محاكاة إطالة العمر - الفصل 686

الفصل 686 : غصن ذابل يتحول إلى شجرة قديمة
المترجم : IxShadow

” لقد كان في… ” عبس لي فان، وكأنه يحاول جاهداً تذكر شيء ما.

حدق شيمين يو فيه باهتمام شديد، واستمع بتركيز كامل.

“لا أستطيع أن أتذكر.” بعد توقف طويل، هز لي فان كتفيه بلا حول ولا قوة.

“أنتِ…” تصلب وجه شيمين يو. ” يا له من حدث غريب! كيف تنساه بهذه السهولة؟ ”

كان تعبيره مليئًا بعدم التصديق وهو يفحص لي فان.

” زميل المزارع شيمين، لمَ لا تخبرني عن هذا الغصن الذابل؟ ربما أتذكر شيئًا ما أثناء حديثك؟ ” اقترح لي فان مبتسمًا.

عند سماع هذا، ضيق شيمين يو عينيه، ومسح لي فان من أعلى إلى أسفل.

ومع ذلك، ظل لي فان غير منزعج على الإطلاق، التقى بنظراته في هدوء.

بسبب عدم قدرته على قياس القوة الحقيقية لـ لي فان، اختار شيمين يو في النهاية عدم التصرف بتهور.

تحرك قليلاً، كاشفاً عن الغضن الذابل الذي كان يحرسه خلفه.

بعد صمت قصير، تكلم أخيرًا : ” بالنسبة لأصل هذا الغصن، فأنا لست متأكدًا تمامًا. في ذلك الوقت، وصلت أبحاثي عن عروق الأرض إلى طريق مسدود. ”

” تحت حكم تحالف العشرة آلاف خالد، تستعمل قوة عروق الأرض في تشكيل دفاعي يُغطي المنطقة بأكملها. دون تصريحٍ مناسب، تُصبح محاولة استغلاله أو دراسته بالغة الصعوبة. جربتُ أساليب عديدة، لكنني لم أجد حلاً. وبينما كنتُ أفكر في تغيير مسار بحثي… ”

” قبل عامين تقريبًا، انفجرت فجأةً قوة عروق الأرض في هذه المنطقة. كفيلة باحداث كارثةً قادرةً على إبادة مقاطعة بأكملها. عندما رأيتُ هذه الفرصة النادرة، انتهزتها لامتصاص قوة عروق الأرض المتدفقة. ”

” وهذا الغصن الذابل – اكتشفته داخل طاقة عروق الأرض.

تحدث شيمين يو ببطء غارق في التفكير.

” قبل عامين… وقعت حادثة بحر اللهب القرمزي المشتعل. هل يُعقل أن هونغ شي، في محاولته لإخراج اللهب القرمزي المختبئ داخل عروق الأرض، تسبب في هذا الاضطراب ؟

” تترابط عروق الأرض لعالم شوانهوانغ , ورغم تباعدها بمسافات شاسعة، إلا أنها لا تزال تؤثر على بعضها البعض. في الماضي، في بحر كونغ يون، ظهرت جزيرة غارقة من المحيط نتيجةً لظاهرة ‘مئات الجبال تسطحت لتصبح سهولًا’

‘ من الممكن أن يكون النشاط الزلزالي الذي لاحظه شيمين يو هنا هو موجات الصدمة المتبقية من المعركة مع اللهب القرمزي في ذلك الوقت. ‘

أثناء النظر إلى الغصن الذابل، الذي بعث باستمرار طاقة بنية مصفرة من عروق الأرض، سأل لي فان ببعض الارتباك:

ي” ُفترض أن تكون قوة عروق الأرض نقية. كيف يُمكن دمج الغصن الذابل بها؟ ستُسحق الأشجار العادية إلى غبار في لحظاتٍ في أعماق عروق الأرض بسبب الضغط الهائل. ما هو أصل هذا الغصن تحديدًا؟ لم يصمد في عروق الأرض فحسب، بل يُمكنه أيضًا امتصاص الطاقة المكبوتة بداخله؟ ”

ثم حول لي فان نظره نحو شيمين يو مرة أخرى.

” أفترض أن تحالف العشرة آلاف خالد لم يكتشف الاضطرابات في عروق الأرض هنا بعد؟ لو فعلوا، حفاظًا على سلامة تشكيلاتهم العظيمة، لأرسلوا بالتأكيد أناسًا للقضاء على هذا التهديد الخفي. ”

تغير تعبير شيمين يو قليلاً، لكنه لم ينكر ذلك.

” هذا الغصن الذابل يمتلك بالفعل قوة غامضة. يبدو أنه من نفس أصل عروق الأرض، لذا دراستي عليه لم تخرج بنتائج مرضية. ”

انبعاث طاقة عروق الأرض من الغصن الذابل كان متقطعًا، يتبع نمطًا محددًا. في هذه اللحظة، كان التدفق يضعف تدريجيًا حتى يختفي تمامًا.

قام شيمين يو بتخزين زجاجة اليشم التي تحتوي على الغصن بعناية.

” من نفس أصل عروق الأرض؟ ” فكر لي فان في هذه الكلمات بعناية.

ثم اخرج شيمين يو لوحًا حجريًا من خاتمه. يبدو أنه انفصل عن جدار صخري قديم، وعليه علامات قديمة جدًا.

كانت النقوش مجردة، لكن التصوير العام كان لا يزال مفهومًا إلى حد ما.

نقاط صغيرة لا تُحصى تُمثل البشرية. كانوا يعبدون ويعيشون على الأرض.

في تلك الأثناء، تحت السطح، نمت شجرة كبيرة مقلوبة.

تمتد جذورها بكثافة، وترسخت في كل زاوية من الأرض.

امتدت عميقًا تحت الأرض لدرجة انها وصلت الى قلب الأرض.

” هذا شيء اكتشفته في صدع جيولوجي أثناء دراستي للتغيرات في التضاريس القديمة والحديثة. يُفترض أن يكون أثرًا خلّفته حضارة بشرية قديمة. ”

” الأمر لا يقتصر على هذه الجدارية فحسب، وجدت سجلات قديمة مشابهة في مختلف أنحاء عالم شوانهوانغ. ”

” أظن أن ما نسميه عروق الأرض الروحية مشتق في الواقع من جذور هذه الشجرة العريقة. وهذا الغصن الذابل الذي أملكه ينتمي إلى تلك الشجرة ذاتها. ” شرح شيمين يو.

” مع أن المعلومات التي يتركها الفانين بسيطة للغاية، وقد لا تكشف الحقيقة كاملة، إلا أننا، نحن المزارعين، غالبًا ما نتجاهلها لأنها تأتي من الفانين. ونتيجة لذلك، نجت السجلات التي كان ينبغي محوها. ” سخر شيمين يو.

“شجرة عروق الأرض…” داعب لي فان ذقنه.

“لا، هذا ليس صحيحًا.” فجأة هز رأسه.

” إنها مشابهة جدًا لما رأيته ذات مرة في الوهم، ولكن لا تزال هناك بعض الاختلافات. ” قال لي فان بثقة.

لم يُفاجأ شيمن يو. بعد لحظة من التفكير، قال: ” من المُحتمل أن تكون الشجرة القديمة التي رأيتها أقدم من ذلك. ”

” قد تكون أيضًا أصل شجرة عروق الأرض.”

اندهش لي فان. ” هل لشجرة عروق الأرض أصل؟ ”

أخرج شيمن يو عدة أحجار سوداء من مكان ما، وسحقها، ثم نثر المسحوق على الغصن الذابل المزروع في الأرض. تم امتصاص المسحوق الأسود بسرعة، وبدا أن الغصن استعاد بعض حيويته.

” يقال أنه في البداية، كانت هناك شجرة أم واحدة فقط هي التي تحكم أعمار جميع الكائنات الحية. ”

” ثم حدثت كارثة عظيمة، وتعرضت الشجرة الأم لأضرار بالغة. انكسرت بعض أغصانها وسقطت في الأرض. ”

” أصبحت إحداهم شجرة عروق الأرض. ”

حدق شيمين يو في الفرع الذابل الذي تم رعايته بعناية وهو يتحدث ببطء.

لمعت عينا لي فان ببريق حاد. ” من أين علمتَ بهذا ، أيها الزميل المزارع شيمين؟ لم أسمع بمثل هذا من قبل.”

أبقى شيمين يو نظره ثابتًا على الغصن الذابل ولم يجب.

توقف لي فان، ثم أومأ برأسه قليلاً.

” آه، بعد أن سمعتُ كلامك ، يبدو أنني تذكرتُ شيئًا. في ذلك الوقت، وجدتُ الغصن الذابل هنا. ”

بكل بساطة، رسم خريطة لمقاطعة تيانلينغ وحدد موقعًا.

حينها فقط، قام شيمين يو بتحويل تركيزه من الغصن وحفظ الموقع بقوة قبل محو الخريطة.

” لقد تغيّرت الأزمنة. على مرّ السنين، زرتُ ذلك المكان مراتٍ عديدة، لكنني لم أجد تلك الشجرة الذابلة مجددًا. أيّها المزارع شيمين، لا تُعلّق آمالًا كبيرة عليها. ” حذّر لي فان.

ضحك شيمين يو قائلًا: ” العثور على شيءٍ نادرٍ كهذا يكون بالصدفة، لا بالبحث. لكنني دائمًا ما كنتُ محظوظًا. حالما أُنهي بحثي عن نظرية عروق الأرض، سأُجرّب حظي بالتأكيد. ”

” إذن اسمح لي أن أتمنى لك النجاح مقدمًا ! ” شبك لي فان يديه في تحية، مستعدا للمغادرة.

” هان وويو، أليس كذلك؟ ” ألقى شيمين يو طلسم اتصال. ” أشعر أن بيننا مصيرًا ما. احتفظ بها. ربما نلتقي مجددًا في المستقبل. ”

قام لي فان بتخزين الطلسم بعيدًا ولم يتباطأ.

بمجرد اختفاء شخصيته، أغلقت أبواب الكهف مرة أخرى.

عبس شيمين يو وقال: ” في السماء والأرض تقف شجرة رومو، تذبل ليلًا ونهارًا، لكنها تُنمّي الحياة الأبدية…”

” هل من الممكن أنها لا تزال موجودة في هذا العالم؟ “