محاكاة إطالة العمر - الفصل 689

الفصل 689 : الروح السماوية تلد مائة زهرة
المترجم : IxShadow

” الكنز يستخرج ويعزز تأثيرات سلالة الوحش بداخلي، مما يسمح لي بامتصاصها. ليس له أي تأثير سلبي على جسدي. ”

” أجدادي… لا أعرف من أي وحش شيطاني نشأوا. لا أمتلك أي قدرات خاصة، سوى أن جسدي مقاوم للهجمات. ” قال دونغفانغ ياو بفخر.

” طالما أنني لم أتعرض للضرب حتى الموت، يمكنني التعافي خلال بضع أنفاس فقط. ” ربت على صدره، مما أدى إلى إحداث صوت قوي.

” إرث أسلافك، وثروتك. إنها حقا أشياء لتحسد عليها. ” تنهد لي فان وهز رأسه.

” أرى أنك على وشك الوصول إلى مرحلة تحول الروح. هل تخطط للتقدم هنا؟ ” سأل لي فان بعد لحظة.

” لا، لا، لا. أنا هنا لسببين : أولاً، لأُقوّي جسدي؛ وثانياً، لأفهم داو [شق العالم]. مع أن دفاعي قويٌّ للغاية، إلا أنني أفتقر إلى الوسائل الهجومية. إذا دخلتُ في قتال، فسأكون مجرد كيس ملاكمة. كيف لا يكون هذا محبطًا ؟ لهذا السبب جئت إلى هنا، المكان المثالي لفهم الداو. ” تحدث دونغفانغ ياو بثقة.

“شق العالم…” ومض بريق خفي في عيون لي فان.

” سمعتك تذكر هذا المصطلح عدة مرات. ماذا يعني بالضبط؟

هز دونغفانغ ياو كتفيه. ” أنا أيضًا لست متأكدًا تمامًا. لكن من الذكريات الغامضة التي ورثتها من أسلافي، أعلم أن هذا المكان يحمل شيئًا يشبه ندبة في عالم شوانهوانغ. مقارنةً بالشقوق المكانية العادية، فهو أخطر بكثير. ”

“وعلاوة على ذلك…” توقف لفترة وجيزة.

” قبل مجيئي إلى هنا، أجريتُ بعض الاستفسارات. يُقال إنه في هذه الدوامة العظيمة، شهد بعض المزارعين أحيانًا رؤى خارقة. ”

” انبثق عمود ضوء هائل من مركز الدوامة، يخترق السماء والأرض. بدا العالم بأسره وكأنه يرتجف قليلاً، وتحركت الرياح والغيوم استجابةً له. ”

” لا يدوم المشهد سوى للحظات قليلة قبل أن يختفي. عمود النور ، كما لو أنه لم يكن موجودًا قط، لا يترك وراءه أي أثر – تمامًا كالوهم. يقول البعض إنه سراب زمني، ظاهرة تعيد أحداثًا حقيقية وقعت قبل آلاف السنين. أنا شخصيًا لا أفهمها.

دونغفانغ ياو، الذي يبدو منفتحًا ومباشرًا، أخبر لي فان بكل ما يعرفه.

” أنا أعرف في الواقع القليل عن سراب الزمن هذا ” ومضت نظرة لي فان وهو يشرح.

” عندما يتم استيفاء شروط معينة، يتم تسجيل أحداث محددة في العالم ثم إعادة تشغيلها في لحظات معينة اخرى، مرارًا وتكرارًا… ”

فهم دونغفانغ ياو فجأةً. ” إذن، هل تقول إن عمود الضوء هذا مزّق عالم شوانهوانغ ذات مرة، مُحدثًا هذه الدوامة العظيمة؟ هذا مُذهل حقًا! لو أستطيع استيعاب ولو جزء بسيط من قوته… ”

وبينما تحدث، ظهرت علامات الإثارة على وجه دونغفانغ ياو.

في اللحظة التي ظهر فيها شق مكاني أسود آخر، أطلق صرخة عالية وانطلق نحو مركز الدوامة.

” جبل نانمينغ المقدس، سلاح شق العالم السامي…”

” لا بد أنه في موقع طائفة السيف السماوي توجد ندبة عالم شوانهوانغ مماثلة. ربما يمكنني سؤال شو فنغ عنها – فهو من اكتشف الموقع الدقيق للسيف آنذاك. ”

بينما كان دونغفانغ ياو منغمسًا في فهم قوة الصدع، كان لي فان يفعل أكثر من مجرد المراقبة.

نية القتل عديمة الشكل كانت قد تركزت بالفعل على دونغفانغ ياو.

على الرغم من أن جسده المادي لم يكن على مستوى جسد دونغفانغ ياو – مما يعني أنه لم يستطع أن يهاجم بتهور في قلب الدوامة – الا أنه من خلال رؤية دونغفانغ ياو، يمكنه دراسة وإدراك قوة الصدع الأسود عن كثب.

” مثير للاهتمام… يبدو الصدع مشابهًا إلى حد ما للقوة الناتجة عن اندماج العناصر الخمسة في عنصر واحد. لا عجب أن سراب زمني يظهر هنا أيضًا. ”

بينما كان الذات الحقيقية لـ لي فان خارج الدوامة العظيمة

كان استنساخه قد وصل بالفعل إلى مدينة تيانلينغ.

كان شيو باي، بجماله الذي لا مثيل له، لافت للانتباه بشكل طبيعي أينما ذهب.

ومع ذلك، فإن سلوكه البارد والمنعزل، إلى جانب ملابسه الاستثنائية، أوضحت أنه ليس شخصًا عاديًا.

ونتيجة لذلك، لم يجرؤ أي مزارع على الاقتراب منه بتهور.

تجول على مهل في مدينة تيانلينغ.

مع مرور الوقت، انتشر اسم زهرة الروح السماوية على نطاق واسع في جميع أنحاء تحالف العشرة آلاف خالد.

ما كان في الأصل اهتمامًا محدودًا، معروفًا لفئة مختارة فقط، اكتسب الآن شهرة واسعة. في البداية، عرض لي فان كنز اطالة عمر كمكافأة لها. ثم أمر شو فنغ ولو شيو جينغ الناس بالسؤال عنها، بينما غذّى أتباع طائفة ملك الطب، المنتشرين في مناطق مختلفة، هذا التوجه سرًا.

مع وجود قوى متعددة تدفعها إلى الأمام، كل مزارع تقريبًا، ما لم يكن يعيش في عزلة تامة، كان قد سمع مرة على الأقل عن زهرة الروح السماوية.

وبعد جهد جماعي مطول، أُجبر الناس في النهاية على قبول حقيقة قاسية –

زهرة الروح السماوية لم تعد موجودة في هذا العالم!

أسفرت المعركة بين تحالف العشرة آلاف خالد ورابطة الحكماء الخمسة عن سقوط عدد لا يُحصى من المزارعين. غرقت المقاطعة بأكملها في سفك دماء لا يُصدق.

زهرة الروح السماوية، المولودة من جوهر السماء والأرض، كانت حساسة بطبيعتها لمثل هذه التغيرات. الآن، تحمل كل بتلة من الزهرة آثارًا خفيفة من طاقة الدم الحمراء.

” منظرها بشع! إنه يُفسد الأناقة! ”

” يا للأسف، ما فائدة الحرب؟ بدلًا من أن تجني شيئًا، يُهلك عدد لا يُحصى من المزارعين، ويفقد العالم جماله السابق. السلام صعب المنال – أيها الزملاء المزارعون، عليكم أن تُقدّروه ولا تُشعلوا صراعًا آخر بتهور! ”

بعضهم حزن وبعضهم تأمل.

لكن آخرين رأوا فيها فرصة.

” مع أن زهرة الروح السماوية الأصلية لم تعد موجودة، إلا أن هذه الزهرة تحديدًا لا تحتوي سوى على أثرٍ خافت من طاقة الدم – يكاد يكون غير محسوس. بالمقارنة مع السلالة الأصلية، لا تختلف كثيرًا. إذا كنت مهتمًا، فلماذا لا تُلقي نظرة بنفسك؟ ”

ومع نمو شهرتها، ارتفعت قيمة زهرة الروح السماوية بشكل كبير.

استغل المزارعون الأذكياء هذه اللحظة للاستفادة من الضجيج، اختاروا عمداً الزهور التي تحتوي على الحد الأدنى من طاقة الدم لبيعها.

بعد كل شيء، انقرضت السلالة الأصلية – ولم يكن رؤية بديل من درجة أقل خيارا سيئًا.

في حين لم يكن الكثيرون على استعداد لإنفاق مبالغ كبيرة عليها، فإن العدد الكبير من المزارعين في تحالف العشرة آلاف خالد يعني أنه يوجد دائمًا مشترين.

كما أن لزهرة الروح السماوية انتاج سنوي ثابت، وكانت تلك التي تحتوي على طاقة دم أقل نادرة. وهذا أدى بطبيعة الحال إلى ارتفاع مستمر في سعرها.

مدينة تيانلينغ، التي كانت مهجورة إلى حد ما بعد الحرب، أصبحت الآن تعج بالنشاط مرة أخرى.

جاء بعضهم بدافع الفضول، آملين رؤية الزهرة بأنفسهم. بينما سعى آخرون إلى الربح من خلال المضاربة.

في الوقت نفسه، توصل التجار الذين يبيعون أزهار الروح السماوية إلى أساليب مبتكرة.

كانت محلاتهم مليئة بزهور الروح السماوية غير المتفتحة.

يمكن للعملاء تجربة حظهم، والمقامرة على كمية طاقة الدم التي ستظهر على البتلات بمجرد تفتح الزهرة.

إذا كانوا محظوظين بما يكفي لاختيار واحدة مع الحد الأدنى من طاقة الدم، فيمكنهم بيعها على الفور مقابل اضعاف السعر.

وبطبيعة الحال، عانت الغالبية العظمى من الخسائر.

لكن العالم لم يخلُ قط من مزارعين يؤمنون بحظهم. ونتيجةً لذلك، أصبحت حتى أزهار الروح السماوية غير المتفتحة مطلوبة بشدة. بالكاد بقيت الزهور معروضة قبل أن تُباع بسرعة.

“الحظ، هاه…”

ابتسم شو باي قليلاً وهو يقف بين الحشد.

بدون تفكير كثير، اختار واحدة فقط.

“صاحب المتجر، هذه تكفي.”

وبعد أن دفع أحجار الروح ، لم يأخذ الزهرة معه بل انتظر بصبر حتى تتفتح.