محاكاة إطالة العمر - الفصل 688

الفصل 688: جسد شيطاني مصقول بالشق
المترجم : IxShadow

تبع لي فان اتجاه الصوت. في قلب الدوامة الهائلة، أين تصادمت الرياح والرعد بعنف، وقف مزارعٌ بجزءٍ علويٍّ عارٍ، جسده نحيلٌ لكنه مغطى بعضلاتٍ قويةٍ وثابتة. كان يزأر نحو السماء بغضب.

حوله، يمكن رؤية أعاصير صغيرة تدور بشكل خافت. في قلب هذه الدوامة، خيّم ظلام دامس، كما لو أن الفضاء نفسه قد تمزق.

كان الرجل الضخم يطفو مع الريح، وكانت الأعاصير المصغرة تتلألأ وتختفي من الوجود في تزامن مع تحركاته.

حتى من مسافة بعيدة جدًا عن قلب الدوامة، شعر لي فان بالرياح العاتية تضرب جلده بشدة. ومع ذلك، في قلب العاصفة، لم يكن لدى ذلك المزارع مفتول العضلات أي تدابير حماية. اكتفى بترك العواصف العاتية تضرب جسده، مُصدرةً أصوات معدنية حادة.

“هذا الرجل…”

ضيق لي فان عينيه.

رغم أنه أول لقاء لهما في هذه الحياة، إلا أنه في حياته السابقة، كان قد عبر طريقه معه مرة.

كان دونغفانغ ياو، الذي أشرف على بناء تشكيل قفل روح تيانشوان في سهول الرمال الحارقة ووادي تحول الروح، من أقرب المقربين إلى هوانغفو سونغ، وكان قد وصل بالفعل إلى مرحلة تحول الروح آنذاك.

ومع ذلك، يبدو أنه في هذه الحياة، لم يتمكن بعد من اختراق هذه العتبة وكان لا يزال في مرحلة الروح الوليدة.

” مثير للاهتمام. لا توجد أي تقلبات في الطاقة الروحية، ومع ذلك، فهو قادر على تحمل العواصف بفضل جسده المادي الجبار. إن لم تخني الذاكرة، فإن تقنيات صقل الجسد في عالم شوانهوانغ محدودة بقوانين الطبيعة، مما يجعل التقدم بطيئًا للغاية بعد نقطة معينة. أتساءل كيف تمكن من صقل نفسه إلى هذا المستوى… ”

لم يقترب لي فان بتهور، بل راقب دونغفانغ ياو من مسافة بعيدة، متأملاً.

مرت الرياح العاتية مع ازدياد اضطراب تيارات الدوامة. حاول دونغفانغ ياو أن يتماسك وسط العاصفة، دافعًا نفسه نحو قلب الدوامة. كل خطوة للأمام كانت تُصدر اصوات صرير من جسده ، وكأن ضغطا هائلا اصابه.

“همف!”

أطلق دونغفانغ ياو هديرًا عميقًا، وانتفخت الأوردة في رقبته مع توهج ذهبي خافت يلف عضلاته.

بكل عزم وتصميم، واصل التقدم نحو مركز الدوامة.

فجأة ومن العدم، ظهر صدع أسود، يشبه صاعقة البرق، أمام دونغفانغ ياو. كما لو أن سيفًا نزل من الفراغ، شقّ جسده مباشرةً.

“بووم!”

رن دوي متفجر ، قوته كانت هائلةً لدرجة أنه اخترق العاصفة والمطر. انفتح جرحٌ جديدٌ في جسد دونغفانغ ياو، مما أجبره على التراجع بضع خطوات.

ومع ذلك، بدلاً من الخوف، أظهر تعبيره الإثارة.

” لقد كنت أنتظرك أخيرا ! ”

بصرخة غريبة، شُفي الجرح الخطير في جسد دونغفانغ ياو في لحظة. داس بقوة على الفراغ، وفي اندفاعة مفاجئة من الطاقة، قفز إلى الأمام عشرات الأقدام فورا.

لاح صدع أسود هائل في الأفق. لم يكن واضحًا إن كان قد ظهر للتو أم كان موجودًا منذ الأزل، مخفيًا وبعيدًا عن أنظار الكائنات العادية.

شعاع أسود حاد كالسيف، شق مباشرة خط الوسط لدونغفانغ ياو.

“بفت!”

تمزق لحم دونغفانغ ياو على الفور، وكاد أن يشقّه من صدره إلى بطنه. قُذف جسده إلى الوراء، متراجعًا ألف قدم في لمح البصر، ظهر في المحيط الخارجي للدوامة أين كان آمنًا نسبيًا.

” هل أنت بخير، زميل المزارع ؟ ”

عند رؤية هذا، نادى لي فان في اللحظة المناسبة.

دون أن يقترب، ألقى حبة طبية – حبة المئة شفاء**، أعدّها له ليو سان خصيصًا قبل رحيله. لم تكن حبة طبية سحرية تحيي الموتى وتعيد الاطراف المفقودة، لكنها كانت استثنائية من ناحية استعادة ذروة حالتك. بالنسبة للإصابات العادية، يُمكنها أن تُشفى تمامًا في غضون أنفاس قليلة.

مدّ دونغفانغ ياو يده والتقط حبة المئة شفاء. بنظرة واحدة، ابتلعها كاملةً.

” هذا لا يُذكر! شكرًا جزيلًا على اهتمامك، أيها الزميل المزارع! ” وبينما تحدث، جروحه البليغة كانت قد شُفيت تمامًا.

لم تبقى ولو ندبة.

في حين أن جزءًا من الفضل يعود إلى حبة المئة شفاء ، إلا أن السبب الأكبر كان البنية الجسدية القوية لـ دونغفانغ ياو.

لاحظ لي فان تعافيه.

” كيف يمكنني مناداتك، أيها الزميل المزارع؟ ” توقف دونغفانغ ياو مؤقتًا عن تدريبه وسط الرياح والأمطار، ثم ارتفع إلى جانب لي فان.

” أنا لي فان. سمعتُ عن ظاهرة الدوامة الكبرى في مقاطعة لينغشو، ومررتُ لأشهدها بنفسي. لم أتوقع قط أن ألتقي بشخصية استثنائية مثلك، أيها المزارع! ” تجولت نظرة لي فان على عضلات دونغفانغ ياو البارزة، وعيناه مليئتان بالإعجاب.

” اسمي دونغفانغ ياو! ” لوّح بيده رافضًا. ” لستُ خارقًا، بل أقوى بقليل من الاغلبية! ”

” الزميل المزارع دونغفانغ، أنت متواضعٌ جدًا. بجسدٍ قويٍّ كهذا، حتى مُزارعي الجسد الأسطوريين من العصور القديمة لا يُضاهونك! ” نقر لي فان على لسانه بدهشة.

انفجر دونغفانغ ياو ضاحكًا. ” هذا شيء أحب سماعه… ”

وعندما كان على وشك مواصلة الحديث، أدار رأسه فجأة ونظر نحو مركز الدوامة الكبرى.

في خضم الرياح العاتية والرعد، بدا وكأن ظلًا مظلمًا ظهر على السطح مرة أخرى.

” أيها الزميل انتظر هنا لحظة. سأعود حالاً! ”

كان صوته لايزال يتردد في الهواء عندما انطلق نحو قلب الدوامة مثل صاعقة البرق.

يمكن سماع سلسلة من الانفجارات والاصطدامات الصاخبة مرة اخرى.

بعد بضع أنفاس، عاد دونغفانغ ياو، مغطى بالدماء ولكن غير متضرر إلى حد ما.

هذه المرة، لم يناوله لي فان حبة طبية أخرى، بل راقب دونغفانغ ياو وهو يُشفي نفسه بهدوء.

كانت إصاباته أشد من ذي قبل، ولكن مع بذل القليل من الجهد، تعافى بالكامل مرة أخرى.

” لذا كنت قلقا من أجل لا شيء وأهدرت حبة طبية عالية الجودة ” قال لي فان في حالة من الغضب المصطنع.

” هاها، لم تهُدر! ما زلتُ أحتفظ بها في معدتي! ” ربت دونغفانغ ياو على بطنه بفخر وضحك.

صُدم لي فان للحظة قبل أن يهز رأسه بابتسامة ساخرة. ” أنت حقًا شخصٌ مميز، أيها الزميل المزارع. ”

ابتسم دونغفانغ ياو ببساطة دون الرد.

” للبقاء هنا في دوامة الصدع القديم لفترة طويلة دون حتى التراجع، لابد أنك تخفي بعض القدرات الاستثنائية أيضًا، ايها المزارع لي ” قال دونغفانغ ياو بمعنى بعد لحظة من التأمل.

ظهرت على وجه لي فان علامات العجز. ” عالم شوانهوانغ مليء بالمخاطر. كيف لي أن أجرؤ على التجول دون أي وسيلة للبقاء؟ لكنها ليست سوى تقنية تعافي روحي سريعة – لا تقارن حتى بقدراتك أيها الصديق.”

” سمعتُ أن زراعة الجسد صعبةٌ للغاية. للوصول إلى هذا المستوى، يجب أن تكون عبقريًا نادرًا! ” قال لي فان بإعجابٍ حقيقي.

لوح دونغفانغ ياو بيده متجاهلاً الثناء، لكن الفخر في تعبيره كان من المستحيل إخفاؤه.

“إنها فقط بنية جسدية خاصة بطبيعتها.”

وبينما تحدث، ظهر الشق المظلم في مركز الدوامة. أوقف دونغفانغ ياو حديثه واندفع إلى الفوضى مجددًا.

عاد مرة أخرى مصاباً بإصابات بالغة، وتحدث مع لي فان بعد الشفاء.

بعد عدة تكرارات لهذه الدورة، تمكن لي فان تدريجيا من تجميع بعض الحقائق من كلمات دونغفانغ ياو.

اتضح أن دونغفانغ ياو، مثل يي فيبينغ، يحمل أثرًا من سلالة وحش قديم داخله.

على الرغم من تدهوره على مدى آلاف السنين ، واجه دونغفانغ ياو ذات مرة كنزًا نادرًا أيقظ الإمكانات الكامنة لسلالة الوحش الخاصة به.

” في البداية، كنت قلقا من أنه قد يحولني إلى شيء لا يمثل الوحوش ولا البشر ، لكن هذا الشيء… معجزة حقًا ” تنهد دونغفانغ ياو في دهشة.