سلالة المملكة - الفصل 33

الفصل 33:فليسد حكم الدم طويلا

سطع نور القمر على حديقة القصر الريفي. حدق الجمیع بصدمة في الطفلین المستلقیین على الأرض. لبرهة من الوقت، ساد الصمت فقط.

استلقى تالیس على الأرض، وھو یتنفس بصعوبة. لم یكن جسده نصف العاري مغطى إلا بالضمادة على جرحھ. الشيء الوحید الذي شعر بھ ھو البرد والألم.

من ناحیة أخرى، دعمت الطفلة ذات الشعر الفضي على صدره جسدھا بالضغط على كتفھ دون أي تعابیر على وجھھا. رأت الضمادة على صدره، والتي كانت تغطي جرح الحرق بحجم العملة الفضیة. شممت رائحة الدم علیھا، وكشفت تعبیرا عن الترقب والفتنة.

أخاف ھذا التعبیر تالیس وجلس على الفور، قبل أن تكشف الفتاة الخطرة من عشیرة الدم أنیابھا، دفعھا بعیدًا عنه.

ظھر یودل وكریس فورًا أمام الطفلین.

“أنا بخیر يا یودل، لا تقلق.” رأى تالیس الجرح على صدر الحامي السري وومیض بابتسامة متعبة. نزع الأخیر العباءة حول ثوبھ ووضعھ حول تالیس.

أومأ تالیس برأسه. “قبل هذا ينبغي تولي شيء عاجل.” استدار لیواجھ اتجاھًا آخر، فيه كانت حفرة كبیرة بداخلھا شخص بلا أرجل ونصف میت.

تابع الریاح الوھمیة، میدیرا رالف. الشخص الذي جاھد وتحرر من أغلالھ. ناجٍ لا یرید أن یفلت من الألم حتى الموت.

“سیدي جیلبرت، من فضلك تأكد من إنقاذ ھذا الشخص.” في حدیثھ إلى جیلبرت، الذي كان بعیدًا بعض الشيء، أصبحت نظرة تالیس قاتمة ولكن حازمة. “لولاه فربما لم أكن لأصمد حتى وصولكم جمیعًا.”

تمتم تاليس سرًّا: ’وأیضًا، إنھ أول شخص أنقذھ حقًا في ھذا العالم الملعون.’

أومأ جیلبرت برأسه وأمر سیاف الإبادة بجانبه بإنقاذ رالف.

“صاحب السمو!” كان وجه كریس الثابت ملیئًا بالإثارة. جثا على ركبتیھ أمام الطفلة ذات الشعر الفضي على ركبة واحدة. ارتجف ووضع غطاء من الصوف في یدیھ على جسدھا.

لم یكن قمیص تالیس كبیرًا بما یكفي وفيه العديد من الثقوب، ولم یكن یغطي سوى الفتاة الصغیرة حتى ركبتیھا. تم الكشف عن ساقیھا اللطیفتین. بعد الانتباه إلى ھذا ، حملق كریس بشدة في تالیس.

كانت صاحبة السمو ذات مكانة نبیلة ولم تھتم كثيرًا بنظرات ھؤلاء النمل ، ولكن بصفتھ الخادم الشخصي المخلص لعائلة كورلیون لأكثر من ستمائة عام، كان على كریس بطبیعة الحال أن یأخذ كل شيء في الاعتبار نیابة عن سيدتھ.

“صاحبة السمو ، أفقتِ أخیرًا!”

أومأت الفتاة الصغیرة اللطیفة ذات العیون الحمراء برأسھا دون أي عاطفة على وجھھا. أمسكت بید كریس الممدودة كما اعتادت، وتحدثت كلمة بكلمة بنبرة حصریة لمن ھم في السلطة: “كلیس ، لقد أبلیت بلاءً حثنًا.”

كان وجھھا ، الذي كان ما یزال یحتوي على بعض الدھون عند الأطفال، ویبدو وكأنھ كعكة على البخار، ظل مستقیماً وھادئًا وھي تثرثر بصوت طفولي ورائع وغیر واضح: “مكافأة الولاء مذمونة.”

استغرق تالیس ، الذي كان بجانبھا ، ثانیتین لفھم الجملة (مكافأة الولاء مضمونة).

ثم ضحك بصوت عال. لقد كان حقًا مشھدًا مروّعًا. طفلة صغیرة تقول مثل ھذه الكلمات الجلیلة. كریس ، الذي كان یھز رأسھ بامتنان بجانبھا ، حدجه.

“أنت … هي صاحبة السمو؟” ظھرت رولانا وإیسترون أمام الطفلة بتعبیرات مندھشة. نظر الأول إلى قصر قامتھا وسأل بعنایة: “لماذا أصبح مظھرك ھكذا؟”

رفعت الطفلة عينيها القرمزية ونظرت إلى تالیس بتعبیر معقد. ثم تحدثت بلا مبالاة: “طالما أنني أثتعید طاقتي ، سأعود إلى حالتي الثابقة.”

نظرت إلى تالیس وهي تتحدث، فيما هو یمنع ضحكھ. لم يبدو أنھا على دراية بمشاكل النطق لدیھا. وھكذا ، وبتعبیر بارد ، سألت في حیرة قلیلاً: “ما المذحك؟”

لم یعد بإمكان تالیس كبحھ وضحك بصوت عالٍ.

عندئذٍ حذر رجال عشیرة الدم الثلاثة، حتى أن عیون إیسترون كانت مشوبة بطبقة من الحذر والاحترام وهو یشاھد تالیس.

“لا شيء ، ھاھا … كح، كح.” أخفى تالیس ضحكتھ على الفور بأصوات سعال غیر مھنیة. “لا شيء مضحك … ھاھا … كح، كح… أنا آسف.”

اقترب جیلبرت وجینس، اللذين كانا قد جمعا سیوف الأبادة، في نفس الوقت. كان الأول ممسكًا بعصاه، وخلع قبعتھ بكل احترام تحیةً وقال: “سیدي المحترم تالیس ، وامرأة عشیرة الدم الظريفة ، ھلا تشرحان الموقف لنا؟”

ترك تالیس تعبیره المستمتع ونظر إلى جیلبرت بامتنان: “سیدي جیلبرت ، أشكركم جمیعًا على إنقاذي وعلى تضحیاتكم.”

ومع هذا شعر فجأة أن السیدة الساحرة البالغة من العمر أربعین عامًا خلف جیلبرت كانت تنظر إلیھ بتعبیر معقد. كانت النظرة في عینیھا عمیقة وغیر مفھومة.

’ھل ھذا الصبي؟ الابن الذي كان مع … ذاك الشخص.‘ أظلمت نظرة جینس على الفور.

لم یفكر تالیس كثیرًا في ذلك. أدار رأسھ واستمر في الكلام: “دعونا نؤجل المقدمات الذاتیة. أُريقت الكثیر من الدماء اللیلة. لذلك ، إلى جانب ھذا … “بعد أن قال ذلك ، ألقى نظرة خاطفة على الطفلة الصغیرة – التي بدت في الواقع بریئة ورائعة للغایة ولكنھا اختارت الحفاظ على وجه مستقیم غیر مبتسم – وتوقف مؤقتًا.

نظر إلى تعبیر الطفلة العدائي ذات العینين الحمراء، صحح نفسھ على الفور: “… الفتاة صغیرة … أعني… یا سیدة … سیرینا كورلیون… بعد مناقشة ودیة وممتعة …”

شعرت الطفلة سیرینا ، فجأة بحكة في رقبتھا قلیلاً. لقد عبست بطریقة ما حتى لا یلاحظ أحد أنھا فعلت ذلك بالضبط.

“لقد قررنا التخلي عن كراھیتنا ، وإنھاء عداءنا ، وإقامة تحالف. سأزود السیدة سیرینا بدمي دوريًّا، في حین أن اللیدي سیرینا ومرؤوسیھا سیخدمونني حتى … “

قبل أن ینھي تالیس جملتھ ، أحس أن ید یودل ، التي كانت تمسكھ ، تشتد فجأة. ثم قطع اثنين آخرين جملتھ بقلق.

“لماذا علينا أن نخدمك؟ یمكننا أن نقدم لك مزایا أخرى في المقابل.” قالت رولانا ، سیدة عشیرة الدم ذات الشعر الأحمر بشيءٍ من العدائیة: “إذا ساءت الأمور، ففي وسعنا التخلي عنك.”

“سیدي تالیس! دمك؟ ھذا أمر خطیر للغایة ، كیف یعقل أن…” قال ذلك جیلبرت ، الذي كان حریصًا على حمایة سیده. ومع ذلك ، رفع تالیس یده الیمنى فجأة فقط ثم شد قبضتھ بإحكام. كانت ھذه لفتة قام بھا غالبًا في حیاتھ الماضیة أثناء قیادتھ لفصول تعلیمیة للطلاب الجامعیین ، لتھدئة المناقشات التي كانت تزداد سخونة وغیر ذات صلة. توقف الاثنان عن الكلام في نفس الوقت. استنشق

الصبي بعمق. ترك یودل تالیس، الذي كان یمسكه من ذراعھ، وسار ببطء نحو رجال عشیرة الدم – على الرغم من محاولة جیلبرت منعھ.

قال بھدوء: “یمكنك أن تخدمني مقابل حمایتي. بالنسبة لي ، بالنسبة إلیكم أیھا الناس – مجموعة من اللاجئین السیاسیین المشردین الذین یخدعون في سبيل الحصول على الطعام والشراب بالاعتماد على لافتة كورليون وختم زھرة السوسن – سأوفر لكم اللجوء في الكوكبة. إنھا حمایة أفضل مما یمكن لمالك ھذا القصر أن یقدمھ.”

تغیر تعبیر كریس وإیسترون ورولانا في نفس الوقت. نظروا إلى سیرینا. ومع هذا، فإن الطفلة ذات الشعر الفضي ذات العیون الحمراء استنشقت ببرود. “لم أخبره بأي شيء. لقد خمّن ذلك بنفثھ.”

قال إیسترون في نفسه: ‘خمن؟ تربطه بعصابة زجاجة الدم علاقة سيئة، وهو ومالك القصر ليسا على وفاق. “بوضعنا الراهن”، والتابوت في الطابق الثاني الذي یشبھ حمام السباحة ولكنھ في الواقع غرفة مريض كبيرة. بتلخيص كافة ھذه العناصر والمؤشرات، ألیس ذلك واضحًا وضوح الشمس؟‘

كان یعلم أن رجال عشیرة الدم كانوا حذرین للغایة منھ، لكنھ لم یكن یمانع لأن المشكلة المطروحة، على الأقل، حُلت.

التفت تالیس ونظر إلى جیلبرت ویودل بجدیة. “صدقاني من فضلكما يا جیلبرت ویودل. سأقدم الدم في ظل وضع لا یضر بصحتي لمساعدة السیدة سیرینا على الثفا… كح، كح… الشفاء. لقد قطعت ھذا الوعد مقابل سلامتي الآن، إلى جانب صداقة صاحبة السمو.”

أطال جیلبرت التحديق في تالیس.

ومع هذا تقدمت جینس، التي كانت وراء جیلبرت، بتعبیر معقد، وقالت بھدوء: “جیلبرت ، ھذا وعد قطعھ ، ووعد قطعتھ عائلتھ.”

أضافت بھدوء في قلبھا: ’تمامًا مثلما فعل منذ سنوات.‘

تنھد جیلبرت بعمق وأومأ برأسه. “بالطبع ، نحن نثق بك، ومع هذا سأبلغ عن ھذا إلى… “

ابتسم تالیس بخفة. استدار حتى أصبح كل رجال عشیرة الدم في بصره، ثم قال بھدوء: “إذًا اسمح لي بتقدیم مقدمة رسمیة…” ومع هذا قبل أن ینهي حملته، اتخذ كریس، الذي كان بجانبھ، خطوة جادة إلى الأمام وتحدث بنبرة جادة: “من فضلك ، لا تجهدي نفسك. اسمحي لي أن أتقدمك…”دعم برقة الطفلة الصغیرة بذراعھ وسارت هي إلى الأمام بترنحٍ، فقال: “هذه تكون الأرشیدوقة، السیدة سیرینا كورلیون. الوریثة الحقیقية لعائلة كورلیوني – العائلة التي ترأس العشائر السبع الكبرى في مملكة اللیل في شبھ الجزیرة الشرقیة. وھي أیضًا الحاكم الشرعي لتلة الألم.”

نظر كریس إلى البشر بنظرة متعجرفة. وخلفھ أظھر كلًا من رولانا وإیسترون تعابیر فخر.

خفضت سیرینا وجھھا المستدير بمظھرھا الصغیر مثل طفلة في الخامسة أو السادسة، وھي ترفع فستانھا غیر الموجود، وانحنت. ثم رفعت رأسھا، ولم يظھر على وجھھا أي تعبیر بعد.

عبس تالیس في قلبھ. ’تبدو قطعًا مهيبة.‘

نظر جیلبرت وجینس إلى بعضھما البعض. یمكنھما رؤیة الصدمة في عیون بعضھما.

بعد معركة تشتت الأرض التي دمرت الأرض منذ أكثر من ستمائة عام، مثل العدید من الأعراق الأخرى ذات التاریخ الطویل، فإن أكثر ثلاثة عشر عشیرة نبیلة في عشیرة الدم انقسمت إلى فصیلین – الشرق والغرب – في الاتجاھین المواجھین لبحر الأبادة.

شكلت العشائر الخمس في شبھ الجزیرة الغربیة اتحاد العشائر وجمعية  اللیل المظلم. لقد احتلوا تلة الولائم الكبرى (على وجه التحدید ، احتلوا قطعة أرض وأطلقوا علیھا اسم تلة الولائم الكبرى). من ناحیة أخرى، أنشأت العشائر الثمانیة في شبھ الجزیرة الشرقیة نظامًا ملكیًا وجعلت موطنھا على الضفة الشرقیة لبحر الأبادة باسم “مملكة اللیل”.

طوال ھذه الستمائة عام، مقارنة بأقاربھم في شبھ الجزیرة الشرقية،  كانت تلة الولائم الكبرى مشتتین، غیر موحدین، بل أُجبروا على التوقیع على “معاھدة التبعیة بین البلدان البشر والخالدين”، تحت الحكم الجبار للملك اللیل الشھیر لوري كورلیون، أصبح رجال عشائر الدم في مملكة اللیل أكثر اتحادًا وقوة. بل إنھم شاركوا على نطاق واسع في شؤون شبھ الجزیرة.

في حرب شبھ الجزیرة الثانیة والثالثة، أرسلوا “جیش الدم المقدس” الذي شكله نخبة محاربي عشیرة الدم

للمشاركة في المعركة. في حرب شبھ الجزیرة الثالثة، قاد ملك جناح الليل جیشھ شخصیًا لمھاجمة مدينة غيوم التنين.مملكة إكستيدت، عاصمة شفرة شبه الجزيرة الغربية” ” 

ومع هذا، منذ مائتي عام، كان المناخ السياسي مملكة اللیل تغییر مفاجئ. اختفى ملك الجناح اللیل في ظروف غامضة. اھتزت أسس العشائر الثمانیة العظمى بشدة. حتى أن عائلة ھولیر خانت عشيرة مملكة اللیل بالذھاب في البحر ومعاونة جمعیة الليل المظلم في تلة الولائم الكبري.

منذئذٍ لم یتبق في مملكة الليل سوى سبع عشائر حاكمة. لقد فقدوا أیضًا النخبة الوحیدة التي كان لدیھا أمل في اقتحام “الطبقة الحقیقیة”. تراجعت قوتھم ببطء إثر هجوم كنیسة الشروق عليهم.

وفي حين يسقط أحد الطرفین، يصعد الآخر. بالنسبة لـ جمعية الليل المظلم في تلة الولائم الكبرى بشبه الجزیرة الغربیة ، بذلت القبائل العظیمة الست جھودًا كبیرة لبناء دولة قویة. أصلحوا نظامھم الفاسد والقدیم وطوروا مھاراتھم الدبلوماسیة على نطاق واسع. حتى أنھم أصبحوا أحد حلفاء “معاھدة القلعة” وأطلقوا على أنفسھم اسم “ستة أعمدة كبیرة لعشیرة الدم”.

وكانت الفتاة الصغیرة التي أمامھم تدعي أنھا سیدة  المملكة الليلية  – مخبأ عائلة كورليون حیث ولد .ملك جناح الليل

رفع جیلبرت رأسھ وقال باحترام: “عفواً لكوني متغطرسًا ، ولكن بناءً على معرفتي ، ملكة اللیل ھي سیدة عائلة كورلیون في الوقت الراهن، وھي أیضًا الحاكم الفعلي لتلة الألم. وھي أیضًا صاحبة السمو الحالي في مملكة الليل الأرملة السوداء صاحبة الجلالة كاترینا لا كورليون 

شدد جیلبرت عمدا على نطق “ملكة اللیل” و “صاحبة الجلالة” ، مسلطا الضوء على اختلافھا مع “صاحبة السمو” لسیرینا.

تثاءب تالیس ، مما جعل كریس المنزعج بالفعل یحملق بھ مرة أخرى.

تقلصت حدقة سیرینا الحمراء قلیلاً. عبست ووتقدمت. “أختي الثغیرة كاترینا ، اثتولت على الإرث الذي تركه والدي ، ملك الجناح اللیل. اغتثبت عرث محيط الدم ومع هذا، فإني في یوم من الأیام، ثوف أثتعيد العرث.”

مع خدیھا الملیئین بدھن الأطفال مائلتین قلیلاً ویدھا الصغیرة مشدودة أمام صدرھا ، أغمضت عینیھا ونطقت بشعار عائلة كورلیون: “فليثُد حكم الدم طويلًا.”

أصبح تعبیر إیسترون ورولانا سخيفا على الفور. خفضا صدرھما بتواضع وشدوا قبضتھما على قلوبھم. جنبا إلى جنب مع كریس،تراجعوا خطوة، وخفضوا رؤوسھم وھتفوا: “فليسد  حكم الدم طويلًا.”

’ھذا ، ھذا ، ھذا …‘ شعر تالیس بأن عقلھ تائهٌ في السخف. ’لماذا لا تصرخ “توحید كل الأراضي” أیضًا؟‘

“قطعًا ثأكافئكم ذميعًا على مساعدتكم ودعمكم.” فتحت سیرینا عینیھا ونظرت بثبات إلى تالیس. كانت تلعق شفتیھا دون وعي.

’مثل عض رقبتي؟‘ دحرج تالیس عینیھ وتجنب نظرة الطفلة الشدیدة. تحدث بطريقة عادية: “واو ، ھذا شيء لن أستطیع الحصول علیھ حتى لو تمنيته. یشرفني للغایة.”

نفخت سیرینا خدیھا الصغیرين كما لو كانت غیر راضیة قلیلاً عن موقف تالیس. بالنظر إلى السلوك الغریب لتالیس ، تذكر إیسترون أن ھذا ربما كان نفس النھج الذي استخدمھ تالیس في أمره. لقد انزعج فجأة.

نظر إلى تعبیر صاحبة السمو ، ومضت ابتسامة باردة وقال لتالیس: “أیھا الوغد الصغیر ، ربما لا تعرف الكثیر عن مملكة اللیل ،

التي تقع على الضفة المقابلة من المحیط. اسمحوا لي أن أضعھا على ھذا النحو: حتى لو كان عدوك ھو الملك الأعلى في الكوكبة، فبدعم وحمایة “جیش الدم المقدس”، فإنھ قطعًا لن یجرؤ على  تصعيب الأمور.”

حالما أنھى إیسترون حدیثھ ، شعرت رولانا ، التي بجانبھ ، أن شیئًا ما لیس على ما یرام.

كانت تعابير الأشخاص القلائل إزاءهم غریبة للغایة، لا سيما النبیل في منتصف العمر (الذي كان لھ تعبیر غریب) والمرأة ذات الشعر الأسود (التي بدت منزعجة).

قطب كریس حاجبيه، ومع هذا، لم یتمكن في الوقت المناسب من منع الأشقر من عشيرة الدم من التحدث. بعد كل شيء ، كان قد بارزھم وعرف أن الشخص المقنع ھو من النخبة في ذروة الطبقة الفائقة.

ارتعش وجه تالیس قلیلاً. ’الغرور مرض ویجب أن تعالجھ!‘

“إذًا، إنه دوري لتقدیم نفسي.” خدش تالیس رأسھ وقال للطفلة: “اممم ، اسمي تالیس ، وعمري حوالي سبع سنوات ھذا العام. في الماضي…”

في ھذه اللحظة ، تقدمت جینس بخفة إلى الأمام بتعبیر منزعج ، لكن جیلبرت أوقفھا تمامًا عندما كانت على وشك البدء في التحدث.

تنهد النبیل ذو الشعر الرمادي. “أظن أن التحالف بیننا لن یكون قصیرًا جدًا، وتحتاج السیدة سیرینا أیضًا إلى وقت للاستعداد لاستعادة عرشھا. لذلك ، سنصدُقك القول.”

رفع الكونت جیلبرت كاسو رأسھ وبتعبیر مھیب ، قال بضع كلمات موجزة: “ھذا ھو تالیس ، الملك الأعلى التالي… للكوكبة.”

مرت لحظة طویلة.

طویلة جدا. 

تمامًا كما شعر تالیس أنھ حتى الھواء یتحول إلى حجر ، ھبت عاصفة من الریاح أخیرًا. “ھیھي ، امم…” ضحك بحرج ولوح یده في مواجھة رجال عشیرة الدم الأربعة الذین یواجھونه. “شكرًا لك على دعم … جیش الدم المقدس وحمایته.”

ضحكت جینس، التي كانت وراءه.

ترجمة : صميم

تدقيق: Dark_reader