محاكاة إطالة العمر - الفصل 666

الفصل 666 : الأرض السوداء القاحلة المتفحمة
المترجم : IxShadow

” إذا سقطت العاصمة السماوية حقًا، فإن ما يوجد الآن يجب أن يكون نسخة طبق الأصل تم إنشاؤها بواسطة الأجيال اللاحقة كاحترام ” قال فانغ زايجي.

رغم أن لي فان أومأ برأسه موافقًا على السطح، إلا أنه كان يحمل أفكاره الخاصة في أعماقه.

ادّعى فانغ زايجي مرارًا أن الشبح في العاصمة السماوية يحمل أسرارًا لا حصر لها، وأنه بلا شك خالد حقيقي. ومع ذلك، من البداية إلى النهاية، كان هذا الأمر ينضح بهالة غريبة.

بعد سنوات طويلة من انقطاع مسار الخلود، مرّ خالد حقيقي فجأةً عبر عالم شوانهوانغ. بل تطوع هذا الخالد بنشر تعاليمه ووعظ مزارعين عاديين، الذين لم يكونوا في نظره سوى نمل.

اسأل نفسك: كم عدد المزارعين، بعد المرور بالمدن الفانية، سوف ينزلون بلطف ويعلمون الفانين أساليب الزراعة؟

في أغلب الأحيان، أليسوا مثل شو فنغ – بضربة سيف واحدة متهورة، سيقتلهم جميعا دون تفكير ثانٍ؟

بالنسبة للمزارعين الذين تجرأوا على التطفل، كان مجرد عدم قتلهم رحمةً لهم. لماذا يقوم كيان كهذا بتكليف نفسه عناء تعليمهم؟

إذا كانت كلمات فانغ زايجي صحيحة، فمن الواضح أن هناك خطأً ما في ٱلية العاصمة السماوية. ربما لم يكن وعظه مقصودًا، بل حدثًا تلقائيًا.

وإلا، فإن الطفل الواقف بجانب تلك الشخصية – المدعو سيد العاصمة السماوية الكبير، الوحيد الذي اتخذ أي إجراء على الإطلاق – سيكون مشبوهًا للغاية.

ربما تم جذب تلك الشخصية إلى أنقاض الخلود، فاضطر للنزول إلى عالم شوانهوانغ. قد لا ترقى قوته الحقيقية إلى مستوى الخلود الحقيقي. لكن بما أن طائفة شوانتيان فشلت في الاستيلاء على العاصمة السماوية، فلا بد أنه كان يتمتع بقوة هائلة. على أقل تقدير، كان نصف مرحلة نحو الخلود الحقيقي ، على قدم المساواة مع “ملك شوانتيان”.

ربما السماح لمزارعي الطوائف الخالدة العشرة العظيمة بدخول العاصمة السماوية كانت مجرد حيلة لإثارة المشاكل لطائفة شوانتيان. ففي النهاية، ما يهمّ الخالدين حقًا هو ما يفيدهم.

” الطاقة الروحية الخالدة؟ ”

على الفور تقريبًا، قام لي فان، وكأنه من أصحاب نظريات المؤامرة، ببناء مخطط متقن في ذهنه.

مع أن أفكاره كانت مجرد تكهنات، إلا أن هناك شيئًا واحدًا كان مؤكدًا – الشذوذ في مقاطعة يوانداو ارتبطت بلا شك بالعاصمة السماوية.

” بصفتك وارثًا لتشي العاصمة السماوية الأرجواني، ألا ترغب في زيارة مقاطعة يوانداو؟ ” سأل لي فان بتردد.

هز فانغ زايجي رأسه. ” ههه، أفضل عدم القيام بذلك. مُزارع تكامل الداو الذي عاش آلاف السنين أقوى مني بكثير. إذا ذهبت، ألن يكون ذلك بمثابة دخول عرين نمر؟ يا سيد الطائفة، لنلتزم بمهمتنا الحقيقية.”

ابتسم لي فان قليلاً وأومأ برأسه.

بعد هذا الانحراف القصير، سافر الاثنان لأكثر من نصف يوم قبل أن يصلا أخيرًا إلى حدود مقاطعة شيلين.

ومع ذلك، فإن المنظر أمامهم جعل حدقة لي فان تتقلص.

في المسافة، رأى أرض غارقة ومحترقة سوداء اللون. تدفقت أنهار من الحمم البركانية في كل الاتجاهات، تبعث جوًا أشبه بنهاية العالم.

من وقت لآخر، كانت أعمدة اللهب الأسود تنفجر من أعماق الأرض، وتنتشر في الهواء وتشوه الغلاف الجوي.

ما جعل قلب لي فان ينبض بقوة هو المنظر المزعج لعدد لا يحصى من الفراغات السوداء المنتشرة بشكل غير منتظم عبر الأرض والسماء في هذا الحوض المتفحم.

مثل التفاحة التي أكلتها الديدان، كانت الأرض مليئة بالندوب.

وسرعان ما أدرك لي فان أن هذه الفراغات المظلمة ليست ساكنة ، بل بدت وكأنها تمتلك حياةً خاصة بها، تتلوى ببطء، أو تقفز فجأةً إلى مكانٍ آخر، تلتهم كل ما في متناولها.

حتى فانغ زايجي، أحد مزارعي تكامل الداو، بدا قاتماً في مواجهتها.

” سيد الطائفة، هل أنت متأكد من أنه يجب علينا المضي قدمًا؟ ” سأل بتردد.

لم يُجب لي فان فورًا، بل راقب الوضع بعناية لفترة طويلة.

” إذا كنا حذرين، فلن تكون هناك مشكلة كبيرة. تبدو هذه الفراغات وكأنها تتحرك بشكل غير متوقع، لكنها في الواقع تتبع نمطًا محددًا. تنتقل آنيًا فقط إلى مناطق خالية نسبيًا، ولن تظهر بالقرب من الفراغات الموجودة. ”

” لذا، طالما حافظنا على مسافة معينة من الفراغات واستمررنا في التحرك للأمام، فيجب أن نكون بخير. ”

” هل لا زال لدينا مرجل ملك الطب الحقيقي؟ ”

بينما تحدث، ألقى لي فان مرجل ملك الطب نحو فراغ أسود ليس بعيد.

“سيد الطائفة!” صرخ فانغ زايجي.

انبعث من مرجل ملك الطب وهجٌ أصفر ترابيٌّ. في وسط الفراغ، رغم خفوته تدريجيًا، استمرّ لأكثر من عشر أنفاس.

“أرأيت؟ حتى لو دخلنا بالصدفة، فهذه المدة كافية جدًا للنجاة.” استعاد لي فان مرجل ملك الطب الحقيقي، ونظر إلى فانغ زايجي.

” يا سيد الطائفة، أنت متهور جدًا! ماذا لو حدث مكروه لمرجل ملك الطب الحقيقي؟ ماذا سيحدث حينها؟ ” تمتم فانغ زايجي.

” أليس هذا سبب وجودك هنا ؟ حتى لو فُقد مرجل ملك الطب، أعتقد يا سيد أنك تستطيع صنع مرجل جديد لطائفتنا. ” أجاب لي فان بلا مبالاة.

عند سماع هذا ابتسم فانغ زايجي وتوقف عن التذمر. تبع لي فان، متحكمًا بمرجل ملك الطب، نحو الحوض المحترق.

تحرك لي فان بحذر نحو الموقع في ذاكرته.

” هذا مُرعبٌ حقًّا… كيف يُمكن أن تُصيب كارثةٌ كهذه هذا البحرَ الذي كان يومًا ما مزدهرًا ؟ ” نقر فانغ زايجي على لسانه بدهشةٍ وهو يُراقب ما حوله. ” في زمننا ، لم يحدث شيءٌ كهذا قط. بالنظر إلى الكارثة، يبدو أن السماء أمرت بمحو هذا المكان تمامًا. ”

بقي لي فان صامتا.

لطالما كان بحر كونغ يون شاسعًا، والآن، لتجنب الفراغات ، تأثرت سرعتهم بشكل أكبر. استغرقوا أكثر من ثلاثين يومًا قبل أن يصلوا أخيرًا إلى مدخل عالم الوحش الصغير.

ومع ذلك، فإن المنظر أمامهم جعل تعبير لي فان يصبح أغمق.

المدخل الأصلي كان قد غمره الفراغ تمامًا. وبطبيعة الحال، لم يعد الممر نفسه موجودًا.

فكر لي فان للحظة وتذكر أنه عندما خرج هان يي من العالم الصغير، كان قد فعل ذلك من مكان آخر.

وهكذا انطلق إلى ذلك المكان.

لحسن الحظ، حالفهم الحظ هذه المرة. لم يكن المدخل ضمن نطاق الفراغات، بل كان مخفيًا تحت حمم بركانية سوداء حالكة.

” سيد الطائفة، ماذا لو دخلنا وابتلع الفراغ هذا المخرج؟ ألن يعني ذلك أننا لن نعود أبدًا؟ ” لاحظه فانغ زايجي أيضًا. وبينما كان لي فان على وشك الدخول، أوقفه فجأةً وأعرب عن قلقه.

“لا تقلق، لقد قمت بالتحضيرات.”

بينما كان يتحدث، أزال لي فان الحمم السوداء. ثم أخرج ورقة رقيقة من خاتمه وضغطها برفق على مدخل العالم الصغير.

كما لو أن قطرة حبر سقطت على الورقة – ظهرت أنماط دقيقة ببطء.

” ما هذه….؟ ” حدق فانغ زايجي غير قادر على التعرف عليها.

” إنه طلسم حجز النجوم. يمكنه نسخ بيانات العقد المكانية لهذا الممر وتسجيلها. بمجرد دخولنا العالم الصغير، سنُجري العملية نفسها على الطرف الآخر من الممر، مما يسمح لنا بإعادة بناء مسار جديد. ”

بمجرد تشكيل الأنماط الموجودة على طلسم حجز النجوم بالكامل، أخرج لي فان طلسم على شكل بوابة وألقاه على الورقة.

تحت تأثير الطلسم، ظهر باب متوهج بشكل خافت.

” سيد الشاب، الاتصال على هذا الجانب جاهز.” من داخل الباب، رن صوت ليو سان الخافت.

بنقرة لطيفة من إصبعه، أرسل لي فان طلسم حجز النجوم إلى الممر.

” سيد فانغ، هيا بنا. سيتولى الشيخ ليو الاستعدادات للممر الجديد في وادي طول العمر. “