محاكاة إطالة العمر - الفصل 555

الفصل 555 : نجم البرية الساقطة
المترجم : IxShadow

ومع ذلك، نادرا ما تسير الأمور في الحياة كما نتمناها.

لفترة من الوقت ، عاش هان يي حياة مريحة للغاية في قرية “تشو”.

دون أي قلق بشأن الطعام أو الملابس، أمضى وقت فراغه باستخدام “ريشة الطائر الأسود الغامضة” داخل دانتيانه لامتصاص القدر السماوي المنجرف في العالم من حوله.

كلما تعرضت قرية تشو للهجوم من قبل وحوش من مستوطنات أخرى، كان يقوم سراً بتنشيط “سلطة القدر السماوي”، مستحضراً الرياح والعواصف، ومحركاً الرمال والحجر لمساعدتهم على صد موجات الأعداء الأجانب.

ونتيجة لذلك، ارتفعت مكانة هان يي في قرية تشو بشكل كبير.

لقد ذهب وحوش قرية تشو إلى حد بناء مبنى حجري شاهق ليكون مقر إقامته. كما خصصوا له عشرة حراس أقوياء من ذوي القوة الهائلة لحمايته. بل إنهم كانوا يعتزمون أن يقدموا له “عذراء” القرية الأكثر قدسية. لكن رؤية شكلها البشري برأس قطة جعله يرتجف من الانزعاج، رفض بسرعة.

عندما كان هان يي يعتقد أنه سيلعب دور “ابن السيد” في قرية تشو لفترة طويلة، حدث حدث غير متوقع.

في أحد الليالي، استيقظ فجأة من نوم عميق، وكان مليئًا بشعور خوف لا يمكن تفسيره.

نهض بهدوء ليتفقد المنطقة، صدم عندما وجد أن الحراس الشخصيين العشرة، الذين كانوا من المفترض أن يحرسونه ليلًا ونهارًا، اختفوا جميعًا دون ترك أثر.

أدرك أن هناك شيئًا ما خطأ، بالكاد كان لديه الوقت لجمع أغراضه قبل محاولة الفرار من القصر.

في تلك اللحظة، اكتشف أنه بينما كان نائماً، ما يقرب من مائة جندي ملثم يرتدون ملابس سوداء كانوا يحيطون بقصره.

في ضوء النار المتذبذب في القصر، استطاع هان يي أن يميز بشكل غامض أن هؤلاء الجنود كانوا يتمتعون بدرجة أعلى من الوحشية مقارنة بسكان قرية تشو. وعلى الرغم من أنهم احتفظوا بأشكال بشرية، إلا أن أطرافهم كانت قوية وتحولت أيديهم لتشبه أيدي الوحوش.

لقد كانت هذه المجموعة تستهدفه بوضوح.

بعد أن استشعر الخطر، شجّع هان يي نفسه وقام بتفعيل كل القدر السماوي الذي جمعه خلال الأيام الأخيرة.

وبينما كان الجنود يبحثون عن مكانه، أضاء ضوء ساطع السماء فجأة، فأضاء الليل. وسقطت كرة نارية ضخمة مباشرة باتجاه قرية تشو.

لقد أصيب الجنود ذوو الملابس السوداء بالذهول للحظة من هذا المنظر، أما سكان قرية تشو، الذين استيقظوا من نومهم، فقد نظروا إلى ما بدا وكأنه وصول نهاية العالم، في حيرة ورعب.

وفي هذه الأثناء، شعر هان يي باستنزاف القدر السماوي الذي جمعه، اختبأ في زاوية مصنوعة من الحجر الصلب.

في البداية، اعتقد هان يي أن النيزك الذي استدعاه بكل قوته سوف يسحق جميع الجنود ذوي الملابس السوداء حتى الموت.

لكن بشكل غير متوقع، ومع اقتراب التهديد المميت، أطلق أحد الجنود هديرًا مدويًا، وتمدد جسده عدة مرات. وألقى بنفسه في الهواء، مندفعًا مباشرة نحو النيزك.

“بوم!”

مع انفجار عنيف، سقط الشكل على الأرض بشكل أسرع مما صعد إليه، غارقًا في الدماء ومشوهًا لدرجة يصعب التعرف عليه.

ومع ذلك، فإن النيزك الذي استدعاه هان يي انحرف قليلاً عن مساره، وسقط باتجاه مركز القرية، أين كانت المنازل أكثر كثافة.

“بوم!”

الأرض اهتزت.

في غمضة عين، تحولت قرية تشو إلى أنقاض، مع صراخ وعويل يتردد صداه في الهواء.

الجنود ذو الملابس السوداء، رغم أنهم تجنبوا ضربة مباشرة من النيزك، لم يتمكنوا من الفرار من أثاره، حيث تكبدوا خسائر فادحة.

وبعد أن استعد مسبقًا ومع وجود أثر من القدر السماوي المتبقي يحميه، لم يصب هان يي بأذى.

أدرك أنه لم يعد يستطيع البقاء لفترة أطول، استغل غطاء الليل والفوضى للهروب من قرية تشو بمفرده.

بعد أن فر لمسافة تزيد عن عشرة أميال، وظن أنه في مأمن، أحس بنسيم يقترب من الخلف. حاول مراوغته، لكنه كان أبطأ من تجنبه تمامًا.

تسببت عاصفة تشبه النصل في جرح عميق في ظهره.

تحمل هان يي الألم الشديد، ثم التفت ليجد مهاجمه – ولصدمته، كان وجهًا مألوفًا.

زعيم كهنة قرية تشو، سي!

متظاهرًا بالغضب، طالب هان يي بمعرفة سبب مهاجمة سي له، بينما كان يجمع القدر السماوي سراً، على أمل الحصول على فرصة للبقاء على قيد الحياة.

ربما كان سي يعتقد أن هان يي قد أصبح محاصرًا بالفعل ومصيره الهلاك، لذا لم يسارع إلى شن هجوم آخر. بل كشف عن السبب وراء هجومه.

اتضح أنه بما أن هان يي كان يؤدي “معجزاته” بشكل متكرر، فإن سي، الذي كان يشغل ذات يوم منصبًا محترمًا ويتمتع بتقدير القرويين، قد “تم نسيانه” تدريجيًا..

باعتباره كاهن القرية، كان واجبه الأساسي هو تمثيل القرويين في التواصل مع الأسياد – الصلاة نيابة عنهم وتسليم المراسيم التي تنزل عليه للشعب.

ولكن مع وجود هان يي، الذي يقوم بمعجزات ، لماذا يبحث القرويون عن مجرد ” متحدث باسمهم ” عندما يكون لديهم حضور كيان قدير حي؟

بعد أن خسر دوره كمترجم لإرادة الكيان القدير، استبدل هان يي شرف سي السابق.

عند رؤية هان يي يقيم في القصر الكبير، ومشاهدة القرويين ينحنون باحترام كلما ظهر، كانت الغيرة تتفاقم في قلبه مثل ثعبان سام.

على الرغم من أن هان يي أظهر قوة خارقة، إلا أن سي كان لديه أفكار ” القتل ”

لكن من الواضح أن لا أحد في قرية تشو سيدعم مثل هذه الخطة.

لذا، وضع نصب عينيه قرية كانغ، التي تبعد أكثر من عشرة أميال.

كانت قرية كانغ أقوى بكثير من قرية تشو، وكان سكانها على مستوى أعلى من الوحشية. ومع ذلك، رغم هذا، لم تحدث صراعات خطيرة بين القريتين. كانت البرية اللامتناهية تقدم موارد لا تنضب تقريبًا.

حتى لو كانت هناك صدامات بين كانغ وتشو في بعض الأحيان، فإنهم عادة ما يحلونها سلميا من خلال المفاوضات.

لكن زيارة سي السرية غيرت كل شيء.

أبلغ سي زعيم قرية كانغ عن ” نزول الكيان القدير” في قرية تشو. وحذره من أنه بمساعدته، ستتضخم طموحات زعيم قرية تشو. وكان ينوي استخدام تلك القوة لتطهير البرية والتحول إلى “الإمبراطور” الذي يوحدها جميعًا.

من المؤكد أن مثل هذا المسار سيؤدي إلى مذبحة دموية.

ولأنه لم يكن راغبًا في رؤية العديد من الأرواح تضيع، فقد جاء سرًا لطلب مساعدة كانغ في القضاء على هان يي، الذي اعتبره محتالًا.

بعد جولة من الإقناع، وافق زعيم قرية كانغ على أن السماح لقرية تشو بالسيطرة على “كيان قدير” كان أمرًا خطيرًا للغاية.

وهكذا، بعد أكثر من عشرة أيام من التخطيط، ومع سي كمخبر، انتظر كانغ اللحظة المثالية وقاد مائة من المحاربين النخبة لتطويق قصر هان يي.

على الرغم من أن سي أخبره عن قدرة استدعاء الرياح والأمطار، إلا أن كانغ ظل واثقًا.

لقد قاتلت قواته النخبة عبر جبال من الجثث وأنهار من الدماء، دون خوف من السيوف – فكيف يمكن للرياح والمطر أن تزعجهم؟

كان الأمر كذلك حتى حطم النيزك الساقط رؤية كانغ للعالم.