قتل الشمس - الفصل 704

الفصل 704 : “الإرهاق”

نظر نيك إلى المدينة قليلاً.

ومن المؤكد أن الأمور قد تغيرت.

يبدو أن البنية الضخمة والمدينة الخارجية أصبحتا على حالهما تقريبًا كما كانتا قبل عقدين من الزمان، باستثناء أن بعض المباني تم استبدالها.

ولم يبدو أن الناس في المدينة الخارجية مختلفون عن ذي قبل.

لم يكونوا سعداء للغاية، لكنهم أيضًا لم يكونوا في حالة يأس دائم.

لقد كانوا يعيشون حياتهم فقط.

“هذا يعني على الأقل أن الأمور لم تصبح سيئة كما كانت قبل أن أصبح لياسون”، فكر نيك.

“ومع ذلك،” فكر نيك بينما كان يركز على المباني الجديدة.

كانت المدينة القرمزية القديمة تمتد على مساحة خمسة كيلومترات تقريبًا.

كانت المدينة القرمزية التي رآها نيك يبلغ عرضها حوالي سبعة كيلومترات، بالإضافة إلى حلقة خارجية يبلغ عرضها حوالي كيلومتر واحد.

ومن المثير للدهشة أن الجدران القديمة لا تزال موجودة، وتفصل المدينة القرمزية القديمة عن المدينة القرمزية الجديدة.

وهنا أيضًا بالضبط حيث بدأت الأمور تتغير.

كانت الحلقة الأحدث حول المدينة تبدو مشابهة لدريجس.

كان الفرق الوحيد هو أن الناس لم يبدو أنهم جائعون مثل شعب دريجس القديم.

ومع ذلك، يبدو أنهم ما زالوا متوترين وبائسين.

لقد رأى نيك عددًا لا يحصى من البشر، وتعلم الكثير عن علم النفس عندما كان متدربًا في إيجيس.

“أعراض الإفراط المزمن في العمل”، فكر نيك.

بناءً على أجسامهم، لم يكن هؤلاء الأشخاص الجدد يعانون من سوء التغذية أو فقر الدم. والمثير للدهشة أن أجسامهم كانت مرنة للغاية وسليمة.

ومع ذلك، كانت عيونهم متدلية، وكانوا متوترين باستمرار، وكانت أجسادهم إما مستريحة أو تتحرك بطريقة متوترة.

كان نيك قادرًا أيضًا على رؤية أن كل شخص تقريبًا يعيش في الضواحي كان يعمل حاليًا.

وكان جزء كبير منهم يعمل في بعض الحقول الجديدة شمال المدينة.

امتدت هذه الحقول من المدينة القرمزية إلى حوالي كيلومتر واحد من الساحل.

كانت الحقول عملاقة!

وكان طولها وعرضها عشرة كيلومترات تقريبًا!

يبدو أن الطعام الذي كان يزرع هناك مثير للاهتمام للغاية.

كانت الحقول مليئة بالأشجار البالغة، والتي كانت تحمل كمية كبيرة من الفاكهة الكبيرة المعلقة من أعلى جذوعها.

لقد رأى نيك هذه الفاكهة من قبل.

“ماذا كانوا يسمون؟ البابايا؟” فكر نيك.

رأى نيك مئات الأشخاص يسافرون من الحلقة الخارجية إلى البابايا حاملين الماء والأسمدة.

لم تهطل الأمطار إلا مرة واحدة كل أسبوع تقريبًا، ولم يكن ذلك كافيًا لنمو نباتات مثل هذه.

كانت الكمية الهائلة من البابايا المنتجة هنا مجنونة.

وكان هذا أكثر مما تستطيع المدينة أن تستهلكه.

ولكن من الواضح أن هذا لم يكن الهدف من الأشجار.

“إنها مخصصة لتكون تخصصًا محليًا للقوافل.”

لاحظ نيك أن الكثير من العمال كانوا يلتقطون البابايا بشكل عشوائي أثناء العمل ويأكلونها دون محاولة إخفاء فعلهم.

“ربما تكون هذه ميزة إضافية لوظائفهم”، هكذا فكر نيك. “السماح لهم بتناول البابايا أثناء العمل يمنح أصحاب العمل الفرصة لدفع أجور أقل لهم وفي الوقت نفسه الحصول على عميل مقابل الإنتاج الزائد”.

“ليس من المستغرب أنهم لا يعانون من سوء التغذية. كما أن حملهم والمشي بهم باستمرار يحافظ على لياقتهم البدنية نسبيًا.”

“ومع ذلك، فإنهم يبدون مثل العبيد أكثر من كونهم أشخاصًا عاديين.”

شاهد نيك لفترة من الوقت.

لقد رأى بعض العمال الذين أوشكت نوبات عملهم على الانتهاء، وشاهدهم وهم يسيرون إلى منازلهم.

في طريقهم إلى المنزل، حملوا معهم مجموعة من البابايا وتبادلوها مع أشخاص آخرين مقابل بعض الطعام والماء المختلفين.

وبعد ذلك، عادوا إلى منازلهم، وحيّوا عائلاتهم، و…

ذهبوا للنوم.

نام جميع هؤلاء العمال تقريبًا فورًا عندما وصلوا إلى السرير.

“لقد أصبحت أجسادهم وعقولهم منهكة”، فكر نيك. “هناك أشخاص يمكنهم النوم في غضون ثوانٍ، لكن احتمالات أن يكون كل هؤلاء العمال يتمتعون بهذه الصفة ضئيلة”.

“وهذا يعني أن الجسم يحتاج إلى اكتساب هذه الخاصية للبقاء على قيد الحياة.”

قام نيك بفحص عدد الموظفين العاملين وقارنه بعدد الأشخاص الذين يغادرون ويأتون كل ساعة لمدة ثلاث ساعات تقريبًا.

وكانت النتائج مجنونة.

“إنهم يعملون لمدة 16 ساعة يومياً، فضلاً عن الطريق إلى عملهم والعودة منه.”

“نظرًا لأنهم يحتاجون أيضًا إلى شراء الأشياء والطعام، فإنهم بالكاد ينامون سبع ساعات يوميًا، وفقط إذا لم تكن لديهم أي حياة خاصة.”

“من مظهر أجسادهم، يبدو أنه لا توجد أيام راحة أيضًا.”

“هؤلاء الأشخاص يعملون حرفيًا لمدة 112 ساعة كل أسبوع.”

“هذا جنون!”

“لماذا يعملون كل هذا القدر؟ من الواضح أن العمل بهذا القدر من العمل من شأنه أن يقتلك بسرعة كبيرة.”

“لا أحد يستطيع أن يفعل ذلك طوال حياته دون أن يُجبر على ذلك.”

“لا يبدو أن الطعام هو المشكلة. في الواقع، يعود الجميع إلى منازلهم بكمية من الطعام تفوق احتياجاتهم الفعلية.”

“الماء ليس مشكلة أيضًا.”

“إن الاعتمادات التي يحصلون عليها جيدة جدًا أيضًا.”

“كما أنني لا أرى الحراس يرغمونهم على الخروج من الفراش أو يضربونهم حتى يعملوا بشكل أسرع. يبدو الأمر وكأنهم جميعًا يفعلون ذلك طواعية”.

استغرق الأمر من نيك بضع دقائق للعثور على السبب.

“لا يوجد أشخاص بلا مأوى.”

“ولا حتى واحد.”

“كل إنسان لديه منزل، بلا استثناء.”

“حتى كبار السن والمرضى لديهم منازل.”

عبس نيك.

‘ومع ذلك، هناك عدد قليل جدًا من كبار السن والمرضى.’

اقترب نيك ببطء من أحد المنازل بينما ظل مختبئًا.

في تلك اللحظة شعر بشيء مثير للاهتمام للغاية.

“يوجد حاجز متطور حول هذا المنزل.”

“لن يتمكن الأشباح من رؤية الحاجز، ولكنهم يستطيعون الشعور بالخطر.”

“الاقتراب من هذا المنزل يبدو خطيرًا.”

في اللحظة التالية، تم تنشيط حاجز نيك، واستخدم قدراته التحليلية لتفقد هذا الحاجز الغامض.

عندما أعطاه حاجزه النتائج، أصبح منزعجًا.

“إنه تهديد فارغ!” فكر نيك. “هذه الآلة بأكملها عديمة الفائدة ضد الأشباح! إنها تصدر موجات يراها الأشباح خطيرة!”

لم يكن نيك قد أدرك العلاقة من قبل، ولكن بعد إدراكه لما كان يحدث، لاحظ أن الشعور بالخطر كان مشابهًا لشعور آخر شعر به من قبل.

“المساحة فوق الآلة الخضراء”، فكر نيك. “إن الشعور الخطير والتهديدي لهذا المنزل يشبه إلى حد كبير المساحة فوق الآلة الخضراء!”

“ولكن في الواقع ليس لديه نفس القوة!”

“القوة الغامضة الموجودة أعلى الآلة الخضراء كان لها نفس التأثير الذي يحدثه الغرق على الإنسان العادي، في حين أن هذه الآلة تذكرني فقط كيف يشعر الغرق.”

سرعان ما وجد نيك المولد داخل المنزل، وقد تحول إلى ضباب، وقام بفحصه.

قام بفحص الماكينة وسرعان ما اكتشف كيف يتم توليد هذا الشعور.

“الاهتزازات،” فكر نيك بينما كان ينظر إلى الاهتزازات الدقيقة للغاية التي تمر عبر الجدران.

وضع نيك بعضًا من ضبابه حول جزء مهم من الآلة وأوقفها عن الحركة.

توقف المنزل عن الاهتزاز، واختفى الشعور الخطير الذي كان يشعر به نيك طوال هذا الوقت.

وبعد لحظة، تركها، وعاد المنزل يهتز.

لن يلاحظ الإنسان العادي هذه الاهتزازات لأنها دقيقة للغاية.

بعد تحليل الآلة لفترة أطول، اكتشف نيك أخيرًا السبب الذي يجعل الجميع يعملون كثيرًا.

“هذا الشيء يستهلك جرامين من الزيفيكس شهريًا!” ادرك نيك.

ثم نظر إلى البيوت.

كان لدى كل واحد منهم مثل هذا المولد.

وفي اللحظة التالية، نظر إلى الجدار العملاق الذي يفصل الحلقة الخارجية عن المدينة الخارجية.

وبطبيعة الحال، لم يكن الأشخاص خلف الجدران بحاجة إلى هذه الآلات.

“لهذا السبب لا يوجد أشخاص بلا مأوى.”

“أي شخص ليس لديه منزل هو طعام مجاني لأي شبح، وبما أنه لا توجد جدران، يمكن لأي شبح تقريبًا أن يأتي إلى هنا.”

بمجرد أن أدرك نيك ما كان يحدث، غضب.

“إن بناء جدار جديد أمر مكلف، لكن عملية البناء سوف تحقق التعادل خلال 16 شهرًا فقط!”

“إنه حل واضح لكمية مروعة من المعاناة.”

“أي حاكم محترم إلى حد ما سوف يتوصل إلى حل لهذه المشكلة. كما أن تطبيقه ليس بالأمر الصعب”.

كان نيك ينظر إلى المدينة بحاجبين مقطبين.

“من المحتمل أن آريا لم تعد الحاكمة للمدينة القرمزية. لم تكن لتسمح بحدوث شيء كهذا أبدًا.”

“ومع ذلك، حتى الأحمق لن يكون غبيًا إلى الحد الذي يمنعه من التفكير في بناء جدار.”

“هذا لا يعني إلا أن المحافظ فاسد ولا يعمل عمداً على حل المشكلة”.

“والدافع وراء ذلك لا يمكن أن يكون أكثر وضوحا.”

كان في المدينة القرمزية حوالي 2000 شخص جديد، وكانوا جميعًا يعيشون في الحلقة الخارجية الجديدة.

مع وجود حوالي أربعة أشخاص في المتوسط لكل منزل، كان هناك 500 منزل، وكل منها يحتاج إلى جرامين على الأقل من الزيفيكس شهريًا للعمل.

كان هذا أكثر من كيلو من الزيفيكس كل شهر.

ولكن الجزء المهم لم يكن ذلك بل الإنتاج المجنون للمدينة القرمزية.

كانت كمية البضائع التي أنتجتها المدينة القرمزية مجنونة، وربما حققت المدينة القرمزية كمية هائلة من الاعتمادات عن طريق البيع للقوافل.

“إن الأرباح التي تجنيها من هذه الآلة ليست في الواقع الجزء الأكثر أهمية. والجزء المهم هو الإنتاج المرتفع للسلع بسبب وفرة ساعات العمل التي يبذلها الإنسان.”

“إن حقيقة أن حتى أفقر الأسر لديها أكثر من 2500 رصيد متاح شهريًا أمر جنوني. في المدن الأخرى، فإن امتلاك 500 رصيد يجعل حياتك مستقرة، وامتلاك 1000 رصيد يسمح لك بالعيش في رفاهية تامة وفقًا لمعايير الناس العاديين.”

‘ومع ذلك، يبدو أن 2500 وحدة ائتمانية هي الحد الأدنى هنا، والعديد من الأشخاص لديهم أكثر من 3500 وحدة ائتمانية متاحة شهريًا.’

“هناك أمر واحد واضح. الاقتصاد جيد حقًا في المدينة القرمزية.”

“تنتج المدينة القرمزية ما يفوق حجمها بكثير.”

“وكما هو الحال دائمًا، فمن المحتمل أن النخبة هي التي لا تريد التراجع والسماح للناس بالعيش حياة طبيعية”.

“في كل مرة!”

أخذ نيك نفسا عميقا.

“للأسف، أنا لست هنا لإصلاح المدينة القرمزية .”

“لم تعد هذه وظيفتي.”

“الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله هو الإبلاغ عنه للفني لاحقًا.”

“أريد أن أساعد، لكن يتعين عليّ إبقاء هويتي سرية في الوقت الحالي، ولا يمكنني التدخل.”

“أنا أكره هذا.”

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]