سلالة المملكة - الفصل 26
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
دعم سلالة المملكة لزيادة تنزيل الفصول :
الفصل 26: التفاوض
لم يتمكن الجميع من الرد وأصابهم ذهولٌ جماعي.
“أنت…” مع أن نيكولاي كان ما يزال مصدومًا، لكنه فهم إلى أن تاليس كان يصرخ فيه.
’كـ.. كلب وضيع؟‘
تحول تعبير الأفعى الحمراء من الحيرة إلى الصدمة، ثم من العار إلى الغضب.
“ماذا قلت… أيها العبد الوضيع الحقير!”
نكز أحد أعضاء عصابة زجاجة الدم زميله في العصابة إلى جواره، مُعلِقًا تعبيرًا، مشيرًا إلى أن “الأمور لم تكن على ما يرام”.
ظهرت مجموعة كبيرة ومتنوعة من التعبيرات على وجه إيسترون الوسيم – كان مزيجًا من التشنجات والرعشة، مشوبًا بالخزي والإحراج.
’هذا الشقي الصغير يتقن التمثيل… هل هو شخصية ممثلة في معبد الليل المظلم؟‘
احكم نيكولاي الوفاق على قبضتيه. أحس بتبادل النظرات الذي جرى بين أتباعه – أهان طفل رئيسهم، طفل! من كان يتصرف بناءً على تعليمات مصاص الدماء!
’هذا الوغد!‘
’كيف يجرؤ… كيف يجرؤ… حتى صوفي الدم -المعروف بكونه قاسياً وعنيفاً- لم يهني في وجهي بهذه الطريقة!‘
ملأ الغضب ذهن نيكولاي. كان يحدق بشدة في إيسترون كما لو كان يريد تمزيق وجهه.
من وجهة نظر نيكولاي، قام بواجبه واستفسرعن تقدم المهمة نيابة عن الدوق. ومع هذا، ماذا فعل ذلك الفتى الجميل؟
استدار مصاص الدماء الحقير وأصدر صوتًا مشيرا الي تابعه الصغير، بعدئذٍ اتخذ هذا الوغد الصغير أمام مصاص الدماء خطوة إلى الأمام، كما لو أنه عرف رأيه.
دعا نيكولاي بالكلب الوضيع الوضيع وأخبره أن يغرب عن وجه ، بهذا التعبير المثير للحنق على وجهه.
ولكن عند سمع ما قاله الوغد الصغير، تحولت تعابير مصاص الدماء إلى ابتسامة بشعة – من البيِّن أنه كان يضحك عليه في فرحة!
كان مصاص الدماء هذا فرح بإذلاله!
’تهدده الشرطة رفيعة المستوى، ويرفضه دوق زهور السوسن ثلاثية الألوان ، ، واضطهده مصاص الدماء الحقير، ثم هذا الوغد الصغير…‘
شاهد تاليس كيف تغير تعبير رئيس عصابة زجاجة الدم تدريجيًّا، وفي حين كان يفكر إذا كان سيزيد في إهانته، تضببت رؤيته بغتة!
كان الأفعى الأحمر قد استخدم سرعته ومهاراته التي تشبه الرعد للإمساك بتاليس من رقبته بيد واحدة ورفعه إلى الأعلى.
شعر تاليس بثقل أنفاسه. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها للخنق!
بوجهه مقلوب، بالضبط مثل المرة السابقة، مد تاليس يده للإمساك باليد التي تخنقه، لكن هذه المرة، شعر فقط كما لو أنه تمسك بجلد صلب مثل المعدن.
تضخمت في مرآه قصبة نيكولاي التي جعلته يبدو عتيقًا. ارتجفت تعابير وجهه البشعة بفمه الذي انفتح وانغلق بشكل متكرر.
نظر الأفعى الحمراء إلى مصاص الدماء أمامه.
”أيها الفتى الجميل! حيوانك الأليف الصغير…”
قبل أن يتمكن من الانتهاء ، ظهرت فجأة راحة يد مستقيمة ومفتوحة أمام عينيه ، الجانب ناحية الإصبع الصغير يندفع إلى أسفل.
لم يكن لدى نيكولاي أي خيار سوى التراجع حالًا.
*انفجار!*
كلاهما توقف.
بوجه مظلم ، أمسك نيكولاي بضربة إسترون السريعة التي كانت تهدف إلى مهاجمة رأسه من الجانب.
“بما أنك تعلم أنه حيواني الأليف، فلا تعبث معه.” تحدث إيسترون الأشقر بتعبير مقرف. “مخلوق فانٍ!”
وقع تاليس أرضًا. عجز عن كبح سعاله الجاف. أقسم في خلده أنه لن يدع أحدًا يخنقه مرة أخرى؛ كان الشعور مؤلمًا للغاية.
أصبح أعضاء عصابة زجاجة الدم من حولهم قلقين. وضع الكثير منهم أيديهم على الأسلحة عند خصورهم.
“الفتى الجميل.” حينذاك كان نيكولاي خاليًا من التعابير، ومع هذا أحس تاليس أن استياءه كان يتنامى ببطء. ترك الأفعى الحمراء يد رجل عشيرة الدم ونطق ببطء: “لماذا لا تناديني مجددًا؟”
’على الرغم من أن هذا المخلوق الفاني لم يكن سريعًا، إلا أن غرائزه وخبراته القتالية ليست سيئة – حتى أنه تمكن من الاستيلاء على يدي اليمنى.‘
’عند التعامل مع شخص مثل هذا، مع أنني قادر على التغلب عليه من حيث السرعة، ما زلت بحاجة إلى توخي الحذر. لم أكن أتوقع أنه سيكون من النخبة القريبة من الطبقة العليا.‘ غرق قلب إيسترون وهو يفكر في خطوته التالية.
“ما بال تعبيرك المستاء؟” أصبحت نظرة إيسترون قاتمة. “إن لم أكن مخطئًا فأنت…”
في اللحظة التالية، أطلق النبيل الأشقر صيحة غاضبة مفاجئة.
“…مخلوق فان!”
التقت كفه قبل أن يفرغ من الصراخ بقبضة نيكولاي في الهواء.
بالنسبة لتاليس، ففي اللحظة التي اصطدمت فيها القبضة بالكف، بدا الأمر كما لو أن العالم قد توقف، لكن بدا بعدئذٍ كأن كافة الأصوات والرياح هبَّت في تموج مرئي.
*انفجار!*
بعدما بدا أن الوقت يتحرك مجددًا، اندفعت الرياح القوية الناتجة عن قتالهم فجأة نحو تاليس واجتاحت وجهه، وأجبرته على إغلاق عينيه.
*انفجار! فرقعة!*
هبت عاصفة أخرى من الرياح، تدحرج تاليس وعيناه مغمضتان. تمكن فقط من تجنب الرياح القوية المحيطة ب إيسترون ونيكولاي بعد التحرك بضعة أمتار إلى الخلف.
“هل هذه هي السرعة التي يمكنك حشدها؟” ابتسم النبيل الأشقر بغرابة، ثم تحرك كالبرق من جديد!
نيكولاي من كان على درايةٍ بأنه لن يجاريه، صر أسنانه وألقى لكماته التالية. تظهر ظلال إيسترون لثانية واحدة كالشبح ثم تختفي في لحظة.
في المقابل، كان نيكولاي يهاجم بلا هوادة بسرعة عالية، مثل العتاد الميكانيكي، وكانت ضرباته أشرس.
اعترى الطرفان تعابير مجنونة وتبادلا اللكمات ست مرات في غمضة عين.
تركت الرياح القوية التي أحدثها اجتماع القبضة والكفوف أعضاء عصابة زجاجة الدم من حولهم دون خيار سوى حماية أنفسهم بأذرعهم. لم يكن في وسعهم مقاطعة القتال.
تذكر تاليس السيافة بين جالا ورالف حيث قاتلوا بأقصى سرعة. لكن في هذه الحالة، كانت معركة بين السرعة وخفة الحركة. بالنسبة للزوج الذي أمامه، كان الأمر أشبه بمعركة بين القوة المتفجرة والسرعة.
أخذ إيسترون خطوة إلى الوراء في ومضة فيما سحب نيكولاي ساقه اليسرى خطوة إلى الوراء. كانا يحملقان في بعضهما.
‘شيءٌ غير صحيح! لماذا عضو العصابة الفاني هذا يصبح أسرع وأسرع؟ حتى أنه صار يقارعني!‘ عبس ايسترون.
’همف! مصاص الدماء هذا هو في الواقع رشيق للغاية. سأسقطه بهجومي القادم!‘ كان لـ نيكولاي تعبيرٌ شرسٌ.
لكليهما تعابير محبطة. يمكنهم الشعور بصلابة خصمهم وقدرته على التحمل.
ودون سابق إنذار، تبادلا الضربات مرة أخرى.
“أيا مصاص الدماء!” صرخ نيكولاي بشراسة وسقط معطفه الأحمرعلى الأرض. أدار جسمه وهو يحافظ على توازنه، وانتفخت الأوعية الدموية في ذراعه اليمنى، ثم ألقى بقبضته على صدر عضو عشيرة الدم – كانت اللكمة مذهلة بنفس القدر من حيث الروح والسرعة.
“أيها الفاني.”
بصق إيسترون بازدراء وعلى الفور كشف عن أنيابه بغضب. غطى ضباب دموي جسده بالكامل وصورته الظلية تومض بين المادية والوهم. نمت المخالب على أصابع يده اليمنى. بسط كفه وراح يتجول في الهواء، ويمسك بحلق نيكولاي.
ارتجف تاليس. قلد فورًا أعضاء عصابة زجاجة الدم من حوله ورفع ذراعيه لحماية نفسه تحسبًا للرياح القوية التالية، وربما أفتك من المرة السابقة.
وضرب الطرفان بعد أن تراكمت القوة في هجماتهما وتشابكا في الهواء.
أحكم تاليس إغماض عينيه، لكن الانفجار المتوقع للرياح العاتية والقرع الذي يصم الآذان لم يأت.
تحدث صوت خشن بهدوء: “كما استقبلتم بعضكم البعض بالقتال، آن أوان التوقف.”
فتح تاليس عينيه ببطء. امسك نبيل مسن مخالب إيسترون الحادة ولكمة نيكولاي الثقيلة بإحكام بعدما ظهر فجأة في المكان. كان وجهه شاحبًا وكئيبًا مثل الجثة.
كان الأمر كما لو أن كل القوة والحيوية في هجماتهما تبددت بلا أثر في كف الرجل العجوز.
’محالٌ أنه…؟ حتى لو نجح في منع التأثير بينهما، ينبغي أن هناك علي الأقل قوة خفيفة للصدمات والقصور الذاتي. أنى لتبادل القوة على هذا المستوى ألا يترك أي آثار البتة؟‘ فكر تاليس في خوف.
التفت المسن يمينه ويساره، وهو ينظر إلى كليهما. كان تعبير إيسترون غاضبًا في حين كان تعبير نيكولاي مليئًا بالحذر وشيء من الذهول.
’الطبقة الفائقة…‘ تمتم الأفعى الحمراء في نفسه. ’ليس هذا فقط، بل إنه نخبة من الطبقة الفائقة! فقط دوقات عشيرة الدم، أو حتى الماركيز، يمتلكون هذه القوة. حتى داخل “الأعمدة الستة العظيمة” في تلة مأدبة عشيرة الدم الكبيرة، ما من أشخاص كثر مثله!‘
ابتسم الرجل العجوز ابتسامة بشعة وأطلق يديه في غمضة عين. دون الحاجة إلى تذكيرهما، تراجع الرجلان اللذين كانا يتقاتلان خطوة إلى الوراء.
“لا داعي يا سيدي نيكولاي إلى مشاجرة شاب. يرجى المغادرة الآن.” فُتحت شفتيه الجافة وأغلقتا مثل دمية.
نظر نيكولاي إلى الأتباع من حوله،ملأ الخوف والقلق وجوههم.
’تبًّا، يا له من يوم عاثر الحظ.‘
بدأ يتنبه إلى أنه إذا لم يعد صوفي دم، فلا شيء سيسير على ما يرام لعصابة زجاجة الدم.
’يبدو أنني سأضطر إلى التوجه شخصيًا إلى مدينة الصلب وحثه على العودة بغض النظر عن الثمن الذي ينبغي دفعه.‘
“همف!”
استنشق نيكولاي بغضب. نظر إلى المسن، ثم نظر إلى إيسترون، من كان يستفزه بنظراته. قال وهو يصر على أسنانه: “حسنًا، حسنًا، حسنًا. عسى أن يكون الدوق وجميع فرسان الإبادة تحت قيادته في مزاجٍ حسنٍ مثلي.”
لم يختف الغضب من وجه نيكولاي، لكنه لم يزد عن ذلك. لوح بيده وغادر مع الآخرين.
“أيها الوغد الصغير، عندما يمتصون دمك جافًا…” لمَّا كاد نيكولاي يغادر القصر، استدار وحدق في تاليس. كانت نبرته سامة: “…لا تصرخ بشدة.”
أخذ معطفه من أتباعه. بعد أن ارتداه، غادر جميع أعضاء عصابة زجاجة الدم القصر.
تنهد تاليس في نفسه؛ تسنى له العيش بهذا. ’تمكنت من العيش بعد الحادث الذي وقع في قاعة مينديس.‘
كان بأمان الآن، ومع هذا فإن الجملة التالية للمسن الغريب جعلت قلب تاليس ينبض بالخوف مرة أخرى.
“إذًا، يا صديقي الصغير… أظنك على الأرجح على صلة بمهمتهم في قاعة مينديس … هل أنا مصيب؟”
أدار إيسترون كورليون رأسه مثل دمية، ابتسم ابتسامة بشفاه مليئة بالتجاعيد وقال: “يبدو أن كلاً من زهور السوسن ثلاثية الألوان وعصابة زجاجة الدم… مهتمون جدًا بك؟”
…
“ومن ثَم كنت تقول، في اليوم الثاني من وصول صاحب الجلالة، وبحضور وزير الخارجية السابق، ورئيس وموقع “معاهدة الحصن” الكونت جيلبرت كاسو، وأنت، والحامي السري الأول الذي يثق به صاحب الجلالة، “المجهول” يودل كاتو، الذي لا أعرف خلفيته…”
كان صوت أنثوي ناضج. مع غروب الشمس، يصدح على سطح قاعة مينديس.
“…عجزتم عن منع الملك من فقدان وريثه الوحيد؟”
كانت المرأة ناضجة، وكريمة، وساحرة تبلغ من العمر أربعين عامًا، ترتدي الزي الرسمي الأخضر والأزرق للمسؤولات من الصف الأول. إزاء هذه المرأة الجذابة ذات الشعر الأسود، حنى كل من جيلبرت ويودل رأسيهما قليلاً.
فكر جيلبرت: ’على الرغم من استعدادنا لوصولها، إلا أنني لم أفكر البتة في أننا سنلتقيها في ظل هذه الظروف.‘ في كل مرة يفكر في وضع المرأة الخاص والمربك، يشعر بالصداع.
من المفترض أن يودل، الذي بجانبه، يشعر بنفس الشيء.
قال جيلبرت بهدوء: “نعم يا سيدة جينس.” كانت نبرته مليئة بالقلق والندم.
لم يقل يودل شيئًا، لكنه شد قبضته اليسرى ببطء.
“فتشتم المنطقة لمدة ساعة ولكن لم تعثروا على أي أدلة؟”
“نعم يا سيدة جينس.” تحدث جيلبرت بخزي.
تحركت التروس على قناع يودل قليلاً.
“إذًا فالشيء الوحيد الذي يمكننا الاعتماد عليه…” أشارت السيدة جينس إلى المصباح بيدها وتحدثت على عجل بنبرة ساخرة وغاضبة: “…هو هذا المصباح البالي الذي يمسكه يودل؟”
“نعم يا سيدة جينس.” واصل جيلبرت المثير للشفقة الإجابة.
لم تتكلم جينس أكثر من ذلك. حدقت بهم لفترة طويلة للغاية بتعبير مستاء.
غرق قلب جيلبرت أكثر فأكثر.
بعد فترة طويلة، شخرت جينس.
أغمضت عينيها وقالت ببطء: “عيد ميلاد جلالة الملك الثامن والأربعين يقترب. يمكنني أن أضمن لك أن العشائر الست العظيمة تحيك الخطط بكل طاقتها. إنهم يريدون إجبار جلالة الملك على اختيار ولي للعهد من بين النبلاء، سواء بالتبني أو إنجاب طفل من إحدى العائلات النبيلة ليأخذ اللقب الملكي.”
“وكان ذاك الطفل هو أملنا الوحيد في العتمة.” أخذت جينس نفسا عميقا وفتحت عينيها. تحدثت ببطء ووضوح: “ثم… فقدتموه… هو!”
أطرق جيلبرت ويودل رأسيهما أكثر.
“الرجال لا يمكن الاعتماد عليهم حقًا.”
وضعت جينس مصباح السلالة على السطح وزفرت بازدراء: “لا مشكلة، فلنرسل كافة موظفينا. سنبدأ البحث من حيث اختفى هذا الطفل! حتى لو كان هذا الطفل ذكيًا كما تقول… لا يمكننا الجلوس وانتظار هذا المصباح، هذا سيثبت فقط أننا عاجزون وجبناء!”
تحت سماء الليل، أدارت المرأة الفاتنة الناضجة رأسها فجأة نحوهم وقالت لهم بشراسة بنبرة توبيخ المرؤوسين: “لماذا ما زلتما تقفان هنا؟”
كما لو أنهما أفاقا فجأة من النوم، خرج جيلبرت ويودل من طورهما المتحجر وسارا إلى الأمام.
“أيها الرجال عديمي النفع. من المستحسن أن تبذلا – جهدًا – كافٍ!”
…
وضع إيسترون تاليس علي كرسي داخل القاعة الداخلية للقصر.
ابتلع بقوة وحرك أردافه قليلاً إلى الجانب لتجنب بقعة من مادة حمراء لزجة.
’بدون الجثث اليابسة التي يمكن رؤيتها في كل مكان في القاعة، والبقع الرطبة والجافة من الدم على مائدة الطعام والأرض، وهؤلاء الأشخاص الثلاثة البارزون بوضوح أمامي – فسيكون هذا المكان في الواقع لائقًا تمامًا.‘
نظر الصبي إلى الرجل والمرأة والمسن أمامه، وابتسم ابتسامة محرجة وودودة.
“يا له من مصدر ممتاز للدم! هذا العطر، يا الهـي يا إيسترون، بصفتي ابنة عمك، يبدو أنني ازدريتك في الماضي. حسبتك كنت تتنزه وحسب مع جماعة البشر تلك!”
كانت امرأة مثيرة ذات ذيل حصان أحمر. كانت متحمسة للغاية لدرجة أن عينيها أشرقت. انحنت وفحصت تاليس بعناية.
ابتسم تاليس فقط بابتسامة سخيفة.
أخبرته غرائزه أنه في الوقت الحالي، بصرف النظر عن إظهار الود والتعاون، فإن الإجراءات الأخرى ستكون غير مناسبة.
فكر سرًّا في قطع يده، لكنه كان متأكد من أن الحساسية تجاه رائحة الدم لهؤلاء الثلاثة كانت بالتأكيد أعلى من حساسية الكلب الكبيرالغاضب لموريس.
بعد سماع كلمات ابنة عمه، قلب إيسترون غاب عن النبض. لحسن الحظ، بصفته عضوًا في عشيرة الدم، لم يكن لديه القدرة على الخجل ومع هذا، فقد مد يديه مترددًا وسحب رولانا -التي كاد لعابها أن يبلل تاليس- إلى الخلف قليلاً.
في قلبه، كان قد رفع بالفعل مستوى الشك في الشقي الصغير ومستوى الخطر إلى نفس مستوى الميرفولك(شعب أسطوري في البحر له رأس بشري وساقان وذراعان وذيل سمكة)في مدينة الجدار الكريستالي والكهنة في معبد الشروق.
“توخي الحذر يا رولانا؛ هذا الشقي الصغير يثير الريبة. حبذا لو لا نحادثه كثيرًا. في رأيي، ينبغي أن نربط بجهاز سحب الدم وقناة المغذيات على الفور، ثم نضعه في التابوت.” قال عضو عشيرة الدم الأشقر بحرج.
إنه هدف يبحث عنه دوق زهرة السوسن بشكل خاص ، ويبقى في ملكية تخضع لحراسة مشددة وأمر الدوق فارس عشيرة الدم من الدرجة الأولى من عائلة كورليون للبحث.و هذا الفارس لم يلاحظ ذلك حتى”، تحدث الرجل العجوز الذي لا يزال شاحب بهدوء. ابتعد إسترون ، الذي كان بجانبه في حرج. “بالطبع هناك شيء خاطئ مع هذا الشاب شقي! علينا على الأقل استخراج كل الأسرار التي لديه من فمه – هذه هي خبرتي”.
على طاولة الطعام على يسار تاليس، استلقت رولانا على بطنها ولعقت شفتيها وهي تشاهد. “اصنع فتحة صغيرة في معصمه وعلقه رأسًا على عقب، فيسعنا إشباع شهواتنا عندما نستجوبه. لن تضيع قطرة واحدة. سمعت من والدتي أن عائلة لوريلوريا كانت تفعل هذا دائمًا.”
تردد إيسترون قليلا. تسبب كريس -كبير الخدم- بصدمة لـ إيسترون عندما كبر. بالإضافة إلى أن توبيخ المسن الذي لا يرحم زعزع ثقته بنفسه الآن.
ومع هذا، تحدث إيسترون بصوت منخفض: “أشعر أنه ينبغي علينا التخلص منه فورًا. يبدو أن هذا الشقي سيجلب لنا المتاعب بوضعنا الراهن…”
“اخرس أيها الأحمق!” قاطع المسن كريس إيسترون بقسوة.
هذا الشاب. لولا موقفه فلن يكون مجرد فارس عشيرة الدم في عائلة كورليون بعد ثلاثمائة عام بوضع مهاراته في عين الاعتبار. سيصبح مثل رولانا التي اصبحت بارونة عشيرة الدم منذ أمد بعيد.
بسبب الحضور المذهل للمسن، تراجع النبيل الأشقر خطوة إلى الوراء في خوف.
ولكن بعد فوات الأوان.
اهتز قلب تاليس. لقد تمسك بشدة بهذه المعلومة…
’بوضعنا الراهن.‘
’هل هذا يعني أنهم ليسوا في وضع موات؟‘
’أولاً: إذا كانوا مرتزقة أو حلفاء لهذا “الدوق” النبيل الكبير، بعد أن أكملوا مهمتهم، فسيكلفهم أرباب عملهم على الأقل ويكافؤون. لماذا يكون وضعهم غير موات؟‘
’ثانياً: لم يسلموني إلى عصابة زجاجة الدم في أول فرصة. يمكن تفسير ذلك بأنهم ينافسون عصابة زجاجة الدم في سبيل خدمة “الدوق”.‘
’ومع ذلك، بناءً على كلمات إيسترون، فهم لا يخططون حتى لتسليمي إلى “الدوق”. لذلك، هل يخططون للحصول على السر مني واستخدامه لمصلحتهم الخاصة؟ إذًا فما من تفسيرات كثيرة أخرى محتملة.‘
’إنهم ليسوا مرتزقة “الدوق” أو حلفاءه، لكنهم قوة مستقلة أخرى!‘
ربما كان هذا هو المكان الذي تكمن فيه فرصته في البقاء.
عند توبيخ إيسترون، لم يقل المسن أي شيء آخر. عوضًا عن ذلك، حملق طويلاً في تاليس، مما تسبب له في ضغوط نفسية هائلة.
عرف الصبي أنه لم يعد بإمكانه الصمت.
’في هذه الحالة، دعني أجربها بناءً على الاستدلال الآن.‘
قهقه تاليس: “أظن أن ربما يمكننا الجلوس والتحدث وتبادل المعلومات فيما بيننا؟ ربما ندرك أننا حلفاء بالفعل.”
أصبح وجه كريس قاتم. ومضت عيناه مثل تلك الإطارات التي تتخطي في الأفلام، وفجأة، وقف أمام تاليس، على بعد شبر واحد فقط! حتى أنه لم يزعج الريح بحركاته. خفق قلب تاليس بشدة.
’سأتظاهر فقط أنني أشاهد فيلم رعب رباعي الأبعاد…‘
’هذه فكرة جيدة يا سيدي الشاب. لنتبادل المعلومات إذًا.” ابتسم كريس ببشاعة مرة أخرى.
إن الطريقة التي خاطب بها المسن تاليس تذكره بجيلبرت، وما قاله جعل تاليس يهدئ. على أي حال، غيرت جملته التالية ذلك.
“والمعلومات التي لدينا هي أن حياتك الحقيرة في أيدينا.”
أطلق تاليس تنهيدة طويلة في قلبه.
مثل هذا الحظ السيئ، مواجهة أشخاص لا يلتزمون بالقواعد.
رفع كريس ببطء نظرته الخبيثة المميتة.
“وهل لي أن أعرف عن المعلومات التي لديك؟”
بينما كان تاليس يفكر تفكيرًأ محمومًا في خطوته التالية، حدث شيء غير متوقع.
*فرقعة! فرقعة!*
انطلقت بغتة أصوات باهتة ناجمة عن دوي شيء ثقيل في الجزء العلوي من القاعة.
أعضاء عشيرة الدم الثلاثة تحولوا جماعيًّا! حتى كريس المسن لم يُستثنى من هذا!
*انفجار! انفجار! انفجار!*
دوى صوت قرع آخر باهت. جاء من السقف.
تبادل أعضاء عشيرة الدم الثلاثة النظرات. كانوا متفاجئين ومتحمسين. كان الأمر كما لو أن شيئًا ما كانوا يتطلعون إليه منذ مدة طويلة حدث أخيرًا.
رأى تاليس كل هذا.
تدقيق:Dark_reader