سلالة المملكة - الفصل 45
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
دعم سلالة المملكة لزيادة تنزيل الفصول :
الفصل 45: مورات هانسن (2)
دعا الحراس في قاعة مينديس الضيوف الزائرين إلى الطابق الثاني من غرفة الاستقبال، ثم أغلقوا الباب بتهذيب.
” في القاعة المضاءة بالكامل بالمصباح الأبدي، نظر المسن ذو الزي الأسود إلى جينس، التي كانت تقف أمام تاليس وتحدثه حاليًا بقسوة.
حدق تاليس بهدوء في المسن المتكئ على عصا كما لو كان على وشك الانهيار. كان المسن ينظر إلى الجميع بغرابة.
“أما زلتِ أيتها الضابطة باجكوفيتش تتسمين ببرودكِ؟” مر صوت مورات المألوف الأجش في أذني تاليس من الجانب الآخر من القاعة الواسعة. كانت مزعجة للغاية وأجواؤها متوترة توترًا لا يوصف. ثم قال الرجل بسخريةٍ: “بعد كل شيء لقد تعاونا أكثر من مرة.”
سخرت جينس. ”تعاونا؟ من سيعاون ثعبانًا سامًّا؟ لقد كان ذلك أمرًا من جلالة الملك وكان علي أن ألتزم به آنذاك.”
هز مورات رأسه كما لو كان حزينًا حقًا: “وا أسفًا، حسبت أنا قاتلنا في نفس الجانب. لطالما اعتبرتكِ كما تعلمين ابنتي.”
لمعت عيون مورات بين كلامه. “كما تعلمين، الابنة البيولوجية التي ربيتها شخصيًا.”
شدد مورات على كلمة “بيولوجية”.
تفاجأ تاليس لمَّا رأى تعبير جينس الفخور المعتاد يتغير فجأة. بدا الأمر وكأنها تُمسك من حنجرتها.
استدارت مسؤولة المحكمة الفخورة والمتكبرة على الفور حتى لا يرى الآخرون تعابير وجهها.
“مع احترامي الكبير!”
إلى جانبه، قاطع جيلبرت المحادثة وانحنى رسميًا: “إنك أيها اللورد هانسن على اطلاعٍ جيدٍ بأن كل شيء هنا مهمٌّ للمملكة. دع عنك من فضلك المحادثات والمجاملات غير الضرورية.”
تفاجأ تاليس أكثر برؤية جيلبرت، من كان ديدنه حسن الخلق، يبدو غاضبًا.
كان لعيون جيلبرت بريق جذاب فيما تكلم بحدةٍ: “نعلم جميعًا أنك رئيس المخابرات السرية للمملكة، وأنك مسؤول عنها، وقد ساهمت مساهمةً كبيرةً في الكوكبة، هذا هو السبب في أنك أتيت في وقتٍ أبكر بكثيرٍ مما خطط للقائك بـ “الملك” المستقبلي. في هذه الحالة، حبذا لو لا نؤخر هذا أكثر – هذا هو السيد تاليس.”
حدد جيلبرت بالقول كلمتي “رئيس المخابرات السرية” و “السيد”.
تنبَّه تاليس فجأة إلى أن الأولى كانت لأذني تاليس، في حين كانت الأخيرة تحذيرًا لمورات.
’أكبر رئيس في جمع المعلومات الاستخبارية‘. عرض تاليس هذه المعلومة في ذهنه.
لم يكن الجو المحيط بالغرفة مريحًا.
تراجع جيلبرت باحترام خطوة إلى الوراء، وكشف تاليس لـ مورات.
حدّق مورات في الصبي الذي أصبح الآن في مرأى ومسمع الجميع.
شعر تاليس حينئذ كما لو أن عيون الرجل شديدة السواد لديها نوع من السحر. كان الأمر كما لو أن في وسع عينيه اختراق جسمه.
حتى أن تاليس شعر أنه عاجز عن التنفس.
تقدم مورات ببطء إلى الأمام وهو ينقر الأرض بعصاه، مما خلق إيقاعًا مشؤومًا في هذه العملية.
* طق… طق… طق*
وخلفه تقدم الحامي المقنع يودل إلى الأمام ببطء.
قال جيلبرت ببرود: “هذا يكفي.”
استمرت أصوات خطى مورات وعصاه هو يمشي. كان يحدق بثبات في تاليس، لكنه استمر في المشي قدمًا، ثم صدح صوته الأجش: “يستحق الكونت كاسو حقًا أن يكون الحارس الأكثر موثوقية في العائلة المالكة. إنني معجب حقًا بولائك للورد، سواء كان ذلك للملك السابق، أو خليفته الراهن.”
لاحظ تاليس التشديد على كلمة “خليفة”.
في اللحظة التي توقف فيها صوت مورات، شعر تاليس فجأة بالهواء المهيب على جيلبرت حاد اللسان يتلاشى.
عبس جيلبرت كما لو كان يفكر في أن شيئًا جرى جريانًا خاطئًا.
انتهى الأمر بوزير الخارجية الأسبق، الكونت كاسو، ذي الكلام الحسن والمفهوم البيِّن، بصر أسنانه. تحمل نهج مورات بالكف عن الحديث.
شعر تاليس بعرقه البارد ينقع ظهره عندما رأى المسن يقترب منه.
’ما دوره؟‘
’ببضع كلمات وبنبرة ثقيلة، أجبرت جينس القوية وجيلبرت المخضرم على التراجع.‘
قال مورات بابتسامة متجعدة: “إذن، هذا الرجل الصغير.” بدا دافئًا قبل أن يسأل ببرود: “لا بد أن الهروب من سوق الشارع الأحمر والصوفي كانا عسيرين.”
’صوفي؟‘
رفع كلًا من جينس وجيلبرت رأسيهما، ونظرا إلى تاليس بدهشة إذ سمعا هذا.
اهتز قلب تاليس بشدة. نظر غريزيًّا نحو ما خلف مورات، كان الحارس السري يقف هناك بصمت. ومع هذا كان تاليس فطنًا تمامًا إلى أن الحارس بدا متيبسًا ومتوترًا إلى حد ما.
‘هل أخبرته يا يودل بكل شيء عن سري؟‘
ضحك مورات مرة أخرى. كانت العيون على وجهه المتجعد حادة. “الحقُّ أني أود أن أطرح عليك بعض الأسئلة البسيطة… على انفراد.”
ابتلع تاليس ريقه.
“لا، لا يمكن لك أن تنفرد بـ تاليس!” كانت جينس أول من رد. ثم ألقت بنظرة قاتمة على جيلبرت، كما لو كانت تستجديه.
نظر جيلبرت إلى مورات بتعبير كريه أيضًا. “السيد تاليس له مكانة راقية، أي يحق له اختيار ما إذا كان سيرافقه حاشيته عند الاتصال برئيس المخابرات في المملكة.”
عبس تاليس ونظر إلى مورات.
’ماذا يود أن يسألني؟‘
هذه المرة ، انحنى مورات على عصاه باحترام وأدب، ثم قال: “بالطبع، بالطبع. ما إذا كان يود محادثتي أم لا فهو اختياره أيضًا.”
“فبعد كل شيء سيغدو الملك مستقبلًا، على افتراض أن عظامي الهشة يمكن لها أن تشهد ذلك.”
نظر جيلبرت نظرةً غريبةً إلى العراف الأسود، بدا متشككًا في سبب كون رئيس المخابرات السرية ودودًا للغاية. تغير تعبير جينس فقط عندما نظرت إلى تاليس.
استرخى تاليس.
ومع ذلك، لمَّا أوشك تاليس على أن يقول أنه لم يكن على ما يرام يومذاك، قال مورات شيئًا جعله يتوقف.
“في الواقع، أود أيضًا إبلاغك ببعض الأشياء على انفراد.”
انحنى مورات مرة أخرى بكل أدب واحترام.
كان المسن يبتسم عندما نظر مجددًا. “على سبيل المثال، أمور تتعلق بثلاثة أطفال من منطقة المدينة السفلى ونادلة صغيرة… وفقًا للمعلومات التي جمعتها، فإن الأخوية تتولى مسألة تتعلق بهروب أعضائها من الأخوية…”
حينذاك شد تاليس قبضته اليمنى.
’ثلاثة أطفال من منطقة المدينة السفلى؟‘
’نادلة شابة؟‘
جحظت عينا تاليس.
’سينتي وريان وكوريا وأيضًا… جالا.‘
“ممتاز!”
تجاهل تاليس تعبير جينس القلق ونظرة جيلبرت المفاجئة. اتخذ خطوة إلى الأمام وقال بحزم: “لنتحدث على انفراد.”
استدار مورات، اكتسحت ابتسامةٌ وجهه وتجاعيده، وقال: “فلننتقل إذًا إلى المكتب.”
في هذه اللحظة، صدح صوت شخص ما في الهواء.
“ناقشها هنا.”
استدار تاليس بدهشة.
الشخص الذي تحدث هو الرجل الذي يقف خلف مورات، أي يودل، من كان صامتًا طوال الليل.
أتى الصوت الأجش من الرجل الغريب المقنع: “يمكننا المغادرة، فقط بهذا يمكنني ضمان سلامته.”
بدا أن مورات ذهل لوهلة، ثم أدار رأسه وعبس.
بعد أن خرج جيلبرت من ذهوله، تبادل هو وجينس نظرة، ثم أومآ بتصميم. “ناقشها هنا.”
*رطم*
انحنى مورات على عصا المشي واستدار لينظر إلى يودل.
“لماذا يفترض الجميع أنني، من خدم الكوكبة لعقود، سأعرِّض وريثها الوحيد، سليل المملكة، إلى الخطر؟” أظهرت عيون مورات برودًا، ثم تلاها ابتسامة غير مسرورة على وجهه.
“لا بأس،فلنتناقش هنا إذن.”
أومأ يودل قليلا، ثم خفف قبضته على السيف الأسمى الذي كان يمسكه طوال الليل.
“لكن حبذا ألا تحيك أي حيل أيها الحارس.” ابتسم مورات للحارس المقنع، ثم أشار إلى رأسه. “سأجدك بغض النظر عن المكان الذي تختبئ فيه.”
شد تاليس قبضتيه عندما رأى ابتسامة مورات الغريبة.