أقتل الشمس - الفصل 230

الفصل 230 : “إيجيس”

أخبر نيك آريا بشكل أساسي بكل ما حدث داخل الغرفة.

لم تبدو آريا مندهشة عندما سمعت كيف كان رد فعل رايكر ومونيكا بعد أن أخبرهمت ‘الحسد’ أنهما أصبحا عديمي الفائدة.

نظرًا لأن الأشباح لم تستطع أن تشعر بالخوف وبما أن استرضاء الحسد لن يساعد في هذه الحالة، فقد قاتل الشبحان فقط من أجل إثبات أنهم يريدون العمل مع المدينة فعلا.

لقد أرادوا أن يتم وضعهم في وحدة الاحتواء بدلاً من قتلهم.

وكان هذا هو نفس السبب الذي جعلهم لا يهربون حالما لاحظوا ما حدث.

باعتبارهما خادمين للحسد، كان رايكر ومونيكا يعرفان ما تعنيه الإشارة التي قام نيك بتنشيطها.

لم يلاحظ نيك ذلك، ولكن عندما غمرته العاصفة الحمراء للإشارة، كانت في الواقع قد غطت الـ 200 متر المحيطة باللون الأحمر اللامع.

كل المحاربين القدامى والأقوى داخل المدينة، باستثناء أولئك الموجودين في وحدة الاحتواء في تلك اللحظة، شعروا بالكمية الهائلة من الزيفيكس التي تم إلقاؤها في المناطق المحيطة في دريجس.

كانت هذه الإشارات باهظة الثمن للغاية وتسببت في اضطرابات هائلة بمجرد تفعيلها، ولهذا السبب كان فقط الأشخاص الأقوى والأكثر نفوذاً يمتلكونها.

عندما شعرت مونيكا ورايكر بالزيفيكس الأحمر الكثيف حولهما، عرفا أنهما لن يتمكنا من الهروب.

في غضون ثوانٍ، كان المحاربون القدامى والخبراء والمتخصصون سيصلون هناك ، وكان الاثنان يعرفان أنهما لا يستطيعان الفرار من أي منهم.

وإذا حاولوا، فقد يتم محوهم ، مما قد ينهي وجودهم.

كان من الأفضل أن يذهبوا إلى سيدهم ويسألوه ماذا يفعلون.

وبعد فترة من الوقت، انتهى نيك من سرد الأحداث التي جرت داخل غرفة رايكر.

هذه المرة، كانت آريا هي من نظرت إلى الطاولة بحاجبين مقطبين.

“ماذا سيحدث الآن؟” سأل نيك.

ظلت آريا تنظر إلى الطاولة لعدة ثوانٍ أخرى.

ثم تنهدت.

“لا أعلم” قالت بنبرة عاجزة. “الأمور المتعلقة بـالساقطين أكبر مني حتى.”

“أمام الحسد، أنا عاجزة مثلك تمامًا، نيك”، أضافت.

نظر نيك إلى أريا بعدم ارتياح.

“هل سنموت؟” سأل.

وبشكل مفاجئ، هزت آريا رأسها.

“إذا كنا سنموت، فمن المرجح جدًا ألا يكون ذلك اليوم”، قالت.

“كيف ذلك؟” سأل نيك.

بدت آريا وكأنها غير متأكدة ما إذا كانت تريد إخبار نيك بشيء أم لا.

لكنها بعد ذلك أدركت أنها أخبرت نيك بالفعل بالكثير من المعلومات السرية.

لم يعد هناك أي فرق عندما أخبرته بالمزيد.

قالت آريا: “يمكن لشخص قوي مثل ‘الحسد’ أن يقطع مسافة عدة كيلومترات في الثانية. كانت المدة بين محادثتك معه وبداية محادثتك معنا أكثر من 40 دقيقة بقليل”.

“في غضون 40 دقيقة، كان بإمكانه الوصول إلينا من أي مكان تقريبًا.”

شعر نيك بقلبه ينبض في صدره.

لو أن’ الحسد’ بدأ على الفور بالسفر نحو مدينة الفطر القرمزي، لكانت المدينة قد تحولت بالفعل إلى رماد.

ظهر مزيج معقد من المشاعر داخل صدر نيك.

الراحة والرعب.

“والآن، ربما لم تعد لدى الحسد الفرصة لمهاجمتنا بشكل مباشر بعد الآن”، قالت آريا.

اتسعت عيون نيك من المفاجأة.

“إذا كان الحسد قادرًا على التحرك بهذه السرعة، فإن حماتنا قادرون أيضًا على التحرك بهذه السرعة”، قالت آريا.

“عندما غادر ماركوس منذ حوالي 20 دقيقة، اتصل بالآيجيس.”

في تلك اللحظة، رأت آريا تعبير نيك المرتبك.

وأوضحت أن “الإيجيس هي الجبهة المتحدة للبشرية ضد الأشباح، ويقودها الدروع السبعة للبشرية”.

“على الأرجح أن الحامي قد وصل بالفعل.”

أخذ نيك نفسا عميقا.

حامي.

كان هذا مستخرجا من المستوى السابع!

قد تتمكن مدينة الفطر القرمزي من البقاء على قيد الحياة والقتال!

بطبيعة الحال، كان الأيجيس والخصوم منافسين مريرين لفترة طويلة جدًا.

كانت هذه المعركة وحشية وطويلة للغاية لدرجة أن الجميع كانوا يعرفون بعضهم البعض على الجانب الآخر.

كان إيجيس يعرف من هو الحسد وماذا يفعل.

ولكن على الجانب الآخر، كان ‘الحسد’ يعرف كيفية عمل إيجيس.

في حين أن اهتمام الحسد كان بمثابة كارثة كبيرة لمدينة الفطر القرمزي، إلا أنه في المخطط الأكبر للأشياء، لم يكن سوى تبديل ساحات المعارك.

بدلاً من القتال في مدينة أخرى، فإن الحسد سيقاتل الإيجيس هنا.

وهذا يعني أن كل هذا لم يكن له أي تأثير على الصورة الأكبر.

ورغم ذلك، بالنسبة لمدينة الفطر القرمزي، ربما كان هذا الحدث هو الحدث الأكثر أهمية منذ تأسيسها.

“هل أنت متأكد من وجود حامي هنا بالفعل؟” سأل نيك.

قالت آريا: “95%. لا تملك الإيجيس أي موارد لتضيعها لأنها تخوض معركة شاقة، لكن ملاحقة ‘الحسد’ لا تعتبر بالتأكيد إهدارًا للموارد”.

“لا أعرف التفاصيل لأنني لست جزءًا من الإيجيس، لكنني أعلم أن الحسد يُعتبر مهمًا للغاية بين جميع الساقطين في العالم.”

“كيف ذلك؟” سأل نيك.

“بسبب نوع قواه، فهو يحاول بنشاط تدمير البشرية”، أوضحت آريا. “هناك العديد من الساقطين، ومعظمهم يفعلون ما يحتاجون إلى فعله ليصبحوا أكثر قوة”.

“على الرغم من أن هذا يتضمن قدرًا كبيرًا من المعاناة لكثير من الناس، إلا أنه لا يتضمن عمومًا تهديدًا للإنسانية ككل.”

“يقوم الساقطون العاديون بسرقة بعض طعامك. أما الساقطون الخطيرون فيريدون إغلاق فمك بخياطة فمك.”

“أحدهما سيئ ومزعج، والآخر مرعب وقاتل.”

“هذا هو الفرق بين معظم الساقطين والساقطين مثل الحسد”، أوضحت آريا.

أومأ نيك برأسه.

“هذا يعني أنني آمن الآن.”

غمر شعور بالارتياح نيك.

ومع ذلك، سرعان ما تغلب على هذا الشعور شعور ساحق من الاشمئزاز.

“أنا… أنا فقط اعتقدت أنني في أمان.”

“لم أفكر حتى في المدينة.”

“لقد فكرت في نفسي فقط.”

نظر نيك إلى الطاولة مرة أخرى بعدم الارتياح والانزعاج.

“هذا يعني أن هناك فرصة، في الواقع.”

‘بفضل وجود حامي، من المرجح أن تتمكن مدينة الفطر القرمزي من البقاء على قيد الحياة.’

“إذا قتلت نفسي الآن، فربما سأتمكن من إنقاذ آلاف الأرواح”.

نظر نيك إلى الجانب.

“أليس هذا ما أردت تحقيقه؟”

“أنقاذ آلاف الأرواح لأكفر عن ما فعلته لهوروا.”

ثم نظر نيك إلى آريا، التي بدت مشتتة للغاية.

“كل ما أحتاجه هو أن أخبرها عن قوتي.”

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]