محاكاة إطالة العمر - الفصل 588
إدعم الرواية لاستمرارها و زيادة تنزيل الفصول :
الفصل 588 : امتداد النهر المتدفق، القوة الأبدية للجدار
المترجم : IxShadow
هب نسيم لطيف في الهواء، حاملاً رائحة كريهة لا يمكن إنكارها من التعفن.
كسر حفيف الأوراق الجافة الصمت، بينما هبط عدد قليل منها من قمم الشجرة، لتختفي في العدم قبل أن تلمس الأرض.
لقد رأى لي فان شيئًا واضحًا على سطح الأوراق – لمحة عابرة من الوجوه الملتوية والمتألمة.
في ظل الظروف العادية، فإن أي شخص يشهد مثل هذا المشهد سيشعر بالرعب.
ومع ذلك، في هذه اللحظة، في نظر لي فان، هذا المكان المعروف باسم “الحياة البشرية الذابلة” لم يكن أقل من ساحر.
أخذ نفسا عميقا، وامتلأت رئتيه بالهواء الفاسد، ووجده حلوًا بشكل غريب.
بشغف، استنشق عدة مرات أخرى.
راقب بعناية المزارعين المعلقين على الأشجار ولاحظ عيونهم السوداء الخالية من الحياة، والتي كانت مصحوبة بابتسامات غريبة على وجوههم.
كان شعرهم قد اندمج مع الأغصان، بمثابة حبال لتعليق أجسادهم.
كان بعض المزارعون لا يزالون يحتفظون بملابسهم سليمة.
وآخرين ظلوا معلقين هناك لسنوات، وكانت ملابسهم متآكلة وممزقة.
التفت الفروع المتعفنة حول أجسادهم، وغطت اللحم المكشوف بينما اخترقت عضلاتهم وأوتارهم بعمق.
” رائع! رائع حقًا! ”
دون الحاجة إلى شرح من المزارع شيومو، فهم لي فان على الفور آليات هذا المكان في اللحظة التي خطا فيها إلى المكان.
في مواجهة هذا المشهد المروع، لم يشعر لي فان بالخوف أو الحذر ، بل صفق بيديه في إعجاب.
كان صوته يحمل لمحة من الحسد، وكأنه يعتقد أن جميع المزارعين يجب أن يتم تعليقهم بشكل طبيعي على مثل هذه الأغصان.
ومع قيام الشجرة الميتة بثقب لحمهم بدا له كشرف لا يمكن تصوره.
” ما رأيك، زميل المزارع يو؟ هل كان وصفي مبالغًا فيه؟ ” سعل شيومو، الذي بدا أكثر ضعفًا من أي وقت مضى، بعنف لفترة طويلة قبل أن يلتقط أنفاسه ليسأل.
” في الواقع، كلماتك صادقة! ” أومأ لي فان برأسه موافقًا.
” هذا الخلق غير عادي ! ما اسم هذه الشجرة؟ ” حدق باهتمام في الشجرة العملاقة الذابلة، وكانت عيناه تتوهجان بالهوس.
” كان يُطلق عليها ذات يوم اسم”رومو”، ولكن الآن… ” رفع ألمزارع شيومو رأسه أيضًا، وكان تعبيره غير قابل للقراءة.
[ ملاحظة : رومو تعني “شجرة صغيرة” أو “شتلة” ]
” تُعرف باسم ‘الجدار الأبدي لنهر الحياة’ ”
رغم أن الاسم كان من الصعب نطقه، إلا أنه في اللحظة التي نطقه بها ، فهم لي فان معناه على الفور.
” لقد كانت موجودة منذ الزمن السحيق وستظل موجودة إلى الأبد، واقفة شامخة فوق نهر الحياة، مثل الجدار الذي يحمل السماوات. ”
” ومع ذلك، فأنا أفضّل اسمها الأصلي ” قال لي فان وهو يهز رأسه.
أطلق المزارع شيومو ضحكة خفيفة، غير منزعج. ” الاسم ليس سوى كنية. مع صعود وسقوط أجيال من الكائنات الحية، حتى هو سيتغير ”
” ولكن لا شيء من هذا يؤثر على وجودها. ”
لسبب ما، بدا الظل وكأنه يتلألأ في عيون المزارع شيومو وهو يقول هذا.
لكن لي فان وافق وأجاب: ” قد يكون هذا صحيحًا، لكن الحاضر لم يعد الماضي ”
كل لحظة قضاها هنا جلبت عددًا لا يحصى من الرؤى إلى ذهن لي فان.
وبطبيعة الحال، أصبح يعرف الكثير عن الشجرة وتاريخها.
بنظرة حزينة، تلا بصوت خافت:
” عندما ولدت السماء والأرض الحياة، قامت رومو باستخراج فواكه طول العمر، ومنحت الحياة الأبدية لأولئك الذين استهلكوها. ”
بدت عيون المزارع شيومو الغائمة وكأنها أشرقت عندما سمع كلمات لي فان، واستدار قليلاً مع وميض من الضوء.
وبعد صمت طويل، استأنف الاثنان حديثهما.
تنهد شيومو قائلاً: ” زميلي المزارع يو، أنت تمتلك حقًا حكمة عظيمة! ”
” من بين عدد لا يحصى من المزارعين الذين جاؤوا إلى هنا ليشهدوها ، قليل منهم تكيفوا بالسرعة التي تكيفت بها أنت.”
ضاقت عينا لي فان قليلاً، وقال بصوت منخفض، ” ليس أنني حكيم، بل لأن الآخرين جهلاء ”
” كيف يختلف المزارعون عن أي كائن حي آخر؟ ”
” الأشجار تثمر، الأزهار تنتج الرحيق. الحيوانات تلد صغارها، والطيور تضع بيضها. ”
” البشر يستهلكونها كمواد ، ويعتبرونه مجرد مسار الطبيعة. فلماذا يشعر معظمهم لاحقا بالرفض اذا تم استهلاكهم ؟ ”
” هل يعتقدون حقًا أنهم روح السماء وأسياد الخليقة ؟ ”
سخر لي فان.
فوجئ المزارع شيومو وعجز عن الكلام للحظة.
” من وجهة نظري، هذا ليس أكثر من قانون الغاب ” تابع لي فان وهو يهز رأسه.
” في هذا العصر ، الالتهام هو المسار الطبيعي. إذا جاء اليوم الذي يتم فيه التهام أحدهم ، فعليه مواجهة ذلك بدون شكوى. إن طريق السماء عادل، والكارما لا ترحم أحدًا ! ”
تمايل لي فان قليلاً، منغمساً بعمق في أفكاره الخاصة.
حدق فيه المزارع شيومو لفترة من الوقت قبل أن يفهم فجأة.
” آه، إذًا فإن عقليتك لم تتغير – لقد كنت تفكر بهذا الشكل دائمًا. ”
” يا للأسف، يا للأسف! ”
هز المزارع شيومو رأسه قليلاً.
لكن لي فان بدا غير مبالٍ، وكأنه لم يسمع كلمات الرجل العجوز.
استمر في النظر إلى رومو الذابلة، وكأن شيئًا ما بداخله أسره بشدة.
” للتفكير بأن مثل هذه الفلسفة قد تنشأ بين المزارعين. ” عبس المزارع شيومو، يبدو أنه غارق في التفكير.
“سعال، سعال…”
فجأة انفجر في نوبة سعال عنيفة، الدم الأخضر تسرب بخفة من زوايا فمه.
فوقه، اهتزت رومو بدون ريح، وأسقطت عددًا لا يحصى من الأوراق الذابلة.
التوى وجه المزراع شيومو بشراسة مؤقتة وهو يضحك بشدة.
” لذلك فإن السماء عادلة ، حتى الأشرار لهم جزاءهم! ”
” هذا الطفل لا فائدة لي منه هنا. من الأفضل أن أعيده إلى هناك لنشر الفوضى! ”
” الكارما – كل شيء له كارما! ”
…
بعد جنونه، استعاد المزارغ شيومو رباطة جأشه تدريجيًا، وعاد إلى السلوك الذي كان عليه عندما التقى لي فان لأول مرة.
” الزميل المزارع يو، الآن بعد أن رأيتها بنفسك، فأنا أثق في أنك راضٍ عن جودة منتجاتنا ؟ ”
” هل يجب علينا المضي قدمًا في اتفاقنا السابق؟ ” سأل بابتسامة شريرة.
” موافقة؟ ” التفت لي فان، في ذهول مؤقت.
” أوه، تلك المسألة! لا داعي للتسرع! ” أجاب وهو يلوح بيده وكأنه أمر تافه.
“هاهاهاها…”
أطلق المزارع شيومو ضحكته المزعجة مرة أخرى. ” هذا المكان رائع، لكنه ليس المكان الذي تنتمي إليه. ”
” أعتقد أن العالم الخارجي، عالم شوانهوانغ، يناسبك أكثر. ”
كان لي فان على وشك الاحتجاج، لكن المزارع شيومو أمسك بكتفه.
ارتفع ضباب رمادي متصاعد من الأرض، وسرعان ما غطاه.
” لماذا أنت حريص جدًا على إبعادي، أيها المزارع شيومو؟ ” سأل لي فان بقلق.
سخر شيومو لكنه لم يجب.
” لقد أردت الحصول على نواة ذهبية، أليس كذلك؟ حسنًا، بما أنني أشعر بالكرم، فسأقدم لك بعضًا منها مجانًا هذه المرة! ”
وبينما كان الضباب الرمادي يحجب رؤيته، سمع لي فان صوت المزارع شيومو بشكل غامض.
أصبح بصره ضبابيًا، وتعثر، ليجد نفسه عائدًا إلى ساحة الضيوف في برج مناقشة الداو في مقاطعة تيان لينغ.
لقد اختفى شيومو، ” الجدار الأبدي لنهر الحياة “، والمزارعين المعلقين على الغصون.
لقد بدا الأمر كله وكأنه هلوسة.
ولكن الغصن الذابل الملقى بهدوء على الطاولة كان بمثابة دليل لا يمكن إنكاره.
بعد أن لم يعد تحت تأثير الشجرة، عادت أفكار لي فان إلى طبيعتها.
مع تذكر تجربته الأخيرة، شعر وكأنه قد انزلق إلى هاوية جليدية.
متخوفا من أن شيومو قد لا يزال يراقبه، قمع خوفه وتظاهر بالهدوء.
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.
السَّامِيّة"/> 
