محاكاة إطالة العمر - الفصل 535

الفصل 535 : الثعبان الأحمر يلف المدينة البيضاء
المترجم : IxShadow

لقد أحدث ذلك الحدث ضجة كبيرة في ذلك الوقت بعالم الوحوش بأكمله.

لم يرغب أي وحش تصديق أن إنسان يستطيع أن يأتي ويذهب بحرية داخل جبل الوحش المقدس.

ولكن الحقيقة لا يمكن إنكارها.

ذلك المزارع الذي يدعى لو يا لم يغامر بالدخول إلى الجبل المقدس فحسب، بل أخذ أيضًا أحد الصغار من قبيلة تيان وو ذو سلالة الدم الأكثر نقاءً.

ما جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للوحوش هو أنه في ذلك الوقت، كان لو يا في المرحلة المبكرة لروح الوليدة.

وهذا جعل الوضع كله أكثر عبثية.

انسَ مرحلة الروح الوليدة المبكرة، حتى لو كان في مرحلة الأخيرة للروح الوليدة، ماذا في ذلك ؟ يمكن لأي وحش بالغ في جبل الوحش المقدس أن يسحقه بسهولة بضربة واحدة من مخلبه.

كيف يمكنهم السماح بمثل هذه الغطرسة من مزارع بشري؟

على الرغم من وجود شائعات في وقت لاحق تفيد بأن لو يا كان قادرًا على الدخول والخروج بحرية من جبل الوحش المقدس نانمينغ بسبب الموافقة الضمنية من “الإمبراطور الأول”، إلا أن هذا لم يرق لعشيرة الوحش.

بصفته الحاكم الاسمي لسلالة الوحوش بأكملها، كان الإمبراطور الواحد يتمتع بمكانة عالية من الاحترام. لن تتمكن العديد من الوحوش الصغيرة ذات السلالات النقية والموهبة الاستثنائية من لفت انتباهه.

ما هو الحق الذي يمتلكه هذا المزارع البشري البسيط؟

استغرق الأمر أكثر من عقد من الزمن حتى تهدأ الأمواج التي أثارها هذا الحدث تدريجيا.

وأصبح اسم لو يا محفورًا في ذكريات العديد من الوحوش.

على الرغم من أن طائر دافينغ كان معروفًا بنسيانه، إلا أنه عندما ظهر كل من اسم “لو يا” ورمز الإمبراطور الواحد في نفس الوقت، فقد تذكر على الفور الأحداث التي وقعت في ذلك الوقت.

” يبدو أن الشائعات كانت صحيحة بالفعل. لو يا لديه حقًا علاقة وثيقة مع الإمبراطور الواحد…” أطلق طائر دافينغ ضحكة غريبة، ورفرف بجناحيه، وتبع شو كي نحو الجبل المقدس.

يبدو أن جبل الوحش نامينغ المقدس يحتوي على نوع من الطاقة الخاصة التي أفادت الوحوش بشكل كبير.

كلما اقتربوا منه، شعر لي فان بمزيد من الطاقة.

كما لو أن شيئًا عميقًا بداخله كان يتحرك بفرح، مما جعل دمه يغلي ويملأه بطاقة لا حدود لها.

حتى طائر لوان الأزرق تحت شو كي شعر بنفس الشيء.

أطلق صرخة عالية ومبتهجة، وزادت سرعته بشكل ملحوظ في لحظة.

لقد وصلوا بسرعة.

دخلت مجموعة شو كي حدود جبل الوحش المقدس، ولكن في تلك اللحظة، تيبست شينغ فجأة في الهواء، بلا حراك.

في الوقت نفسه، شعر لي فان بإحساس خطير ومميت يتصاعد في قلبه.

ومع ذلك، بدا أن شو كي غير مدرك تمامًا للخطر، ولا يزال يصرخ بحماس، ” شياو هي، انظر! ما هذا ؟ ”

شعر لي فان بأن جسده يصبح متحجرًا، غير قادر على الحركة. بالكاد استطاع أن يحول عينيه ليتبع نظرة شو كي.

ما رآه كان ثعبانًا ضخمًا ملفوفًا حول جبل الوحش المقدس.

كان جسده أحمرًا ناريًا، لافتًا للنظر وشيطانيًا بشكل لا يصدق.

كان جسد الثعبان الأحمر هائلاً، وما استطاعوا رؤيته بدا وكأنه جزء فقط من شكله الذي يبدو لا نهائي، حيث كان معظمه مخفيًا تحت المياه الزرقاء لبحر نانمينغ.

لقد كان مشهدًا يثير الرعب في قلوب كل من شاهده.

الأكثر إثارة للصدمة هو أنه قبل الدخول إلى جبل الوحش المقدس ، لم يلاحظ أحد وجوده.

وكأنه ظهر من العدم.

كانت عين الثعبان الأحمر الوحيدة الآن تحدق ببرود في طائر لوان الأزرق والركاب البشر الذين يحملهم.

أجبر الضغط الهائل لي فان على إغلاق عينيه غريزيًا.

ومع ذلك، ظل شو كي غير منزعج على الإطلاق، ونظر بجرأة إلى الثعبان الأحمر.

بعد مواجهة متوترة، انبعث ضوء خافت من رمز اليشم في يد شو كي.

تحركت عين الثعبان الأحمر قليلاً قبل أن تغلق ببطء.

في لحظة، استعاد طائر لوان الأزرق قدرته على الحركة.

شعر لي فان بالضغط على جسده يرتفع فجأة وأطلق تنهيدة صغيرة من الراحة.

ولكن عندما نظر مرة أخرى، كان الثعبان الأحمر الضخم، الذي كان أكبر من الجبل، قد اختفى بالفعل.

كما لو أن تلك اللحظة المرعبة لم تكن أكثر من هلوسة.

ومع ذلك، عرف لي فان أن الثعبان الأحمر ذو العين الواحدة لا زال ملفوفًا حول جبل الوحش المقدس.

لم يعد بإمكانهم رؤيته فقط.

” لولا رمز الإمبراطور الواحد، فحتى مزارع تكامل الداو سيسقط ميتًا أو مشلولًا هنا ” فكر لي فان في نفسه في حالة صدمة.

لكن شو كي ظل غير مبالٍ وغير منتبه، وحث طائر لوان الأزرق على النزول إلى الجبل.

” واو! إنه شعور مريح للغاية هنا ” هتف شو كي وهو يهبط، وأخذ نفسًا عميقًا واستمتع بالأجواء.

كان معروفًا أن البقاء على جبل الوحش المقدس يجلب بعض الفوائد الغامضة للوحوش.

هذه المرة، لم يكلف نفسه عناء تخزينائر شينغ بعيدًا، بدلاً من ذلك تركها تتقلص إلى حجم صغير وتستقر بجانب لي فان.

ألقى لي فان نظرة عليها، وفي لحظة، ظهرت في ذهنه صورة القديسة في الرداء الأزرق من آلاف السنين في المستقبل.

ابتسم لكنه لم يقل شيئا.

بدت شينغ خائفة بعض الشيء من لي فان، طائر القدر السماوي الغامض. في بعض الأحيان، كانت تلقي نظرة متوترة عليه، وكانت عيناها مليئتان بالخوف.

لقد حافظت غريزيًا على مسافة بينها، ولم تجرؤ على الاقتراب كثيرًا.

تجاهل شو كي، في تلك اللحظة، الطائرين اللذين كانا يقفان فوقه. ثم انطلق مسرعًا على طول الطريق الجبلي نحو المدينة الكبرى أمامه.

وعلى طول الطريق، واجهوا العديد من الوحوش الغريبة.

كانت هناك مخلوقات بأجساد الخيول وأجنحة الطيور؛ كائنات ذات وجوه بشرية وذيول ثعبان؛ بعضها يشبه النمور مع صرخات عواء تشبه الكلاب؛ بعضها مثل الغربان السوداء بثلاثة رؤوس وستة ذيول؛ وبعضها مثل الغزلان بذيول بيضاء وأرجل حصان وأيدي بشرية وأربعة قرون…

كانت بعض الوحوش عبارة عن نباتات أو أشجار اكتسبت إحساسًا، وتشع هالات سامية وأثيرية.

ولكن بغض النظر عن مدى شراسة هذه الوحوش، فقد تحركوا جميعًا بحذر واحترام على طول مسار الجبل، ولم يجرؤوا على التصرف خارج الخط.

وهكذا، برز ركض شو كي المتهور.

نظرت إليه بعض الوحوش بنية القتل، راغبين في تعليم هذا الطفل المتهور درسًا.

لكن بعد أن أحسوا بهالة الإمبراطور الواحد عليه، لم يجرؤ أحد على التحرك.

لذا واصل شو كي الركض، حتى وصل أخيرًا إلى قاعدة المدينة الكبرى أعلى الجبل.

كانت هذه المدينة الواقعة أعلى الجبل المقدس مصنوعة من مادة غير معروفة. وكان هيكلها بالكامل أبيض نقيًا، ينضح بحضور مقدس ومهيب تحت أشعة الشمس.

ما وراء المدينة البيضاء كان في الأصل مجرد سور مرتفع، دون أي بوابة.

ولكن عندما اقتربت المجموعة، ظهر وجه فجأة على الحائط.

فتح الوجه فمه، ليكشف عن ممر أسود اللون.

توقف شو كي في مساراته.

مدّ رقبته ونظر إلى الداخل لكنه لم يستطع رؤية أي شيء.

بينما كان يتمتم ، مر وحش غريب بوجه ساخر ودخل الممر.

عبس شو كي لكنه جمع شجاعته بسرعة وتبع الوحش إلى المدينة البيضاء للجبل المقدس.

اختفى الضوء، ثم ظهر مرة أخرى.

“اتبعني!”

فجأة، سُمع صوت طفولي ناعم في أذن لي فان.

وقف أمامه طفل صغير، يبلغ من العمر خمس أو ست سنوات، بوجه رقيق للغاية، مما يجعل من المستحيل معرفة جنسه. كانت أيدي الطفل على وركيه، ويخاطب شو كي.