سلالة المملكة - الفصل 75

الفصل 75: اتحاد ملكين

قصر النهضة.

 * رطم ، رطم ، رطم – *

 جاء صوت خطى سريعة من وراء الباب.

 كانت الضوضاء الصادرة عن الأحذية الجلدية ذات الكعب العالي ، وهي تخطو على أرضية حجرية.

 * ضوضاء !*

 تم فتح باب غرفة النوم السميك فجأة!

 “ما خطبك بالضبط؟”

 يمكن سماع صوت أنثوي غاضب ، هائج ، ولكن نقي ، بصوت عالٍ وواضح.

 كانت الخادمة التي كانت تمسح الأرض على الجانب خائفة للغاية لدرجة أنها خفضت رأسها على الفور وهي تندفع للخروج من باب غرفة النوم.  من رؤيتها المحيطية ، رأت عشيقة جلالة الملك ،  المسؤولة من الدرجة الأولى ، سيدة ذات نفوذ في العاصمة ، ضابطة شرطة أسطورية ، قصة حياتها المثيرة ، مليئة بالصعود والهبوط يمكن كتابتها في مجموعة قصائد كتبهتا  الشاعرة – جينس باجكوفيتش.

 في هذه اللحظة بالذات ، كانت هذه المسؤولة وذات المظهر الرائع في حالة غضب وهي تدخل الغرفة.  كانت تصرخ بغضب في كيسيل الخامس الذي كان يقف بجانب عتبة النافذة.

 “هل تريد حقًا أن تقتل ابنك ؟!”

 أمام النافذة ، كان الملك ينظر إلى حشد من الناس أسفل قصر النهضة.  استدار كيسيل الخامس ببطء.

 ” أنا كملك ، علي أن أفعل هذا.

 رد الصوت الملك المهيب”هذا كل شيء”.

 *صفعة !*

 سمع صوت صفعة مدوي خلف الخادمة.

 لم تجرؤ الخادمة على التراجع وخرجت من الغرفة غارقة في عرقها البارد .

 “إنه ليس أميرًا فقط ، بل هو أيضًا من لحمك ودمك!  إنه ليس الشخص الذي دمر عائلة  جاديستار الملكية ، أو الشخص الذي يقف وراء مخطط لإلحاق الضرر بـ الكوكبة ! ”  كانت جينس غاضبة للغاية ، ولم تظهر أي علامة على إدراكها أنها صفعت للتو الملك الأعلى للكوكبة بشراسة.

 في حالة ذهول ، قام كيسيل الخامس بلمس خده حيث أصيب.

 ظهرت أمام عينيه صورة “ضابط الشرطة في الوقت المناسب” مع وجود مذهل في الماضي.

 وكذلك أول مرة التقيا.

 كما استقبلته بصفعة على وجهه ، أليس كذلك؟

 لكن الملك الأعلى عاد إلى رشده وقال بلا مبالاة ، “هذه مصادفة ، أدلى يودل بتعليق مماثل بشأن هذا الصبي.”

 “ذلك الولد؟”  حدقت جينس في عبوس في الملك.  “هذا هو ابنك الوحيد!”

 “نعم ، ابني الوحيد.”  كانت عيون كيسيل تلمع بمشاعر معقدة.  أخذ نفسا عميقا قبل الزفير ببطء.  “لهذا السبب اخترت بالفعل أفضل طريق له ، التجارب التي يجب أن يتحملها وريث المملكة.”

 التجارب؟

 عكست حواجب جينس المجعدة معاناتها وهي تحدق في هذا الرجل القوي أمام عينيها.

 استنشق كيسيل الخامس بعمق ، وكانت عيناه باردتين مثل الصقيع.  “كيف يمكن أن يتأهل ليكون ملكًا حقيقيًا إذا لم يكن لديه تجربة جحيم حقيقي؟”

 ارتجف قلب جينس.

 جحيم؟

 جحيم.

 تنهدت جينس بعمق.  “كاي ، علينا أن نتعلم التعود أو حتى … نسيان بعض الأمور …”

 استهزأ الملك بوجه خالي من التعبيرات.  “هل هذا صحيح؟”

 اتخذ خطوة إلى الأمام وحدق مباشرة في جينس.  “لقد سمعت الأخبار من جيلبرت ، أنك واجهت القتلة في الطريق إلى قصر النهضة.

 “هل يمكنك حقًا التعود على هذه الأمور أو حتى نسيانها؟”

 ارتجف جسد جينس  بالكامل عندما كانت تحدق في كيسيل بمظهر معقد.  رفعت جينس يدها المرتجفة ووضعتها على كتف كيسيل.  كانت تداعب وجهه الأحمر المتورم وقالت بشكل مؤلم وبائس: “كاي ، لا يمكنك العيش في الماضي إلى الأبد.”

 ضغطت على أسنانها بخفة وقالت ، “أرجوك”.

 ارتجف كيسيل الخامس من رأسه إلى أخمص قدميه وهو ينظر في عيون جينس الدامعة توسلها بالبنظرات.  ظهر الحزن في قلبه.

 أجاب بهدوء: “الماضي هو بالفعل تاريخ.  ما أراه الآن هو المستقبل فقط “.

 ‘ماضي.

 ‘مستقبل.

 ‘حقًا؟’

 ضغطت جينس على أسنانها بلطف عندما ظهر صبي صغير ورائع أمام عينيها.

 ظهرت لدغة في مؤخرة عينيها ، وكادت تبكي.

 شد الملك قبضته دون وعي عندما رأى رد فعل جينس.

 ثم شد أسنانه بإحكام وأغلق عينيه بحزم.  “أما بالنسبة لذلك الصبي … تاليس … لا داعي للقلق بشأنه.  سأجهز كل شيء له ، كل ما تحتاجه جاديستار.

 “لن يصبح أبدًا ليديا أو لوثر التالي …”

 ارتجفت يد جينس قليلاً.

 خفضت رأسها وابتسمت ابتسامة بائسة.

 “كما تعلم ، في السنوات العشرين الماضية ، خضعت لاستجوابات عديدة ورأيت عددًا لا يحصى من النظرات ذات المغزى.”  قامت بلف ذراعيها برفق حول خصر كيسيل وانحنت في حضن الملك الواسع.

 قالت المسئولة ببائسة ، “كل الجاديستار ، سواء كانوا ميدير أو هوراس ، أو حتى الملك أيدي ، كانت عيونهم دائمًا مليئة باليقظة واللامبالاة والصراعات ، بغض النظر عما إذا كانت تلك المشاعر موجهة إلى هذا العالم أو إلى أنفسهم.  و الأن…”

 استندت على صدر الملك واستمرت بتعبير مؤلم على وجهها.  “بعد ذلك العام ، أصبحت عيناك … نفس عيونهم.”

 امتلأت عيون كيسيل بالحزن عندما سمع أسماء شقيقيه الأكبر والملك السابق.

 “لكن عينيه مختلفتان.  أستطيع أن أشعر أنه مختلف عن كل واحد منكم …

 “إنها أيضًا نظرة لا تُرى عادةً على صبي يبلغ من العمر سبع سنوات …”

 تنهد الملك.  “هذا لأن هذا الصبي لم يمر بعد بما جربته …”

 قالت جينس بهدوء ، “حتى لو كانت والدته …موجودة .”

 في تلك اللحظة ، شعرت جينس أن الجسد القوي الذي كانت تتكئ عليه أصبح جامدًا مؤقتًا.

 لف الملك فجأة ذراعيه بإحكام حول جينس عندما أجاب بأسنانه مشدودة وتعبيره المليء بالألم ، “يمكنك أن تطمئني ، جينس ، أنه سيكون على ما يرام …

 “سيكون بأمان.  سوف ينجو.

 “نظرًا لأنه ينتمي إلى جاديستار وهو أيضًا  حفيد العائلة الملكية ، والأكثر من ذلك ، أنه ابن تلك المرأة – سيكون قادرًا على البقاء حتى في الجحيم.  ناهيك عن أنها مجرد إيكستيدت ! “

 …

 “يريد  قتلي  من أجل الانتقام للأمير موريا والقضاء على كراهية الملك نوفين.  هذا ما قاله جلالة الملك ، أليس كذلك؟ “

 سار تاليس إلى القاعة في الطابق الأرضي ونظر إلى جيلبرت ، مشيرًا إلى العاملين في المغسلة بينما كان يواصل.  “يبدو أن إيكستيدت مكان خطير للغاية.  بعد كل شيء ، لدينا ضغينة قديمة بشأن “معاهدة الحصن” وبعد ذلك ، تعرضت مجموعتهم الدبلوماسية للهجوم من قبل القتلة ، حيث قُتل الابن الوحيد للملك المنتخب ووريثه.  الملك نوفين غاضب للغاية في الوقت الحالي ، كما أن أصحاب السادة في إكستيدت يطمعون في اراضينا .  في ظل هذه الظروف ، فإن أمير الكوكبة هو عمليا شاة بين قطيع من الذئاب “.

 أطلق تاليس تنهيدة طويلة.  “ولكن هل وضعي الحالي أفضل من الذهاب في مهمة دبلوماسية إلى إيكستيدت في المستقبل؟”

 كان جيلبرت مذهولاً قليلاً.

 “بصفتي الوريث الوحيد لجاديستار ، منذ ولادتي ، أنا أقف بالفعل على الجانب الآخر ضد جميع السادة العظماء .  انظر إلى نانتشيستر، انظر إلى كوفيندير، ناهيك عن اروند المسجون حديثًا.  بعد كل شيء ، إذا واجهت أي حوادث ، سيكون لديهم فرصة للاستيلاء على العرش “.

 سار تاليس على سلالم مشى ومرامام  صورة ملوك الكوكبة الثلاثة.  عكست عيناه حالته الشاردة.  “قبل أن أظهر ، كان تركيزهم ينصب على جلالة الملك ، ولكن بعد أن ظهرت ، كان مقدراً لي أن أكون الهدف الجديد.  حتى مع قوة قصر النهضة والمقاومة ، لا يمكن ضمان سلامتي وكذلك الأمان.  هناك مثل مأثور من الشرق الأقصى يقول ، “من السهل تجنب رمح طويل من الأمام ، ولكن من الصعب صد السهم البارد من الظل”.

 “نسبيًا ، قد يرغب سادة إيكستيدت في الاستفادة من الكوكبة .  ربما ليسوا سعداء برؤيتي ، لكن ليس من الضروري أن يقتلوني.  على العكس من ذلك ، بغض النظر عمن يلطخ يديه بدماء أمير الكوكبة سيكون هدفا  للهجوم عليه من قبل الشعب .  ستصبح الكوكبة بأكملها عدوة له.  سيرغب المخلصون في الانتقام نيابة عن العائلة الملكية ، وسيرغب الطموحون في اكتساب سمعة طيبة.

 تتبنى إيكستيدت نظام اختيار الملك.  بعد وفاة آخر ملك منتخب ، سيختار الأرشيدوقات العشرة الملك القادم المنتخب خلال مؤتمر اختيار الملك ليحكم لبقية حياته.  كل أرشيدوق لديه فرصة وكل واحد منهم يتنافس عليها.  تعتبر إكستيدت أسوأ من الكوكبة عندما يتعلق الأمر بالانقسام الداخلي.

 “ربما لم تتعافى قوة الكوكبة بالكامل بعد وليس لديها القوة الكافية لتجاوزإيكستيدت.  ولكن تحت إغراء التاج ، سيظل العمل معًا لسحق سيد إيكستيدت أكثر من ممكن.  أيضًا ، من المحتمل أن يراقب السادة الآخرون في إيكستيدت بابتهاج من الجانب ولا يفعلون شيئًا لرؤية سقوط منافسهم في مؤتمر اختيار الملك.

 “كما سيقول الناس من الشرق الأقصى ، أنا مثل” علبة من الديدان “.  بغض النظر عن أي من سيد إيكستيدت لديه في أراضيهم ، ليس فقط أنهم غير قادرين على إيذائي ، من أجل مصالحهم الخاصة ، بل يتعين عليهم أيضًا بذل قصارى جهدهم لحمايتي “.

 رفع جيلبرت حاجبيه.

 يبدو أنه كان يقلق كثيرًا.  بعد كل شيء ، يمكن أن يقول أن سموه كان ناضجًا ومعقولًا بعد أن قضى عدة أيام معه.  لم يكن من النوع الذي يحتاج إلى أن يقلق الآخرون عليه.

 “وهكذا ، الشخص الوحيد المتبقي الذي يجب أن أقلق بشأنه في إكستيدت هو الملك نوفين.”

 دخل تاليس غرفة الدراسة وشاهد الحراس وهم يحضرون غداءه.  ابتسم لجيلبرت ، الذي خفف حواجبه في ارتياح واضح.  ومع ذلك ، هذا شيء قد يغفل عنه كثير من الناس.  عندما مات الأمير موريا في الكوكبة …

 “كان من المقرر أن يكون الملك نوفين حليفًا لعائلة جاديستار الملكية وأنا.”

 أخيرًا ظهرت ابتسامة على وجه جيلبرت.

 تثاءب تاليس وجلس على كرسي في غرفة الدراسة.  أزال الكتب والملاحظات الفوضوية على مكتبه ، والتي أمضى الليلة الماضية في قراءتها ، وقال بثقة ، “في ظل حالة لا يوجد فيها وريث ذكر مباشر ، تسمح  الكوكبة للورثة الإناث بأن يرثن لقب الأب والمنطقة والأصول  .  دوقة  تل حافة النصل هي شخص من هذا القبيل.

 “لكن في إيكستيدت ، ليس للإناث الحق في الميراث … بما أن الملك القديم نوفين فقد وريثه الذكر الوحيد ، فهذا يعني أن الميراث في مدينة غيمة التنين سيصبح مشكلة.  عائلة والتون ليس لديها بالفعل فرصة في الاختيار التالي للملك.  إنهم على وشك الانهيار.

 “في ظل هذه الظروف ، ربما يخفف ألم الملك نوفين وكراهيته لفقدان ابنه الوحيد بإعلان الحرب على كوكبة ، أو قتل وريث له نفس الأهمية مثلي.  ومع ذلك ، بعد أن يهدأ ، سوف يدرك أن هذا سيؤدي فقط إلى تدمير عائلة والتون بشكل نهائي .

 “سيتم استلام جميع الأراضي المحتملة التي يمكن الحصول عليها من خلال المعركة أو التفاوض مع الكوكبة من قبل أرشيدوقات الثلاثة المجاورين في إكستيدت الجنوبية: أرشيدوق الرمال السوداء ، وأرشيدوق الهيبة، وأرشيدوق برج الإصلاح.  هؤلاء الأرشيدوقات الثلاثة هم المرشحون الأكثر شعبية لمؤتمر اختيار الملك القادم.  على الرغم من أن الأراضي المكتسبة في ظل هذه الظروف ستكون ملكًا لعائلة والتون كأرضهم ، إلا أن الأرشيدوق الثلاثة سيأخذونها في المستقبل القريب لأن الأراضي قريبة جدًا من الثلاثة منهم.

 وهذا يعني أيضًا أنه في الصراع بين كوكبة والتنين ، فإن الأرشيدوق الثلاثة الذين هم أكبر المستفيدين سيصبحون أقوى.  أما بالنسبة لوالتون الذين فقدوا بالفعل وريثهم المباشر ، فإنهم سيصبحون أضعف بشكل متزايد تحت حكم الملك نوفين ، وسوف يموتون في النهاية.

 “في ظل هذا الوضع ، سيبذل الملك نوفين قصارى جهده فقط لتجنب أي صراع بين  الكوكبة و التنين ، بغض النظر عما إذا كان ذلك حربًا أو تفاوضًا.  لن يدع أيًا من أراضي الكوكبة أو مواردها تقع في أيدي الأرشيدوقات الجنوبيين الثلاثة.  هذه هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على قوة متساوية بين أرشيدوق إكستيدت العشرة ، ولضمان ألا تتجه عائلة والتون الضعيفة إلى سقوطها.

 “أيضًا ، هل هناك أي مملكة ضخمة أخرى غير كوكبة ، التي تم الترحيب بها على أنها” درع شبه الجزيرة الغربية “، أو أي عائلة أخرى مشهورة ومزدهرة وقوية بخلاف عائلة جاديستار المالكة ، والتي تعد حليفًا أكثر ملاءمة لجذب انتباه  ثلاثة أرشيدوقات جنوبيين وممارسة الضغط عليهم؟  في معاملة الكوكبة أو  عائلة جاديستار الملكية كحليف طبيعي لهم ، بالإضافة إلى ضمان استعادة قوتنا حتى نصبح أقوى وأكثر قوة من ذي قبل ، يمكن فقط لعائلة والتون التأكد من استمرار أسرهم وفرصة في  اختيار الملك القادم.

 “في ظل مثل هذا السيناريو ، فإن مزاياهم ونحن ، عائلة والتون وعائلة  جاديستار الملكية متماثلة بشكل غير مسبوق.

 “والتون وجاديستار حليفان طبيعيان بالفعل.

 “من المفترض أن السماح للملك نوفين” بقتلي “هو فقط طريقة الملك المروعة للسماح للطرف الآخر بالهدوء.  بعد إخماد غضب الملك نوفين ، سينمو التفاهم المتبادل وينمو في الملك نوفين وكذلك قلوب الملك كيسيل في نفس الوقت.  لن تكون هناك حاجة لاتفاق ، ولا حاجة لقسم ولا حاجة للتفاوض ؛  هذه هي المعاهدة الطبيعية.

 “معاهدة تنتمي إلى عائلة والتون من علم رمح غيمة التنين وعائلة جاديستار علم ذو النجمة التساعية -” اتحاد الملوك “.

 تنهد تاليس بعمق.  كان في “معركة الأبادة ى اثنين من الأبطال البارزين ، رايكارو وأحفاد تورموند.  كم هو مثير للسخرية أن المملكتين تعملان بصدق معًا فقط عندما تكون المملكتان معاديتين بشكل غير مسبوق تجاه بعضهما البعض “.

 وبالتالي ، يمكن رؤية مدى عدم نضج الأمتين الإقطاعيين ، الكوكبة والتنين.  في عالم مليء بالعديد من التقنيات غير المنطقية ، كان لا يزال على ما يبدو مجتمعًا إقطاعيًا.  ظاهريًا ، كان الحاكم الأعلى يتمتع بالسلطة على الشؤون الخارجية والشؤون العسكرية ، ولكن في الواقع ، كان الحاكم الأعلى يتزلج على الجليد الرقيق وكان عليه أن يكون في حالة تأهب شديد ، حيث كان في صراع حياة أو موت مع السادة الإقليميي

 “استقلالية الدولة محدود بشكل مثير للشفقة وضعيف بشكل مؤلم”.

 تخلى الأمير عن ذاكرته السابقة ورفع رأسه بينما يواصل حديثه.  “وهكذا ، مقارنةً بـ الكوكبة التي تبدو سلمية ولكنها في الواقع ، خطيرة للغاية بسبب التهديدات الكامنة في كل زاوية ، فإن  إيكستيدت التي تبدو خطيرة وعدائية ولكنها في الواقع آمنة ومأمونة هي أفضل مكان لي للذهاب إليه.  يجب أن تكون هذه هي النية الحقيقية لجلالة الملك “.

 ‘أمل.’

 أضاف تاليس ، في أعماق قلبه.

 ظهرت صورة الملك بلا تعبير أمام عينيه.  “بعد كل شيء … لا أستطيع أن أرى المودة في عيون الملك.”

 عاد إلى رشده وقال بابتسامة على وجهه ، “وهكذا ، بصفتي ممثلًا لعائلة جاديستار الملكية ، قد أواجه اختبار الملك نوفين في مدينة غيمة التنين.  ربما بعض الأشخاص اللئيمين سيجعلون الأمور صعبة بالنسبة لي عن عمد ، ربما سأكون سخرية من أصحاب السلطة وأصبح ورقة مساومة لهم في مواجهة البُرج.  قد أواجه مؤامرات من قوى مختلفة بدوافع مختلفة.  ومع ذلك ، فإنه لا يزال أكثر أمانًا بالنسبة لي أن أكون هناك من أن أكون في الكوكبة … “

 في الثانية التالية ، لمعت عيون تاليس ببراعة مع ثقة وتأكيد مكثف.

 “لذلك ، سوف أنجو!”

 بدأ جيلبرت يضحك ضحكة مكتومة.

 ومع ذلك ، في اللحظة التالية ، رفع رأسه على الفور وقال بجدية ، “بما أنك تفكر في الأمر بهذه الطريقة ، يا صاحب السمو ، لم يعد لدي ما يدعو للقلق بعد الآن.  جئت إلى هنا اليوم لمناقشة المرشحين لمجموعتك الدبلوماسية ، وكذلك المرشحين للحاضرين “.

 أومأ تاليس برأسه.

 انحنى جيلبرت قليلا.  “لكن قبل ذلك … سموك ، هناك من يرغب في مقابلتك.”

 “يريد مقابلتي ”  كان تاليس قد حمل للتو سكينه وشوكة.  رفع حاجبيه عندما سمع بطلب جيلبرت.

 “مقابلتي في هذه اللحظة بالذات؟”

 التقط تاليس بلا مبالاة قطعة من البطاطس ووضعها في فمه.  “إذا انجذب الشخص إلى شهرتي ويرغب في رؤية آخر أمير جاديستار باهتمام مماثل مثل النظر إلى حيوان نادر ، يرجى رفض الطلب نيابة عني.  كن أكثر تهذيبا في صياغتك ، لقد أسئت بالفعل إلى الكثير من الناس “.

 ومع ذلك ، هز جيلبرت رأسه.

 “لا ، أعتقد أن هذا الشخص هو أحد الأشخاص القلائل الذين يرغبون في زيارتك بغض النظر عن هويتك كأمير.  في الواقع ، منذ أكثر من شهر بقليل ، كان يتعافى من جروحه في الثكنات الموجودة في الخلف “.

 “هل تقول…؟”  بدا أن تاليس يتذكر شيئًا ما عندما رفع رأسه في دهشة.

 * رطم*

 جاءت هذه الأصوات من خارج غرفة الدراسة.

 أومأ جيلبرت برأسه.  لقد عانى من إصابات خطيرة ، ولم يتمكن من تناول الطعام إلا بمساعدة الأنابيب.  حتى الأطباء اعتقدوا أنه لن ينجو ، لكن إرادته في الحياة مدهشة حقًا ، ولم يكن لدينا أبدًا نقص في الأدوية والعقاقير “.

 مهد جيلبرت الطريق إلى مدخل الدراسة وهو يتنهد قليلاً.

 “تعال ، هذا هو الشخص الذي أصررت على مقابلته.

 “الأمير الثاني من كوكبة ، الأمير تاليس جاديستار.”

 وضع تاليس أدوات تناول الطعام الخاصة به وقام بتجعيد حواجبه بإحكام.

 كانت اليد اليسرى للشخص ملفوفة بضمادات سميكة ومؤمنة بلوح خشبي.  كان يتمسك بزوج من العكازين ، وقد أظهرت أفعاله أنه من الواضح أنه لم يكن على دراية بها.  كان يمكن رؤيته وهو يعرج في غرفة تاليس بجهد شاق.

 كانت هناك ندبة مروعة من لحم معقود على حلقه وساقاه كانت إلى ركبتيه فقط.

 على الرغم من أنه كان يعاني من شقوق على وجهه ، وأصبح شكله بالكامل نحيفًا بشكل رهيب ، وحتى أنه حصل على قصة شعر وتلاشى الوشم الذي كات على وجهه كثيرًا ، إلا أن تاليس تمكن من التعرف عليه على الفور.  الرجل الذي بكى يوما بيأس لكنه تعافى الآن من إصاباته الخطيرة.

 تابع الرياح الوهمية.

 ميديرا رالف.

المترجم : nightmare moon