أقتل الشمس - الفصل 669

الفصل 669 : “المساهمة”

“أنانيون؟” سأل الفني باهتمام. كان بإمكانه بالفعل تخمين ما يعنيه نيك بذلك، لكنه أراد أن يسمع ما إذا كان نيك يفكر في نفس الشيء.

“في حين أن الناس العاديين لا يعيشون في ظروف يجدها معظم الناس رائعة، فإن هذه هي الظروف التي يريدون العيش فيها”، كما قال نيك. “هذه ليست حالة عدم القدرة على تحسين حياة المرء بسبب العجز، بل هي اختيار طوعي”.

“في هذه الحالة، لن يعاني الناس كثيرًا. ومن حيث السعادة، ربما تكون المدينة واحدة من أفضل المدن على الإطلاق”.

وأضاف نيك “ولكنهم لا يساهمون في خدمة الإنسانية”.

أشار الفني إلى نيك لمواصلة الحديث.

بطبيعة الحال، كان الفني مهتمًا للغاية بأيديولوجية نيك ومشاعره باعتباره شبحًا.

هل لا يزال نيك يشعر بالأشياء؟

هل كان يكذب؟

لماذا قرر أن يفعل هذه الأشياء؟

هل كان لا يزال يفكر مثل الإنسان؟

“يريد البشر شيئان. يريدون البقاء على قيد الحياة، ويريدون أن يكونوا سعداء”، كما يقول نيك. “يفضل بعض الناس البقاء على قيد الحياة على السعادة. إنهم يفضلون العيش لمدة 80 عامًا في ظروف سيئة بدلاً من الموت المبكر، ولكن هناك أيضًا أشخاص يفضلون الموت في سن الشباب والسعادة بدلاً من الشيخوخة والتعاسة”.

“يمكن لكلا المجموعتين أن تعيش حياتها بالطريقة التي تريدها.”

“ومع ذلك، فإن البشرية ككل لا تزال بحاجة إلى البقاء على قيد الحياة.”

“إن القرار لك إذا كنت لا تريد أطفالاً وتموت صغيراً بعد أن تستنفد كل أموالك، ولكن هناك دليل لا يمكن إنكاره على أنه إذا تصرف الجميع مثلك، فإن السعادة سوف تموت مع جيلك.”

“هل هذا يعني أنه يجب عليك إنجاب أطفال الآن؟ بالطبع لا.”

“ومع ذلك، في حين أن لديك السلطة على سلالتك وحياتك الخاصة، فإن البشرية، ككل، لا تزال بحاجة إلى ضمان استمرار وجودها.”

“كانت مدينة المستخرج الكبرى سعيدة، ولكن لديها أيضًا العديد من الأبطال المتوسطين وحتى المتأخرين الذين لديهم القدرة على مساعدة المزيد من البشر.”

“ومع ذلك، فإنهم يبقون هناك، ولا يفعلون شيئًا.”

“بالطبع، هذا هو التفسير الأخلاقي المعقد”، أضاف نيك. “أو بالأحرى، أنا أكره عندما يأخذ الناس ولا يعطون”.

“إذا أراد أي شخص أن يدعي أنه مدينة وأنه لا يحتاج إلى مساعدة أي شخص خارج المدينة، فلدي اقتراح بسيط كإجابة.”

“حسنًا، إذا كنت لا تريد مساعدة إيجيس، يمكنك الاحتفاظ بالزيفيكس الخاص بك، وسيسمح لك إيجيس بالبقاء بمفردك.”

“شاهد كيف يتم استعباد مدينتك بواسطة شبح ساقط عشوائي في غضون عام واحد.”

“دعنا نرى مدى سعادتك واستقلاليتك إذن”، قال نيك بانزعاج بارد.

أومأ الفني برأسه عدة مرات باهتمام أثناء تحليله لنيك.

ورغم أن نيك قدم حججًا منطقية، إلا أنه كانت هناك علامات واضحة على المشاعر والتحيزات في كلماته.

باختصار، كان يبدو مثل الإنسان.

“حسنًا،” قال الفني، “هل تمانع في إعطائي سجلًا مكتوبًا لجميع المدن وأي أشخاص مهمين؟”

أومأ نيك برأسه، ولكن قبل أن يتمكن من البدء في استحضار الأوراق، فعل الفني شيئًا آخر.

في تلك اللحظة، ابتسم الفني بغطرسة ووضع جهازًا صغيرًا على طاولة قريبة وقال: “جرب هذا”.

نظر نيك إلى الجهاز بحاجب مرتفع ولمسه.

لقد بدا الأمر وكأنه حاجز إلى حد ما، ولكن كان هناك بضعة أشياء مختلفة.

تفاعل نيك مع الجهاز، وبعد لحظة، تم عرض شاشة في الهواء أمامه.

كان هذا هو نفس نوع الشاشة التي استخدمها حاجز من إيجيس.

لم يكن تعلم الكتابة باستخدام هذه الشاشات سهلاً لأن الشاشات تعمل عن طريق قراءة موجات الزيفيكس التي يطلقها، ولكن إذا أتقنتها، أصبحت الكتابة أسهل وأسرع بعدة مرات.

بطبيعة الحال، لم يكن لدى نيك زيفيكس بشري، مما يعني أن الزيفيكس الخاص به لن يكون قادرًا على التفاعل مع هذه الأجهزة.

ولكن بما أن الفني طلب منه المحاولة، فقد فعل ذلك.

في البداية، كانت الشاشة مشوهة قليلاً، ولكن بعد ذلك، بدأت الحروف في الظهور.

ألقى نيك نظرة على الفني، الذي كان يبتسم ابتسامة مغرورة على وجهه.

ثم أمسك نيك بالجهاز، وقلبه، وسحب الغلاف الخارجي دون إتلافه. نظر نيك إلى الجزء الداخلي واستطاع أن يرى كيف تعمل بعض المكونات، لكن الأغلبية كانت لا تزال أعلى من مستواه قليلاً.

لقد كان يعرف الكثير عن الزيفولوجيا، لكن هذا لم يعني أنه كان بإمكانه معرفة ما يمكن أن تفعله الآلة بمجرد النظر إليها.

نيك لم يكن مهندسًا.

ومع ذلك، عندما تعطلت كل آلة، كانت تقوم فقط بأشياء فيزيائية، وكانت بعض الأجزاء أسهل للفهم من غيرها.

“لقد قمت بإزالة أمان الإدخال،” قال نيك بصوت مندهش قليلاً.

كان الفني سعيدًا لأن نيك استطاع أن يعرف شيئًا كهذا.

إذا لم يكن بحاجة إلى شرح الأساسيات، فإن الحديث كان أقل عملاً وأكثر متعة.

“نعم، اعتقدت أن هذه ستكون أسهل طريقة لجعلها تعمل مع شبح،” قال الفني.

نظر نيك إلى الأجزاء الأخرى.

لم يكن يعلم ما يفعله معظمهم، لكنه كان يعلم أن الأمر لم يكن سهلاً مثل مجرد إزالة أمان الإدخال.

كانت جميع الأجزاء تتوقع قراءات وقيمًا محددة، وكان تقديم نوع مختلف من الزيفيكس أشبه بمحاولة تشغيل دائرة كهربائية باستخدام الماء بدلاً من الكهرباء كمصدر للطاقة.

باختصار، كل شيء تقريبا يحتاج إلى التغيير لكي ينجح هذا الشيئ.

لقد نظر نيك إلى الجهاز الجديد لفترة من الوقت قبل أن يقوم بتجميعه مرة أخرى.

من المحتمل أن يستغرق سؤال الفني عن كيفية عمل الأمر ساعات من الوقت.

في النهاية، قام نيك بتنشيط الجهاز مرة أخرى وحاول الكتابة عليه.

لقد كان قادرًا بالفعل على الكتابة على مثل هذا الجهاز قبل أن يصبح شبحًا، وبينما كان بحاجة إلى تغيير مخرجات الزيفيكس الجديدة الخاصة به للقيام بنفس الشيء، فإن خبرته الكبيرة في التلاعب بالزيفيكس جعلت الأمر سهلاً نسبيًا.

في غضون دقيقتين، أصبح نيك قادرًا على الكتابة على الجهاز بفعالية.

بينما كان نيك يتعلم الكتابة من جديد، كان الفني يكتب أشياء خاصة به على حاجزه.

بعد أن تعلم نيك الكتابة على الجهاز، كتب بسرعة عدة صفحات من السجلات حول جميع المدن المختلفة التي تفاعل معها.

عندما انتهى، أومض الجهاز، وتم نقل جميع الكلمات التي كتبها نيك إلى حاجز الفني.

قرأ الفني كل شيء في ثانية وأومأ برأسه باهتمام.

“سيكون هذا بمثابة ضربة كبيرة للغضب، قال. “سأرسل هذا إلى هيلين، وهي ستتعامل مع الأمر”.

لقد فعل الفني ذلك بالضبط وركز على نيك مرة أخرى. “حسنًا، مع هذا الخارج عن-”

دينج! دينج! دينج!

في تلك اللحظة، بدأ حاجز الفني يرن، وعبس حاجبيه.

“بالطبع” تمتم بانزعاج.

بطبيعة الحال، الذراع اليسرى كانت يناديه.

“هذا غريب”، فكر نيك وهو عابس. “آخر مرة رأيتهما يتحدثان فيها، كانا يتحدثان عبر إرسال صوتي. لماذا يتواصلان فجأة عبر الحواجز؟”

“نعم، كل هذا صحيح. نعم، إنه هنا. نعم، إنه أمامي. قل مرحباً، نيك”، قال الفني.

ظهر ضوء صغير في عيني نيك. قال نيك: “تحياتي، الذراع اليسرى”.

“نعم… نعم… نعم… نعم… لا… نعم… رائع… بالتأكيد… نعم…”

دار الفني بعينيه منزعجًا.

“لا أعلم! لماذا تسأليني عن هذا؟ لا… لا… نعم… ماذا؟ أوه، لا! نعم… حسنًا. بالتأكيد!”

دينغ!

وأغلق الفني الهاتف قبل أن يطلق تنهيدة منزعجة أخرى.

“على أية حال، هذا الجزء انتهى. سوف تتعامل مع جميع المدن”، قال.

أومأ نيك برأسه وقال: “ماذا قالت؟ هل ذكرت أي شيء عن كيفية المضي قدمًا من الآن فصاعدًا؟”

حك الفني مؤخرة رأسه وقال: “حسنًا، الأمور مختلفة بعض الشيء هذه الأيام. لا يمكننا حقًا وضع خطط كبيرة الآن. القدرة على التكيف أكثر أهمية من الخطة الآن”.

بدا الفني عاديًا إلى حد ما، لكن نيك استطاع أن يرى أن إيجيس الحالي لم يكن مكانًا سهلاً للتنقل فيه.

“كيف تمكنتم من التواصل عبر الحواجز؟” سأل نيك.

“هذه الغرفة معزولة”، أجاب الفني، ولم يتفاجأ من أن نيك لاحظ هذه التفاصيل.

“معزولة؟” سأل نيك وهو ينظر حوله.

في تلك اللحظة لاحظ أن الضوء كان غير عادي بعض الشيء.

لم يكن له نفس الشعور مثل ضوء الشمس، لكنه لم يكن أيضًا مثل ضوء بطل النور.

“الضوء الاصطناعي”، فكر نيك.

كما أنه لم يستطع أن يشعر بأي شيء خارج هذه الغرفة.

لم يكن هناك سوى شيئين متصلين بالعالم الخارجي.

كان الباب وجهاز الاستقبال الزيفيكس مدمجان في الحائط.

“نعم، أعرف ما هو السؤال الذي سيأتي بعد ذلك”، قال الفني مع تنهد منزعج.

نظر نيك إلى الفني بهدوء، منتظرًا إجابة لسؤاله غير المعلن.

“الأمور ليست سهلة الآن”، قال الفني. “أفترض أنك سمعت عن بطل النور الجديد؟”

كان نيك يتوقع أن كل هذا سيكون مرتبطًا ببطل النور الجديد.

يبدو أن الأشياء التي ارادها بطل النور الجديد مختلفة عما اراده بطل النور القديم.

أومأ نيك برأسه فقط.

“دعنا نقول فقط أن أساسيات العالم ليست واضحة كما قد تعتقد”، قال الفني.

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]