الغموض، القوة، الفوضى - الفصل 127
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
لدعم الرواية والمترجم (الدعم المادي هو وسيلة الوحيدة لدعم المترجم والموقع فنحن لانربح من إعلانات شيئا)
الفصل ١٢٧ : لم شمل (٢)
لم يمض وقت طويل، في بيت الأوركيد¹ القرمزي الواقع في الضواحي الشرقية للمدينة الخارجية…
كان بيت الأوركيد القرمزي مشهورًا بمشروباته الفاخرة التي يصعب الحصول عليها، وبساقطاته الموهوبات والجميلات بشكل استثنائي. وفي داخله، كانت هناك غرفة ضيوف فخمة وفارهة تُدعى الوعد المشتاق.
كما يوحي الاسم، فإن غرفة الوعد المشتاق كانت مكانًا لا يستقبل إلا الضيوف المميزين. مكانًا لا يُسلِّي سوى أفراد العشائر المشهورة، أو الطوائف تحت مجتمع السماء والأرض، أو أولئك من رتبة زعيم طائفة عظيم، فما فوق.
لذا، كانت جميع ساقطات بيت الأوركيد القرمزي يتطلعن إلى دخول الوعد المشتاق والتسلية فيه على أمل تكوين علاقات.
حتى وإن لم يصبحن زوجات حقيقيات، فإن عددًا غير قليل منهن خرجن بصفة محظيات من خلال الوعد المشتاق.
لكن، هذه المرة كانت المنافسة شديدة بشكل خاص.
وذلك بسبب شائعة تقول أن ضيفًا من رتبة زعيم طائفة من مجتمع السماء والأرض قد قام بالحجز بعد غياب طويل.
[فيو.]
كان جو تشان، الذي استحوذ على جسد ها تشاي رين، قد تمكّن بطريقة ما من أن يُدرَج ضمن مجموعة المُسَليِين.
وبسبب التنافس مع الساقطات الأخريات، أراد أن يغيّر أسلوبه هذه المرة.
لقد استثمر الكثير من الوقت ليترك كل شيء ويغادر.
سويش.
انتظر جو تشان بصمت حتى يحين دوره.
أكثر اللحظات تميزًا في الوعد المشتاق كانت عندما تستعرض المحظيات مواهبهن أو فنونهن الواحدة تلو الأخرى أمام الضيف المميز.
دينغ~! دينغ~!
في تلك اللحظة، كانت إحدى الساقطات ترقص أمام الضيف المميز، تُلوّح بأكمامها الطويلة مستعرضةً مهاراتها.
في يد جو تشان كان هناك غومونغو².
وبما أنه اجتاز أختبار الصوت بالعزف على الغومونغو عند دخوله بيت الأوركيد القرمزي، فقد قرر أن يفعل الأمر ذاته هذه المرة.
لكن المشكلة كانت أن أحدهم قد عزف على الغومونغو قبله.
‘اللعنة.’
صراحةً، كانت مهارة الساقطة التي عزفت قبله تفوق مهارته بمستوى، فهو في الأصل لم يكن موسيقيًا، بل قاتلًا مأجور.
‘لكن، لا يمكنني أن أُفوّت هذه الفرصة.’
كان يعلم أن رتبة زعيم طائفة تُعد عالية جدًا ضمن مجتمع السماء والأرض.
ولو تمكّن من كسب هذا الشخص، لربما يمكنه دخول المنطقة الداخلية من المجتمع.
لكن، لم يكن جو تشان وحده من كان يائسًا في محاولة جذب انتباه هذا الضيف المرموق، بل كذلك الساقطات الأخريات.
‘ياله من قدر، أن أتنافس مع ساقطات في أمر كهذا.’
لا، من الصعب تسميته بالقدر.
فهو قد مات وأصبح روحًا، فهل يمكن حتى الحديث عن قدره بعد الآن؟
إنه مصير بائس لروحٍ مرتبطة.
في تلك اللحظة، سُمِع صوتٌ أجش من الداخل.
[التالي!]
ما إن انتهى الصوت، حتى خرجت الساقطة التي دخلت قبل قليل بتعبير يملؤه الإحباط.
يبدو أنها بذلت جهدًا كبيرًا لإغواء الضيف، لكنها فشلت وكانت في مزاج سيئ.
لكنها كانت الساقطة السادسة التي تخرج بهذا الشكل.
‘غريب.’
في العادة، حتى في الوعد المشتاق الذي يستقبل الضيوف المميزين فقط، لم يكونوا يستدعون عددًا إضافيًا من المحظيات فوق الحد المحدد.
لكن، هناك ١٠ ساقطات في الانتظار، بما فيهم هو.
١٦ ساقطة كنّ بانتظار الضيف المميز.
وبفضل ذلك، تمكّن من الدخول ضمن هذا العدد دون مشكلة، لكن ما هو المنصب الرفيع الذي يجب أن يحتله هذا الشخص حتى تبذل السيدة كل هذا الجهد؟
[إنه دوري.]
في تلك اللحظة، تقدّمت ساقطة.
بدت في منتصف العشرينات من عمرها، وكانت المومس المحتدية لجو تشان.
وأثناء دخولها، همست لها السيدة بشيءٍ في أذنها بصوت خافت.
راقب جو تشان هذا عن كثب.
الجسد الذي استحوذ عليه، ها تشاي رين؛ كان قد تعلّم فن قراءة الشفاه، لذا تمكّن من تخمين الكلمات من حركة الشفاه.
[إنه تلميذ الملوك الخمسة. الملوك الخمسة. هذه فرصتك الأخيرة.]
‘!؟’
اتّسعت عينا جو تشان عند سماعه كلمات السيدة.
كان يعلم أنهم يولون اهتمامًا خاصًا، لكن الشخص الموجود بالداخل لم يكن فقط من رتبة زعيم طائفة، بل تلميذًا لأحد الملوك الخمسة، القادة الأعلى في مجتمع السماء والأرض؟
لم يستطع جو تشان إخفاء تفاجأه الداخلي.
‘الملوك الخمسة…’
كان الملوك الخمسة في مجتمع السماء والأرض أسيادًا، معروفين بأنهم الأقوى، إذا نظرنا الى عالم القتال، بعيدًا عن الشؤون السياسية.
وها هو أحد تلاميذهم هنا؟
لم يكن واثقًا إن كان هذا أمرًا جيدًا.
‘هل سينكشف أمري رغم تقنية إخفاء ها تشاي رين؟’
المغتالين الأربعة العظماء، وكما يُوحي اسمهم، يمتلكون تقنية إخفاء تسمح لهم بإخفاء طاقتهم.
لكن، هذه التقنية لم تكن كاملة؛ إذ تتطلب إدخال إبر في نقاط معينة لسدّ مسارات الطاقة.
حاليًا، خفّض جو تشان طاقته إلى مستوى الدرجة الثانية باستخدام تقنية الإخفاء.
إذا سدّ جميع قنوات الطاقة بالكامل، سيكون من الصعب عليه أن يتصرف عند حدوث أي خطر.
‘هذا مزعج.’
حتى رتبة زعيم طائفة كانت مرتفعة، لكن إن تورّط مع تلميذ للملوك الخمسة، فقد يفقد هذا الجسد.
وبينما كان قلقًا هكذا…
[تسك!]
خرج الساقطة التي دخلت في وقت سابق بوجه منتفخ.
مع أنها لم تقضي وقتًا طويلًا بالداخل، بدا أنه أُمرت بالخروج.
[هو يحب الفتيات الشابات، أليس كذلك؟]
[…]
يبدو أنها طُردت على الفور بسبب عمرها.
نظرت لها السيدة بشفقة، ثم أشارت إلى جو تشان.
لقد حان دوره بالفعل.
[لا تفسدِ مزاجه كثيرًا، وإذا بدا عليه الضيق؛ فاخرجِ على الفور.]
[… سأفعل.]
يبدو أنه فات الأوان لتغيير الخطة.
بتعبير يحمل بعض التوتر، دخل جو تشان إلى الوعد المشتاق؛ غرفة الضيوف المميزين.
في الداخل، كان رجل خشن الملامح يبدو في أوائل الثلاثينات من عمره، يملك لحية خفيفة، جالسًا في وضعية مريحة، يشرب من زجاجة.
تجرع، تجرع!
الرجل ذو المظهر الرجولي وضع الزجاجة الفارغة على الطاولة ونظر إلى جو تشان.
تجوّلت نظراته على جسده، من رأسه حتى قدميه.
للحظة، شعر جو تشان بقشعريرة تسري في جسده كله.
الطريقة التي كان ينظر بها إلى جسده وكأنه يُقيْمه جعلت جو تشان على وشك أن يلعن دون أن يشعر.
‘تبًا. هذا مقزز.’
سرعان ما بدأ جانب فم الرجل بالتحرك قليلًا، يبدو أنه أُعجب بمظهر جو تشان.
فتح الرجل فمه.
[وجهك جميل جدًا. أرني الموهبة التي تمتلكينها.]
‘آغهه.’
كتم جو تشان أفكاره بصعوبة ورد بهدوء.
[أمرك سيدي.]
حتى وهو يتكلم بفمه، لم تختفِ القشعريرة.
لكنه اضطر إلى التحمل؛ كي يصل إلى جانب سيده، عليه أن يدخل إلى المنطقة الداخلية لمجتمع السماء والأرض.
دِينغ!
جلس جو تشان على الكرسي، ووضع الريشة على أوتار الغومونغو.
قبل أن يبدأ في العزف بشكل فعلي، رفع الرجل حاجبًا واحدًا ثم أشار له بيده أن يضع الآلة جانبًا.
‘ما خطب هذا الوغد؟’
بالنسبة لشاب، فقد كان دقيقًا في اختياراته بشكل مفاجئ، على عكس مظهره المنفتح.
يبدو أنه يملك شخصية مدققة في التفاصيل، بعكس مظهره السخي والمفتوح.
في تلك اللحظة، خرجت السيدة وهي تطرق بعصا من الخيزران وقالت،
[اعتذاراتي. حضّروا الفتاة التالية فورًا…]
[لا. ابقي بالخارج.]
[عفوًا؟]
[أريد أن أرى شيئًا آخر من هذه الفتاة.]
[… فهمت.]
عادت السيدة الحائرة إلى غرفة الانتظار.
حاول أن يعرض موهبته الموسيقية، لكن الرجل الذي رفضه الآن يطلب منه أن يبقى؛ لأنه يريد أن يرى شيئًا آخر؟
تحدث الرجل، بينما كان يفكر.
[أيتها الفتاة. أرى أنكِ قد تعلمتِ فنون القتال.]
‘… إذًا هذا هو السبب.’
كما هو متوقع من تلميذ لأحد الملوك الخمسة، فقد لاحظ فورًا أن جو تشان قد تعلم فنون القتال.
وبما أنه تعمّد سد مسارات الطاقة ليُظهر أنه في الدرجة الثانية فقط، فقد كان يتوقع أن يلاحظها خبير رفيع المستوى.
ومع ذلك، وجد جو تشان صعوبة في تقدير مستوى مهارة هذا الرجل.
لم يستطع سوى أن يفترض أنه على الأقل من أسياد عالم الذروة.
عند سماعه لكلماته، رد جو تشان بالجمل التي حضّرها مسبقًا.
[إنها مهارة بسيطة تعلمتها من والدي الراحل. فقط ما يكفي لحماية نفسي من الاشقياء، لذا أرجو ألا تعتقد أنها شيء ذو شأن.]
[تعلمتها من والدك المتوفى؟]
[كان والدي محاربًا منخفض الرتبة داخل المجتمع.]
[أوه؟ هكذا إذًا؟]
أظهر الرجل اهتمامًا بكلمات جو تشان.
في مجتمع السماء والأرض، كان المحاربون من الدرجة الثالثة والثانية متوفرين بكثرة، لذا لم يكن ذلك مفاجئًا، لكن بدا تعلم ساقطة لفنون القتال أنه أمر يُنظر له بشكل مختلف.
[حتى لو كان من رتبة المنخفضة، فأن تعيش ابنة محارب من مجتمع السماء والأرض العظيم كساقطة في مكان كهذا… إنه مصير بائس حقًا.]
[…]
كان من الأفضل أن يُظهر مظهرًا لعين على وشك أن تسقط دمعة في هذه اللحظة، لكن الوضع نفسه كان مزعجًا جدًا لدرجة أن جو تشان لم يستطع التمثيل.
في تلك اللحظة، ضحك الرجل وقال،
[… هل كنتِ تظنين أنني سأواسيكِ بهذه الطريقة؟ العالم مليء بالناس الذين يعيشون في البؤس. أن تصبحي ساقطة كان خياركِ، فهل من المنطقي أن تتوقعي المواساة؟]
[كلامك في محله، سيدي.]
لم تكن هناك حاجة للتمثيل بلا داع.
لكن بعد ذلك، هز الرجل كتفيه فجأة وقال،
[لكن يقولون إن الحياة تجلب بعض الضربات المحظوظة.]
[…]
[إذا استطاعت مهاراتكِ القتالية المتواضعة أن تثير اهتمامي، فسوف أقبلكِ كأحد أتباعي.]
[أحد اتباعك؟]
[حراسي المزعومون كلهم رِجال مُمِلين، لذا حالي وحيد قليلًا، الن يكون من اللطيف للعينين امتلاك فتاة جميلة مثلك؟]
‘انظر لهذا!’
ليس كمحظية بل كحارس.
بالنسبة لرجل يتحدث بخشونة وقال إنه لن يُقدّم مواساة، فقد كان يُظهر نوعًا غريبًا من الكرم.
لم يكن ضيّق الأفق كما ظنّه، بل، الأمور سارت بشكل جيد حتى.
لقد كان محتارًا بشأن ما سيفعله لو اصبح محظية، لكن ربما كان هذا أفضل.
ومع ذلك، بدأ يشعر بالفضول تجاه هوية هذا الرجل.
[سيدي، قبل أن أُظهر مهاراتي، هل لي أن أسأل عن اسمك الموقر؟]
[اسمي؟]
[إذا كنت تقول إنك قد تقبل بخادمة… وضيعة مثلي فكيف لي ألّا أعرف اسمك الموقر؟]
عند سؤال جو تشان، شرب الرجل زجاجة خمر وقال،
[تقصدني؟ هاهاهاها!]
لدمة!
الرجل، الذي ضحك ضحكة عميقة، التقط شيئًا كان موضوعًا على الأرض ورفعه بسهولة.
ولم يكن ذلك سوى…
‘فأس؟’
لم يكن من نوع الفؤوس التي تُستخدم لتقطيع الحطب، بل كان فأسًا ضخمًا قادرًا على شطر إنسان إلى نصفين بضربة واحدة.
رؤية ذلك أعادت إلى ذهن جو تشان أحد ملوك الخمسة.
‘الملك مدمر الفؤوس؛ هو تايغان.’
كان يُعرف بكونه سيدًا عظيمًا قد ذبح عددًا لا يُحصى من خبراء الفصيل الصالح بفأسٍ واحدة.
وكان أيضًا أحد النجوم الثمانية، الذين يُعدّون أعظم سادة في عالم الفنون القتالية.
حين أدرك من هو سيده، ابتلع جو تشان ريقه لا شعوريًا، ثم كشف الرجل عن هويته.
[أنا هو جونغ هيوك، الزعيم الكبير لعشيرة الدمار.]
—
‘تبًا.’
الحارس جو تشان، الذي امتلك جسد ها تشاي رين.
لم يستطع جو تشان أن يرفع وجهه من شدة الإحراج.
بفضل إظهار مهاراته في رمي الخناجر، تمكّن من أن يصبح حارسًا لهذا الرجل، هو جونغ هيوك، زعيم عشيرة الدمار، والذي جاء كضيفٍ مميّز إلى دار الأوركيد القرمزي.
لكن، رغم أن لقبه “حارس”، فقد كان هذا الرجل يعامله كأنه خليلة.
ليس فقط أنه جعله يرتدي ملابس تكشف صدره، بل كان يجعله يصبّ له الشراب طوال اليوم بجانبه.
‘أنا على وشك أن أفقد صوابي.’
لقد كان يساير ذلك الرجل ويتحمّل من أجل أن يجد سيده، موك جيونغ أون، لكن لم يتوقّع أن ينتهي به المطاف إلى هذا الموقف المحرج.
أراد أن يزيح فورًا ذراع هو جونغ هيوك التي كانت ملتفّة حول خصره.
-كيكيكي. روح ذلك الإنسان هي لرجل، أليس كذلك؟ لكن تصرّفاته… لقد صار أنثى بالكامل.
ضحكت تشونغ ريونغ من مظهر جو تشان.
موك جيونغ أون أيضًا وجد الأمر غير متوقّع، لكنه في الواقع لم يكن يشعر بشيءٍ تجاهه.
بل إن نظره اتّجه إلى الشاب ذو الشعر المجعّد والمظهر البهيّ، وإلى من معه.
كانوا جميعًا خبراء استثنائيين، وليسوا أناسًا عاديين.
وفي تلك اللحظة، اقترب منه المحارب المرافق الذي عيّنه سيد طائفة الظل، وهمس له بسرعة،
“يا سيّدي الشاب، عليك أن تُقدّم احترامك فورًا. الشخص الذي في المقدّمة هو السيّد جانغ نيونغ آك، التلميذ الثاني لقائد المجتمع.”
‘جانغ نيونغ آك؟’
آه، إذاً ذلك الشاب ذو الشعر المجعّد هو أحد التلامذة الثلاثة لقائد مجتمع السماء والأرض، جانغ نيونغ آك؟
لقد سمع عنه من سيد وادي دم الجثث، لي جي يوم.
[عدا التلميذ الأول، السيّد نا يول نيانغ، فلا يمكنني وصف مظهر التلميذين الثاني والثالث لأني لم أرهما من قبل. لكن وفقًا للشائعات، من الأفضل أن تكون حذرًا إذا التقيت بالسيد الثاني.]
كان يتذكر أن سُمْعَته لم تكن جيدة، قيل عنه إنه يمتلك طبعًا متسلّطًا، ويريد امتلاك كل ما يشتهيه.
لكن من مظهره الخارجي، لم يكن يبدو كذلك على الإطلاق.
على أي حال، لا خير في الاصطدام بهذا الشخص حاليًا، لذا شبك موك جيونغ أون يديه وانحنى باحترام وقال،
“تحياتي للسيّد الشاب جانغ نيونغ آك.”
لكن لم يأتِ أي رد.
بل إن جانغ نيونغ آك بدا غير مهتم وحاول المرور من جانب موك جيونغ أون والمحارب المرافق.
‘هل هذا أمر جيد؟’
ربما من الأفضل ألا يهتم به، لكن، صار الأمر أكثر تعقيدًا.
يبدو من الصعب أن يأخذ جو تشان بعيدًا الآن، بما أنه كان ضمن حاشية جانغ نيونغ آك، التلميذ الثاني لقائد المجتمع.
لذا، كان على وشك أن يسأله عبر نقل الصوت عن هوية الشخص الذي معه، لكن…
طَق!
في تلك اللحظة، توقّف جانغ نيونغ آك، الذي كان قد مرّ بجانبه.
ثم، استدار وقال،
“أنت قبل قليل… لا أعتقد أنني رأيتك من قبل. من أنت؟”
‘…’
تمنا أن يمرّ من بجانبه، لكنه توقف وسأل.
استدار موك جيونغ أون بجسده وردّ عليه بينما يحافظ على وضعية التحية ويداه متشابكتان.
“أنا موك جيونغ أون، تلميذ سيد طائفة الظل.”
“سيد طائفة الظل؟”
“نعم.”
“هل يوجد شخص يُدعى موك جيونغ أون بين تلامذة سيد طائفة الظل؟”
“هذه أول مرة أسمع به. تحت سيد طائفة الظل… انتظر، سيدي الشاب، أليس هذا الفتى هو ذاك الشخص؟”
‘ذاك الشخص؟’
عمّ يتحدثون؟
وفي لحظة الحيرة تلك…
فوووش!
فجأة، ظهر أمام موك جيونغ أون منخفض النظر؛ زوج من الأرجل.
“هوه، إذن أنت هو ذاك الشخص.”
وصاحب الصوت لم يكن سوى جانغ نيونغ آك.
استنادًا إلى الطاقة الهائلة المنبعثة منه، قدّر موك جيونغ أون أنه قوي جدًا، لكن حركته كانت سريعة للغاية، فقد كان واقفًا أمامه بالفعل.
“أنت… أنت رهينة الفصيل الصالح الذي اجتاز بوابات وادي دم الجثث بأعلى نتيجة هذه المرة، أليس كذلك؟”
عند سؤاله، ضاقت عينا موك جيونغ أون.
لم تمضِ فترة طويلة منذ أن انتهت مراسم التلمذة في وادي دم الجثث.
فكيف علم هذا الشخص بشأنه بالفعل؟
وبينما كان يفكر بذلك…
نقرة! حفيف!
رفع جانغ نيونغ آك ذقن موك جيونغ أون بالمروحة القابلة للطي التي كان يمسك بها في يده.
ثم، وهو يبتسم بسخرية، قال،
“أشعر فقط أنك في بداية عالم الذروة، فكيف لشخص مثلك أن يحصل على أعلى نتيجة عند بوابات وادي دم الجثث؟”
ما الذي يفترض أن يرد به الآن؟
أثناء تفكيره، دوى صوت تشيونغ ريونغ في أذنه.
-اخفض رأسك قدر المستطاع. هذا ليس وقت التصادم بالقوة أو النفوذ.
الخصم هو التلميذ الثاني لقائد المجتمع، وبما أنه يطمح لأن يصبح القائد التالي للمجتمع، فهو يتمتع بنفوذ كبيرة هنا.
وإذا أغضبه بلا مبالاة، فقد يُقيَّد قبل أن يتمكن حتى من اتخاذ أي خطوة.
وبطبيعة الحال، كان لدى موك جيونغ أون ذلك القدر من الحكمة، لذا،
“كانت فقط مجرد ضربة حظ. شكرًا لأنك نظرت إلي بشأن اعلى…”
وفي تلك اللحظة تمامًا…
في غمضة عين، كان إصبعا السبابة والوسطى من يد جانغ نيونغ آك على وشك وخز عيني موك جيونغ أون.
وفي تلك اللحظة الخاطفة، حكم موك جيونغ أون على الموقف.
‘اختبار.’
كان هذا بوضوح اختبارًا.
جانغ نيونغ آك ظن أن قوته في مستوي بداية عالم الذروة، لذا انتابه الشك.
ولذلك، كان يختبره الآن ليكشف عن مهاراته الحقيقية.
وهنا، كان خيار موك جيونغ أون بسيطًا.
“أغغه.”
رمش موك جيونغ أون بعينيه وأغلقهما، مرتجفًا بجسده قليلًا فقط.
بطبيعة الحال، لم يكن ليتفادى الضربة، ولو أبقى عينيه مفتوحتين لاعتُبر ذلك غريبًا، لذا بذل قصارى جهده ليتصرف كفنان قتالي ضعيف.
خفقة!
أمام موك جيونغ أون، الذي كانت عيناه مغمضتين، توقفت أصابع جانغ نيونغ آك على بُعد شعرة.
ضحك جانغ نيونغ آك، الذي أوقف أصابعه بهذه الطريقة.
وامرأة في أوائل العشرينات من عمرها، ذات شفاه ممتلئة، ترتدي ملابس حمراء وكانت واحدة من المرافقين، ضحكت أيضًا وقالت،
“يبدو أنه لا يرقى إلى مستوى الشائعات، يا سيّدي الشاب.”
“يبدو كذلك.”
هز جانغ نيونغ آك رأسه أيضًا كما لو أن رأيه كان مشابهًا وسحب يده.
لحسن الحظ، يبدو أنه قد نجح في خداعه.
-أحسنت، أيها الفاني.
حتى تشونغ ريونغ اعتقدت أن موك جيونغ أون تصرف بشكل جيد هذه المرة.
لكن…
“لشخص اهتز من المفاجأة، نبض قلبه هادئ بشكل استثنائي، سيدي الشاب.”
“ماذا؟”
استدار جانغ نيونغ آك ونظر إلى شخص ما.
كان هناك رجل في منتصف العمر، ذو شعر طويل، تغطي عينيه قطعة قماش سوداء ويتكئ على عصا خيزران.
وكانت طاقته الأهدأ بين الجميع.
كانت تشبه بحيرة صافية، لكن هل من الممكن أن يكون أعمى؟
وبينما كان يفكر بذلك…
“إذا لم تكن آذان ت ابعك مخطئة، فالشخص الذي أمامك لم يتفاجأ على الإطلاق، سيّدي الشاب.”
“…لم يتفاجأ على الإطلاق، تقول؟”
مع تلك الكلمات، استدار جانغ نيونغ آك وحدّق في موك جيونغ أون بعينين حادتين.
عندها، لعق موك جيونغ أون شفتيه قليلًا.
لقد بذل جهده في التمثيل، لكن يبدو أن الموقف بدأ يصبح مزعجًا.
____________________
ترجمة : عنتر
[1] : الاوركيد وتعرف أيضا بزهرة السحلب او زهرة عطر الملوك، كما يوحي اسمها لها رائحة جميلة، وترمز للحب، الجمال، الفخامة، والتهذيب
[2] : آلة وترية، مشابهة للسنطير/سنطور، لها ٦ أوتار.