سلالة المملكة - الفصل 548
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم سلالة المملكة لزيادة تنزيل الفصول :
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم
فصل ثامن لعيونكم
الفصل 548: فلنمت كأخلاء، خيرٌ من أن نهلك كأعداء (3)
أما عن بقية ما قاله زين…
تسببت بها حوادث عرضية.
أملتها الظروف.
ليست شخصية؟
ضيق تاليس عينيه ونظر إلى زين الذي كان يبذل قصارى جهده لكبح جماح نفسه، لكن كلمات دوق الصحراء الغربية رنت في أذنيه:
“قبل أن تقبل عرضهم السخي، أرجوك تذكر: إنهم يفعلون ذلك فقط لأنهم يعارضون أباك، وليس لأنهم موالون لك حقاً.”
*( احمق. ليس فقط لانه لم يحاول ضمك إلى جانبه اصبح حديثه حقيقة لا تشوبها شائبة، قد يكون هو اكبر عدو لك لانه جعلك تشك في الجميع شك غير صحي وتنفرهم من على جانبك وتصبح وحيد ولقمة سائغة )*
“أوه، أهذا هو الحال إذن؟” سأل تاليس ببرود.
“إذن ما تخبرني به هو، قبل ست سنوات، حقيقة إعارتك (ضيعة الكرمة) لسيرينا كانت (تسببت بها حوادث عرضية)؟”
“وأنك كنت (مجبرًا بحكم الظروف) حينما سمحت لملكة الليل بملاحقتي، بعد أن أسمعتني بعض الكلمات المعسولة؟”
بدأت تعابير زين تتحول إلى الامتعاض.
“يا لها من مصادفة،” عدل تاليس جلسته وسخر، “أتعلم أي درس في الحياة علمتني إياه الليدي سيرينا، التي عثرت علي بفضلك؟”
كانت نظرة زين مثبتة في الفراغ، وارتعشت قليلاً مع أنفاسه. “ولكن كما قلتَ، الزمن تغير.
“نحن بحاجة للتطلع إلى المستقبل.”
لكن تاليس هز رأسه ببطء، ونطق كل كلمة بوضوح: “كلا، يا صاحب السمو، أنا أرفض عرضك—لأنني لا أثق بك على الإطلاق.”
جلس كلاهما بصمت في مواجهة الآخر، بوضعية طبيعية ولياقة تامة.
لكن التوتر في الأجواء كان عصياً على إدراك الغرباء.
اختلجت حواجب دوق زهور السوسن لبرهة وهو يجاهد لصياغة كلماته.
“لقد بذلت قصارى جهدي، وقدمت اقتراحاً ودياً، بل وطلباً حتى، يا تاليس، على الأقل…”
لكن تاليس لم تنطلِ عليه تمثيلية زين، وقاطعه مبتسماً: “سؤال وجواب سريع: لِمَ توجب علي الذهاب إلى (إيكستيد) آنذاك؟”
رفع زين رأسه.
“للسياحة والنزهة؟ لتوسيع آفاقك؟ للتطفل على الطعام والشراب؟ للبحث عن زوجة؟”
أصدر تاليس صوتاً بلسانه وهز رأسه. “لا هذا ولا ذاك… أوه، تذكرت الآن.”
تحولت نظرة تاليس إلى الحدة وبدأت نبرته تشتد.
“أكان ذلك بسبب تحالف حفنة من الأتباع المحليين لاغتيال البعثة الدبلوماسية لـ(إيكستيد)، لكن تم استغلالهم من قبل شخص آخر، مما أثار حنق الملك (نوفين)…
“واحتجنا إلى كبش فداء لتنظيف الفوضى، ومسح قذارتهم عنهم؟”
لم ينبس زين بكلمة.
“ولكن لِمَ أرادوا اغتيال البعثة الدبلوماسية لـ(إيكستيد)؟”
مال تاليس نحو زين، وتعابيره واجمة.
“لِمَ فعلتها؟
“أيها الدوق زين كوفندير؟”
ظلت حواجب زاين تختلج.
“لقد كنت أميراً لست سنوات، والآن أنت دوق بحيرة النجوم—مهما كان برابرة (الأرض الشمالية) حمقى وجاهلين، فلا بد أنهم علموك هذا: بعض الأمور خارجة عن سيطرتنا.”
تحولت نظرة دوق زهور السوسن إلى جليد، ولم تعد نبرته مهذبة، “ما حدث آنذاك ينبغي النظر إليه بمعزل، ولا ينبغي إسقاطه على الحاضر، ناهيك عن إقحام أمور أخرى.”
النظر إليه بمعزل؟
ضحك تاليس.
اكتست ملامح الأمير بالوجوم أيضاً، ونظرته باردة.
“أخبرني يا زين، حتى الآن، هل فكرت يوماً…”
“لو لم أظهر آنذاك، أو، لو مت على يد مصاصي الدماء أو الإيكستيديين،” أشار تاليس بذقنه إلى قاعة المأدبة بالأسفل، “إذن اليوم، الشخص الذي يحمل هذا اللقب، ويشغل هذه الضيعة، ويجلس هنا مراقباً الضيوف الصاخبين في الأسفل سيكون…
“سيكون أنت؟”
رفع زين رأسه بحدة!
“تاليس، هذه فرصتك الأخيرة. فكر في قرارك ملياً،” صر دوق زهور السوسن على أسنانه وهدد ضمناً، “لقد تنازلت بما فيه الكفاية، وكان عرضي صادقاً بما يكفي.
“لا تجبرني على أن أكون عدوك. لن ترغب في الوصول لتلك المرحلة.”
لكن تاليس سخر رداً عليه.
“فرصة أخيرة؟ تنازلت؟”
أصدر تاليس صوتاً بلسانه وهز رأسه. “(ارفض التعاون معي وسأكون عدوك)، أهذا ما تعنيه بـ(التنازل)؟”
رمقه زين بنظرة حانقة. دوق زهور السوسن ذو الابتسامة الودودة قد ولى منذ زمن.
“لم أجبرك قط يا زين. ما تسميه (مجبرًا على)،” قال تاليس ببرود، “كان مجرد خيارات اتخذتها بعد عجزك عن الصمود أمام تقلبات العالم.
“وعلى النقيض، من الماضي إلى الحاضر، من البداية إلى النهاية، كنت أنت من يجبرني.”
حملت كلمات تاليس تحذيراً، “والكل، عليه دفع ثمن خياراته.”
في تلك اللحظة، تلاقت عيونهما وبدا وكأن درجة الحرارة قد هوت.
سخر زين بغضب.
“حين تكون يافعاً، قد لا تساورك هموم أو مخاوف.
“لكن حين تنضج، حين تصبح أكثر خبرة، حين تملك المزيد، ربما ستدرك أن الأصدقاء أهم من الأعداء.”
همس زين بكل كلمة بوضوح: “فلنمت لأجل الأصدقاء، خيرٌ من أن نهلك كأعداء.”
لكن تاليس ضحك.
“أتعلم، حين وطئت قدماي (مدينة سحب التنين) لأول مرة، هددني (نوفين السابع) المتغطرس تماماً هكذا: إما التعاون بطاعة أو قبول الموت بطاعة.”
ارتعشت نظرة زين.
كانت ضحكة تاليس باردة.
“خمن كيف انتهى به المطاف تلك الليلة؟”
“زين كوفندير، ما مدى صلابة جمجمتك مقارنة بجمجمته؟”
لم يتحدث زين.
لكن في الثانية التالية، ذاب الغضب في عينيه كالثلج وتحول إلى ابتسامة.
وكأن ذلك الدوق الأنيق، المتحضر، اللطيف والودود لزهور السوسن قد عاد.
لكن في تلك اللحظة، شعر تاليس بقشعريرة في قلبه فحسب.
“أخبرني يا صاحب السمو،” كانت ابتسامة زين لم تخفُت، وهو يتحدث بوضوح، “أتظن أنك لمجرد ذهابك للشمال ونجاتك هناك لست سنوات، قد أصبحت منيعاً ولا تعرف الخوف؟”
قطب تاليس.
“كلا. أنت تعرف الحقيقة جيداً.”
“طوال السنوات الست الماضية، كنت وحيداً في أرض العدو لكنك تمكنت من العودة سالماً دون وجل، بل وحظيت بالمجد والشهرة التي تملكها اليوم. كل هذا بفضل السند القوي الذي تملكه—بفضل تاجه وسلطته العليا.”
ارتعد تاليس في داخله.
أفقدت ابتسامة زين الخطرة توازن تاليس.
“والآن، بعد أن نجوت من الخطر كوريث للمملكة، وعدت إلى كنف المملكة، وعدت تحت ظلها، وعدت إلى حدود السلطة الملكية…”
قهقه دوق زهور السوسن. “خمن ما إذا كان ذلك السند القوي سيظل يوفر لك ذلك النوع من المأوى والدعم غير المشروط الذي أملته حالة (هم ضدنا)؟”
“وهل أنت قادر، أو هل تجرؤ على اللجوء إلى أعظم إنجازاتك، كرفض الملك (نوفن)، ومعارضة الملك (تشابمان)…”
“وترفضه هو، وتعارضه هو؟”
في تلك اللحظة، بدا وكأن قوة ما تنتشر من داخل تاليس وتقيده بإحكام.
شلته وجعلته عاجزاً عن التنفس.
“الأمير الثاني؟ دوق بحيرة النجوم؟ دماء المملكة؟ هاه، أنت تدرك الأمر بوضوح، وتخشاه.”
جاهد تاليس ليلتقط أنفاسه.
وكأنه استشعر ما يحس به تاليس، بدأت نبرة زين تشتد.
“صدقني، في (كوكبة)، الأذى الذي ستواجهه يفوق بكثير ما واجهته في (إيكستيد).”
كان هناك بريق بارد في عينيه.
“والناس القادرون على إيذائك، سيكونون أقوى بكثير من الأرشيدوقات في (الأرض الشمالية).”
رمقه تاليس بنظرة حادة لكنه لم ينبس بكلمة.
“كيف هو الشعور يا صاحب السمو؟ حين تحل بك ظروف كهذه؟”
تابع الدوق كوفندير باستنكار: “هذا الشعور بأن أحدهم يمزق قناع الزيف والتصنع ويستخدم ما تعتز به ضدك، هذا الشعور بالضعف والتهديد؟”
اضطر تاليس لقمع رغبته في الاستدارة والانفجار غضباً من فرط الإذلال.
“تهديد؟” أدرك تاليس أنه لا يستطيع إظهار الضعف، ناهيك عن كشف أي دلائل. حافظ على هدوئه وأوضح: “كلا، يا صاحب السمو.
“ينبغي أن تدرك، أنك لا تهددني. أنت تهدد العائلة المالكة لنجم اليشم، ووالدي.”
قهقه زين.
“اذهب وأخبره إذن.”
جعلت الابتسامة الخبيثة على وجهه تاليس قلقاً.
“أخبره أنك لست على وفاق مع دوق الساحل الجنوبي. وأنه، بينما الجميع يعشقك، ويتملقك، ويعول عليك… هو يجرؤ على أن يكون فظاً ويهددك.
“لنرى ما إذا كان والدك، جلالة الملك الذي يحب شعبه كأبنائه، سينتصر لابنه ليحقق رغبتك، ويعزك ويدعمك.
“أم أنه سيقبل بي كفأس جيدة قادرة على ضربك، وتهديدك وقمعك في هذه المملكة؟”
وصلت القشعريرة في قلب تاليس إلى درجة التجمد.
ولم تظهر أي علامات على انحسارها.
كانت تلك القشعريرة المبرحة التي تقطع حتى العظم، بعد تمزيق القناع والتصنع، والدرع والملابس.
“قلت إن هذا لا علاقة له بعائلتينا ولا داعي لإقحامهم.” هز زين رأسه برفق. “لكنك تختار العناد والجموح.”
استدار تاليس بحدة ونظر إليه.
“ما الذي بوسعك فعله إذن؟” قال دوق بحيرة النجوم وهو يصر على أسنانه، رغم علمه بأن هذا الرد كان ضعيفاً.
“إرسال مصاص دماء آخر لاغتيالي؟ قتل وريثه؟ وترى كيف سيتصرف أبي؟”
رد زين بسخرية. “ألم نجرب ذلك بالفعل؟” أصدر زين كوفندير صوتاً بلسانه، “أنت تتأذى، وهو يستفيد من ذلك—أليس ذلك مرضياً جداً بالنسبة له؟”
اضطربت أنفاس تاليس.
“إذن، أهو إعلان حرب؟” سأل الأمير، وهو لا يزال يصر على أسنانه.
نهض زين بهدوء وظل يبدو ودوداً.
“كلا، بالطبع لا،” أجاب بابتسامة مشرقة، ثم تحول فوراً إلى البرود، “لكن التالي سيكون كذلك.
“وصدقني، أنا قادر على ما هو أكثر من هذا.”
شدّ تاليس على قبضتيه.
“طابت أمسيتك يا صاحب السمو،” انحنى دوق زهور السوسن، زين كوفندير، بأناقة، مودعاً إياه بخاتمة متهكمة: “عساك تموت فداءً للأخلاء…
“خيرٌ من أن تهلك على يد الأعداء.”
وبينما يرقب طيف زين وهو ينأى عنه رويداً رويداً، جاهد تاليس ليستعيد وقاره كشخص جدير بسيادة قاعة (مينديس).
بيد أنه أدرك أن القول أيسر من الفعل.
زين كوفندير.
أي داهية حلت بهذا الرجل؟
في المأدبة، ومع انصراف الملك كيسيل، غادر رئيس الوزراء كولين وغيره من الضيوف المسنين تباعاً، بيد أن السواد الأعظم من الضيوف آثروا البقاء، ينهلون من الشراب ويمرحون بلا قيد.
وبمغادرة الشيوخ، علا صخب قاعة المأدبة، وغدت الضحكات والصيحات أشد هستيرية وتحرراً.
كان حراس (فرقة حاملي الراية) يستحثون الدوق (أروند) على المغادرة، غير أن الأخير كان يتلكأ، مبدياً رفضاً جلياً للامتثال.
ولا يزال جل (خدام نجوم اليشم السبعة) مرابطين في مواقعهم متأهبين، وكأنهم عقدوا العزم على إظهار تفانيهم لدوق بحيرة النجوم.
والشيء الوحيد الذي كان من شأنه تلطيف مزاج تاليس، هو أنه جراء تصاعد حدة المرح داخل القاعة، لم يكد يقترب أحد لتعكير صفو الأمير.
وأخيراً، تسنى لـ مالوس تقديم تقريره.
“يبدو أنك حظيت بحديث ممتع مع الدوق كوفندير؟”
نخر تاليس ساخراً وجاهد لكبح جماح مشاعره. “ممتع للغاية حقاً،”
“لقد بتنا الآن معارف قدامى، وأصدقاء عتيقين.”
عتيقين بما يكفي للانفجار عند أدنى احتكاك.
نظر مالوس إلى طيف زين المغادر وقال متأملاً: “إذا ما ساورتك الشكوك، لربما تود التماس المشورة من صديقك الضابط؟”
صديق ضابط…
بُهت تاليس للحظة.
“هاه؟
“أتعني… كوهين؟”
أومأ مالوس.
“لطالما كانت عائلة كارابيان من (تلة والا) دعامة للساحل الجنوبي، وأصدقاء قدامى لعائلة كوفندير من (مدينة اليشم). إنهم أدرى الناس بآل كوفندير.”
“ولا سيما،” نظر مالوس إلى تاليس الجامد، ثم عاود النظر إلى دوق زهور السوسن من بعيد، “فيما يتعلق بتخفيف حدة الضغائن وإحلال السلام.”
“بالطبع، حينما أقول (التمس المشورة من)، فإنني أعني التواصل مع والد الضابط كوهين كارابيان من خلاله وطلب نصحه.”
وليس ذلك المغفل بعينه.
تخفيف حدة الضغائن…
انتفض تاليس.
وسارع بقرص وجهه ليتيقن من أنه لا يبدي أي ضغينة أو حنق.
“أهو جليٌ إلى هذا الحد؟”
“كلا، لقد أبليت بلاءً حسناً. أفضل بكثير من المرة الفائتة،” قال مالوس بهدوء مؤكداً أن حواسه لا تزال يقظة، “الأمر مجرد أنني، كما تعلم، مفرط الحساسية تجاه المشاعر والأجواء المحيطة بي.”
تنهد تاليس.
“حسناً. وعلى ذكر ذلك… ماذا عن المغتال؟”
لاذ مالوس بالصمت لبرهة.
“نحن على أهبة الاستعداد، ونترقب ظهوره منذ حين،”
بدا الرقيب رابط الجأش كعادته، لكن تاليس، الذي خبر التعامل معه طويلاً، استشعر أن مالوس لم يكن مسروراً للغاية في تلك اللحظة.
“ومع ذلك، حتى بعد مغادرة جلالته…”
أقر مالوس بهدوء، “لأكون صادقاً، إن لم يظهر قريباً، سأبدأ في التساؤل عما إذا كنت حقاً مفرط الحساسية.”
“أوه؟ كم هو نادر أن تظهر وعياً بالذات كهذا يا مالوس.”
استدارا معاً: كان نائب القائد فوغل يخطو نحوهما مقطباً جبينه، وانحنى لـ تاليس.
“يا صاحب السمو، رغم أن جلالته قد غادر، إلا أنني تلقيت أوامر بالبقاء حتى انقضاء المأدبة مع بعض الحراس، لضمان سلامتكم.”
تكلف تاليس الابتسام. “شكراً لك.”
“لا داعي لشكري،” حدق فوغل في مالوس باستياء، “ينبغي أن تشكر شخصاً آخر على اقتراحه المتفاني ويقظة ضميره.”
ظل وجه مالوس خالياً من التعابير.
عاد جلوف ودويل، لكن كليهما أفاد بأن كل شيء طبيعي.
“ربما استسلم حين غادر جلالته.”
فرك تاليس جبهته إعياءً. من ساروما إلى زين، كان رأسه ممتلئاً لدرجة أنه لم يرغب في إطالة التفكير في الاغتيال. “لا بأس. هذا أمر جيد.”
“وربما لا يزال ينتظر، بما في ذلك انتظار مغادرة جلالته.” أجال مالوس بصره في قاعة المأدبة، وبدا غير راضٍ. “والآن هي الفرصة السانحة.”
نخر فوغل ساخراً.
ولم يسع تاليس إلا الابتسام بفتور.
“لينتظر حتى يغادر جلالته… إذن تعني أنه هنا لاغتيالي؟”
“أو، دوق موجود هنا؟”
لم يجب مالوس.
تمنى تاليس بصدق: على سبيل المثال، ذلك المسمى كوفندير؟
في الجانب الآخر من القاعة، كان الدوق زين قد عاد إلى مقعده، مبتهجاً ودوداً طوال الطريق.
مثيراً للإعجاب كعادته.
سكب له كبير خدمه العجوز، آشفورد، كأساً من النبيذ دون أن ينبس بكلمة.
بل كان زين هو البادئ بالحديث. “آشفورد، حينما نعود، ابحث في مجموعة المكتبة—أعني الكتب المحظورة، مهما كان قدمها.”
أومأ آشفورد بلا تعابير، “وتريدني أن أستقصي عن…؟”
أجاب زين بهدوء: “ساحر، يدعى هيجل.”
عقد آشفورد حاجبيه قليلاً لكنه لم يقل شيئاً.
ساحر.
سحر.
كتم زين ازدراءه في نفسه بصمت.
(تباً للعائلة المالكة لنجم اليشم).
(إنهم يجرؤون حقاً على تعليم أحفادهم أي شيء)، فكر زين وهو ينظر صوب دوق بحيرة النجوم.
ومن قبيل الصدفة، نظر تاليس صوب دوق زهور السوسن في الوقت ذاته.
تلاقت نظراتهما: إحداهما ودودة، والأخرى لا مبالية.
لكن كلتيهما كانتا عصيتين على القراءة بالمقدار ذاته.
وكلتاهما حملت عبئاً ثقيلاً في القلب.
وكأن تخاطراً قد حدث، ابتسما وأومأ كل منهما للآخر في آن واحد.
والمغتال الغامض.
ظهر في تلك اللحظة.
إن أعجبتكم الترجمة، أتمنى منكم دعمي بالدعاء لأهلنا وإخواننا في فلسطين والسودان، جزاكم الله خيرًا.
تمت ترجمته من قبل RK الحيدري
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.