محاكاة إطالة العمر - الفصل 672

الفصل 672 : قطع القدر لدخول محور العودة
المترجم : IxShadow

مع كل بوصة تقدم بها، أصبحت قوة الشفط أقوى.

اندفع مصير العالم السماوي المخزن داخل ريشة الطائر الأسود بشكل لا يمكن السيطرة عليه، مثل الفيضان الذي ينفجر عبر سد.

تغير تعبير لي فان قليلا.

لقد تجاوزت قدرة استنزاف الثروة التي يمتلكها تمثال هان يي الحجري توقعاته.

لو كان مزارعًا عاديًا، فمن المحتمل أن يتم استنزاف كل ثروته في جزء من ثانية، مما يجلب الكارثة على نفسه ويموت فورا !

حتى شخص محظوظ مثل شو كي سوف يكافح من أجل النجاة هنا.

لكن…

ثروة الفرد وحدها لا تكفي للاستمرار في هذا المجال المفترس. ولكن بالتحدث عن مصير عالم بأكمله – الآن، هذه قصة مختلفة.

في النهاية، كان للتمثال الحجري حدٌّ لسرعة امتصاصه للثروة. حتى مع اقتراب لي فان منه ، كمية الثروة التي استنزفها في كل لحظة كانت مجرد قطرة من البحر مقارنة بـ الاحتياطات الهائلة المُخزّنة داخل ريشة الطائر الأسود.

وبحسب تقدير لي فان، حتى لو توقف وسمح للتمثال بامتصاص ثروته بحرية، فسيستغرق نصف يوم على الأقل لاستنزافه بالكامل!

” هذا هو المقصود بـ ‘ القدرة السامية لا تستطيع التغلب على القدر السماوي! ‘ ”

مرة أخرى، استعان لي فان بمصير العالم المخزن داخل ريشة الطائر الأسود، وغلف نفسه بحاجز دفاعي، مما ضمن سلامته المطلقة قبل أن يبدأ بمراقبة تمثال هان يي الحجري أمامه.

كان وجهه متجمدًا من الرعب، عيناه مليئة باليأس – كما لو أن الوقت نفسه توقف في نفس اللحظة التي تعرض فيها لضربة قاتلة.

” التقى هان يي بالصياد قبل أن ينتهي به الأمر هكذا. هل كان ذلك بفعل الصياد، أم بتأثير سوترا الحظ السماوي؟ ”

لم يتصرف لي فان بتهور، قام بتحليل الوضع بعناية.

” لا حي ولا ميت… هناك شيء غريب فيه.”

سابقًا، ومن خلال فن حلم سحاب الماء، اكتسب لي فان فهمًا عامًا لسوترا الحظ السماوي. ومع ذلك، لم تصف أيٌّ من تقنياتها تحولًا غريبًا كهذا.

إذا اقترب أي شيء من هذه الحالة، فستكون قدرة تُعرف باسم [ قطع الثروة، العودة إلى المحور ]

هذه التقنية تسمح للشخص بقطع ثروته في لحظات الخطر – قطع كل الروابط مع العالم تمامًا والدخول إلى عالم المحور، أين لا يوجد مساحة ولا ذات.

عندها، يصبح جسد الشخص وعقله راكدين تمامًا، كما لو أنهما هربا إلى الفراغ نفسه، الشيء الذي يجعلهم غير قابلين للاكتشاف.

إن حالة العودة إلى المحور قد تستمر من عدة أشهر إلى عدة سنوات، ولا تستعيد الذات نفسها سوى بعد مرور جميع التهديدات الخارجية.

كانت تقنية ذات آثار جانبية خطيرة ولكنها كانت أيضًا ذات إمكانات لا مثيل لها.

” ربما تفاعل هجوم الصياد مع [قطع الثروة، العودة إلى المحور]، هو الذي أدى إلى إنشاء هذا التمثال الحجري.”

بعد فترة طويلة من التأمل، توصل لي فان إلى إدراك.

مع أن هان يي فعّل هذه القدرة للنجاة، إلا أن الفجوة في القوة بينه وبين الصياد كانت هائلة. لم يتسنَّ له حتى دخول حالة العودة إلى المحور بشكل كامل قبل أن تُصيبه تقنية الصياد.

“همم…”

على الأرجح، لم يكن الصياد ينوي قتل هان يي. كان يبحث فقط عن أدلة تتعلق بسيف الكارثة السماوية في عقله. ومع ذلك، لم يستطع هان يي تحمّله. غمرته قوة الهجوم الهائلة، وحولته إلى حالة من الجمود.

إن قطع الثروة يعني إرجاعها إلى السماء، أي التخلي عنها. لكنه وقع في حالة من امتصاص الثروة من العالم الخارجي.

” هل هذا بسبب هجوم الصياد؟ ”

تسابقت أفكار لي فان، وأصبح تعبيره خطيرًا.

بعد فترة من الوقت، خرج من تفكيره العميق ونظر إلى شخصية هان يي المتجمدة، بعينان باردتان.

لو كانت هذه حالة العودة إلى نقطة المحور، لاستيقظتَ يومًا ما. لكن مع تدخل الصياد… في وضعك الحالي، لن تعود إلى حالتك الطبيعية أبدًا. ”

” مصير أسوأ من الموت. دعني أعفيك من بؤسك. ”

وبينما تحدث، أشار لي فان بإصبعه في الهواء وألقى تقنية فحص روح السماء الأرجوانية على هان يي.

حاليا، كانت أفكار هان يي في حالة سكون تام. ولذلك، لم يواجه لي فان أي مقاومة وهو يتجول بحرية في عقل هان يي. انكشفت أمامه كل أسراره، حتى أحلك زوايا قلبه.

يمكن القول أنه في هذه اللحظة، فهم لي فان هان يي بشكل أفضل من هان يي نفسه.

بعد استخراج كل فكرة من عقل هان يي، حرك لي فان إصبعه، وأطلق خط من ضوء السيف الأسود.

اخترق ضوء السيف المظلم بسرعة صدر التمثال.

في لحظة واحدة، تفكك التمثال إلى عدد لا يحصى من الجزيئات الصغيرة، وتناثرت في السماء والأرض.

في الوقت نفسه، اختفى مجال استنزاف الثروة الذي كان يلف التمثال دون أن يترك أثرا.

بدلاً من ظهور أي نذير شؤم في السماء نتيجة سقوط أحد المزارعين، هبّت عاصفة خفية. عادت الثروة التي امتصها هان يي مع مرور الوقت إلى السماء والأرض بعد وفاته.

لم يُفوِّت لي فان فرصةً نادرةً كهذه. ففعَّل على الفور ريشة الطائر الأسود، مُغتنمًا اللحظة قبل أن تتبدد هذه الثروة غير المُطالب بها ويتم التهامها. ثم، قبل أن يُلاحظ أحدٌ هذا الشذوذ في هذا المكان، اختفى بهدوء.

وعند عودته إلى وادي طول العمر، لم يزعج ليو سان والآخرين، الذين كانوا لا يزالون مشغولين.

دخل لي فان غرفة الزراعة المنعزلة الخاصة بسيد الطائفة، أين وضع زجاجة اليشم التي تحتوي على جوهر دم شو كي والمواد اللازمة لصقل استنساخ أمامه.

عندما كان على وشك البدء في هذه العملية، نشأ شعور لا يمكن تفسيره بالقلق في قلبه.

” أنا حاليًا في مرحلة الروح الوليدة المبكرة. الاستنساخ التي سأصقله سيكون محدودا في ذروة النواة الذهبية. أنوي استخدام الاستنساخ لزراعة سوترا الحظ السماوي لـ هان يي. لكن إذا صنعتُ استنساخ ثم جعلته يزرعها ويخترق بنفسه… ”

” قد يواجه عائق تفرضه كارثة السماء أشدّ صرامةً من خاصتي، مسببًا تأخيراتٍ لا داعي لها. من الأفضل لجسدي أن يزرع حتى منتصف مرحلة الروح الوليدة. حينها، يُمكنني تحقيق ضعف النتيجة بنصف الجهد. ” ( اذا وصل الى منتصف روح وليدة استنساخه سيكون في المرحلة المبكرة )

بعد التفكير ، وضع لي فان المواد جانباً مؤقتاً وصعد إلى سماء عالم الوحش.

” روحي الوليدة تحققت بفضل عالم العناصر الخمسة السماوية. لكي أتمكن من الاختراق سريعًا، عليّ أن أفهم قوانين العناصر الخمسة بعمق. ”

” في عالم شوانهوانغ، علي بذل جهد كبير في البحث عن فرص مناسبة. لكن في عالم الوحش هذا… ”

” قوانين السماء والأرض تعمل، والعناصر الخمسة تدور – كل ذلك حسب رغبتي! ”

” مع من أن هذا العالم الفرعي على مستوى أدنى، ويجب أن أتجنب التورط المفرط فيه بسبب ما حدث لشياو هي… إلا أنه لا يزال أكثر من كافٍ لمساعدتي في تحقيق اختراق سريع إلى منتصف مرحلة الروح الوليدة. ”

أغمض لي فان عينيه، وركز، في لحظة، تشكلت ساعة رملية مقلوبة ضخمة في السماء. انجذبت إليها ببطء قوة العناصر الخمسة التي تدعم عالم الوحش. وبينما تصادمت العناصر الخمسة، تردد صدى انفجارات مدوية في الهواء. تحولت السماء نفسها إلى نسيج لامع من إشعاع خماسي اللون، مما خلق مشهدًا خلابًا.

نظر ليو سان وفانغ زايجي إلى الأعلى، ثم إلى لي فان، الذي وقف بلا حراك فوق السحاب، وأومأ برأسه ناحيتهم قليلاً.

” هالة زراعة السيد الشاب رائعة حقًا. لديه بعضٌ من تصرفات السيد العجوز! ” قال ليو سان بارتياح.

” هاهاها، أعتقد أن ليو روتشين لا يمكن أن يقارن به! ” رد فانغ زايجي دون أن يعطي ليو سان أي وجه.

تصلبت تعابير وجه ليو سان، ولكن من المثير للدهشة أنه لم يجادل هذه المرة.

” أن يتفوق الجديد على القديم، فهذا أمرٌ جيد. وإلا، ألن يكون مصير طائفتنا، ملك الطب، تكرارا للماضي؟ ”

” إنه أمر جيد بالتأكيد! ” كرر ليو سان.

بعد أن أمر التلاميذ بعدم إزعاج زراعة لي فان، ضم الاثنان قواهما لإنشاء حواجز دفاع حوله، مما أدى في النهاية إلى طمأنة عقولهم.

مر الوقت بينما انغمس لي فان في الزراعة.

في غمضة عين مرت سنتان.