قتل الشمس - الفصل 543

الفصل 543 : “المكافأة”

“هل هناك أي شيء آخر في الأنقاض؟” سأل القاضي.

“لا سيدي،” أجاب الحامي. “كل شيء آخر تحول إلى معدن سائل.”

“في أي عصر؟” سأل القاضي.

تقدم أحد الحراس الآخرين. “الآثار مصنوعة من مواد مركبة بدائية، والأسلوب المعماري نموذجي للمتعافين. ورغم أن هذا الأسلوب بدائي وفقًا لمعاييرنا، إلا أنه كان متقدمًا جدًا بالنسبة للمتعافين. أول تخمين لدي هو أن هذا المكان تم بناؤه خلال آخر 20% من حكم الحضارة.”

لم ينظر القاضي إلى الحامي. “هل لديك أي تخمين حول كيفية اكتساب شبح الاستحواذ هذا لهذه القوة؟”

نظر اثنان من الحماة إلى بعضهما البعض.

وبطبيعة الحال، كان لكل حامي تخصصه الخاص.

كان أحدهم يعرف تقريبًا كل ما يجب معرفته عن الحضارات الماضية.

وكان أحدهم يعرف تقريبًا كل شيء عن المدن وقواعدها.

كان أحدهم يعرف تقريبًا كل شيء عن علم الأشباح.

وكان واحد منهم مجرد كشاف.

“إنها كرة كبيرة مشتعلة من النار تطلق كميات لا تصدق من الإشعاع، أليس كذلك؟” سأل باحث الأشباح الكشاف.

“نعم،” أجاب الكشاف. “يبلغ قطره حوالي خمسة أمتار وله قوة لا تصدق. إشعاعاته قوية جدًا لدرجة أنها تستنفد جهاز الزيفيكس الخاص بي بشكل أسرع مما يمكنني استعادته.”

فرك باحث الأشباح ذقنه. “يحتاج الأشباح المسكونة إلى امتلاك شيء حي أو شيء ميت. هذه الكرة النارية لا تبدو وكأنها شيء حي، مما يعني أن الأشباح لابد وأن امتلكتها كشيء”.

“ومع ذلك، فإن الكرات النارية الكبيرة لا تميل إلى البقاء لفترة طويلة في ظل الظروف العادية. وإذا كان هذا مجرد انفجار عابر، فإن فرص تحوله إلى شبح ضئيلة للغاية، مما يعني أنه لابد أن يكون مستقرًا نسبيًا لفترة طويلة.”

نظر باحث الأشباح إلى باحث الحضارة. “هل هناك أي تقنية قديمة يمكنها إنشاء كرات نارية طويلة العمر؟”

أومأ باحث الحضارة برأسه. “يُطلق عليه الاندماج النووي”، أجاب. “لم يتمكن المتعافين من تحويل زيفيكس إلى كهرباء. لم يكن أي منهم مبدعًا بما يكفي للتفكير في نموذج أورويل-ماندريك، الذي أغلق الوصول الحقيقي إلى قوة زيفيكس بعيدًا عنهم”.

“الاندماج النووي هو وسيلة غير فعّالة لتوليد الطاقة عن طريق دمج النوى معًا. وفي حين أن الناتج النظري للطاقة مرتفع للغاية، فإن العديد من عمليات التحكم المختلفة المطلوبة لإبقائها قيد التشغيل معرضة للخطأ وتستهلك قدرًا كبيرًا من الطاقة الناتجة.”

“هل يمكنك الوصول إلى النقطة؟” سأل باحث الأشباح.

تنهد باحث الحضارة وقال: “إنه يصنع كرة كبيرة من النار، والتي يتم استخدامها بعد ذلك كمصدر للطاقة”.

“شكرًا لك”، قال باحث الأشباح. “الآن، هل هناك طريقة يمكن أن تتسبب بها هذه الكرة في الكثير من المعاناة للناس؟”

“أنت تطبق نظرية غوستي؟” سأل باحث الحضارة مع رفع الحواجب.

نظر نيك إليهما بمفاجأة.

هل عرفوا عن غوستي ؟

“هذا هو أفضل تفسير”، أجاب الباحث في مجال الأطياف.

“حسنًا”، قال باحث الحضارة. “الاندماج النووي خطير للغاية. يمكن أن تنفجر كرة النار بمجرد إدخال خطأ واحد. وإذا حدث ذلك، فسيتحول كل من في المنطقة المحيطة إلى غبار”.

نظر الباحث في الأطياف إلى الخراب.

“لدي نظرية” قال وهو ينظر إلى القاضي.

أومأ القاضي برأسه فقط دون أن يلتفت إليه.

“من المحتمل أن تكون الكرة النارية قد تسببت بالفعل في بعض المعاناة قبل الانفجار. في مرحلة ما، تحولت إلى شبح، مما أدى إلى تغيير خصائصها وزيادة قوتها.”

“وعندما حدث ذلك، اخترق قيوده وقتل كل من كان داخل الخراب.”

“لا بد أن كل هذا حدث بسرعة كبيرة حتى تمكن من زيادة مستوى معاناته قبل أن يتحول بالكامل إلى شبح.”

“بناءً على قوتها، فلابد أنها قتلت أكثر من 50 شخصًا بينما تسببت في معاناة هائلة لآلاف آخرين. ومن المرجح أنها قتلت جميع الباحثين، وبما أنه لم يعد من الممكن حصاد طاقتها، فقد ظلت العديد من المستوطنات المحيطة بدون كهرباء لفترة طويلة. وهذا من شأنه أن يفي بجميع المعايير.”

لقد نظر القاضي فقط إلى الخراب.

“لذا، فهي شبح مسكون يمتلك انفجارًا كبيرًا”، قال القاضي.

“نعم” أجاب الحاميان.

“هل يمكنني استخدام مفرزة إكسكريب دون قتلها؟” سأل القاضي.

“إذا كانت هناك طريقة لتزويده بما يحتاجه للاستمرار في الانفجار، فإنها سوف تنجح.”

والتفت باحث الأشباح إلى باحث الحضارة بعد أن قال ذلك.

أجاب “إن الجهد المطلوب للقيام بذلك لن يكون حتى قريبًا من يستحق ذلك”.

كان نيك يستمع بينما كان القاضي يسأل عن طرق أكثر تعقيدًا لاستخراج الطيف، بينما واصل الحماة إسقاط أفكاره.

“كاتمات الزيفيكس؟” سأل القاضي.

كان نيك يعرف ما يستلزمه هذا الأسلوب.

أجاب الباحث في مجال الأطياف دون تردد: “هذا من شأنه أن يقتله”.

الصمت.

قال القاضي بعد فترة: “إن حمل المبنى بأكمله أمر محفوف بالمخاطر. إذا تعرضنا لهجوم في طريق العودة وخرج هذا الشيء…”

“يبدو أنه لا توجد طريقة أخرى”، قال القاضي بنبرة حازمة.

لقد نظر إليه الحماة بقلق ولكنهم لم يعترضوا.

لقد كانت هذه هي الطريقة الوحيدة حقا.

لم يكن نيك متأكدًا مما كانوا يتحدثون عنه لكنه استمر في المشاهدة.

“أعيدوا ضابط الاتصال إلى المدينة وأعطوه مكافأة مناسبة”، قال القاضي وهو يتجه نحو الكشاف وباحث المدينة.

“نعم،” أجاب الاثنان قبل أن يقتربا من نيك.

وبدون أن يقولوا شيئا، طاروا خارج الحفرة بينما كانوا يسحبون نيك خلفهم.

تم إخراج نيك من الكهف بسرعة وتم وضعه على السطح.

أشار الحاميان إلى المدينة، وبدأ نيك بالركض نحوها.

“ماذا يفعل القاضي؟” سأل نيك.

لم يجب الاثنان على الفور.

بالقرب من حافة المدينة، توقفوا ونظروا إلى نيك.

“قال أحدهم بجدية: “إن القاضي هو أفضل قامع في العالم. لديه القدرة التي تسمح له بقمع أي شبح. حتى لو فشلت التكنولوجيا والمعرفة.”

“ومع ذلك، فإن استخدام هذه القدرة يأتي بثمن باهظ. في كل مرة يستخدمها، يتقدم جسده في العمر لعدة سنوات.”

“لم يتبق له الكثير من السنوات.”

استطاع نيك أن يشعر بأن المزاج أصبح مهيبًا، ولم يسأل عن أي تفاصيل.

وحقيقة أن الاثنين أجابا على سؤاله حتى الآن كانت بالفعل أمراً لا يصدق.

“شكرًا لإخباري”، أجاب نيك.

“ماذا تريد مقابل مكافأتك؟” سأل أحدهم وهو ينظر إلى نيك. “أنت الوسيط، مما يعني أنه يمكنك اتخاذ القرار بشأن مدينة كريمسون، أليس كذلك؟”

أومأ نيك برأسه وقال: “أستطيع ذلك”.

“هل تعرف ماذا تريد؟” سأل الحامي الآخر.

أومأ نيك برأسه. لقد تحدث هو وآريا بالفعل عن ما قد يريدانه من المكافأة المحتملة.

“هل يمكنك القبض على نسر الطاعون وإعطائه للمدينة القرمزية؟” سأل نيك.

“الطائر الكبير الذي يطير إلى الغرب من هنا؟” سأل أحدهم.

أومأ نيك برأسه.

“هل المدينة لديها شيطان بالفعل؟” سأل.

“يوجد في كوجلبليتز واحد، ولكن المدينة نفسها لا يوجد بها واحد”، كما قال نيك.

“ما مدى قوة الحاكمة؟” سأل الرجل.

“بطلة مبكرة. ستصبح بطلة متوسطة المستوى خلال السنوات الثلاث القادمة.”

نظر الحاميان إلى بعضهما البعض.

“هل لديكم وحدة احتواء كبيرة بما يكفي لقمع هذا الشيء؟” سألوا.

“لا” قال نيك.

كان طول نسر الطاعون حوالي 50 مترًا. إذا أرادوا قمعه، فسوف يحتاجون إلى وحدة احتواء يبلغ طولها 75 مترًا على الأقل.

علاوة على ذلك، يجب أن تكون قوية بما يكفي لاحتواء شيطان عدواني.

“كم من الوقت سيستغرق بناء واحد؟” سأل أحدهم.

نيك أجرى بعض العمليات الحسابية.

“حوالي خمسة أيام”، أجاب.

“هل لديك ثلاثة أطنان من الزيفيكس في صناديق سائلة؟” سأل أحدهم مع عبوس الحواجب.

أومأ نيك برأسه، ورفع الاثنان حواجبهما.

“هل تفعل ذلك؟” سأل أحدهم بمفاجأة.

“نعم” قال نيك.

لقد سأل الرجل من باب المجاملة فقط.

لم يكن يتوقع أن المدينة لديها في الواقع ثلاثة أطنان كاملة من الزيفيكس ملقاة في كل مكان.

نظر الحاميان إلى بعضهما البعض وأومأوا برؤوسهما بعد فترة من الوقت.

“حسنًا،” قال أحدهم وهو ينظر إلى نيك. “سنقوم باحتوائه كمكافأة لك. سنستخدم نوعًا خاصًا من كاتمات الزيفيكس والذي يمكن تشغيله بواسطة الزيفيكس . يمكن لثلاثة أطنان من الزيفيكس إبقاء الزيفيكس الخاص بنسر الطاعون مكتومًا لمدة تسعة أيام تقريبًا، وهو ما يجب أن يمنحك وقتًا كافيًا لبناء وحدة الاحتواء الخاصة به.”

تنهد نيك بارتياح.

كان نسر الطاعون مشكلة ضخمة بالنسبة للمدينة.

لقد أبقت العديد من المتخصصين مشغولين وأغلقت الاتجاه الغربي بأكمله.

وبعد القضاء على نسر الطاعون أخيرًا، ستكون المدينة قادرة أخيرًا على نشر أجنحتها، مجازيًا.

“أين تريد ذلك؟” سأل أحدهم.

“في الوقت الحالي، قم بإلقائها في الحفرة الواقعة جنوب المدينة”، كما قال نيك.

نظر الاثنان إلى الجنوب وأومأوا برؤوسهم قائلين: “بالتأكيد. أعطونا ساعتين تقريبًا للتوصل إلى خطة وساعة أخرى لتنفيذها”.

“سيكون لديك ذلك طائرك المتعفن بحلول نهاية اليوم.”

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]