عائد إلى الحياة الماضية - الفصل 26

الفصل 26

المترجم : IxShadow

مر أسبوع على تدمير البورصة في هونغ كونغ. بالأمس ، طلبت الحكومة الكورية رسميًا قرض إغاثة من صندوق النقد الدولي. كل شيء حدث قبل أسبوعين من التاريخ الأصلي لأن كوريا كانت أكثر تضررًا بالوضع من الدول الأخرى.

كان هنالك خبر آخر. كنت على يقين من أن جوناثان سيكون نموذج الغلاف لمجلة فوربس الشهر المقبل ، وقد عاد إلى نيويورك لإجراء مقابلة معهم. ولكن ، هنالك المزيد من الأشياء بالنسبة له. اتصل بي جوناثان بعدها.

< سيون-هـو : قائمة المليارديرات في العالم ؟ >

< جوناثان : نعم ، لن أتمكن من تجنبها لأنهم يستطيعون فعل ما يريدون. يجب أن يكونوا قد بحثوا كثيرًا. حتى أنهم عرفوا عنك يا صن. >

< سيون-هـو : ماذا ؟ >

< جوناثان : لقد علموا بهيكل حوكمة الشركات لدينا. >

< سيون-هـو : كيف حدث ذلك؟ هل يعتقدون أن لديهم الحق في التصرف كمصلحة الضرائب ؟ >

قامت فوربس بتصنيف أغنى أثرياء العالم على النحو التالي. لقد جمعوا آراء من محترفين خارجيين عندما يمتلك مرشح شركة خاصة ، ومن ثم يقومون بحساب سعر السهم في وقت البحث عندما كان المرشح رئيسًا تنفيذيًا لشركة معلنة. في حالة الأشخاص الذين لم يؤسسوا شركات كالرياضيين ، فقد قدروا إجمالي الأصول الحالية بناءً على الأرباح السابقة التي تم الكشف عنها علنًا. إبتداءًا من العام المقبل ، سيتم استبعاد أولئك الذين راكموا الثروة بشكل غير قانوني والعائلات الملكية من القائمة. شركة إستثمارات جوناثان في نيويورك خاصتنا تنتمي إلى الفئة الأولى.

< سيون-هـو : هل تعتقد أنهم يعلمون هويتي  ؟ >

< جوناثان : لو علموا لكان الوضع قد أصبح فوضويا بالفعل. إنهم يعرفون فقط أن واحد وخمسين بالمائة من حيازة نيويورك مملوكة لواحد غير معروف جون دوي. >

< سيون-هـو : هذه مشكلة. إذا علمت مجلة فوربس بهذا ، فسيكون لدى كل شخص في وول ستريت نفس المعلومات. >

< جوناثان: نعم ، إنهم مصدر قلق كبير. سأبذل قصارى جهدي لمنع أي حوادث من شأنها أن تكشف هويتك. أنا بالفعل أوظف متخصصين في هذا المجال ، لذلك لا تقلق. >

< سيون-هـو : إذن ماذا قلت لـ فوربس ؟ >

< جوناثان : لقد قلت أن أي معلومة لديهم صحيحة. بما أنهم يعرفون بالفعل ، لم أستطع إخفاء ذلك عنهم. >

< سيون-هـو : سنكون في موقف صعب إذا استمروا بالحفر. >

< جوناثان: أعلم. >

كنت محقًا منذ أن الشركات الورقية التي قسمناها إلى ملاذات ضريبية لم تكتمل بعد. كانت هنالك بضع أعمال يجب القيام بها لجعلها تبدو كشركات حقيقية. ماذا لو حدث تحقيق ضريبي خاص في هذه اللحظة….

< جوناثان : ستظل مختبئ طوال الوقت. بمعنى آخر ، سيتم تسجيلك فقط بصفتك جون دوي غير معروف. >

< سيون-هـو : ما مقدار معرفتهم بنا ؟ >

< جوناثان : أننا احتكرنا بانكوك ، وأننا ربحنا رهانًا ضد البنوك الكبرى في جميع أنحاء العالم. >

ما زالوا لا يعلمون أننا استفزينا هونغ كونغ وتسببنا في تدمير البورصة. حسنًا ، تم إنجاز ذلك بواسطة شركات ورقية وأنهاها وكلائنا. كان أيضًا استثمارًا قادنا إلى هذه الفرصة. إذا اكتشف أي شخص هذه الحقيقة ، فإن دائرة الضرائب الوطنية ستجري تدقيقًا ضريبيًا خاصًا لشركتنا ، وسيصبح العالم صاخبًا للغاية مع أكبر فضيحة مالية في نهاية عام 1997.

كنت فجأة فخور بجوناثان. كان لا يزال طفلاً لكنه إتبعني جيدًا حتى وهو يحمل عبئًا ثقيلًا على كتفيه.

< جوناثان : فوربس حسبت قيمة شركة نيويورك بـ 22 مليار دولار. كما قلت ، كانوا قريبين جدًا. لذا ، تقدر ثروة جون دوي بحوالي 11.2 مليار دولار ، وتقدر قيمتي بـ 10.7 مليار دولار. سوف يضعوننا في المرتبة الثامنة عشرة والعشرون على قائمة أغنى الشخصيات في العالم. >

سكت جوناثان. رغم أن فوربس أدرجتنا في قائمة العشرين الأوائل ، إلا أننا سنكون أفضل اثنين في العالم إذا قمنا بتضمين عمل الشركات الورقية في تقسيم أموالنا وتضخيمها. صمت جوناثا يعني أنه فهم ذلك.

***

زملائي في الفصل كانوا يقضون وقتًا رائعًا كمراهقين. تظاهروا بأنهم كبار في السن ، لكنهم ما زالوا غير ناضجين وصغار السن. الدول كانت في خطر رغم عدم تواجد بوابات أو وحوش تقتل الناس. إذا كان لدي طفل ، فهل ستتغير وجهة نظري تجاههم ؟

على أي حال ، مُدَرِسَة الصف الخاص بي كانت الوحيد التي ذكرت صندوق النقد الدولي وأزمة النقد الأجنبي في الفصل. تحدثت عنهما لفترة طويلة أمام الأطفال غير الناضجين الذين لم يهتموا سوى بالفتيات والمشاجرات التافهة. لا أحد دفع شظية إهتمام.

النسخة العالمية من مجلة فوربس وجدتها على المنصة أمام مكتبي بعد المدرسة. بدا جوناثان كمستثمر ناجح وهو يبتسم للقراء بينما كان يريح ذقنه بيديه في مكتب وول ستريت.

حتى أن فوربس أطلقت عليه لقب ‘ سَّامِيّ الاستثمارات ‘ لم يترددوا في استخدام كلمة ‘ سَّامِيّ. ‘ المجلات التقنية البارزة ، كفوربس ، وضعت المعاني على كل مفردات وخضعت للتحرير عدة مرات. ومع ذلك ، فقد ذكروا كلمة ‘ سَّامِيّ ‘ أكثر من عشرين مرة في مقابلة جوناثان. لقد كان بالفعل امر غير مسبوق ، لكن لا أحد في وول ستريت سيعارض لقب جوناثان لأن شركته في نيويورك قد نجحت في استثمار لا يستطيع القيام به سوى سَّامِيّ كلي العلم أو متنبئ. مستقبل شركة نيويورك أصبح أكثر إشراقًا من أي وقت مضى. حتى في هذه اللحظة ، دخل المليارديرات من جميع أنحاء العالم إلى الشركة ليصبحوا عملاء لنا.

عندما أوشكت على الانتهاء من قراءة مقابلة جوناثان ، سمعت صوت رجل بجانبي.

قال صوت مألوف : ” مرحبًا. “

أدركت السبب بعد رؤية البطاقة الشخصية حول عنقه. كان عضوًا في فريق إدارة النقد الأجنبي في بنك ديمين. لقد التقينا عدة مرات في المصعد.

قال وهو يشير إلى المجلة : ” إنه يشبه زميلك. “

كان يتحدث عن جوناثان منذ أن التقى به عدة مرات في الأشهر الماضية. ولكن ، توقفت الأمور هناك. كان من الصعب رؤية أوجه التشابه بين نموذج غلاف مجلة فوربس لرجل وسيم مع الرجل الأجنبي المرهق في كثير من الأحيان.

أومأت برأسي وذهبت بعيدًا. لم أكن أهتم إذا ما إعتقد أنني طفل وقح. لم يكن هنالك سبب وجيه لبناء علاقة شخصية مع أي شخص داخل هذا المبنى ، مع كون أحدهم ينتظرني في الردهة.

تعرفت عليها من النظرة الأولى. كان لديها المظهر المثالي الذي طلبته. كانت ساحرة كما لو أنها خرجت للتو من فيلم رومانسي ، وحتى معطف شتوي سميك لا يمكن أن يغطي شكلها المتعرج. بدا مشهدها وهي جالسة على مقعدها أثناء قرائتها لمجلة وكأنه مشهد ستحق التقاط الصور. الجميع من في المبنى ، بمن فيهم حراس الأمن الشباب والأشخاص الذين دخلوا الردهة ، كانوا منشغلين بإختلاس نظرة خاطفة عليها.

رفعت رأسها وأنا أقف أمامها ، صافحت يدها أولاً.

” آنسة. جايمي؟ ” سألت.

رغم أنها تبدو آسيوية ، لكنها لا تستطيع التحدث باللغة الكورية لأنها ولدت وترعرعت في الولايات المتحدة الأمريكية. لقد تواصلنا باللغة الإنجليزية.

قلت : ” لقد كنت في انتظارك. “

لقد طلبت ثلاثة شروط للشخص الذي سيصبح الرئيس التنفيذي لشركة إستثمارات جيون–إيل. أولاً ، كان لابد من الاعتراف بقدرته في مجال استثمار عقاري كبير أو مؤسسة استشارات. ثانيًا ، يجب أن تكون أنثى آسيوية جميلة. أخيرًا ولكن الأهم ، كان عليها التحلي بالمرونة الكافية لتحمل المعاملات غير القانونية من أجل نجاحها. كنت أبحث عن شخص استوفى هذه الشروط منذ أوت ( أغسطس ) ووجدتها في النهاية.

 البحث عن الأشخاص المؤهلين لأول شرطين كان أمرًا سهلاً ، لكن عليّ أن أتعمق في أكاذيب الأشخاص في سيرهم الذاتية واستخدم النقود السوداء للحصول على سجلاتهم التجريبية لمعرفة ما إذا كانوا قد استوفوا الشرط الثالث. اقتباس غير مقتبس ، تم الحكم عليها بالسجن مسبقًا ثم تم إطلاق سراحها مؤخرًا من السجن.  الجريمة كانت خيانة الثقة. وحُكم عليها بالسجن لمدد قصيرة بسبب الإهمال المهني في اختلاس صاحب عملها السابق ، الذي كان الرئيس التنفيذي للشركة. لن يتغير الناس بسهولة حتى بعد السجن.

أخذتها إلى المقهى القريب. منذ أن كانت المرة الأولى لها في كوريا ، وقفت بجواري كما لو كانت في جولة. بدت وكأنها تفهم سبب استدعائها إلى هنا ، وقد استمتعت بنفسها وهي تنظر حول المباني الشاهقة ومراكز التسوق. في نظرها ، بدت جميع العقارات في الشارع وكأنها بيع بسعر خاص لمرة واحدة.

” هل هذا أنت ؟ “ سألتني عندما وصلنا إلى المقهى.

لقد أدركت أنه لا يوجد أحد في انتظارنا وجلست أمامي بابتسامة كبيرة.

بدت متفاجئة لأنني كنت شابًا جدًا، ” يجب أن تكوني المستجوب.. “

” أريد أن أسألك شيئًا أولاً. هل هنالك قرار داخلي لتوظيفي ، أم لدي منافسون؟ ” سألت بموقف جريء.

أجبتها ، ” لم نكن لنرسل لكِ تذكرة عمل لو كانت مقابلة بسيطة. لقد قررنا بالفعل تعيينك. “

” هممم… ” أصبحت في تفكير عميق.

قلت : ” سجلك الإجرامي لم يكن تحت التدقيق. ” ، فتحت جايمي عينيها على مصراعيها كما لو كنت أقرأ أفكارها.

” ركزنا على مظهرك وخبرتك المهنية في ويلشاير لاند. كنا بحاجة إلى امرأة آسيوية رائعة المظهر  تتخص في العقارات كرئيسة تنفيذية لدينا. لحسن الحظ ، وجدناك أنتِ من تفين بمعاييرنا في شركة. أنا متأكد من أنكِ تفهمين سبب وضعنا للجمال كشرط. ” قلت.

ابتسمت جايمي بشكل جذاب بدلاً من الإيماء.

عندما عملت في ويلشاير لاند ، شرعت في استثمار واسع النطاق داخل آسيا. سبب بقاء إدارتها هو جمالها الآسيوي. بعبارة أخرى ، ستكون خبيرة استراتيجية ولكنها أيضًا ستعمل كدرع. سيؤدي ظهورها إلى تغيير الآراء السلبية حول إستثمارات جيون–إيل إلى آراء إيجابية.

قلت لها ” بالطبع ، قدراتك هي أولوية قصوى ، وقد أكدناهم بالفعل. “

كانت عيون جايمي مشرقة منذ أنها تمكنت أخيرًا من تقدير حجم الشركة التي ستنضم إليها كرئيسة تنفيذية. المقياس كان كبيرًا لدرجة أنه كان على الشركة أن تكون على دراية بآراء الجمهور عنها طوال الوقت. ومع ذلك ، كنت أنا على يقين من أن الدولارات التي سنجلبها إلى كوريا ستكون أعلى بعدة مرات من تقديرات جايمي.

قالت جايمي : ” ما زلت لم أسمع اسم الشركة. “

أجبته ، ” إنها تسمى إستثمارات جيون–إيل. “

” الاستثمار العقاري هو تركيزهم الرئيسي ، صحيح ؟ “ هي تساءلت.

” لا بد أنكِ لم تسمعي أبدًا عن اسمها لأنها مؤسسة جديدة تدخل كوريا. لقد انتهينا من مذكرة تفاهم مع المتعاقدين معنا.” أجبتها.

سألتني ، ” كم عدد الموظفين ؟ “

” كما ذكرت ، لم يتم إنشاؤها بعد. يمكنكِ تنظيم الفريق كما تريدين. يمكنك إحضار الفريق الذي اعتدتِ العمل معه ، أو يمكنك شراء مؤسسة استشارية كورية. “ أجبتها : ” سوف نضمن الإدارة الحرة للأموال. “

اهتزت أكتاف جايمي كما توقعت. قبضتها المشدودة قليلاً على الطاولة ارتعشت. كانت فرصة عظيمة لها. لقد ظننت بأنها ستصرخ بفرح عندما تفتح شفتيها ، لكنها سرعان ما استعادت رباطة جأشها وسألت ، ” هل هنالك أي مستندات يمكنني تأكيدها ؟ “

أجبت ” بالطبع. “

أخرجت مجلد مستندات بين كتب مدرسية غير ضرورية في المدرسة الإعدادية في حقيبتي.

” إستثمارات جيون–إيل منقسمة إلى الأمنية الذهبية ، سايرام ، تورورز ، ياشي و تروث…” بدأت بإدراج أسماء الشركات الورقية ( الوهمية ) الكبرى.

توقفت يد جايمي فجأة عن تقليب الصفحات فور تأكدها من إجمالي الأموال التي ستذهب إلى إستثمارات جيون–إيل. اتسعت عيناها مثل الصحون.

‘ مستحيل. لا توجد فرصة كهذه ستأتي إلي. سأكون الرئيسة التنفيذية لهذه الشركة ؟ يجب أن تكون خدعة! ‘ فكرت جايمي ، ويمكنني قراءة رأيها.

اهتز صوتها وهي تشير إلى الشركات الورقية التي تمتلك الأسهم الكبيرة في شركة إستثمارات جيون-إيل : ” ل..لم أسمع أبدًا بهذه الشركات في حياتي. “

قلت: ” إنها شركات استثمارية رسميًا تم بناؤها مؤخرًا. “

أجابت ” نعم. “

” إنهم موجودين في بلدان متخلفة غير معروفة في جزر الباهاماز ، برمودا وهولندا. هذا كل ما يمكنني أن أخبرك به لأن من واجبي حماية أسرار عملائي. ” شرحت.

منحت جايمي بطاقة اسم عمل مزيفة لشركة ورقية. ستفهمها على أنها أموال ساخنة وأن دولارات أثرياء العالم تتدفق إلى كوريا عبر الملاذات الضريبية. حسنًا ، لم تكن مخطئة.

أضفت أيضًا ، ” لن أتدخل في إستثمارات جيون–إيل لأنني على ثقة من أنكِ سترضين عملائي فقط بأدائك. “

أخيرًا ، أخرجت مستندًا آخر من الحقيبة وأعطيته لجايمي.

“ ومع ذلك ، ستتواجد تعليمات خاصة مثل هذه الحالة. يجب أن تضعيهم على رأس أولوياتك وشرائهم. الشراء بمجرد فتح سوق العقارات الكوري، “ قلت.

 المال كان جيدًا ، لكن هذه القوائم كانت أكثر أهمية. كانوا الدهاليز الكورية.

–