رواية المشعوذ الا انساني - الفصل 59 - إختراق

قال الرقيب ترافورد لـ إليسي: “سيدتي ، هل لي أن أطلب منكِ ألا تستخدمي قوتك؟ إذا قمت بذلك ، فسوف تتسببين بانفجارات قد تضر القريبين منك”.

” لديك نقطة .”

اتفقت إليسي مع الرقيب ترافورد ، مما منحه الأمل في أنها ربما لن تخترق القانون .لكن لسوء الحظ ، سرعان ما أدرك مدى خطأه عندما استدارت إليسي ونظرت نحو عضو آخر في فريقها وأمرته.

“افعلها أنت . قوتك رديئة بعض الشيء مقارنة بقدراتي ، لذلك لن تتسبب في أي انفجار . لا تقم بالكثير ، فجر دماغه فوراً ”

أومأ الرجل الذي وقف بجانب إليسي برأسه وهو يرفع يده ويوجهها نحو لوسيفر.

…

اقترب لوسيفر من الكشك الصغير الذي كان يبيع مجسمات الأبطال المشهورين ، لكن جذبت شخصية واحدة فقط انتباهه. كانت الخاصة بوالده.

بدا صاحب الكشك وكأنه رجل شاب في أوائل الثلاثينيات من عمره.

لاحظ الرجل لوسيفر واقفًا بالقرب من الكشك ، والذي كان ينظر للمجسمات ، كما لاحظ الملابس الراقية عليه .

” لا بد أنه طفل من عائلة ثرية .”فكر الرجل بسوء فهم بسبب الملابس .

“أي واحد أنت مهتم به ، أيها الشاب؟” سأل الرجل لوسيفر بابتسامة لطيفة.

“أريد ذلك” ، قال لوسيفر وهو يشير إلى المجسم.

أشاد الرجل باختيار لوسيفر: “آه ، شخصية المشعوذ زال أزاريل الذي سقط . اختيار جيد ، أيها الشاب”.

“هل تعلم ، لقد كان أحد أقوى المشعوذين المعروفين . لسوء الحظ ، لقد مات منذ فترة . على أي حال ، هذا المجسم مصنوع بالكامل من الزجاج ثم تم رسمه. يمكنك بالفعل رؤية جودته. إنه مجسم نادر لم يتم صنعه حتى الآن. لا أعتقد أنه يمكنك العثور عليه في أي مكان “.

ظل الرجل يمتدح العنصر من أجل بيعه.

قال الرجل وهو يلتقط المجسم ويسلمه إلى لوسيفر: “على الرغم من أنها باهظة الثمن ، يمكنني أن أعطيك بعض الخصومات. هنا ، يمكنك أن تشعر بالملمس بنفسك”.

مد لوسيفر يده لأخذه.

كان يحمل المجسم في يده ، وداعبه بعناية وهو ينظر إليه بنظرة غائبة ، فقد نفسه في الآلاف من ذكريات ماضيه.

“فووش”

توقف فجأة لأنه شعر بشيء قادم خلفه . كان على وشك الالتفات، لكن قبل أن ينهي ذلك رأى كرة صغيرة مكونة من الضوء متجهة نحوه .

لم تكن الكرة أكبر بكثير من رصاصة صغيرة ، لكنها احتوت على كمية كبيرة من الطاقة.

لم يستطع لوسيفر التفاعل حتى قبل أن يخترق الضوء مؤخرة رأسه . مرت عبر دماغه وخرجت من الأمام ، تاركة فجوة ورائها.

لكن الكرة لم تتوقف عند هذا الحد .

استمرت الكرة المغطاة بالدم الآن في مسارها وضربت المجسم الزجاجي لأب لوسيفر والذي كان يحمله في يده . فورا تحطم لقطع صغيرة ثم اصطدمت بالجدار قبل أن تختفي في النهاية.

…

تلا ذلك لحظة صمت قبل أن يتبعها هياج بعد أن أدرك المواطنون مقتل شخص .

…

على الرغم من وجود ثقب في رأس لوسيفر ، إلا أنه بدا غير مهتم ، ولكن يمكن رؤية دمعة في عينيه وهو ينظر إلى القطع الزجاجية في يده. تحطم المجسم ، ولم يتبق منه سوى جزء صغير.

بدأت الفتحة في رأسه بالالتئام، وسرعان ما شُفيت تمامًا . ولم تبقى سوى بعض قطرات الدم في جبهته ومؤخرة رأسه. لكن بدا لوسيفر وكأنه ميت بينما حدق بهدوء في قطع الزجاج المكسورة والتي كانت تشبه شخصية والده قبل لحظات قليلة.

كان صاحب الكشك قد نزل بالفعل على الأرض من الخوف ، لذلك لم ير الشفاء اللاإنساني لـ لوسيفر.

….

كانت الدمعة المنفردة تتساقط من عيني لوسيفر ، وتنتقل ببطء عبر خديه قبل أن تسقط على الأرض.

بدأ البرق الأسود في الخفقان حول لوسيفر على الرغم من أنه لم يكن يتحرك. استمرت شدة الإضاءة في الارتفاع  شيئاً فشيئاً كما لو كانت تهدف إلى تدمير العالم كله خلال غضبه وحزنه.

بطريقة ما كانت تحدث ظاهرة غريبة في نفس الوقت.

السماء التي كانت غائمة قليلاً سابقا أصبحت فجأة مغطاة بالغيوم الداكنة بالكامل . ظهر البرق في السماء كما لو كان يعبر عن غضبه تضامنا مع مشاعر لوسيفر.

لم يمض وقت طويل قبل أن تبدأ قطرات الماء في السقوط.

في غضون ثوان قليلة ، تغيرت الأمطار الخفيفة إلى هطول بكميات غزيرة.

معظم الأشخاص الذين كانوا حاضرين هنا بدءوا بالفعل في الهروب منذ فترة طويلة. أولئك الذين أرادوا البقاء لمشاهدة ما كان يحدث بدأوا أيضًا في الجري لأنهم شعروا بعاصفة رعدية قادمة ولم يكن الأمر يستحق البقاء هنا.

كانت إليسي وفريقها ورجال الشرطة لا يزالون يقفون هناك بصدمة وهم ينظرون إلى ظهر لوسيفر بدهشة على وجوههم.

كانت قطرات الماء تجعل أجسادهم مبللة بالكامل ، لكن المشهد الذي قبلها كان أكثر روعة.

**

لاأدري معنى الجملة سابقة..

**

لم تستطع إليسي أن تصدق بأن لوسيفر لا يزال قادراً على الوقوف رغم اخترق الكرة لدماغه . لقد رأت ذلك بأم عينيها.

حدق الجميع في صورة لوسيفر المقفرة ، وهو غارق في الماء ، لكن لم يستطع أحد رؤية وجهه.

إذا نظروا إلى وجهه ، لكانوا قد رأوا طفلاً يبدو تائهًا. كانت العديد من القطرات تتساقط على وجهه ، كان من الصعب تحديد ما إذا كانت ناتجة عن المطر أو دموع الحزن.

تم غسل الدم الذي كان يغطي جبهته ، وتبلل شعره الفضي الطويل بالكامل .

“لقد شفي … حتى من هذا الهجوم؟ أي نوع من المستيقظين هو؟” تمتمت. “حسنًا ، سأفعل ذلك بنفسي.”

عاقدة العزم على إنهاء الأشياء بنفسها ، استخدمت قوتها الكاملة ، رفعت إليسي يدها . وهي تريد تفجير جسد لوسيفر إلى قطع صغيرة لترى ما يمكنه فعله.

.

……….

……………….

……………………………

✤ ترجمة : IxShadow ✤

……………………………

……………….

……….

.