محاكاة إطالة العمر - الفصل 693

الفصل 693 : مراقبة الزهور وفهم الداو
المترجم : IxShadow

” بمجرد أن يحمل الإنسان تشابهًا في الروح، يمكنه أن ينال نعمة السماء والأرض، بالإضافة إلى عجائب الخلق…”

تذكر لي فان فجأة حكاية من سلالة شوان العظيمة السابقة.

” كان الإمبراطور تشنغشو، آخر إمبراطور من السلالة السابقة، حاكمًا نادرًا قادرًا على إنعاش إمبراطوريته. منذ توليه العرش في السادسة عشرة من عمره، أعدم الوزراء الخونة، قمع قطاع الطرق، حسّن إدارة المياه وألغى الضرائب، ماحيًا بذلك آثار تآكل الإمبراطورية، ومُشابهًا ملوك الحكماء القدماء. في غضون عشرين عامًا فقط، ساد السلام والرخاء والازدهار البلاد. لم يكن لدى عامة الشعب أي قلق بشأن الطعام أو الملبس، وغنوا مديحًا للحاكم الحكيم. خضع المسؤولون بحماس، وكتبوا كتبًا تُشيد بفضائل الإمبراطور. ”

” لو استمر الأمر.على هذا النحو، لما امتلك الإمبراطور المؤسس لمملكة شوان العظيمة الفرصة أبدًا لقلب السماء وتأسيس عصر جديد. ”

” انقلبت الاوضاع رأسًا على عقب عندما بلغ الإمبراطور تشنغشو السابعة والثلاثين من عمره. والسبب؟ توفيت حبيبته الإمبراطورة دوانمو بسبب المرض. ”

” عند سماعه الخبر المأساوي، كاد الإمبراطور تشنغشو أن يُغمى عليه في الحال. غلبه الحزن، وانسحب من شؤون الدولة لعدة أشهر. لو بقي على هذا الحال، لظلت الإمبراطورية مستقرة بقيادة وزرائها الأكفاء، حتى لو عنى ذلك انعزال الإمبراطور بنفسه. ولكن ربما كان سقوط سلالة تشنغ مُقدّراً سلفاً – ففي زيارة إلى المكان الذي التقى فيه الإمبراطورة دوانمو لأول مرة، التقى الإمبراطور تشنغشو بامرأة تشبهها بشكل غريب. ”

” لم يكن مظهرها متطابقًا تقريبًا فحسب، بل إن تعابيرها وسلوكها لم يكن قابلا للتمييز عن المرأة التي فقدها. ”

” وكانت أصغر سنا. ”

” اهتزّ قلب الإمبراطور تشنغشو، مؤمنا أن القدر هو الذي قاده. دون تردد، اخذها إلى القصر، وجعلها خليلته، وانغمس في صحبتها ليلًا ونهارًا. ”

” لإرضائها، مارس كل أنواع الإسراف، بنى قصورًا وحدائق فخمة داخل المدينة الإمبراطورية، بل وحفر قناة تربط البلاط الملكي بأطراف المدينة، لتتمكن من الانجراف على مياهها. وأمر مسؤوليه بتمشيط الأرض بحثًا عن كنوز نادرة لتسلية محظيته الحبيبة. ”

” عمّت الفوضى في المحكمة بأكملها، وبلغ استياء الشعب ذروته. كل من تجرأ على توبيخه طرده من منصبه أو أُعدمه. ”

‘ ومع ذلك، لم تنهار الإمبراطورية على الفور، وذلك بفضل الأساس القوي الذي بناه الإمبراطور تشنغشو في سنواته الأولى. ”

“.لكن عندما أنجبت المحظية ابنًا، بدا أن الإمبراطور فقد عقله تمامًا. متجاهلًا معارضة وزرائه الشديدة، سعى إلى خلع ولي العهد. لم يكن ولي العهد مستعدًا للوقوف مكتوف الأيدي، حشد أنصاره تحت شعار “القضاء على المحظية الشريرة وتطهير البلاط”. حظي تمرده بدعم العديد من العائلات النبيلة في العاصمة، بما في ذلك عشيرة دوانمو. ”

” بعد أيام من المعارك الشرسة، سُحق التمرد في النهاية، وانتحر ولي العهد بهزيمةً نكراء. لكن سلالة تشنغ تلقت ضربةً قاصمة. ”

” منذ تلك النقطة، انسحب الإمبراطور تشنغشو تمامًا من شؤون البلاط، وانغمس في المتعة فقط. ”

” انهارت الإمبراطورية. وعندما بلغ الإمبراطور تشنغشو السادسة والخمسين من عمره، اقتحمت قوات المتمردين القصر الإمبراطوري. هلك الإمبراطور وجاريته بين ذراعي بعضهما، ملتهمتهم النيران. ”

” احتير العلماء اللاحقون، عند دراسة هذه الفترة من التاريخ، كيف يمكن لإمبراطور أظهر مثل هذه الامكانات أن يفقد نفسه للشهوة ويجلب الخراب لإمبراطوريته. ”

” التفسير الوحيد هو أن حبه للإمبراطورة دوانمو بلغ حدًا لا يُسبر غوره. لذا، عندما التقى بشخص يشبهها، فقد عقله تمامًا – بل ربما سقط في الجنون – وفي النهاية، دمّر مملكةً كانت يومًا ما مقدرة للمجد. ”

لا يوجد شيء جديد تحت الشمس.

وبالمثل، إذا كان استنساخ شو باي يمكن أن يحظى بمثل هذا الدعم الاستثنائي من السماء والأرض بمجرد التشبه بالسيد باي، إذن هناك احتمالان فقط:

إما أن السيد باي كان تجسيدًا للداو نفسه.

أو كان له شأنٌ لا مثيل له في عالم شوانهوانغ، لدرجة أن العالم كان يتوق باستمرار لظهور “سيد باي” آخر. لدرجة أن مجرد التشابه قد يمنح المرء قرابةً استثنائيةً مع قوانين السماء والأرض.

“السيد باي…”

ظهرت ذكريات كل ما رآه في عالم الخالد المندثر في ذهن شو باي، ومع ذلك ظل صامتًا.

بعد فترة طويلة، استقرت أفكاره. اخرج زهرة الروح السماوية ذات السبع عشرة بتلة، والتي كانت مختومة بتقنية سرية خاصة.

بعينين ضيقتين، تأمل مجددًا المشاهد العديدة المنقوشة على بتلاتها. هذه المرة، بدأت تظهر صور مختلفة تمامًا عن ذاته الأصلية.

كما لو أنه ينظر إلى العالم من منظور سماوي، جاب مقاطعة تيانلينغ بأكملها انيا. في تلك اللحظة من الوهم، لمح جبالًا وأنهارًا شاسعة، كائنات أرض لا تُحصى، رياح وغيوم متغيرة باستمرار، دورة الازدهار والانحدار.

أمام عينيه، بدت زهرة الروح السماوية وكأنها تعكس كل ما حدث داخل القارة – مثل مرآة تكشف جوهر العالم نفسه.

تسللت إلى قلب شو باي لمحة من التنوير. لكن، كذوبان رقاقات الثلج في الماء، اختفت في لحظة، تاركةً إياه في حالة من الضياع.

” هذا الشعور… يشبه تمامًا عندما استخدمت لؤلؤة كانغاي لمراقبة التحولات الكبرى في العالم من منظور السماء والأرض، وفي النهاية فهمت [نية القتل عديمة الشكل].”

” القدرات السامية وتعاويذ المزارعين مستمدة في معظمها من السماء والأرض. المراقبة من منظور السماء والأرض تُسهّل الفهم بطبيعة الحال. ”

” لكن في النهاية، الزهرة ليست سوى سجلّ لمناظر الطبيعة – إنها ليست في الحقيقة وحدةً مع السماء والأرض. استخلاص البصيرة منها ليس بالأمر الهيّن؛ بل يتطلب إدراكًا استثنائيًا. تمامًا كما في السابق، عندما صنعتها بنفسي، ودرستها بعناية مراتٍ لا تُحصى، لم أرها أكثر من مجرد زينة. ”

” لكن هذه ليست مشكلة الزهرة، بل هي مشكلة الإنسان. ”

“همف.”

أجرى شو باي تعديلات دقيقة على الخطة في ذهنه. قبل عودة ليو سان، استمر عقل شو باي في التأمل في الزهرة وفهم الداو.

مقاطعة تيانيو.

بعد قضاء وقت طويل، وصل لي فان ودونغفانغ ياو أخيرًا إلى مدينة تيانيو. لكن بدلًا من التوجه إلى فناء هوانيو، أين تلقى لي فان تدريب التشكيل في حياته السابقة، ذهبا إلى غرفة خاصة في برج مناقشة الداو.

” لننتظر قليلًا. لقد أبلغتُ الأخ هوانغفو، ومن المفترض أن يصل قريبًا ” قال دونغفانغ ياو بلا مبالاة، وهو جالسٌ متربعًا على الأرض. نقر بأصابعه على الأرض، وسرعان ما ظهر كوبٌ من الشاي الروحي.

” اللعنة، ياللبخل ” تمتم دونغفانغ ياو ، وهو يبتلع الشاي في جرعة واحدة.

لم يكن لي فان غريبًا على برج مناقشة الداو وكان يعلم أن دونغفانغ ياو كان يعاني من نقص أموال، لذلك لم يكن بإمكانه سوى شرب الشاي المجاني.

ابتسم لي فان قليلاً، وربط حسه الروحي برمز التحكم في الغرفة.

بعد فترة وجيزة، ظهر إبريق شاي أخضر غامق.

” الأخ دونغفانغ، من فضلك! ” أشار لي فان بابتسامة.

” أخي، أنت كريم للغاية! ” ابتسم دونغفانغ ياو ، وسكب لنفسه كوبًا بسعادة وشربه دفعة واحدة.

” هذا أروع شاي [نقاش داو ألف مزارع]! أخي لي، أنت كريمٌ بحق! آخر مرة شربتُ شايًا بهذه الفخامة كانت عندما عدتُ من [غابة الألف صفحة] ولم أستطع مقاومة الاحتفال!” مدح دونغفانغ ياو بلا نهاية.

هز رأسه وأغلق عينيه قليلاً، وكأنه يستمتع ببعض الأفكار العميقة.

في تلك اللحظة، سمع صوتًا مألوفًا.

” دونغفانغ ياو! هل تجرؤ على الاستمتاع بـ [نقاش داو ألف مزارع] اوحدك دون مشاركته معي؟ ”

دخل إلى الغرفة مزارع ممتلئ الجسم ذو وجه لطيف ومحبوب.

كان وجهه يحمل تعبيرًا غاضب ساخر، لكن مع أثر لابتسامة في زاوية شفتيه.

انطلقت نظراته لفترة وجيزة فوق لي فان قبل أن تستقر على دونغفانغ ياو بتعبير غير قابل للقراءة.

“أخي هوانغفو، لقد وصلتَ في الوقت المناسب!” انفتحت عينا دونغفانغ ياو فجأةً. سكب كوبًا من الشاي الروحي ورماه.