عائد إلى الحياة الماضية - الفصل 17

الفصل 17

المترجم : IxShadow

دينغ!

رن الجرس في صالة الملاكمة ، وبدأت الجولة الخامسة. تغير مزاج داي-صـوو. لقد قلل من وتيرة اللكمات التي أطلقها ، وركز على تعديل المسافة بيننا أكثر. بالوقت نفسه ، كان يحفظ طاقته بمنع تحركات غير ضرورية. لكن ، لم يستطع أن يخدعني بذلك لأنني استطعت إدراك بأنه يخطط في الواقع إلى وضع كل طاقته في هذه الجولة. كان ينتظرني للدخول مثل صياد نصب الفخاخ للقبض على الوحوش.

تقدمت متظاهرًا أنني لا أعرف ما الذي خطط له. رميت لكمة واضحة. نظرًا لأنني أكدت بالفعل أنه لا يزال لدي إحصاءات متبقية يمكنني رفعها من خلال التدريب البدني ، فقد حان الوقت بالنسبة لي لأضع عيني على إنجازي التالي.

بام!

ضربت لكمة ذقني ، وأصبح كل شيء أسود. تحول بصري جانبًا عندما فتحت عيني. رأيت لمحات ضبابية لتعبيرات وجوه المتفرجين لثانية سريعة. كانت ساقاي ترتعشان ولم أستطع استعادة قوتي على الفور. بالكاد تمكنت من العودة إلى ركن الحلبة ، لكن داي-صوو أمسك بي بشدة. كان تلقي ضربة في ذقني من قبل رياضي محترف في حالتي الضعيفة الحالية أكثر خطورة مما كنت أتوقع.

 رغم أن هدفي الأساسي كان اكتشاف الظروف التي ستنشط سمة ‘ الرجل الذي يقهر المحن ‘ ، تجاربي في الهروب من آلام الموت لم تسمح لي أن أتعرض للضرب من قبله بهذه السهولة.

الشيء التالي الذي لاحظته هو أنني كنت غريزيًا أحمي وجهي وجسدي بالقفازات كدروع. كنت أبحث أيضًا عن لحظة للهجوم المضاد. كانت لكماته تتأرجح بين قفزاتي ، وفي تلك اللحظة ، كان بإمكاني رؤية الفجوة حيث يمكنني لكمه في ذقنه. جسدي كله شعر بالحكة كما لو أن النمل كان يزحف فوقي. يجب أن تكون هذه علامة غريزية لتلقينه درسًا بتحطيم ذقنه. شعرت أيضًا وكأنه أمر من السَّامِيّ لاستخدام مهارة سخط أودين.

كنت متأكدًا من أنه بمجرد استخدام سخط أودين ، فإن وجه داي-صوو بالكامل سيحترق بشكل يفوق القدرة على التحمل. لا يمكن لأي شخص عادي التعامل معه. لن ينهار وجهه فحسب ، بل سيتحول إلى رماد بعد الضربة مباشرة. اللحم الأسود المحترق كان سيتناثر في كل مكان ، وتتراقص النيران الزرقاء في الهواء. جثته مفصولة الرأس ستقع بشدة. العالم سيصبح فوضويًا بدون أي أثر للسلام.

توقفت عن الدفاع عن نفسي.

تحطيم!

لقد ذقت شيئًا حامضًا في فمي. حتى مع وجود ضبابية في عيني ، شعرت أن توازني قد تدمر. كنت عقليًا أكثر هشاشة لأن جسدي كان ضعيفًا. رؤيتي المعتمة تحولت إلى شاشة ، ورأيت رفاقي الذين فقدوا إرادتهم وتم السيطرة على عقولهم. هلاوس مع سماع صراخهم في ذهني. الشيء الجيد الوحيد من هذا هو أنني كنت على علم بأن أشياء كهذه لا يمكن أن تحدث في حلبة الملاكمة هذه.

“انهض.”

كان بإمكاني سماع صوت داي-صـوو الغاضب فوق رأسي. كنت قد سقطت على الأرض. ولكن لماذا لم تظهر على النافذة سمة ‘ الرجل الذي يقهر المحن ‘ ؟ كاد يغمى علي لثانية.

صرخ داي-صـوو بشراسة ، ” لقد طلبت منك الوقوف. فى الحال! “

” إهدئ ، داي-صـوو. سوف تقتله! ” حاول المدير منعه. أصبحت أصواتهم ورؤيتي واضحة.

” يمكنك الاستمرار ، أليس كذلك؟ جيونغ-هـو؟ ” بدا داي-صـوو وكأنه سيجبرني على الوقوف. التقط الأشياء بسرعة. أومأت برأسي نحو المدير وأعربت بوضوح عن رفضي النزول من الحلبة. بدا المدير قلقًا ، لكن الجمهور أصبح أكثر وحشية.

نظر إلي داي-صـوو كما لو كان يقول لي ، ‘ لقد جلبت هذا على نفسك! ‘ عندما نهضت ، عاد إلى وسط الحلبة ووقف. قمت بالإستعداد أيضًا للصراع مرة أخرى ، لكنني كنت أعاني من ضيق في التنفس. شعرت وكأن الصخور قد وُضعت على صدري ، ما خنقني. بدا أيضًا أنه متعب ، لكن عينيه أصبحتا أكثر حدة من ذي قبل. كان تحديقه الحاد يقول بإنه سيبذل قصارى جهده لحل غضبه قدر استطاعته قبل النزول من الحلبة.

استطعت الشعور بغضبه بالكامل في جسدي. لا مفر من ذلك لأنني سمحت عمدا لرياضي محترف بضرب ذقني مرتين كمقاتل غير كفء صنف F. كان كل شيء نسبيًا دائمًا. رغم أن ضرباتي كانت أبطأ وأضعف ، إلا أن كل واحدة كانت أكثر خطورة. لقد جلبت هذا على نفسي ، تمامًا كما قالت عيناه. إذا كنت قد واجهته بالطريقة المعتادة ، لما كنت قد دُفِعْت إلى زاوية كهذه.

تحطيم! تحطيم!

سقطت لكماته في جسدي كله بصوت عالٍ. لم أتمكن بالفعل من تقوية معدتي ، وضغطت على أسناني للاستعداد لتلقي الضربة التالية حيث قام بلكم بطني مجددًا. انحنى ظهري بألم شديد وامتلأت عيني بحركات قفازه.

تحطيم! تحطيم! تحطيم!

توجع رأسي عدة مرات بلا رحمة. الشيء الوحيد الذي خطر ببالي في هذه اللحظة هو أنني شعرت بشيء مألوف في فمي. كان طعم الدم. لم أستطع أن أشعر بقطعة الفم التي كانت تملأ فمي. ربما حلقت بعيدًا دون علمي.

” قف! هاي ! قلت توقف! هل تحاول قتله؟ “

كان صوت المدير خافتًا ، وبدا وكأنه يتحدث خلفي على بعد ثلاثمائة قدم. لم أستطع سماع أي شيء بعد كلماته الأخيرة لأنني سمحت لـ داي-صوو بلكمي على الوجه مباشرة. أدركت أن هذه الضربة كانت كافية لإسقاطي فاقدًا للوعي لحظة إصابتي.

لكن الشعور بالسقوط في الوحل اختفى في لحظة ، وفتحت عيني بسهولة. شعرت وكأنني استعدت قوتي.

[  ‘ الرجل الذي يقهر المحن. ‘ تم تفعيله ]

ظهرت رسالة أمامي.

[ لقد تغير مستوى صحتك. التغيير : F → E ]

[ لقد تغير مستوى قوتك. التغيير : F → E ]

[ لقد تغير مستوى رشاقتك. التغيير : F → E ]

[ لقد تغير مستوى حسك. التغيير : F → E ]

[ لقد تغير مستوى سخط أودين. التغيير : F → E ]

[ ستتعافى إصاباتك قليلاً. ]

[ سوف تنسى الألم مؤقتًا. ]

كما هو متوقع ، لم تتفعل سمة ‘ الرجل الذي يقهر المحن ‘ سوى عندما كنت غير قادر على القتال.

***

قفز المدير وبعض الجمهور إلى الحلبة. أصبح المكان فوضوي لفترة من الوقت.

” هل أنت مجنون؟ كان هذا مبالغًا فيه ! ” فقد المدير أعصابه تجاه داي-صـوو وهو يحدق بي.

لقد تقاتلنا دون أي غطاء للرأس. لم أستطع رؤية مدى فظاعة وجهي ، لكن يمكنني التخمين من ردة فعل المدير والجمهور. غضب داي-صـوو قد هدأ ، وبدا نادمًا.

وقفت وشعرت أن إصاباتي قد شُفيت قليلاً. كان قلبي الآن يضخ بقوة عندما كان يخفق سابقًا كما لو أنه سينفجر.

قلت ” أنا بخير. “

مع كل كلمة خرجت أنفاس خشنة ودماء. أرضية الحلبة من حولي أصبحت فوضوية بدمي.

” قلت أنه سيكون لدينا ثلاث جولات. بقيت ضربة قاضية واحدة آخرى. ” نظرت إلى داي-صوو.

” أنا آسف يا رجل. لا بد أنني جننت. “ اعتذر داي-صـوو.

لم يكن شخصا سيئا. كان ذلك لأنني أصبت فخره كملاكم محترف.

إهتاج المدير ، ” ماذا تقصد بثلاث جولات! داي-صـوو خذه إلى المستشفى! كيف يمكنك ضرب شخص بهذا الشكل… يا الهـي . هل تشعر بأي كسر في العظام بداخلك؟ “

لسوء الحظ ، كان علي أن أعترف بأن هذه هي نهاية القتال. عندما مسحت وجهي بمنشفة أعطاها لي أحد الأشخاص ، أصبحت ملطخة بالدماء على الفور. أجرى المدير مساعدة طارئة على عيني وأنفي ، ثم أجبر داي-صـوو على الاعتناء بي. قلت عدة مرات بأن كل شيء كان على ما يرام ، لكن المدير لم يستمع إلي. غادرت صالة الملاكمة مع داي-صـوو.

قال داي-صـوو ” أنا آسف جدا ، جيونغ-هـو. “

أجبته ” أنت حقًا لست بحاجة إلى الاعتذار لأنني جلبت هذا على نفسي. “

” لماذا فعلت ذلك؟ لا يعني أنني ألومك ، ولكن … ” ترك بيانه غامضًا.

” اعتقدت أنه كان يجب عليك أن تطرحني أمام الجميع. لقد كنت غبيًا.” قلت.

ثم بدأ وجهي بالكامل يؤلمني.

” لقد فعلت كل هذا لإنقاذ كبريائي؟ يا طفل. أنت لست في الموقع الذي يسمح لك القيام بذلك. أوه يا الهـي ، لقد تعرض وجهك للضرب حتى تورم “بدا قلقًا.

” الرجاء توفير بعض الوقت ، والعودة إلى صالة الملاكمة ، داي-صوو. “ قلت : ” سأذهب إلى المستشفى بمفردي”.

أجاب بحزم: ” لا. “

قلت: ” عظامي ليست مكسورة ، وتوقف النزيف. “

قال ” يؤسفني قول ذلك ، لكنك بحاجة إلى الكثير من الغرز. “

لم تكن لديه أي فكرة على أن المستيقظ يمتلك قوة تجديدية مجنونة. يمكن أن تلتئم الجروح الخفيفة مثل هذه في غضون ثلاثة أيام بالكامل دون غرز.

” سآتي مرة أخرى قريبًا. وداعًا ! ” بالكاد تمكنت من إبعاده.

“ا لرجل الذي يقهر المحن … ” فكرت في ما حدث للتو أثناء السير عبر الشارع. لقد عدت إلى صوابي فقط عندما تلاشى تأثير السمة.

إيذاء النفس لن يتمكن من تفعيل سمة ‘ الرجل الذي يقهر المحن ‘ لأنها نشطت فقط بعد دخولي لحالة لم أعد بإمكاني فيها مقاومة قوى خارجية أو هجمات. اعتقدت أنه سيتواجد معنى أعمق وراء تغيير الوضع والسماح لي بمواصلة المعركة مع قوى اكبر. بصرف النظر عن اللياقة البدنية ، ظننت بأن أولئك الذين يعانون من ضعف عقلي لا يستحقون لقب ‘ مستيقظ “. حسنًا ، الرجل الذي يقهر المحن يجب أن يمتلك أولا ذهنية قوية.

حاولت ألا أتذكر عندما خرجت من قناة الولادة أثناء ظهوري وكم كانت مؤلمة للغاية. ولكن ، اعتقدت أيضًا أنه لا يمكنني كبتها فقط لأن تجربتي في التغلب على المحن ستساعدني يومًا ما.

بينما كنت أتجول في الأنحاء ، جذبت انتباهي الأخبار التلفزيونية التي تم بثها في نافذة عرض متجر إلكتروني.

「 بنك التنمية ، ‘ أزمة جنوب شرق آسيا لم يكن لها أي تأثير على كوريا الجنوبية. ‘ 」

تم وضع تعليق كبير أسفل الشاشة ، وكانت المذيعة الرئيسية تنقل الأخبار. رغم عدم وجود صوت من التلفزيون ، إلا أنني استطعت أن أفهم من خلال قراءة شفتيها.

” الانخفاض في البات التايلاندي لا يستقر. كان هنالك تأثير الدومينو في جنوب شرق آسيا بأكملها بما في ذلك الفلبين ، ماليزيا وإندونيسيا حيث استمرت عملاتهم في الانخفاض. فيما يتعلق بالوضع ، صرح جو إيل-جـوو ، رئيس قسم التخطيط الدولي في بنك التنمية الكوري ، ‘ نحن نراقب الأزمة الاقتصادية في تايلاند منذ نهاية العام الماضي ونستعد لها. لذلك ، يجب ألا تكون هنالك عواقب على أمتنا. ’  كان هذا من قبل المراسلة كيم تشيول-جين. “

قال بأننا لن نتأثر ، لكن كوريا كانت من أكثر الدول التي تلقت الضربات. عبست نحو الأخبار. صدمة صندوق النقد الدولي كانت أعظم من الصدمة التي تلقوها من يوم المجيء.

–