الغموض، القوة، الفوضى - الفصل 125
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
لدعم الرواية والمترجم (الدعم المادي هو وسيلة الوحيدة لدعم المترجم والموقع فنحن لانربح من إعلانات شيئا)
الفصل ١٢٥ : طائفة الظل (٤)
داخل غرفة عازلة للصوت بداخل مبنى العمليات الخاصة السري لطائفة الظل، أشار مدير الشؤون الخارجية إلى حمامة رسولة تحمل رسالة مشفرة وتحدث.
“يا سيد الطائفة، يبدو الأمر مؤكدًا هذه المرة. المظهر المعروف مُطابق، وألا يريد القصر الإمبراطوري أيضًا إقتلاع ‘أصولهم’ تمامًا؟”
“همم… هذا صحيح. لكن حقيقة احتجازه في اليشم الذهبي¹ تحت الأرض في القصر الإمبراطوري… أصبح الأمر مسببًا للصداع.”
مسح سيد طائفة الظل ذقنه كأنه في حيرة من أمره.
لقد زرعوا جواسيس في جميع أنحاء السهول الوسطى لمراقبة تطور الأمور، ولكن للتفكير في أنه من بين العديد من الأماكن المحتملة، سيكون اليشم الذهبي تحت الأرض في القصر الإمبراطوري…
لقد وجدوه في أكثر المواقع إزعاجًا.
“ماذا يجب أن نفعل؟ ألا يجب أن نبلغ زعيم المجتمع بهذا أولاً؟ لطائفة الظل سمعتها الخاصة التي يجب الحفاظ عليها، وأن تجده مجموعة تابعة مباشرة لزعيم المجتمع أولاً…”
“لا. ليس بعد.”
“لكنهم يواصلون الإصرار علينا…”
“إذا تبيّن أن هذه معلومات خاطئة كالمرة السابقة أو معلومات مكشوفة عمداً، فقد لا يُرضي زعيم المجتمع.”
“…”
كان قلق سيد طائفة الظل يكمن في اليقين.
بناءً على المعلومات الحالية وحدها، يبدو أن هناك احتمالاً بنسبة ٧٠%.
لكن، للإبلاغ و بدء عملية، يلزم الحصول على تأكيد يزيد عن ٩٠%.
“وحتى لو تأكدنا من الأمر، فإن وسائل الدخول السريع الي اليشم الذهبي تحت الأرض في القصر الإمبراطوري بعيدة المنال.”
المكان الأكثر حراسة بعد القصر الداخلي حيث أقام الإمبراطور، والإمبراطورة الوالدة الأرملة وأقارب العائلة المالكة، هو اليشم الذهبي تحت الأرض.
كان من الصعب حتى على الجواسيس المتواجدين منذ زمن طويل في القصر الإمبراطوري دخول هذا المكان.
عند سماع كلمات سيد طائفة الظل، فكّر مدير الشؤون الخارجية وفتح فمه.
“ماذا إذن عن محاولة تسلل جاسوس إلى حرس الزي المُطرز؟”
“حرس الزي المُطرز…”
كان حراس اليشم الذهبي تحت الأرض في القصر الإمبراطوري هم حرس الزي المُطرز، وهم منظمة عمليات خاصة.
على عكس محاربي القصر الإمبراطوري الآخرين، كان لدى حرس الزي المطرز العديد من الأسياد الماهرين في فنون القتال، ولهذا السبب كان التسلل إلى اليشم الذهبي تحت الأرض صعبًا.
“ألم يطلب حرس الزي المطرز تلاميذٍ صِغار من التحالف الصالح و طائفتنا لإرسالهم عندما أعلنوا عن الإصلاحات وإعادة التنظيم قبل أكثر من عقد؟”
“طَلَبُهم…”
آه، لقد حدثت واقعة كهذه، ولكن، دون موافقة زعيم المجتمع، باءت هذه المسألة بالفشل.
‘لكن الآن هو الوقت المناسب تمامًا.’
لماذا؟
كان ذلك لأن القصر الإمبراطوري كان في حالة من الفوضى بسبب مرض الإمبراطور، ومع تدهور حالة الإمبراطور، ظهرت بوادر صراع داخلي.
وفقًا للمعلومات، فإن إرسال التحالف الصالح لتلاميذه لم يكن لمجرد بناء علاقات جيدة مع الحكومة ايضًا.
‘هل يحاولون التدخل في الخلافة القادمة؟’
مَن يصبح إمبراطورًا يؤثر على العلاقة بين الحكومة والعالم القتالي.
من المرجح أن التحالف الصالح كان يهدف إلى تنصيب إمبراطور مؤيد للفصيل الأرثوذكسي.
مع أخذ هذا في الاعتبار، إذا تدخل مجتمع السماء والأرض أيضًا من خلال هذه الفرصة…
طرق طرق!
في تلك اللحظة، طرق أحدهم الباب.
-سيد الطائفة!
عند سماع الصوت المُلِح في الخارج، فتح سيد طائفة الظل الباب بنفسه وخرج.
لم يكن لدى الكثيرين صلاحية دخول قاعة الطائفة الرئيسية.
“أعتذر عن قلة الأدب خلال الاجتماع.”
الشخص الذي طرق الباب لم يكن سوى أحد الحراس المراقبين على غرفة التدريب الداخلية الخاصة بسيد الطائفة.
“ما الأمر؟”
“أعتقد أن عليك الذهاب إلى غرفة التدريب الداخلية فورًا.”
“!؟”
***
سويش!
مرت هالة حادة عبر معصم، ومعها، سقط شيء مألوف على الأرض.
دوي!
لم يكن سوى…
“آآآآآآه! ذراعي، ذراعي!”
صرخ هوان يون ميونغ، أول تلميذ صغير لسيد طائفة الظل، عند رؤية ذراعه المقطوعة.
لم يعتقد حقًا أن موك جيونغ أون سيقطع يده، ولم يكن هو الوحيد المُنصدم من المشهد.
‘هذا الوغد المجنون’
لم يستطع ميونغ تاك، التلميذ الصغير الثاني، إخفاء ذُعره من ذراع هوان يون ميونغ المقطوعة.
عندما كسر فقط ذراع أصغرهم يونغ سو ، اعتقد أنه كان أمرًا مفهوما إلى حد ما.
ومع ذلك، بالنسبة لفناني الدفاع عن النفس، لم تكن الذراع اليمنى مختلفة عن حياة المرء.
“ما-ماذا تفعل!”
صرخ ميونغ تاك على موك جيونغ أون، وعند هذا، أمال موك جيونغ أون رأسه وتحدث.
“ماذا أفعل؟ لقد ساعدته على ترك السيف، أليس كذلك؟”
أجاب موك جيونغ أون بوجه خالٍ من أي تعبير، كأنه لا يشعر بأي عاطفة على الإطلاق، وعندما رأى هذا، سرت قشعريرة في عمود ميونغ تاك الفقري.
من هذا بحق؟
وبينما كان يفكر، أمسك موك جيونغ أون بذراع هوان يون ميونغ المبتورة، التي كانت لا تزال تتلوى و تتقلب من الألم على الأرض، ورفعها.
“إنها طازجة حقًا. لرؤيتها تتحرك هكذا حتى بعد فصلها.”
“أ-أنت! أنت!”
هوان يون ميونغ، الذي كان يمسك بجرح ذراعه المبتورة، صر أسنانه وحدق في موك جيونغ أون.
كان ألم بَتر الذراع لا يوصف، ولكن الأشد إيلامًا من ذلك هو أنه كفنان قتالي، ذراعه اليمنى، قد فُقدت.
نقر نقر نقر!
نقر هوان يون ميونغ على نقاط الطاقة فوق ذراعه المبتورة ليوقف النزيف، وعندما خف الألم،
‘سأقتلك!’
وحاول مهاجمة موك جيونغ أون وهو يحترق من رغبة الأنتقام، لكن…
خواية!
لم يستطع الحركة بسبب نصل سيف العهد المظلم الذي يلامس رقبته.
كانت الهالة المنبعثة من طرف السيف كافية لفصل رأسه عن جسده في أي لحظة.
‘…لم أستطع رؤيته.’
حتى وهو يراقبه أمام عينيه مباشرة، كان تحرك السيف في مساره سريع جدا لدرجة أن عينيه لم تتمكنا من تتبعه.
هذا الرجل لم يكن شخصًا يستطيع فعل أي شيء حياله حتى مع وجود أذرع سليمة.
ابتسم موك جيونغ أون وقال،
“أتريد أن تفقد رأسك أيضًا؟”
“أنت…فقط ما أنت؟ كيف يُمكن لمجرد رهينة لدى الفصيل الصالح…”
أن تكون بهذه القوة؟
كان يعلم أن من يمرون عبر بوابات وادي دم الجثث أقوى بكثير وأكثر تفوقًا من أقرانهم.
لكنه كان تلميذًا لأحد المسؤولين المباشرين لمجتمع السماء والأرض، وليس مجرد عشيرة تابعة، فكيف يُمكن أن يحدث هذا؟
صرير!
صر هوان يون ميونغ أسنانه وتحدث كما لو كان يتعهد بالانتقام.
أثار كبرياؤه المجروح غضبه الشديد.
“ها… ها… اِسْتمتع ما دمت قادرًا. مع أنني فقدت ذراعي اليمنى…”
لَطم!
“آغه!”
في اللحظة التي حاول فيها إكمال كلامه، موك جيونغ أون ركل ذقن هوان يون ميونغ.
ركل بقوة لدرجة أن أسنان هوان يون ميونغ بدت وكأنها تتكسر وهو يبصق الدم باستمرار.
تحدث موك جيونغ أون إلى هوان يون ميونغ المتألم وكأنه منزعج.
“أنت مضحك حقًا.”
“هينننغ…”
“ابقي فمك مغلقًا هكذا. و…”
أدار موك جيونغ أون رأسه إلى يونغ سو، الذي كان يمسك بذراعه المكسورة، وميونغ تاك، الذي كان في حيرة، وقال،
“هل أدركتما أنتما الأثنين الوضع الحالي؟”
“ماذا؟”
“بالاستماع إلى ما كان هذا الأخ الأكبر يثرثر عنه، يبدو أنني، بصفتي تلميذًا رسميًا، أتمتع برتبة أعلى منكما. أليس هذا صحيحًا؟”
“!؟”
عند كلماته، تصلبت تعابير وجهيهما.
كانا غاضبين لأنه أُختير بدلًا من أخاهما الأكبر للحصول على سيف العهد المظلم، ولم يُخصَ رغم كونه رهينة الفصيل الصالح، وقُبل تلميذًا، لذا حاولا تلقينه درسًا.
ولكن إذا ابتغينا الدقة، كان موك جيونغ أون تلميذًا رسميًا لسيد طائفة الظل، وكان أعلى منهم مرتبة.
ومع ذلك، الاعتراف بالحقيقة التي لم يرغبا في الاعتراف بها خضوعًا لسلطة موك جيونغ أون كان أمرًا لا يُغتفر لكبريائهما.
تحدث يونغ سو، الذي كان يمسك بذراعه المكسورة، إلى موك جيونغ أون وهو يكبت غضبه.
“…لا تكن سخيفًا! هل تعتقد أننا سنعتبر مجرد رهينة من الفصيل الصالح تلميذًا رسميًا؟”
“همم؟”
“يجب أن تقلق على نفسك أولاً. بغض النظر عن أي شيء، لقد قطعت ذراع أخينا الأكبر، فهل تظن أن السيد سيتغاضى عن هذا؟”
سويش!
في تلك اللحظة، اختفى موك جيونغ أون عن أنظار يونغ سو.
‘ماذا؟’
تساءل يونغ سو أين ذهب، فجأةً شعر بلمسة أحدهم على ظهره.
نقر!
ارتجاف!
حاول يونغ سو المذعور التخلص من اليد التي أحاطت كتفه، لكن…
طقطقة!
“آغه!”
لم يستطع الحركة إطلاقًا بسبب القبضة القوية على كتفه الأيسر.
كان موك جيونغ أون يلف ذراعه حوله ويمسك بكتفه الأيسر، مما تسبب في ألم شديد جعل يونغ سو يركع دون أن يشعر.
لكن الأمر لم ينتهِ عند هذا الحد.
تكسر!
كان هناك صوت تكسر شيء ما عند منطقة كتفه.
بالإضافة إلى كسر مرفقه الأيمن، تحطم لوح كتف يونغ سو الأيسر، مما جعله يتألم ويحاول الصراخ.
مع ذلك…
“همممفف!”
“هشش. أنت صاخب.”
لم يستطع الصراخ لأن موك جيونغ أون غطى فمه.
ابتسم موك جيونغ أون ليونغ سو المتألم وقال،
“لقد جئتم جميعًا مسرعين، متثرثرين حولي بأنني رهينة من الفصيل الصالح وما إلى ذلك. وهل نسيت بالفعل أمرك لي بتسليم السيف؟”
“هممفف…”
“وتفكيرك قصير النظر حقًا. لو كنتُ أنا السيد، لأعتقدت أنه كان سيقول ان معاقبتك على عدم احترام تلميذ رسمي هو التصرف الصحيح. ألا توافقني الرأي؟”
“…..”
لم يستطع يونغ سو دحض كلام موك جيونغ أون.
في خضمّ اللحظة، كان قد قال أنه لا يستطيع الاعتراف به، لكن موك جيونغ أون كان بالفعل تلميذًا رسميًا مقبولًا لدى معلمه، وعلى النقيض منه، كانوا تلاميذًا صغارًا رفضوا الإخصاء.
‘اللعنة.’
حتى الآن، كان من الحماقة عدم قبولهما لمنصب تلميذ رسمي.
قال موك جيونغ أون ليونغ سو،
“همم. بما أننا تقريبًا زملاء تلاميذ، كنت سأنهي الأمر باعتدال، لكن الآن وقد وصل الأمر إلى هذا الحد، هل يجب أن أجعلك معاقًا عاجزًا عن استخدام أطرافك؟ سيكون ممتعًا. أنا متشوق لمعرفة كيف ستعيش إذا قطعت جميع أذرعك وأرجلك.”
قشعريرة!
نطق موك جيونغ أون تلك الكلمات المرعبة وهو يضحك كأنه لم يكن شيئا عظيمًا، وعند سماع كلماته، شحب وجه يونغ سو شحوبًا شديدًا.
ربما لن يفعلها آخرون، لكن هذا الوغد بدا وكأنه سيفعلها.
حسنًا إذًا…
دوي!
ركع ميونغ تاك، التلميذ الأصغر الثاني، على ركبة واحدة وشبك يديه بأدب.
بما أن السيد هو صاحب المنصب الأعلى، لم يكن السجود بالكامل مسموحًا به، وهذا الركوع لا يختلف عن آداب التعامل مع أخٍ أكبر.
بعد أن ركع هكذا، تحدث ميونغ تاك بجدية.
“أ-أرجوك سامحنا على وقاحتنا.”
‘أخي الأكبر!’
عندما رأى يونغ سو التغيير المفاجئ لأخيه الأكبر، وجده سخيفًا حتى وهو يعاني، ولكن بعد أن ضُرب ميونغ تاك مع يونغ سو، تحطم ميونغ تاك نفسيًا، واختفت فكرة الحقد على موك جيونغ أون من ذهنه منذ زمن.
كان يرغب بشدة في أن يُغفر له.
“لقد أخطأنا، لذا أرجوك…”
في تلك اللحظة…
صرير! دويّ!
انفتح الباب الحديدي المغلق لغرفة التدريب الداخلية، كاشفًا عن سيد طائفة الظل ومدير الشؤون الخارجية.
بدا لهم وكأنّ مُنقذين قد ظهروا.
هزّ موك جيونغ أون كتفيه وهمس،
“يا لك من محظوظ.”
بعد ذلك، أرخى قبضته على يونغ سو.
تأمّل سيد طائفة الظل المشهد في الداخل بحاجبين عابسين.
‘يا للهول…’
اندفع مسرعًا فور سماعه دخول تلاميذه الثلاثة الصغار فائرين بالغضب علي غرفة التدريب الداخلية الخاصة به، قلقًا من وقوع حادثة.
مع أن الثلاثة الذين درّبهم شخصيًا قد وصلوا فقط إلى عالم الذروة، إلا أنه كان قلقًا تحسبًا لأي طارئ، لكن النتيجة كانت مختلفة تمامًا عن توقعاته.
‘للتفكير بأنهم سيهزمون هذه الهزيمة الساحقة، حتى لو لم يتعلموا الجوهر الحقيقي لتقنيات الطائفة.’
مهما كانت الظروف، كان الأمر مخيبًا للآمال بعض الشيء، ولكن بعد ذلك، حدث أمر غير متوقع.
هوان يون ميونغ، الذي رأى سيد طائفة الظل، زحف نحوه بذراع واحدة، وتشبث بساقيه، وتوسل باكيًا،
“س-سيدي… أريد أن أُخصى. أرجوك أخصني.”
“…ماذا؟”
ولكن، لم يكن هذا كل شيء.
سجد يونغ سو وميونغ تاك أيضًا وتوسلا في انسجام.
“سيدي، أرجوك أخصني!”
ماذا كان يحدث تحديدًا؟
________________________
1- مذكور ك “السجن الذهبي” في فصل سابق ما أعرف أيهما أصح فتركتهم
ترجمة : عنتر
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.