سلالة المملكة - الفصل 71

الفصل 71: ملك اليد الحديدية (1)

“هل هذا صحيح؟”

 بعد الاستماع إلى تصريح فال ، تحول تعبير كيسيل إلى تعبير معقد للغاية .

 “ولكن لماذا كنت أنت؟  كان من المفترض أن تكون شخصًا نبيلًا ومحاربًا خالصًا.  لديك معتقداتك “.

 “هاها.”  بدأ فال يضحك بدون سبب.  “لماذا لا يمكن أن يكون أنا؟”

 توقف كيسيل ونظر بحزن إلى ندبة فال التي امتدت من صدره إلى ذقنه.  “لقد كنت في يوم من الأيام صديقي المفضل و اخي الذي اثق به.  كبرنا معًا في العاصمة وكنا أفضل الشركاء وأقرب كنت أقرب و انت اقرب أخ لي .  كنت انا أقرب إليك من إخوتي بالدم مثل ميدير.  حتى أننا وعدنا بالزواج من أخوات بعضنا البعض “.

 “يكفي !”  رفع فال رأسه فجأة.  امتلأت عيناه بالغضب.  “انا لا اسمح لك بذكر ليشا  وكونستانس.  أنت لا تستحق ذلك “.

ضاق  قلب تاليس.  ومضت صورة ليشا أروند وكونستانس جاديستار أمام عينيه – الشخصية الوحيدة لرئيسة الطقوس  وجرة حجرية صغيرة.

 اصبح تعبير الملك باهت .  “علمت أنك تكرهتني ، لكنني اعتقدت أن ذلك كان فقط بسبب ليشا ، وأنه بصفتك كسيد، كنت لا تزال مخلصًا لي و للكوكبة .  اعتقدت أن الإيمان بقلبك لا يزال نبيلًا ولا يتزعزع “.

 تحدث دوق الإقليم الشمالي الذي خان الإقليم الشمالي باستياء ، “صحيح ؟  أنا أكرهك حقًا ، لكن كل ما أفعله هو من أجل كوكبة فقط! “

 ضاق الملك عينيه.  “ماذا؟”

 ابتعد فال أروند عن تشكيل التوابع.  كانت نظرته حازمة 

 “إذا نجحت فقط من خلال دفع بعض الثمن وإراقة الدماء لمدة قصيرة، فإن الكوكبة والتنين – درع وشفرة شبه الجزيرة الغربية – ستفتح صفحة جديدة في التاريخ.

 “في عصر الإمبراطورية  العريقة ، كانت أروند عائلة عليا حكمت مقاطعة نورثلاند.  من ناحية أخرى ، كان لامبارد من نسل دماء الملك الثوري ، كيسو لامبارد ، الذي ثار ضد  الملك الطاغي.  لقد استمر العداء و و الحقد بين العائلتين منذ أكثر من ألف عام ، وقد ترسخت هذه الكراهية في دمائنا ، ولكن حتى لو استطاع الأعداء اللدودين مثلنا التصالح.  فذلك مستحيل؟ “

 تنهد تاليس.

 “لا ، لم تتصالحا مع بعضكما البعض.  هذا هو تبادل المنافع.

 اتخذ فال خطوة للأمام ونظر حوله إلى كل شخص بتعبير عنيف .  سيتم التخلص من الخلافات والعداء بين المملكتين بفضل الصداقة  القوية والتعاون المخلص الذي بيني وبين لامبارد.  نسل الدم من كلتا المملكتين – ابنائنا- سيتقدمون للخطبة . سيرث ابنهم الكوكبة وإكستيدت في نفس الوقت.  ستصبح المملكتان القويتان ، كل من الكوكبة والتنين  ، وتكوين مملكة واحدة.  فكر في الأمر.  الدم الدافئ و والبطولي لتنين الشمال العظيم ، الذي غرس في جسد سليل الإمبراطورية العظيمة! “

 تابع فال بحماس ، “قد لا نكون قادرين على إعادة مجد الإمبراطورية ، لكن يمكننا بالتأكيد وضع حد نيران  الحرب في الإقليم الشمالي.  لن تشتعل نيران الحرب مرة أخرى ، ولن تحدث كوارث مثل تلك السنة  الدموية مرة أخرى!  ستظل المنطقة الشمالية مسالمة دائمًا! “

 “اذهب انت وسلامك ذلك  إلى الجحيم !”  بصق الكونت زينمتو  بغضب.

 لم يهتم فال ، قام بإحكام قبضة يده اولا  .  “يمكن حتى اتخاذ خطوة أخرى إلى الأمام – ستنمو قوة حديثة الولادة في شبه الجزيرة الغربية.  بالدرع بيد و السيف بيد أخرى ، سنوجه سيوفنا نحو اتحاد كامو ، و نقوم بالاستلاء على أرض هؤلاء التجار ونستفيد منهم.  بعد تدمير توازن القوة بين القوات الثلاثة في شبه الجزيرة الغربية ، لن تشكل القوى الأخرى مشكلة.  قريبا جدا ، ستتم إعادة توحيد شبه الجزيرة الغربية “.

 دوق الإقليم الشمالي بالضغط علي أسنانه وقام بمسح النبلاء والمسؤولين.  “لذلك ، كل هذا من أجل الكوكبة  حتى لا تضطر إلى تحمل المزيد من الكوارث ، لعظمتها في نهاية المطاف بحيث يكون هناك سلام إلى الأبد بين كوكبة والتنين.”

 جعد تاليس حواجبه.

 خلفهم ، سعل البارون لاسال وقال بحرج ، “فيما يتعلق بهذا ، على ما أعتقد …”

 *قعقعة!*

قام  كيسيل الخامس بلكم مسند الذراع إلى بيده اليسرى !

 “اخرس ،يا من اكستيدت.  سأكون معك في وقت لاحق “.  كان صوت الملك الأعلى عالياً.  تحدث بلهجة لا تسمح بالحجج ، “نحن الآن نناقش الشؤون الداخلية للكوكبة .”

 كان لاسال في حيرة من أمره للحظة من الكلمات.

 نهض الملك ببطء ونظر إلى فال من المكان الذي وقف عليه لاسال.

 “من أجل كوكبة؟”  تحولت عينا كيسيل الخامس إلى الملتهبة بالدم ، ونادرا ما نراه بهذه الحالة.  كان وجهه يملؤه الغضب .  “خيانة ملكك وأتباعك ، الإقليم الشمالي ، وشعبه ، هل هذا من أجل كوكبة؟  حتى لا تمانع في التحريض على حرب  خاسرة حتى تتمكن من تولي العرش ، هل هذا من أجل الكوكبة أيضًا؟ “

 شد فال أروند قبضتيه بإحكام واستدار نحو الملك.  “كيسيل جاديستار ، هل تعتقد أنك أنبل مني؟”  ارتجف فال ، كما لو كان يحاول جاهدًا كبح مشاعره.  “أنت … شخص من عائلة جاديستار الملكية و ليس من اللائق توجيه أصابع الاتهام إلي!”

 في اللحظة التالية ، دون احترام للأخلاق ، قال: “عائلتك ، عائلة جاديستار  الملكية ، هي أكبر مصدر للكارثة في هذه المملكة!  أنتم من جلبتم الجحيم للمملكة – تلك الكارثة التي حدثت قبل اثني عشر عاما! 

 من جلب الجحيم – الكارثة منذ اثني عشر عاما!  حتى الآن ، ما زلنا نكفر عن الأخطاء التي ارتكبتها! “

 لم يستطع تاليس إلا أن يشد قبضتيه بإحكام.  من ناحية أخرى ، استدار جميع الموجودين في القاعة في نفس الوقت نحو الملك.  كان على وجوه العديد منهم تعابير غريبة.

 أغلق الملك عينيه بشدة.  “السنة الدموية؟”

 “السنة الدموية؟  نعم!  السنة الدموية! ”  ضحك فال ببؤس.  رفع يديه وشد قبضتيه.

 نمت الحيرة في قلب تاليس.  ونظر نحو جيلبرت.  “ما هو السر الخفي ، والمهم للغاية ، ماذا تأوي السنة الدموية في الواقع؟”

 تحدث فال باستياء ، “بعد انتهاء تلك الكارثة ، تذكر الجميع فقط أن عائلة جاديستار الملكية قد قُتلت بالكامل تقريبًا.  تذكروا فقط أن عائلة تابارك لم يبق منها سوى فتاة يتيمة!  من سيتذكر مساهمات وتضحيات الإقليم الشمالي؟ “

 تنفست الدوقة ليانا البالغة من العمر خمسة عشر عامًا بعمق وأغمضت عينيها.

 “من سيتذكر كل الدماء ، والجثث ، والأرامل ، والأيتام الذين خلفهم جيش إكستيدت و قام بتخريب أرضنا ؟  من يتذكر أنه بعد انتهاء السنة الدموية ، عندما كانت المملكة بأكملها تحتفل بفرح بـ “معاهدة الحصن” ، مات ما يقرب من ثلاثة أرباع الرجال ، ونصف النساء في الإقليم الشمالي!  كان على المسنين والأطفال الباقين البحث عن الطعام في الخارج في الشتاء القارص أو يموتون جوعاً في المنزل!  والذين خرجوا للبحث عن الطعام تجمد نصفهم حتى الموت في البر!

 “بعد أن توجت بلقب دوق الحارس للإقليم الشمالي ، لم يكن أول شيء فعلته هو العثور على طعام لهم ، ولكن لإعادة دفن أولئك الذين ماتوا بسبب الجوع أو تجمدوا حتى الموت.  وإلا ، فسيتم إخراج جثثهم وأكلها من قبل الجياع الذين كانوا جائعين للغاية لدرجة أنهم لم يتمكنوا حتى من المشي!

 “هل رأيت مثل هذا المشهد أيها السيد الشاب للعاصمة ؟!  من يتذكر أن رأس والدي تم تعليقه على بوابة القلعة الباردة لمدة شهر كامل لأنه رفض الاستسلام بعد اختراق القلعة الباردة ؟ عندما أنزلته … ولا بد لي من رؤية تلك البوابة الملعونة كل يوم عندما أدخل وأخرج من قلعتي!

 “سيف الضوء المنعكس ، الأمير هوراس ، دخل تطويق إكستيدت الضيق ببطولة وبلا هوادة.  حارب حتى الموت بدلاً من التراجع ، وأصيب إحدى عشرة مرة ، وضحى بحياته بشجاعة .. إنه أكثر من رائع؟!  لكن من يتذكر أن إخوتي أبناء أروند بقوا بجانبه وحمايته حتى ماتوا ؟!  روهان وكول ونولانور.

 “تم نقل جثة أمير الكوكبة بكل رسمية إلى العاصمة.  ولكن بجانبه ، تم تقطيع إخوتي أحياء إلى لحم مفروم على يد جلاد إكستيدت!  بعد أن انتهى من كل شيء  ، قام بدونهم ، لم يكن بإمكاني سوى جمع تلك الكومة السميكة من اللحم المفروم الممزوج بالتربة والدم!  من سيتذكرهم ؟!

 “اختفت عربة أختي وزوجتي في البر التي أصبحت فوضوية من الحرب المستعرة.  لم يكن هناك المزيد من الأخبار عنهم خلال الاثني عشر عامًا الماضية.  راودتني كوابيس لا حصر لها … الله أعلم بما مروا به!

 “وما زلت تجرؤ على القول إن لي ابنة فقط كوراثة؟  لماذا تعتقد أنني أرسلت ابنتي البالغة من العمر سبع سنوات إلى برج الإبادة؟  لتدريبها لتصبح وريثة؟  هراء!  لقد أرسلت ابنتي إلى برج الإبادة لأنني أخشى أنه عندما لا أكون في الجوار ، فإن الجائعين ، بعيونهم التي أصبحت حمراء بسبب الجوع  الشديد ، سيصعدون إلى حطام قلعة الباردة ويأكلون ميراندا وهي حية! “

 أغمض كيسيل عينيه بإحكام.  تذكر ذلك الوقت ، لم يستطع الكثير من الناس في القاعة إلا أن يخفضوا رؤوسهم.

 تحدث فال مرتجفًا: “بعد أن مررت بجحيم حرب الصحراء قبل خمس سنوات ، كيسيل جاديستار ، كيف تجرؤ على الشكوى من ضعف قوتنا العسكرية ؟!  كيف تجرؤ على الشكوى من أننا لا نملك حتى وحدات سلاح الفرسان الكافية لتشكيل خمس فرق طليعية ؟!

 “هل تعتقد أنك الشخص الذي أكرهه؟  هل تعتقد أني أكرهك لعدم زواجك من أختي؟  أكرهك لأنك خذلتها وجعلتها تصبح كاهنة ستبقى غير متزوجة طوال حياتها؟

 “لا !  كل ما اكره هي عائلة جاديستار !  عائلتك اللعينة! “

 “كلكم قد أخطأتم بشأن تلك الكوارث!  والدك الوهمي الغبي ، عمك الذي يعتقد أنه مضحك بكل وقاحة ، أخوك الأكبر المتشائم ،  و إخوانك المتعجرفين،  عديمي الفائدة وأنت ، الملك الأعلى ، المولود بدماء هؤلاء الطغاة من الإمبراطورية!

 “إن عائلة جاديستار  ، التي اختلطت دائمًا بالكوارث التي جلبت السنة الدموية في الكوكبة ،هي من قامت بجلب تلك السنة الدموية إلى الكوكبة!”

كوارث؟  اختلطت… الكوارث؟

 برعب شديد ، نظر تاليس لا شعوريا إلى جيلبرت الذي كان يقف بجانبه.  ومع ذلك ، فإن الأخير قام فقط  بزم شفتيه ولم يقل أي شيء.

 “هل أنت من النوع الملك المأساوي؟  الشخص الوحيد المتبقي في عائلة جاديستار  الملكية؟ لا !”  صرخ فال بغضب شديد ، “الأشياء الوحيدة التي تهتم بها هي نفسك وإرادتك وعالمك!  لماذا تعتقد أنك في مكانك اليوم؟  يجب ان تلوموا  جميعكم أنفسكم على الأشياء التي حدثت لكم خلال تلك السنة الدموية!

 “أنت مثل والدك اللعين.  كان كل منكما يعرف إلى أين  ستقوم اختياراتك ، لكن كلاكما لم يهتم بذلك أبدًا!  لم تحاول أبدًا فهم أتباعك ، أو إظهار الاهتمام بموضوعاتك الخاصة أو الاهتمام بالأشخاص الذين بجانبك ، ملك اليد الحديدية!  عندما ينادونك بهذا ، ألا تشعر بالسخرية؟  أنت لا تحكم بيد من حديد ، أنت فقط بدم بارد! ”  وصلت عواطف فال إلى نقطة الغليان و زأر حزنًا ويأسًا.

 “لماذا لم يتم قتل تشارلتون ودرع الظل جميعكم دفعة واحدة؟  إذا لم يكن الأمر كذلك بالنسبة لكم جميعًا لإعادة هذا الوحش – “

 فتح الملك عينيه فجأة وقطعه بالصراخ.

 “هذا يكفي”  كان كيسيل ثائرا .  وبخ بشدة أروند ، “فال!  ما زلت أحمق ، غبي ، متطرف ، وعنيد كما اعتدت أن تكون! “

 حدق كيسيل بثبات في فال.  كانت نظرته معقدة بشكل لا يمكن تفسيره.  “أنت تؤمن فقط بما تريد أن تؤمن به. أنت مثل قطعة خشب حمقاء ، جاهل بشكل يبعث على السخرية.”

 تنفس فال بصمت ، و حدق في الملك.

 جلس الملك حزينًا وقال بتعب ، “أيها الحراس ، أرسلوا الدوق أروند إلى الأبراج المحصنة.”

المترجم: nightmare moon