الساحر اللانهائي - الفصل 538
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
ادعم رواية الساحر اللانهائي لزيادة التنزيل اليومي
الفصل 538 : تلك المشكلة -2-
“يا تجسيد رع! امنحنا الخلود! أجسامًا لا تموت!”
تصاعدت الهتافات وانتشرت خارج المدينة، بينما كانت القيادات تراقب سطح الأرض بعناية، تتحسس أي حركة مشبوهة من سكان الأرض السفلى.
لتجنب إفساد الأجواء، تقدم الكاهن بخطوات هادئة وبدأ بتنفيذ الطقوس.
“الآن، سيتم اختيار حاكم المستعمرة.”
“هذا أمر لا يمكن قبوله!”
صرخ الحاكم بغضب وخوف يشوب عينيه:
“ذلك الفتى هو من القدماء! إنه عبدنا! كيف يمكن لأبناء الشمس العظماء أن يُحكموا من قبل عبد؟!”
أثارت احتجاجاته المصيرية همهمات بين الناس.
بالنسبة لأبناء الشمس، كان الضوء هو الغذاء الوحيد، لكن فكرة أن يحكمهم عبد بين ليلة وضحاها كانت أمرًا لا يُحتمل.
“فكروا جيدًا! كيف يمكن لمن ليس من أبناء الشمس أن يتحكم بالضوء؟ هذا خداع، وليست لغة السَّامِيّن ! وإذا فقد قوته يومًا، فكيف ستواجهون الظلام؟”
بدأ الناس يتأثرون بكلامه. في تلك اللحظة، اقترب رجل نحيل ذو أجنحة تشبه الخفافيش من الكاهن.
كان ذلك “إكسر”، أحد الحراس.
“كاهن، هل رأيت لغة السَّامِيّن في ذلك الفتى؟”
بينما كان الكاهن يرد عليه، اقترب شيرون من الحاكم محاولًا تهدئة الأمور.
“اسمع، أنا لا أبحث عن مكاسب من هذا النزاع. إذا لم تكن هناك نية للإضرار بي، سأبقى في هذه المستعمرة…”
قبل أن يكمل كلامه، قطع رأس الحاكم فجأة.
عندما رفع شيرون نظره، كان إكسر يطفو في الهواء، ممسكًا بسيفين متقاطعين على شكل “X”.
هبط بخفة وكأن الأرض لم تغادر قدميه أبدًا، ثم مشى نحو الناس وأعلن:
“بهذا، تم تحديد حاكم المستعمرة. إذا كان لأحد اعتراض، فليأتِ إلي.”
“وااااااااا!”
تعالت الهتافات من الجميع.
لم يكن لديهم خيار سوى قبول الواقع، فالضوء كان ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها.
من جهة أخرى، لم يكن شيرون مرتاحًا.
في غضون ساعة فقط، قُطع رأس شخص كان يُعتبر رمزًا مقدسًا كالشمس نفسها.
‘لنتقبل الوضع حاليًا. للبقاء هنا، عليّ استغلال كل ما يمكن.’
عاد شيرون إلى المعبد وجلس على العرش، بينما كان الحراس الأربعة يقفون على الجانبين لحمايته.
انحنى الكاهن أمامه، موضحًا واجبات الحاكم.
لم تكن مهامًا معقدة؛ العبيد كانوا يقومون بالأعمال اليومية، وكان كل ما يُطلب من شيرون هو إضائة المستعمرة بسحر الضوء.
لكن المكافأة كانت سلطة مطلقة.
كما أن كل النمل يضحي بحياته من أجل ملكته التي لا تفعل شيئًا سوى التكاثر، كان أبناء المستعمرة مستعدين لفعل أي شيء طالما كانت المستعمرة مضاءة.
‘لقد اكتسبت قوة تمكنني من التخطيط. لكن لا يمكنني قضاء حياتي كأنني مصباح مضيء. للبقاء على قيد الحياة، عليّ…’
إعادة بناء الحضارة البشرية.
كان هذا أعظم هدف يمكن أن يسعى إليه إنسان في عالم مدمر.
/سانجي : راح نقلب أنمي dr stone /
نظر شيرون إلى الكاهن وسأله:
“ما اسمك؟”
“ببيتو، يا سيدي. وُلدتُ بقدرة على رؤية لغة السَّامِيّن .”
بدأ ببيتو بشرح كيفية ولادة الحراس.
“هممم، طفرات ناتجة عن شجرة الحياة…”
بعد ذلك، قدم الحراس أنفسهم واحدًا تلو الآخر.
كان الأخير رجلاً ضخمًا ضرب صدره قائلاً:
“أنا طارق. وُلدتُ بحراسة تُعرف بقدرة الانفجار.”
“قدرة الانفجار؟”
كشف طارق عن ساعده، حيث أصبحت عضلاته صلبة كالصخر وظهرت فجوات صغيرة كفوهات بركانية.
“هيا!”
مع صوت انفجار صغير، أطلقت الفوهات غازات تسببت في نشوب لهب حول ذراعه.
“هذا مجرد استعراض خفيف أمام الحاكم. لكن مع سكان الأرض السفلى، الأمور مختلفة تمامًا. ثق بي في المعارك.”
بعد أن تعرف شيرون على قدرات الحراس، أومأ برأسه ونزل من العرش.
ثم نادى:
“إكسر، صحيح؟”
لمعت عينا شيرون بنظرة حادة.
“نعم، هل هناك أمر تود توجيهه؟”
“لا تتصرف بشكل فردي تحت أي ظرف دون أن تتلقى أوامري.”
كان يشير إلى عملية اغتيال الحاكم التي نفذها إكسر.
“لكن وجود شمسين في المستعمرة…”
“أنا أعلم ذلك. لكن أمام قرارات لا رجعة فيها، يجب أن نتصرف بحذر. على سبيل المثال، كان يمكن استخدام الحاكم كأداة للمفاوضة مع القوى المعادية.”
نظام المستعمرة لا يعترف بالمفاوضات، لكن كلمات الحاكم كانت بمثابة القانون، مما أجبر إكسر على القبول دون جدال.
“سأضع ذلك في اعتباري.”
بالرغم من ذلك، ولأن اغتيال الحاكم سهّل لشيرون الوصول إلى السلطة، لم يرد أن يُطيل الحديث في الأمر.
“الليل قد تأخر. عودوا واستريحوا. سنبدأ العمل رسميًا غدًا صباحًا.”
كما ظهروا في البداية، اختفى الحراس الأربعة كنسمة ريح، واختفى ببيتو أيضًا بعد أن وصل الكود الخاص به.
جلس شيرون وحيدًا على العرش، متكئًا بذقنه على يده، غارقًا في التفكير.
“من الآن فصاعدًا، سيكون لدي الكثير لأفعله. لتحقيق هدفي، عليّ أن أعزز السيطرة. يجب أن أكون حازمًا.”
منصب الحاكم الذي يحظى بتقدير أبناء الشمس لم يكن يعني لشيرون سوى مسألة بقاء.
—
في منشأة تحت الأرض تغمرها الظلام، أُضيئت العشرات من الشاشات في آنٍ واحد.
لم يكن هناك أي كائن حي، حتى الحشرات الطائرة، في منشأ ميوكاس هذا، لكن ظلالًا سوداء تشبه شكل الإنسان تحركت بين الشاشات.
“التحقق من مقياس كتلة الطاقة. المستوى الحالي: 428%.”
رافق الصوت العميق صوت نقر على لوحة المفاتيح، وبدأ الكمبيوتر بعرض خطوط البرمجة التي ملأت الشاشات.
“تشغيل نظام التنقية. الكود رقم 387.”
ضغط على زر “Enter”، فبدأت آلاف الأسطر البرمجية بالتدفق بلا نهاية.
ملأت أصوات المراوح الغرفة، وومضت الشاشات أثناء تشغيل النظام.
“تم الإنجاز. إيقاف تشغيل البرنامج.”
انطفأت جميع الشاشات في وقت واحد، واختفت الظلال في الظلام.
بعد عشر دقائق، انطلقت مئات القذائف من أرجاء المدينة، متجهة نحو السماء.
—
صوووواااااااا!
كما لو أن السماء قد ثُقبت، بدأ المطر يتساقط بغزارة منذ الصباح الباكر.
حجبت السحب الداكنة ضوء الشمس، لكن سكان المستعمرة خرجوا مهللين ومبتهجين.
“المطر! إنه المطر! أخيرًا، المطر يتساقط!”
“يا رع العظيم! نشكرك على بركتك!”
ملأ أبناء الشمس أفواههم بماء الحياة المتساقط من السماء، بينما كان العبيد ينقلون أوعية ضخمة لجمع الماء.
“هممم. همممهممم.”
كانت “يو” في مزاج جيد منذ الصباح.
لم يكن السبب فقط أن المطر يهطل لأول مرة منذ 60 يومًا، ولكن أيضًا لأنهم سيبدأون في خدمة حاكم جديد.
كانت تدندن بلحن غير واضح بينما تتفقد مظهرها في انعكاس يدها الفضية، عندما سُمعت طرقات على الباب.
“هيه! ماذا تفعلين؟ ألم تسمعي أوامر الحاكم؟”
“حسنًا، أنا قادمة الآن.”
كان ثلاثة من الحراس ينتظرونها خارج الباب.
نظر “تاركانغ” إلى “يو” باستياء، إذ كانت ترتدي ملابس أنيقة وقد زينت عينيها.
“ما هذا؟ هل كنتِ تحت الشمس لفترة طويلة؟ لماذا تبدين بهذا الشكل؟”
“لا تتدخل. لنذهب بسرعة، وإلا سنتأخر عن اجتماع الصباح.”
“أنتِ أكثر من تأخر.”
علق تاركانغ بتذمر بينما خرجت “يو” من الغرفة.
على الطريق المؤدي إلى المعبد، صادفوا الكاهن ببيتو وهو يسير على عجل.
سأله “كاروف”:
“إنه المطر.”
ضحك ببيتو قائلاً:
“رع يرحب بالحاكم الجديد. ولكن، هل ما زلتَ في طريقك للصعود؟”
“نعم، لقد تلقيتُ الأمر للتو.”
تنهّد “بيبيتو” بصوت مسموع.
“وأنا كذلك. في المستعمرة لا يوجد الكثير لفعله، لكن الحاكم قرر إقامة تجمعات صباحية يومية. وأيضًا ما قاله لـ ‘إكسر’ بالأمس يظهر أن الحاكم الجديد يملك شيئًا غير اعتيادي.”
لم يتحدث أحد عن أصول “شيرون”، وغيّر “كاروف” الموضوع بمهارة.
“لكن المطر تأخر هذه المرة. عادةً كان يتساقط كل 30 يومًا تقريبًا، لكن يبدو أن الفترة أصبحت أطول.”
في هذا العالم بعد الكارثة، لم يكن هناك بحر، وهذا واضح حتى من وجود “أسماك السماء”. لذا لم يفهم أحد سبب هطول المطر.
كان الناس يعتبرونه معجزة من “رع”، مثلما تنمو الشجرة الحية وتنتج البشر.
“حارس الشمس يستجيب لنداء الحاكم.”
دخل الحراس إلى المعبد وانحنوا أمام العرش.
لم يكن العبيد الذين كانوا يخدمون الحاكم موجودين، وكان “شيرون” يستقبلهم وحده بنظرة صارمة.
‘من الغريب كيف يمكن أن يتغير الشخص خلال يوم واحد. بالتأكيد لم يكن شخصية عادية حتى في العصور القديمة.’
بينما كان الكاهن يفكر في هذا، قال “شيرون”:
“بدءًا من اليوم، سأباشر الحكم كقائد للمستعمرة. لذلك على الحراس حضور الاجتماعات الصباحية يوميًا وتقديم التقارير.”
قال “كاروف” بنبرة مليئة بالاعتذار:
“لكن المستعمرة تعيش في سلام. علاوة على ذلك، لا حاجة لتكليف نفسك بهذا العناء يا تجسيد رع.”
قاطع “شيرون” كلامه وسأل:
“كم عدد المستعمرات في هذه المدينة؟”
نظر الحراس إلى بعضهم البعض قبل أن يتحدث الكاهن:
“لا نعلم بدقة، لكن يُقدر أن هناك حوالي ثلاث مستعمرات.”
“تقدير؟ أتعني أنكم تعيشون في نفس المدينة ولا تعرفون عدد المستعمرات؟”
“أبناء الشمس يتبعون إرادة رع فقط. طالما أن هناك تجسيدًا لرع في تلك المستعمرات، لا نرى سببًا للتدخل.”
‘هذا أشبه بمجتمع النمل.’
حتى في مجتمعات النمل، ما يوحدها ليس النوع بل الملكة.
“إذن، من الآن فصاعدًا، سنبدأ بالاتصال. أبلغوا أقرب مستعمرة أن الحاكم هنا يرغب في التفاوض.”
رفع “تاركانغ” رأسه وسأل:
“لا أعترض على الأمر، لكن لماذا يجب أن نفعل ذلك؟”
في عالم “الأبوكاليبس”، حيث السيطرة هي كل شيء، كان اجتماع شمسين من المستعمرات أمرًا محرجًا.
لكن “شيرون” كان عازمًا على تغيير هذا العالم.
“سأقترح تحالفًا. لا يمكننا أن نبقى محبوسين داخل المستعمرة إلى الأبد. هناك أجهزة يمكنها إشعاع الضوء خارج المستعمرة. ولكن في الوقت الحالي، هناك الكثير من المخاطر. أريد أن أتعاون مع مستعمرات المدينة لتحقيق ذلك.”
قال “إكسر”:
“أنتَ نورنا الوحيد، ولا حاجة لنا بأي نور آخر.”
قد يكون هذا صحيحًا بالنسبة لأبناء الشمس، لكن ماذا عن البشر القدامى؟
أولئك الذين تعرضوا لغسيل دماغ، أو ما زالوا نائمين في أجهزة التجميد الصناعي، لم يكن بإمكانهم أن يكونوا سعداء في هذا العالم.
“هل تعني أنك لن تطيع أمري؟”
أدرك الحراس خطأهم وانحنوا سريعًا.
بالنسبة لأبناء الشمس، كان التساؤل الشخصي ترفًا لا مكان له أمام نور مستقبلهم.
“نعتذر. من يجب أن نرسل؟ أعطنا أمرك، وسننهي المهمة بأي ثمن.”
“الخروج خارج المستعمرة خطير، لذا أرسلوا أكبر عدد ممكن. سيذهب ثلاثة حراس للتفاوض، ويبقى واحد ليرافقني.”
كان الأمر الأول منطقيًا، لكن الأمر الثاني أثار حيرة الجميع.
“مرافقتك؟ إلى أين بالتحديد؟”
“بدءًا من اليوم، سأقوم بفحص المدينة. لا مشكلة بالخروج من المستعمرة أثناء النهار، فالضوء موجود.”
تفاجأ الكاهن وصرخ:
“لا يمكن! هذا خطير جدًا! إذا حدث لكَ أي مكروه، فالمستعمرة ستضيع… أُغ!”
عند رؤية عيني “شيرون” المفتوحتين بشدة، ارتجف “ببيتو”.
نسي حقيقة أن هذا الحاكم الجديد لم يكن يجيد التحكم بالنور فقط، بل كان بارعًا في القتال أيضًا.
‘حقًا، إنه شخص لا يمكن مقارنته حتى بالحراس. ماذا نفعل الآن؟’
بدت ملامح الحراس مربكة أيضًا.
حتى مع قوته القتالية، كان من غير المسبوق أن يخرج الحاكم، الذي يمثل أولوية الحماية القصوى، خارج المستعمرة.
“سأكون أنا من يرافق الحاكم!”
قطعت “يو” أجواء التردد واقفة بسرعة.
“دع الأمر لي! سواء كانوا سكانًا تحت الأرض أو ميوكاس، سأحمي الحاكم في أي ظرف!”
“هممم.”
نظر “شيرون” إليها برضا، بينما ارتسمت على شفتي “يو” ابتسامة خفية.
__________
استاذ كاتب… ايش دخلنا بهذا العالم؟ احنا جايين نزور توقيع وخلص…
ترجمة وتدقيق سانجي