أقتل الشمس - الفصل 528

الفصل 528 : “مشاركة قصته”

 

شرب نيك قهوته ببطء.

 

لقد كان غريبا جدا.

 

لقد كان طعمها جيدًا، لكن نيك لم يرغب في شربه.

 

لقد شعر بالسوء عندما شربته.

 

بعد رشفات بطيئة، قرر نيك الانتهاء من هذا الأمر وابتلع الباقي دفعة واحدة.

 

وهذا جعله يشعر بتحسن كبير.

 

“هل تمانع لو سألتك سؤالا؟” سألت آريا.

 

رفع نيك حاجبه.

 

عادةً ما كانت آريا تطرح الأسئلة دون طلب الإذن.

 

حقيقة أنها كانت تطلب الإذن الآن تعني أن نيك على الأرجح لن يعجبه هذا السؤال.

 

“بالتأكيد” أجاب بهدوء.

 

“كيف كانت الحياة في دريجس؟” سألت آريا.

 

لقد هدأ نيك مرة أخرى.

 

“سيئة جدًا” أجاب نيك.

 

“هل بإمكانك أن تعطيني مثالاً؟” سألت آريا.

 

أعطى نيك عدة إجابات أخرى مختصرة، لكن آريا استمرت في طرح المزيد من الأسئلة حول سكان دريجس وحياة نيك.

 

استغرق الأمر بعض الوقت لإقناع نيك بالخروج من قوقعته، ولكن في النهاية، بدأ في سرد قصة حياته عندما كان يعيش في دريجس.

 

استمعت آريا، وكلما سمعت المزيد عن حياة نيك، كلما شعرت بالسوء تجاهه.

 

لقد كان مجرد طفل.

 

بالطبع، أخبر نيك آريا أيضًا عن الأشياء الأقل لذة التي كان عليه القيام بها.

 

المرة التي قتل فيها نيك امرأة بالخطأ بعد أن سرقت أمواله.

 

الوقت الذي قبل فيه نيك المال من إحدى العصابات لاغتيال شخص من عصابة أخرى.

 

الوقت الذي سرق فيه نيك أحد المتاجر الكبرى في دريجس.

 

الوقت الذي أعاد فيه نيك طفلة هربت من المنزل.

 

ربما كان الأخير هو الأسوأ حيث بدت الطفلة وكأنها تتجمد من الخوف بمجرد أن رأت نيك يسلمها إلى والدها.

 

لقد كان الجميع يتجنبون هذا الأب لأنه يبدو غير مستقر للغاية.

 

ولم تكن العصابات مهتمة بالعمل معه أيضًا.

 

وهكذا جاءت الوظيفة إلى نيك.

 

كان نيك قد قتل أربعة أشخاص إجمالاً أثناء إقامته في دريجس، لكن إعادة تلك الطفلة إلى والدها كانت الأمر الأكثر ثقلاً على ضميره من وقته الذي قضاه في دريجس.

 

وفي النهاية، تحدث نيك عن الوقت الذي التقى فيه ألبرت للمرة الأولى.

 

بطبيعة الحال، نيك لم يخبر آريا عن قدرته.

 

كلما تحدث عن شيء متعلق به، قال إنه لا يستطيع الخوض في التفاصيل.

 

لم تعرف آريا سوى شيئين عن قدرة نيك.

 

أولاً، أعطته قوة هائلة في ظل ظروف محددة للغاية.

 

ثانياً، كان من غير المعتاد أن يهتم به خبير.

 

في نهاية المطاف، بدأ نيك بالحديث عن وينتور.

 

لقد سألت آريا فقط عن دريجس، لكنها أظهرت أيضًا اهتمامًا بأجزاء أخرى من حياة نيك.

 

عندما سمعت عن كيفية القبض على الحالم، أعجبت به.

 

لقد أظهر نيك قدرًا هائلاً من قوة الإرادة والمرونة.

 

لقد كان مزاج نيك جيدًا إلى حد ما حتى هذه النقطة.

 

ثم خفّ سرده، وأصبح حزينًا.

 

هوروا.

 

في النهاية، قرر نيك أن يخبر آريا عن هوروا.

 

منذ البداية، كان بإمكان آريا أن ترى إلى أين يتجه الأمر.

 

كان هناك سبب وجيه لعدم أخذ أي مصنع بعين الاعتبار الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 14 عامًا عند توظيف عمال استخراج جدد.

 

والأمر الأكثر من ذلك هو أن الأطفال في سن الرابعة عشرة لا ينجحون أبدا تقريبا في اجتياز عملية الاختيار.

 

وفي هذه الأثناء، كان نيك يلقي بطفل يبلغ من العمر أحد عشر عامًا أمام شبح.

 

السبب الوحيد الذي جعل نيك ينجح في العمل مع الاشباح في سن مبكرة في ذلك الوقت هو لأنه مر بالكثير من القذارة.

 

حرفيا ومجازيا.

 

من غير الممكن أن يتمكن طفل يبلغ من العمر أحد عشر عامًا من العمل مع الاشباح.

 

ومع ذلك، في ذهن آريا، كان وينتور في الواقع يحمل قدرًا أكبر من المسؤولية من نيك.

 

وكان نيك غير متعلم.

 

وفي الوقت نفسه، تلقى وينتور أفضل تعليم متاح في المدينة، وكان قد درس كيفية إدارة الشركة المصنعة على وجه التحديد.

 

لم يكن هناك طريقة تجعل وينتور لا يتوقع ما كان على وشك الحدوث.

 

وبدلاً من أن يخبر نيك، سمح له بالقيام بذلك.

 

في النهاية، لم تعد آريا بحاجة إلى طرح أي أسئلة بعد الآن لأن نيك كان يروي لها حياته فقط.

 

وبطبيعة الحال، لم يكن هناك سبب لإبقاء الأمور غير القانونية سرية.

 

لقد حدث هذا منذ سنوات عديدة، وربما فعلت آريا أشياء أسوأ.

 

“أردوم ميلفيون”، كررت آريا بينما كان نيك يتحدث عن صراع الحلم المظلم مع سايكل. “أعتقد أنه يعمل معنا الآن”.

 

“هل يفعل؟” سأل نيك.

 

أومأت آريا برأسها قائلة: “لقد رأيت ملفه قبل أسبوعين. إنه لا يزال جون. أعتقد أنه لا يملك قوة الإرادة اللازمة للمضي قدمًا في عملية الزيفوسيس”.

 

فكر نيك في أردوم.

 

لقد كان يتمنى دائمًا الانتقام من أردوم بسبب سلوكه الرهيب.

 

لكن هذه الأمور حدثت منذ زمن طويل.

 

في النهاية، نيك لم يهتم بما يكفي للقيام بأي شيء.

 

على الأكثر، فإنه سيطلب التحقيق في قضايا الفساد التي يتورط فيها.

 

وكان أردوم أيضًا صغيرًا جدًا في ذلك الوقت.

 

ربما تغير للأفضل.

 

وفي النهاية، تحدث نيك عن فيرنون.

 

“هل أنت من قتله؟” سألت آريا.

 

لم يرى نيك أي فائدة في إخفاء الأمر وأومأ برأسه.

 

لم تكن آريا متفاجئة.

 

“لماذا؟” سألت.

 

أراد نيك أن يقول أنه فعل ذلك فقط لحماية نفسه لأن فيرنون كان يعرف قدرته.

 

لكن نيك أدرك أنه كان يكذب على نفسه فقط.

 

ولم يكن هذا هو السبب الحقيقي.

 

“لقد كرهته”، قال نيك. “لقد كان يطلب باستمرار من ماركوس زيادة ضريبة الدم. عندما مات وينتور، كان مهتمًا بأسهم الحلم المظلم أكثر من العثور على قاتل وينتور. لقد ربى وحشًا مثل أردوم. لقد كان يتصرف دائمًا كرجل لطيف ثم يطعنك في الظهر بابتسامة.”

 

“أنا اكرهه.”

 

وبشكل مفاجئ، ضحكت آريا قليلاً وقالت: “أستطيع أن أفهم ما تقصدينه. كانت سامار هي الطفلة الوحيدة التي حققت نجاحًا كبيرًا، وكانت دائمًا تتصرف ببرود وفظاظة مع والدها. كانا يعملان معًا على السطح، لكن لم يكن من الصعب أن أرى العداء الذي كانت تشعر به تجاه والدها”.

 

“لقد كان من الرائع العمل مع فيرنون لأنه كان موثوقًا للغاية، لكنني كنت أعلم دائمًا أنني لم أرغب أبدًا في تطوير علاقتنا إلى ما هو أبعد من مرحلة الزملاء.”

 

استمر الاثنان في الحديث، وفي نهاية المطاف، وصل نيك إلى نقطة تعرض فيها لكمين في منزله.

 

تردد نيك لفترة من الوقت ثم نظر إلى آريا.

 

عندما نظر إليها نيك، شعر بطريقة ما… بالراحة.

 

شعر أنه يستطيع أن يخبرها.

 

لكن في نفس الوقت أصبح متوترًا بعض الشيء.

 

كان خائفا من فقدان صديقه الوحيد.

 

وفي النهاية تنهد نيك وأخبر آريا.

 

عن الأسبرطيين…

 

وأما عن البحر القرمزي .

 

كان على آريا أن تأخذ نفسين عميقين.

 

كان هذا شيئا بالتأكيد.

 

كما استطاعت أن ترى مدى شعور نيك بالرعب أثناء حديثه عن البحر القرمزي.

 

“وأنت تلوم نفسك على ذلك؟” سألت.

 

“أنا الذي حررته”، قال نيك.

 

“لقد حررت مراهقًا، نيك”، قالت آريا.

 

“وفور الإندلاع، تجمع عدد من الخبراء والمتخصصين وحتى ماركوس أمام المبنى.”

 

“لا أحد يستطيع أن يتنبأ كيف ستسير الأمور.”

 

“لم يكن أحد يعلم أن بإمكانه امتصاص الأشباح.”

 

“لم يكن أحد يعلم أن هناك حفرة في الأرض.”

 

“لم يكن أحد يعلم أنه سيطور قدرة ضبابية مرعبة يمكن أن تقتل الآلاف من الناس.”

 

“بالتأكيد، كل هذا لم يكن ليحدث لولا أفعالك، ولكنك لم تكن الوحيد الذي فشل.”

 

“لقد فشل العديد من الأشخاص في ذلك اليوم، وهم جميعًا يتحملون جزءًا من اللوم.”

 

“تخيل طفلة غاضبة ترمي زجاجة الكحول التي يملكها والدها على الحائط. تصطدم الزجاجة بالحائط بطريقة تؤدي إلى انهيار المنزل بالكامل، مما يؤدي إلى مقتل عائلتها بأكملها في هذه العملية.”

 

“هل تعتقد أنه يجب إعدام هذا الطفل بتهمة قتل عدة أشخاص؟” سألت آريا.

 

تمكن نيك من رؤية من أين أتى منطق آريا.

 

ولكن هذا لم يغير مشاعره.

 

بدون أفعاله، كل هؤلاء الناس سوف يكونون لا يزالون على قيد الحياة.

 

لماذا يهتمون إذا كان نيك يريد قتلهم أم لا؟

 

وفي النهاية كان هو السبب في وفاتهم.

 

ومع ذلك، لا يزال نيك يشعر بالسعادة لأن آريا لم تكرهه.

 

في النهاية، تحدث نيك عن جوليان وكل شيء بعد ذلك.

 

كان الاثنان يتحدثان لعدة ساعات عند هذه النقطة، وكانت آريا مهتمة حقًا بحياة نيك.

 

وبعد أن سمعت الكثير عنه، فهمت نيك بشكل أفضل أيضًا.

 

أصبحت أفعاله أكثر منطقية الآن.

 

ومع ذلك، كان بإمكانها أيضًا أن ترى كيف كانت تصرفات نيك خاطئة.

 

كان نيك يقتل نفسه في الأساس بتعصبه للوصول إلى هدفه.

 

لقد عاشت آريا لفترة طويلة، وكانت تتمتع بخبرة كبيرة.

 

لقد عرفت أنه حتى لو تمكن نيك من إنقاذ الملايين من الناس…

 

لن يقل شعوره بالذنب قيد أنملة.

 

في الواقع، قد يزيد الأمر.

 

كان نيك في طريقه إلى التدمير الذاتي.

 

ومع ذلك، كانت آريا تعلم أيضًا أنها لا تستطيع البدء في الحديث عن هذه الأشياء.

 

لقد تشكلت عقلية نيك على مدى عقود من الزمن، وتغييرها سيستغرق وقتًا طويلاً والعديد من المحادثات الصغيرة.

 

أرادت آريا مساعدة نيك.

 

لقد فعل نيك الكثير من الخير للمدينة القرمزية.

 

“على الرغم من أن هذا ليس السبب الحقيقي، أليس كذلك؟” فكرت آريا بضحكة ساخرة.

 

نظرت آريا إلى نيك، الذي نظر إليها بدوره.

 

“قد يكون من الأفضل القفز في الماء البارد”، فكرت آريا.

 

“نيك” قالت آريا.

 

“نعم؟” سأل نيك.

 

“ماذا تعتقد عن الرومانسية؟”

 

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]

 

————

 

آريا فجرتها حرفيا