سلالة المملكة - الفصل 581
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم سلالة المملكة لزيادة تنزيل الفصول :
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم
الفصل 581: الإنقاذ البطولي لفتاة في محنة
ارك: لعنة المحنة الملكية
استند ‘تاليس’ إلى الجدار في غرفة الاستجواب خافتة الإضاءة، ووجهه محجوب بالظلال. بدا غافلاً عما يدور حوله. أما ‘العراف الأسود’، فكان يداعب بكسل مساند ذراع كرسيه المتحرك، غير مبالٍ بالأمير. كانت نظراته مثبتة على الكروم السوداء الملتوية كالأفاعي عند ركبته.
في صمت الغرفة، بدت لغة تفاهم غير منطوقة تمر بينهما.
تردد صدى صوت ‘رافاييل’ عبر الحاجز الزجاجي، وهو الصوت الوحيد الذي كسر سكون الغرفة: “أكدت مصادرنا أن هذا كان على الأرجح حادثاً عرضياً، ولكن يجب علينا منع تسريب المعلومات واستخدامها للتلاعب بالرأي العام”.
“دعونا نأمل أن يكون هذا هو الحادث الوحيد من نوعه.”
الحادث الوحيد…
رفع ‘تاليس’ رأسه ببطء.
من نوعه.
بسبب.. ذوقه في الطعام.
كانت تعابير وجهه ثابتة وخالية من أي عاطفة.
بالطبع، يمكنه أن يدعي: ‘أنه لا علاقة له بالأمر على الإطلاق.
’ ‘وأن ما يسمى بحب الأمير للخس لم يكن سوى الشرارة التي أشعلت النيران. في الواقع، كانت حالة لاثنين من الحمقى نالا ما يستحقانه—أحدهما جشع، والآخر مندفع.’ ‘لم يكن هو الملام على هذا،’ ‘هذا… والحوادث الأخرى.’
ارتجفت قبضتا ‘تاليس’ قليلاً.
بالتأكيد، بالنسبة للكثيرين، لن يكون هذا سبباً للقلق. فلو واجه الملك ‘نوفين’ الموقف ذاته، لضحك عليه بلا شك، وسخر الملك ‘تشابمان’ بلا رحمة، ولظل الملك ‘كيسل’ ساكناً على عرشه.
ولكن… “إنهم من فصيل آخر. الناس العاديون يعتمدون على الطعام والهواء للبقاء، بينما هم يعتمدون على السلطة،” كان ذلك انعكاس ‘بوتراي’ في ‘حقل ثلج الأوركيد المرموق’.
وبينما استرجع نصيحة الملك ‘نوفين’، لم يستطع ‘تاليس’ منع شعور عميق بالمرارة من الغليان في داخله: “أنت بحاجة إلى قلب ثابت، قاسٍ، ولا يلين… لذا، من الأفضل أن تعتاد على ذلك في أقرب وقت ممكن لمصلحتك الخاصة.”
اصبحت نبرة ‘رافاييل’ جادة وهو يكمل: “بالطبع، لا تزال المؤخرات تحققن في بضع حالات أخرى. بعضها قد يضر بسمعتك؛ وبعضها قد يسبب خسائر مالية؛ وقد يكون هناك الكثير مما لا يظهر أثره فوراً. لكننا بحاجة إلى أن نكون استباقيين ونتوقع أي خيوط سائبة يجب ربطها…” توقف عن الكلام بشكل يوحي بالمعنى، تاركاً كلماته غير منطوقة.
ساد صمت طويل قبل أن يكسره ‘تاليس’ أخيراً، وكان صوته مثقلاً بالكآبة: “حسناً، أنا أفهم”.
تغير وجه ‘رافاييل’ بشكل طفيف، وكأنه استشعر شيئاً ما في نبرة ‘تاليس’.
“حسناً، فلنستمر،” قال ‘مورات’ بهدوء، واختلطت كلماته بحفيف الكروم ذات العروق السوداء.
“سموك، لورد مورات،” قاطع رجل ‘العظم القاحل’ فجأة، “بقية الحالات متشابهة تماماً. هل من الممكن أن نكتفي بهذا القدر اليوم؟”
رفع ‘تاليس’ رأسه، غارقاً في أفكاره. التفت إلى العجوز في الكرسي المتحرك ورأى ‘العراف الأسود’ يحدق في ‘رافاييل’ عبر الزجاج. ظلت نظرة ‘رافاييل’ ثابتة، وكانت تعابير وجهه هادئة.
أصدر ‘مورات’ همهمة خفيفة: “بالتأكيد”. ثم ابتسم رئيس الاستخبارات لـ ‘تاليس’: “كل شيء إلا تلك الحالة”. “الأخيرة.”
سكت ‘رافاييل’ لفترة، ثم أومأ برأسه باحترام وفعل كما أُمر.
رفع ‘تاليس’ حاجبيه، ولكن سرعان ما أدرك الأمر.
كان الشخص الأخير الذي خضع للاستجواب امرأة. ورغم أنه تم اقتيادها وغطاء فوق رأسها، إلا أنها كانت تتحرك برقة وخفة. ومع رفع الغطاء، كُشف عن امرأة رقيقة وساحرة. كانت غريزتها الأولى هي تصفيف شعرها وتعديل مظهرها، دون أن تظهر عليها أي علامات ذعر أو خوف. كانت مساحيق تجميلها بسيطة ومذهلة، وحركاتها المتزنة والمغرية كانت تأسر الألباب.
“اسمكِ؟”
لانت نبرة ‘رافاييل’ بشكل ملحوظ في حضرة هذا الجمال، ولم تعد هجومية كما كانت من قبل.
بحركة رشيقة، رفعت المرأة رأسها. ورغم مظهرها المبعثر قليلاً، إلا أنها استطاعت أن تبدو مثالية تقريباً.
“فيليسيا،” أجابت دون عجلة، وكان صوتها ونظراتها يسحران العقول.
ولكن في اللحظة التي لمح فيها ‘تاليس’ وجهها، اتسعت عيناه دهشة.
أصر ‘رافاييل’ بأدب: “فيليسيا…؟”
ضحكت المرأة الجميلة، ‘فيليسيا’، بعينين مشعتين ومتألقتين. أبطأت من حديثها ونظرت إلى وجه ‘رافاييل’ الوسيم باهتمام: “ربما ‘دوروثي’؟ ‘إيمي’؟ ‘أوندين’؟ لكي أكون صادقة، ناداني الضيوف بأسماء كثيرة…”
انحنت ‘فيليسيا’ للأمام، ولمست يدها اليسرى الطاولة بخفة وظهر بريق متلألئ في عينيها. “ولكن إذا كنت تريد أن تعرف…” داعبته بنبرة مغرية: “ما رأيك في مناداتي بـ… صغيرتي، عزيزتي، حبيبتي، أو ربما حتى ‘السافلة’؟”
*( ها هنالك انحراف حاد في الاحداث )*
قطب ‘رافاييل’ جبينه قليلاً رداً على ذلك.
انحنت ‘فيليسيا’ بكسل، مما سمح لصدرها بالضغط على الطاولة، مبرزةً منحنيات جسدها الفاتنة: “أيهم تفضل؟”
التوت زوايا شفتي ‘فيليسيا’ في قوس مثالي وهي تغمز له بمرح: “أيها الفتى الوسيم”.
أظلم وجه ‘رافاييل’: “فلتكن ‘فيليسيا’ إذاً”.
ثبتت ‘فيليسيا’ نظراتها عليه، ثم انفجرت ضاحكة. انحنت للأمام على الطاولة، وأسندت ذقنها بإغراء مع مسحة من التحدي في تعابيرها، غير متأثرة تماماً بحقيقة أنها تخضع للاستجواب.
“دعني أخمن تخميناً جامحاً،” قالت وهي تدرس ‘رافاييل’ بتمعن. “أنت لسْتَ شرطياً من ‘بوابة المدينة الغربية’، أليس كذلك؟ إنهم ليسوا أغبياء لدرجة التجرؤ على سحب شخص من ‘سوق الشارع الأحمر’.”
“أما بالنسبة لـ ‘عصابة قارورة الدم’، فـ ‘كاثرين’ تفتقر إلى الشجاعة، و‘فوغ’ يفتقر إلى النفوذ، و‘نيكولاي’ يفتقر إلى السلطة. جميعهم عاجزون عن خرق الهدنة،” سردت كل اسم، وعيناها لا تفارقان الرجل أمامها.
وأضافت: “ولا يوجد أيضاً أي قادمين جدد متهورين بما يكفي للمخاطرة بحياتهم لمجرد صنع اسم لأنفسهم مؤخراً”.
حدق ‘تاليس’ بذهول في المرأة، مستوعباً كل شيء عنها—مظهرها، وتصرفاتها، وحتى كلماتها. لقد أحيا ذلك ذكرياته أكثر. كان متأكداً تماماً. إنها هي. صديقة قديمة.
لمعت عينا ‘فيليسيا’ المشرقتان، لكن نبرتها حملت تهديداً: “إذاً، هل أنت شرطي شوارع عادي أم موظف مكتب من قسم آخر؟”
ثبت ‘رافاييل’ عينيه في عيني المرأة الجميلة أمامها وابتسم لها: “سواء كنتُ ضابط شرطة أم لا،” علّق رجل ‘العظم القاحل’، دون أن ينمق كلماته، “فأنتِ هنا بالفعل. وإذا لزم الأمر، يمكنني إبقاءكِ محبوسة لبضع ليالٍ”.
أدارت ‘فيليسيا’ رأسها ونظرت إليه بنظرة جانبية: “بضع ليالٍ؟ هممم،” قالت وعيناها تلمعان بتسلية مرحة.
*( احا )*
قضمت المرأة شفتها السفلى بطريقة لعوب: “خدماتي لليلة واحدة ليست رخيصة، أيها الفتى الوسيم. ورغم أنك وسيم، إلا أنك نحيل نوعاً ما”.
اقتربت ‘فيليسيا’ أكثر، ونظرت إلى ‘رافاييل’ بسحر وبهجة: “لديَّ شكوكي في أنك ستصمد لـ…” وضعت جسدها الرشيق على سطح الطاولة بطريقة استفزازية، وهي تعض شفتيها بطريقة دعوة سافرة. “بضع ليالٍ؟”
توترت تعابير ‘رافاييل’ عند كلمات ‘فيليسيا’. ضحكت على رد فعله قبل أن تكمل: “وخلال الليالي القليلة التالية… هل أنت متأكد من أن ‘حبسي’ هو كل ما تريد القيام به؟” سألت وهي تستعرض عنقها الأبيض الأملس بابتسامة. “ألسْتَ مهتماً بتجربة شيء ما… خارج عن المألوف؟”
شبكت ‘فيليسيا’ ساقيها، وانزلق تنورتها للأعلى، كاشفة عن المنحنيات الرقيقة لساقيها.
تنحنح ‘رافاييل’. وتحت نظرات الأخرى المزدرية، فتح الملف أمامه، غير راغب في الانخراط في جدال عقيم.
“فيليسيا، المعروفة أيضاً باسم ‘قلب الزهور’.” “بدأتِ كسافلة شوارع عادية في الأحياء الفقيرة واستخدمتِ جمالكِ للوصول إلى السلطة، ملتصقةً بشخصيات أقوى حتى انضممتِ في النهاية إلى القوة الصاعدة بعد ‘السنة الدموية’…”
توقف ‘رافاييل’ عن الكلام، والتقت عيناه بعيني ‘فيليسيا’: “أخوية الشارع الأسود”.
تصلب وجه ‘فيليسيا’، وانحنت للأمام في مقعدها.
وتابع ‘رافاييل’: “لكن هذا ليس كل شيء، فأنتِ تعملين أيضاً لصالح أحد الأقوياء الستة في ‘الأخوية’—الذراع اليمنى لـ ‘السيف الأسود’، ‘البدين’ موريس. لقد أكسبتكِ قدراتكِ الاستثنائية مهمة تدريب العاهرات وتكوين علاقات لصالح ‘الأخوية’.” راقب ‘رافاييل’ تعابير ‘فيليسيا’ عن كثب، مقيماً رد فعلها.
“ماخوركِ، ‘الزهور الصغيرة’، موثوق به لدرجة أن ‘لانس’ المعروف بـ ‘العين التي لا تنام’ يعتمد عليه كمصدر للمعلومات”. “لذا يبدو أنكِ لستِ رخيصة حقاً، يا آنسة ‘قلب الزهور’… أو هل يجب أن أناديكِ—بمديرة العصابة؟”
بعد أن فوجئت بكشف أسرارها وخلفيتها، كافحت ‘فيليسيا’ للحفاظ على رباطة جأشها، وتحولت تعابيرها إلى القتامة وهي تحدق في ‘رافاييل’: “أنت…”
لم يتأثر رجل ‘العظم القاحل’ وابتسم: “منذ ست سنوات، سحقت ‘أخوية الشارع الأسود’ ‘عصابة قارورة الدم’ في ‘حرب الليلة الواحدة’، ومنذ ذلك الحين صعدتِ إلى ‘سوق الشارع الأحمر’—مع زهوركِ الصغيرة—وتوليتِ الفراغ الذي خلفته ‘عصابة قارورة الدم’، وخططتِ من خلف الكواليس، ووسعتِ أعمال الدعارة التابعة لـ ‘الأخوية’.”
اصبحت تعابير ‘فيليسيا’ شنيعة.
“الآن أمامكِ خياران: الأول هو التعاون معي، وكل شيء سيسير بسلاسة. أما الخيار الثاني… حسناً، دعنا نقول فقط إنه سيكون أقسى بكثير.” قال ‘رافاييل’ ذلك قبل أن يغلق الملف بلامبالاة.
على الجانب الآخر من الزجاج، أطلق ‘تاليس’ تنهيدة في نفسه. فيليسيا. يتذكرها جيداً.
خلال فترة عمله كمتسول، كانت حضوراً دائماً في الأماكن المألوفة في ‘الشارع الأسود’، ‘العالم السفلي’، ‘حانة الغروب’، والبيوت المهجورة. كانت تتردد حتى على مقر ‘موريس’، ولا تنمق كلماتها أبداً مع ‘ريك’ وتنظر بدونية إلى ‘كويد’. ومع ذلك، عندما كانت تلتقي بالمتسولين، كانت تضحك بدلال وتلوح بيدك، وترمي حفنة من العملات النحاسية بسخاء.
كانت لديها ابتسامة واثقة ومشرقة، وكانت مهندمة، متزنة، وفصيحة. طبيعتها غير المقيدة والمندفعة جذبت الرجال إليها مثل الفراشات إلى اللهب، تاركةً إياهم مغيّرين للأبد في أعقابها.
ذات يوم، بينما كانت تنغمس في بعض “الأنشطة الخاصة” مع صديقها الحميم ‘لايورك’، عثرت على ‘تاليس’ منحنياً أمام النافذة، يعد أمواله في أمان ذلك المكان الخاص. وعندما التقت أعينهما لفترة وجيزة، لم يكن هناك ذعر أو خجل أو استياء—ولا حتى تلميح لقاتل ‘الأخوية’، ‘لايورك’، الذي كان “يعمل بجد” تحتها.
فيليسيا، وشعرها مبعثر، سحبت البطانية بكسل لتغطي كتفيها وصدرها العاري الجميل. وأعطت المتسول الشاب الخائف تحت النافذة ابتسامة ذات مغزى بينما كانت تضغط بسبابتها على شفتيها القرمزيتين. ثم ضحكت المرأة الجميلة بحرارة وأمالت رأسها للخلف، مستمتعة بوقتها إلى أقصى حد بينما كان شعرها الطويل يرفرف في الهواء، مكملةً أنينها الإيحائي.
أما ‘تاليس’ المتسول، فقد أصيب بالذعر الشديد، واحمر وجهه، وفي النهاية اضطر للهرب.
استولى على ‘تاليس’ شعور بالكآبة وهو يستغرق في ذكريات الماضي.
ومع ذلك، داخل غرفة الاستجواب، كانت نظرة رجل ‘العظم القاحل’ الثابتة حادة كالسكين، ورفض التراجع حتى يحصل على ما يريد.
نظرت ‘فيليسيا’ إلى ‘رافاييل’ وهي تشعر بالارتباك وعدم اليقين مما تفعله. ولكن تحت النظرة الحادة والقاسية لمستجوب ‘قسم الاستخبارات السرية’، تعثرت بسرعة.
“الأخوية، تسليم نفسي للسلطة، الالتصاق بالأقوياء، وحتى كوني وسيطة للعاهرات… يبدو أنك فهمت الأمر كله يا سيد الشرطي،” امتلأت عينا ‘فيليسيا’ بالدموع، وارتجفت شفتاها.
تلاشت شخصيتها المرحة والذكية السابقة، وحلت محلها نبرة مواجهة: “يمكنك بالتأكيد أن تتخذ موقفاً أخلاقياً عالياً وتنتقد مهنتي وانتماءاتي، وتتهمني بأنني مديرة عصابة قذرة ومنحطة، قوادّة”.
“ولكن ما الذي يجعلك تظن…” أجبرت المرأة نفسها على رفع رأسها، وهي تعض شفتها وتمسح الدموع التي تجمعت في زوايا عينيها. “ما الذي يجعلك تظن أنني سأحط من قدري طواعية وأرتكب أعمالاً شنيعة من أجل ‘الأخوية’؟”
لقد حطم ‘رافاييل’ الدفاعات العقلية للهدف وكان مستعداً لاستغلال أفضليته، لكنه توقف.
بدت ‘فيليسيا’ واقفة هناك، زهرة وحيدة على منحدر. أبرز عنقها النحيل وجسدها الرشيق ملامحها العنيدة والجميلة التي تفطر القلب.
“منذ أن كنتُ صغيرة، لم ينظر إليَّ الرجال إلا بعيون قذرة وشهوانية، خاصة بمجرد أن بدأت في ارتداء التنانير،” تحدثت ‘فيليسيا’ بمرارة.
بدا ‘رافاييل’ غير مرتاح بشكل واضح وهو يستمع، وقد قطب جبينه.
“وأولئك الناس، أولئك المنحطون الذين يحملون السكاكين، عندما أجبروا أنفسهم عليّ…” رسمت ‘فيليسيا’ ابتسامة مثيرة للشفقة. “كانوا يصبحون أكثر شراسة إذا قاومتهم. وكانوا يظنون أنني أستمتع بالأمر إذا لم أفعل، وأنني استفززتهم وأغويتهم عمداً، وأنني كنت سافلة، مومساً…”
“ولكن ماذا كان بإمكاني أن أفعل؟ كنتُ مجرد امرأة عاجزة. ما هي الخيارات التي كانت لديَّ؟ هل كان عليَّ أن أقتل نفسي لأدافع عن شرفي؟”
مسحت ‘فيليسيا’ دموعها بقسوة، وكان جسدها يرتجف من العاطفة. ورغم ذلك، حافظت على رباطة جأشها وثبتت نظراتها على الرجل أمامها. وقفت شامخة وفخورة، مثل زهرة برقوق باردة صامدة في الثلج.
عندما رأى ‘رافاييل’ المشاعر التي أثارتها كلماته فيها، تنحنح، غير متأكد للحظة من كيفية الرد.
“أريد فقط البقاء على قيد الحياة، لكنهم لن يسمحوا لي بذلك إلا إذا فتحتُ ساقيَّ طواعية—حتى لشخص مثلك، شرطي. كل ما تريده هو تحسسي وتجريدي من ملابسي!”
تعثر ‘رافاييل’ وتوقف.
تراجعت ‘فيليسيا’ عندما لاحظت ذلك، والدموع تنهمر على وجهها. وبصورة محمومة، حاولت تغطية نفسها، وهي تشد أكمامها وتنورتها، يائسة لإخفاء جلدها عن الأنظار. كل ذلك بنظرة مكثفة وجهتها نحو ‘رافاييل’، مما جعله يشعر بعدم ارتياح أكبر بينما كانت عيناه تزيغان في كل اتجاه.
*( فخ )*
استمرت دموع ‘فيليسيا’ في الانهمار وهي تحمي صدرها وفخذيها، وعيناها مثبتتان على رجل ‘العظم القاحل’: “وبالطبع، ليس لديَّ خيار آخر،” قالت وصوتها يرتجف. “ليس لديَّ خيار آخر سوى فعل ما أؤمر به… أريد فقط الاستمرار في العيش!”
“بين أيديكم، أيها الرجال!”
*( ما داخلي انا؟ انا مترجم فقط )*
من خلال عينين مغرورقتين بالدموع، هتفت ‘فيليسيا’ بازدراء: “ترمي ‘القسوة’ في وجهي كتهديد؟ حقاً؟ هناك الكثير من الناس في هذا العالم قساة معي؛ أنت مجرد واحد آخر!”
وهي تلهث طلباً للهواء، كافحت لحبس الدموع التي كانت تسقط من عينيها كالمطر. قاومت الرغبة في خفض كمها ومسح دموعها، لكنها استسلمت في النهاية. وبمجرد أن فعلت ذلك، ابتل الكم بالدموع.
تنهد ‘رافاييل’ بعمق، شاعراً بعدم اليقين مما يفعله. نظر للأسفل إلى الملفات في يده وفكر في خطوته التالية.
لفترة من الوقت، كانت الأصوات الوحيدة التي يمكن سماعها في غرفة الاستجواب هي نشيج المرأة وتنهداتها.
على الجانب الآخر من الزجاج، كان ‘تاليس’ في حالة مزاجية معقدة. أما ‘العراف الأسود’، فقد كان مفتوناً وهمس: “إنها جيدة جداً. تعجبني هذه الفتاة”.
نحو الكروم الشيطانية عند ركبته، أحنى ‘مورات’ رأسه وتمتم: “أخبر ‘رافاييل’ أن ينهي الأمور معها”. انسابت الكروم ذات العروق السوداء في كرسيه المتحرك استجابةً لذلك.
داخل غرفة الاستجواب، لم تظهر على ‘فيليسيا’ أي علامات على التوقف عن البكاء. ومع ذلك، استشعر ‘رافاييل’ شيئاً ما وألقى نظرة جانبية نحو النافذة. ورغم أن ‘تاليس’ قد شهد ذلك التبادل من قبل عبر الكروم، إلا أنه لا يزال يشعر بعدم الارتياح.
أخذ ‘رافاييل’ نفساً عميقاً وتردد للحظة قبل أن يخرج أخيراً منديلاً ويسلمه لـ ‘فيليسيا’. فوجئت ‘فيليسيا’ في البداية، ثم قبلت المنديل بحذر بعد إيماءة من ‘رافاييل’.
“شـ.. شكراً لك،” تلعثمت ‘فيليسيا’، وقد تلطخت مساحيق تجميلها، واحمرت عيناها من البكاء. وباستخدام المنديل لمسح دموعها، ألقت نظرة خجولة ومحرجة على ‘رافاييل’: “أنا.. أنا لا أريد البكاء. إنه فقط.. أنا آسفة”.
تنهد ‘رافاييل’ مرة أخرى، هذه المرة بتعابير مريرة.
“لا بأس،” قال وهو يقطب جبينه لملفه، “أنتِ بأمان هنا؛ لن يجبركِ أحد، ولا يمكن لأحد أن يؤذيكِ”.
“كلا!” هتفت ‘فيليسيا’، وتغيرت نبرتها فجأة. “‘الأخوية’ منظمة قوية، ناهيك عن أنه تم القبض عليَّ في ‘سوق الشارع الأحمر’ وغبتُ لفترة طويلة…”
“كلا، إنهم لا يرحمون الخونة والمخبرين…”
بدأت تضطرب، لكن ‘رافاييل’ قاطعها: “اسمعيني!” قال بحزم، وهو يمسك يدها، “أنا سأحميكِ”.
توقفت ‘فيليسيا’. “تحميني؟”
كافحت ‘فيليسيا’ للتحرر من يد ‘رافاييل’، مما جعل الأخير يشعر ببعض الإحراج. أطلقت ضحكة ساخرة وهي تذرف بضع دموع: “بالفعل، أنت وسيم، ولا تبدو كرجل سيء، على الأقل ليس مثل حثالة ‘الأخوية’،” تلاشت السخرية، تاركةً وراءها شعوراً عميقاً بالخوف والضيق، “ولكنك لستَ كافياً. لا يمكنك حمايتي… أنت لا تعرف مدى رعبهم…”
فجأة، انفجر شخص ما ضاحكاً… صوت مليء بالانغماس غير المقيد والتسلية الساخرة. لم يُسمع أي نشيج في الغرفة.
“هل هذه طريقتكِ في التعامل معهم أيضاً؟” لم تعد تعابير ‘رافاييل’ تنم عن التعاطف. بدا أن الرجل النبيل الذي تحدث سابقاً براحة ودفء قد اختفى.
ارتجفت ‘فيليسيا’ ونظرت للأعلى، لتلمح ‘رافاييل’ يستند للخلف في كرسيه ويرفع ذراعه، مشيراً إليها: “بكل هذا؟”
“ماذا؟” حدقت فيه ‘فيليسيا’ مشدوهة. لم تنتبه من ذهولها إلا عندما أطلق ‘رافاييل’ ضحكة مكتومة.
فتح رجل ‘العظم القاحل’ بهدوء ملفاً على الطاولة وأخرج ورقة: “غاري، الملقب بـ ‘اليد الكبيرة’ لمنظمة ‘الخفاش الحديدي’، اختفى في ظروف غامضة منذ أكثر من عقد ولم يُرَ أو يُسمع عنه منذ ذلك الحين”.
صُدمت ‘فيليسيا’ لرؤية الصورة المرسومة أمامها. أخرج ‘رافاييل’ صفحة ثانية واستمر دون تردد: “في يوم ميلاده، ‘ناب الكلب’ بوت، تاجر المخدرات سيئ السمعة من ‘عصابة قارورة الدم’، تعرض لطعنة غادرة في الظهر من قِبل نائبه، الذي يحمل الآن اسم ‘حافة شفرة الخيال’، كاثرين”.
“مودو تالون، ضابط شرطة فاسد من ‘دائرة شرطة المدينة الغربية’، قُبض عليه متلبساً وسُجن في ‘سجن العظام’ سيء السمعة. قبل عدة أشهر، أدت محاولته للهروب من السجن إلى إعدامه فوراً”.
“بولي كاتو، تاجر توابل بارز وعضو محترم في مجلس ‘جمعية تجارة العطور’، تعرض لهجوم وحشي من قِبل اللصوص خلال رحلة ريفية. ورغم دفعه فدية كبيرة، فقد واجه مصيراً مروعاً”.
قدم ‘رافاييل’ بهدوء صفحة تلو الأخرى أمام ‘فيليسيا’: “أما بالنسبة لأكبر أسياد ‘عصابة قارورة الدم’ الذي كان مشهوراً يوماً ما، الفارس الهائم، الذي وصل إلى الطبقة العليا، ‘لوسون الثاني’…” ضيق ‘رافاييل’ عينيه، “هو أيضاً لقي حتفه منذ ستة عشر عاماً عندما حاول نصب كمين لـ ‘السيف الأسود’ وفشل. قاتل ‘السيف الأسود’ واستطاع مواجهة كل من ‘لوسون’ وشريكه، وفي النهاية قطع رأسه في الشارع”.
انتبه ‘تاليس’ لسماع لقب مألوف.
ظلت ‘فيليسيا’ صامتة، تحدق بذهول في الملفات أمامها وكأنها متفرجة بريئة عالقة في قضية كبرى. وجهها، الملطخ بالدموع، لا يزال مبللاً.
“بصفتكِ مجرد ‘امرأة عاجزة’، يا آنسة فيليسيا،” أصبحت نظرة ‘رافاييل’ جليدية وهو يزيل قناعها الأخير، “يبدو أن كل شخصية قوية ارتبطتِ بها منذ سن الثانية عشرة—أو، كما قلتِ، كل ‘رجل سيء’ مرعب يحمل سكيناً أجبر نفسه عليكِ—قد لقي نهاية غير مرضية، أليس كذلك؟”
جلست ‘فيليسيا’ بلا حراك، وكأنها نسيت حتى كيف تبكي. وبعد لحظة، رفعت المرأة رأسها بحركة خفيفة. قطب ‘رافاييل’ جبينه.
تحول وجه ‘فيليسيا’ فجأة، كما لو كان بالسحر، وتلاشت جميع علامات الهشاشة والألم تماماً. لم تعد تلهث طلباً للهواء، ولم تبكِ أو تمسح أي دموع. ونبذت المنديل، ونهضت ببطء على قدميها، وهي ترتسم ابتسامة غريبة ومقلقة تمتد من الأذن إلى الأذن.
التفتت ‘فيليسيا’ فجأة وصوبت نظراتها نحو ‘رافاييل’: “حسناً، أهلاً بك أيها الفتى الوسيم،” خرخرت بصوت ناعم ومغرٍ. جلست على حافة الطاولة، وجسدها في وضع جانبي وهي تنحنى للأمام، فتنضح بهالة من الإغراء والاستفزاز. “يبدو أنك تعرف القليل عني، إذاً، هل تريد أن تتعمق…” “أكثر قليلاً؟”
*( عيب )*
رغم الدموع التي أفسدت مساحيق تجميلها وتسببت في تلطخ أحمر الخدود على كلا خدين، إلا أن ابتسامة ‘فيليسيا’ ظلت جذابة بشكل غريب. كانت تمتلك سحراً غامضاً ومميتاً كان من المستحيل تجاهله.
على الجانب الآخر من الزجاج، شعر ‘تاليس’ بموجة مفاجئة من عدم الارتياح، والتي علم أنها نابعة من الخطيئة. بينما حافظ ‘رافاييل’ على تعابير جادة، وظل صامتاً.
بعينين ضبابيتين، انحنت فوق الطاولة، وهي تعض إصبعها وتقترب بإغراء من رجل ‘العظم القاحل’: “أم أنك في أعماقك، تتوق أيضاً للشعور بحمل سكين حاد وصلب مثلما فعلوا…؟” أنفاسها تدغدغ أذن ‘رافاييل’ وهي تقترب أكثر. “لتخزني؟” همست بنبرة مغرية كانت مغرية ومفطرة للقلب في آنٍ واحد، مما جعل قلب ‘رافاييل’ يتسارع.
تسارع تنفس ‘رافاييل’ عندما استقرت كلماتها في ذهنه. لم يستطع ‘تاليس’ إلا أن يتذكر الوقت الذي لمح فيه هذه المرأة في وضع مخل عندما كان طفلاً. تسببت الذكرى في ظهور حمرة خفيفة على خديه.
وفجأة، وفي صوت معدني مدوٍ… كانت يد ‘فيليسيا’ اليسرى، التي كانت تستند بها على الطاولة، مقيدة الآن برجل الطاولة. تشنج وجهها من الصدمة عندما أدركت ما حدث. وجدت نفسها في وضع غير عادي وغير مريح، مستلقية جانباً على الطاولة ويد واحدة مقيدة. لم تستطع تحرير نفسها أو حتى الجلوس بشكل مستقيم، مما جعلها تشعر بالإحراج والاحمرار. التفتت المرأة إلى الجانب، وكانت تعابيرها غاضبة وهي تتحدث: “أنت—”
ومع ذلك، التقط ‘رافاييل’ الملفات بهدوء، ومشى حول الطاولة، وجلس في مقعد ‘فيليسيا’ السابق. اضطرت ‘فيليسيا’ إلى إدارة رأسها بشكل غريب لمواكبة حركات ‘رافاييل’. ولكن بمجرد أن حولت نظرتها، تبدد الغضب على وجهها تماماً.
“حسناً، حسناً، حسناً. إذاً هذا هو ذوقك،”.
انفجر وجه ‘فيليسيا’ بابتسامة غامضة. وبشكل محرج، خلعت حذاءها وتسلقت الطاولة، ووضعت نفسها بإغراء على جانبها أمام ‘رافاييل’. وبتقاطع ساقيها النحيفتين، أخفت ‘فيليسيا’ الرؤية تحت تنورتها—بشكل يثير الشهية ولكنه بعيد عن الأنظار.
“تعلم،”
خرخرت، “أنا في الواقع أحب كوني مقيدة”.
*( لو كنت نائم لكان اشرف لي من هذا الهراء )*
لكنها خذلت. نظر إليها ‘رافاييل’ بابتسامة باهتة، ولم يظهر أي اهتمام على الإطلاق.
تلاشت ابتسامة ‘فيليسيا’ بعد بضع ثوانٍ. شدت القيود وبصقت بحدة: “لا يوجد رد فعل على هذا أيضاً؟” وجهت المرأة نظرة محتقرة نحو ‘رافاييل’ وتهكمت: “ما المشكلة؟ هل أنت صغير جداً هناك بحيث لا تملك أي ثقة، أم أنك لا تستطيع النهوض به على الإطلاق؟”
*(…)*
لم يستطع ‘رافاييل’ إلا أن ينظر إليها نظرة جانبية. أما ‘تاليس’، خلف الزجاج، فقد رفع حاجباً.
“لماذا لا.. تخلعه وتسمح لي بإلقاء نظرة؟” مرة أخرى مظهرةً سحرها الفطري، ضحكت ‘فيليسيا’ لنفسها. أمسكت بالفراغ وحطمته عند حافة فمها بينما كانت تحرك لسانها من الداخل، وتنفخ خديها ذهاباً وإياباً، “هل أمد لك يد المساعدة؟”
ظل ‘رافاييل’ عاجزاً عن الكلام لفترة من الوقت بسبب ذلك العرض البارع. محاولاً تجاهل قدراتها التمثيلية، تنحنح رجل ‘العظم القاحل’.
“ماذا عن هذه القوائم؟ هؤلاء الرجال سيئي الحظ؟ أليس لديكِ ما تقولينه عنهم؟” تحولت نظرة ‘رافاييل’ إلى الملفات المنتشرة على الطاولة، كل منها يمثل حياة ضاعت.
أصبحت تعابير ‘فيليسيا’ باردة وهي تتفحص الملفات على الطاولة، وعيناها مليئتان بالازدراء. أطلقت زفيراً بارداً: “هل تعلم أن كل شخص أجبرني على شيء ما قد بدأ بهذه الكلمات نفسها؟” “‘سأساعدكِ’، ‘أنتِ بأمان معي’، ‘لا أحد يستطيع إيذاءكِ’، ‘أنا سأحميكِ’…”
استلقت ‘فيليسيا’ على ذراعها المقيدة، وهي تنظر ببرود إلى ‘رافاييل’: “تماماً كما فعلتَ أنتَ منذ قليل،” قالت.
همهم ‘رافاييل’ رداً على ذلك.
“كل رجل يظن أنه أفضل من ‘الرجال الآخرين’، ويريد أن يثبت لي أنه مختلف. يريدون أن يثبتوا أنهم يحترمونني ويهتمون بي حقاً، على عكس ‘الرجال الآخرين’ الذين آذوني.”
هناك، كانت ‘فيليسيا’ خالية من الابتسام، وكانت عيناها منفصلتين، كما لو كان هذا هو وجهها الحقيقي.
“ولكن ماذا يحدث عندما تشتد الأمور؟ لا يمكنهم الانتظار لخلع سراويلهم أو لكي أخلع أنا تنورتي وأرد لهم الجميل.” وتابعت بضحكة مريرة: “وإذا رفضتُ، فإنهم لا يزالون يعتقدون أنهم يحمونني ويهتمون بي. يقولون أشياء مثل ‘أنا أعلم أنكِ تريدين ذلك أيضاً’، ‘لقد فعلتُ الكثير من أجلكِ’، أو ‘أنتِ لا تعرفين كم أنتِ جميلة’، وما إلى ذلك.”
شحذت ‘فيليسيا’ نظراتها، وبحركة سريعة، مسحت جميع الملفات الموجودة على الطاولة إلى الأرض.
“أيها الفتى الوسيم…” “السبب في أن قصة ‘البطل ينقذ الفتاة في محنة’ تحظى بشعبية كبيرة هو أن الرجال يتوقعون ويفترضون طبيعياً في المشهد التالي…”
بينما كانت ‘فيليسيا’ تستعرض الملفات والرسوم المتناثرة، بدا أن شيئاً ما أثار ذكرى، وتشوهت تعابيرها بحقد وكراهية غير مسبوقين: “أن البطل سيمارس الجنس مع الفتاة.“
تجهم ‘رافاييل’.
“وإذا لم يحدث ذلك… إذا لم تقع الفتاة في حب البطل، وتشتاق إليه ليلاً ونهاراً، وتشتكي من الحكة في الأسفل، إذا قالت ‘لا’ بضعف كما فعلتُ أنا من قبل…” رفعت ‘فيليسيا’ رأسها، وأسنانها مشدودة غضباً. “إذاً انتظر البطل التالي ليأتي للإنقاذ.”
“وماذا سيقول ذلك البطل؟ نفس الكلمات القديمة المملة: ‘أنا لستُ مثل الذي أجبركِ، أنا هنا لحمايتكِ’.” مسحت ‘فيليسيا’ لطخة من المسحوق من وجهها بمسحة شرسة من كمها.
“تباً لكل قصص ‘البطل ينقذ الفتاة في محنة’ تلك!” “ولقد أريتهم، أثبتُّ خطأهم!”
حدقت ‘فيليسيا’ في ‘رافاييل’ بعينين ثاقبتين. وبصقت مديرة الماخور في ‘الأخوية’ بمرارة: “الفتيات في المحنة لا ينتمين للأبطال.” “تماماً كما أنني لا أنتمي إليهم أيضاً.” “بغض النظر عن الأفعال التي يتخذها البطل.” “أبداً!”
إن أعجبتكم الترجمة، أتمنى منكم دعمي بالدعاء لأهلنا وإخواننا في فلسطين والسودان، جزاكم الله خيرًا.
تمت ترجمته بواسطة زفير الصالون RK
…
الباقي بعد العصر
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.