو أن الثلج قد توقف عن التساقط بالأمس.

من أجل تسريع وقت الانتهاء ، تم بدأ إزالة الثلج في نفس الوقت. لقد طلبت السرعة ، لذلك تواجد الكثير من العمال ، بدا وكأننا سندفع التل بعيدًا.

في غضون ذلك ، لم يكن القرويون ضمن الموقع سعداء. قام السيد تشوي بمنح رئيس عمال القرية بعض المال كتعويض ، لكن القرويين فكروا بشكل مختلف. عند مدخل التل ، كانت هناك أرض يستخدمها القرويون كحقل دون إذن. أيضًا ، تم استخدام التل لتعليف الفطر و اليشت اليباني ، وكان يستخدمه القرويون في تربية النحل. رغم كونها أرضًا خاصة ، إلا أن الأمور ستصبح معقدة إذا تم تقديم شكاوي مدنية من قبلهم.

اتصلت بالسيد تشوي ، الذي كان مشغولاً في الموقع.

قلت له : ” لا توجد قاعة للقرية هنا ، وأريدك أن تبني واحدة لتهدئة القرويين. “

” قاعة قرية ؟ ليس عليك الذهاب إلى هذا الحد لأنني تحدثت مع رئيس عمال القرية. “

قلت ، ” أوه ، أعتقد أنني لم أخبرك. سنغلق الجزء السفلي من التل بسياج سلكي. “

السياج السلكي البشع سيزعج القرية. ستكون هنالك علامات تحذير مخيفة وستتأرجح كاميرات المراقبة وتلتقط عدسات الفلاش. أي نوع من القرية تريد أن ترى هذا ؟ بصرف النظر عن الشكاوي ، لن أتمكن من المخاطرة بكشف الدهليز.

” المنطقة بأكملها ؟ “ سأل السيد تشوي.

أجبته : ” نعم ، سأغلق المدخل تمامًا حتى لا يتمكن أحد من الدخول إلى هنا. “

كان من غير المسبوق أن يتم السيطرة على تل عادي بهذا الشكل. بدا السيد تشوي مندهشا بما يكفي كي لا يعلم بماذا يرد الآن.

” نحن مُفاجئون في بعض الأحيان لأن الشركة مؤسسة أجنبية. ستكون الأمور سيئة للغاية لدرجة أنه من المحتمل أن ينتهي بنا المطاف في المحكمة ، لذلك يجب أن نبني قاعة قرية. نظرًا لأنك أكبر سنًا وتبدو أكثر موثوقية ، يرجى شرح هذا جيدًا لشيوخ القرية. سأعهد لك أيضًا قاعة القرية. “ قلت.

غرقت عيون السيد تشوي بالدموع مرة أخرى منذ أن الاقتصاد أصبح مروعا. ربما كان مشغولاً بكيفية كسب العيش حتى قابلني.

” حسنًا… ” مسح السيد تشوي عينيه سريعًا كما لو كان محرجًا ، وكانت يداه تخطفان جيوبه بحثًا عن السجائر.

” دعنا نذهب معًا إلى وسط المدينة ونتحدث عن هذا مع فنجان شاي دافئ… “

بعد أن أكمل السيد تشوي المرافق الأساسية ، كنت أخطط لتوظيف شركة إنشاءات ضخمة لجعل هذه المنطقة آمنة إلى المستوى العسكري. كنت أقوم ببناء حواجز خرسانية ، ووضع سياج من الأسلاك الشائكة حول الجدار ، وتركيب كاميرات مراقبة ، حتى لا يدخل أو يخرج شيء.

–