الساحر اللانهائي - الفصل 521
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
ادعم رواية الساحر اللانهائي لزيادة التنزيل اليومي
الفصل 521 : السياف المجهول -5
دخلت المعركة في حالة من الهدوء المؤقت.
رغم أن المعركة خلفت بالفعل عشرات القتلى، مما أشعل حماسة قطاع الطرق إلى حد الجنون، إلا أن المشهد الذي قطع فيه “ريان” كرة النار بسيفه كان صادمًا لدرجة أطفأت تلك الحماسة في لحظة واحدة.
غضب الياشا يتجاوز القوانين ويتجلى في أفعال ملموسة تُعرف باسم “الأكجن”.
ومن بين تلك الأفعال، كان “الإنكار” (Deny) التقنية الفريدة لـ”ريان”، التي تعتمد على إرادته المطلقة في كسر إرادة خصومه.
يمكن تلخيصها في عبارة: “إذا كان عليك أن تفعل شيئًا، فيجب عليك أن تفعله.”
هذه التقنية تعمل على تكرار القوانين بشكل غير محدود، مما يؤدي إلى نفي كل منطق أو قانون آخر في العالم.
“كيف يمكن قطع السحر؟”
ما زال الساحر غير قادر على تصديق ما حدث.
بطبيعة الحال، كرة النار التي تجمع بين المعرفة المطلقة والقوة المطلقة يمكن أن تُقطع داخل منطقة الأرواح لأنها تعمل كالنار الحقيقية.
لكن المشكلة ليست في قطع النار، بل في اختفاء السحر بالكامل كما لو أن أحدهم أطفأ شمعة فجأة.
حتى قطاع الطرق، الذين لا يفقهون شيئًا في السحر، أدركوا أن هذا ليس بالأمر الطبيعي.
“أفهم الآن…”
نهض “فاكن”، حامل الرمح الأحمر، من مكانه.
رغم أنه لم يستطع فهم كل ما جرى، إلا أنه أدرك أن ما رآه يتجاوز الأحداث المألوفة.
في ساحات المعارك، تنتشر شائعات عن مبارزين يمتلكون قدرات لا يمكن تفسيرها بالقوانين المعتادة، وربما كان “ريان” واحدًا منهم.
‘ما الذي جعل فتى صغيرًا يقتحم معسكرنا بكل هذه الجرأة؟’
قبض “فاكن” على رمحه الأحمر وأصدر أوامره:
“اقتلوه بكل ما أوتيتم من قوة! هذا الرجل ليس كمَن عرفناهم من المبارزين.”
تأهب القادة المحيطون، وسحبوا أسلحتهم، ونظروا إلى “ريان” بنظرات مملوءة بالكراهية والغضب.
“الهجوم الشامل!”
انطلق “فاكن” من المنصة ملوحًا برمحه، مما جعل قطاع الطرق الذين كانوا في حالة ذهول يستعيدون تركيزهم ويندفعون نحو “ريان”.
أما “ريان”، فقد وقف بثبات ونظر إلى خصومه بهدوء.
‘لا تدع العاطفة تسيطر عليك.’
ركز كل إرادته على كل حركة وكل لحظة.
كلما تحرك سيفه الكبير، كان الأعداء يسقطون واحدًا تلو الآخر، كأنهم قطع ورق تقطع بسكين حاد ومستقيم.
كانت تلك التقنية البسيطة والمثالية هي التي أكسبته لقب “فارس الرياح”.
/سانجي : فارس الماها أو فارس الرياح … كلاهما نفس المعنى تقريبا لذا ايهما تفضلون؟/
عندما انخفض عدد قطاع الطرق إلى أقل من 50، بدأت المعركة تميل لصالح “ريان”.
لكن أن يقتل شخص واحد أكثر من 70 شخصًا بمفرده كان أمرًا غير معقول، مما جعل قطاع الطرق يشعرون بالخوف الشديد.
حتى أن مجرد النظر في عينيه كان يجعلهم يشعرون وكأن قلوبهم قد توقفت.
“تعال إلى هنا أيها الفتى!”
اندفع “فاكن” نحوه ملوحًا برمحه الأحمر.
عندما تصادم الرمح مع السيف، شعر “ريان” وكأنه اصطدم بجدار فولاذي.
‘هذا هو فاكن اذن.’
أدرك “ريان” أن خصمه ليس عاديًا.
قدرات “فاكن” البدنية كانت مضاعفة بفضل تقنية “التعزيز المضاعف”، التي تضاعف فعالية القوة بشكل كبير.
“هاها! أهذا كل ما لديك؟ أرني قوتك كما فعلت قبل قليل!”
هاجم “فاكن” بلا هوادة، مما دفع “ريان” للتراجع بشكل مستمر.
رغم مهارته، كان من الصعب على “ريان ” مواجهة “فاكن” وقادة قطاع الطرق المحيطين به في وقت واحد.
‘جدي… كيف فكرت في القيام بشيء كهذا؟’
وسط المعركة، تذكر “ريان ” كلمات جده “أوجنت كلومب”.
كان يعيش في كنف أسرته باعتباره الابن الأصغر، يعتقد أن القضاء على قطاع الطرق ليس إلا مهمة بسيطة.
لكن الآن، بعد أن واجههم بنفسه، أدرك مدى بساطة تفكيره، ومدى ضعفه أمام الواقع.
‘ما زلت جاهلا.’
ضيق “فاكن” المسافة بينه وبين “ريان “، وكان يراقب ردود أفعاله عن كثب.
لاحظ أنه يتردد في كل مرة يواجه فيها خطرًا حقيقيًا.
رغم أن “ريان ” كان ينجح في التغلب على الأزمات، إلا أن قلة خبرته كانت واضحة.
‘إنه عنيد، لكنه يفتقر إلى الحيلة. كيف وصل إلى هذا المستوى؟ كان من المفترض أن يموت منذ زمن.’
كان هذا تقييم “فاكن”، الذي أمضى حياته في ساحة المعركة.
“آه!”
اخترق الرمح الأحمر جانب “ريان “، مما تسبب في جرح كبير بحجم قبضة اليد.
كان “فاكن” يستهدف قلبه، لكنه أخطأ الهدف قليلاً، مما جعله يشعر بالدهشة.
‘غريب…’
السيف العظيم ارتفع ليمر بجانب أنف “فاكن”.
طعن
قبض “ريان ” على أسنانه وهو يتحمل الألم، في حين انقلبت حدقته للأعلى، لتظهر من جديد صورة “التجسد” الخاصة به.
رغم خبرته، لم يستطع “فاكن” إخفاء شعوره بالارتباك.
ما رآه لم يكن مجرد صورة حقيقية، بل شعورًا أشبه بتصور غريزي ينبعث من “ريان ” ليخلق صورة ضخمة وغير محدودة.
كانت ضخامة ذلك التجسد تجعل كل شيء يبدو صغيرًا أمامه، وكأنه أعظم شيء يمكن أن يوجد في العالم.
حينها عم صوت غريب.
سمع الجميع صوتًا أشبه بصوت إخراج الشعيرية من الماء، وظهرت خطوط سوداء من جرح “ريان “، تتشابك بسرعة لتُعيد تشكيل الجرح وكأن شيئًا لم يحدث.
“يتجدد؟”
كانت هذه الظاهرة غامضة، غير قابلة للتفسير حتى باستخدام قوانين “المخطط”.
“آآآه!”
اندفع “ريان “، محاطًا بالغضب الذي انفجر داخله، مما جعله غير قادر على التحكم بنفسه.
لكن هذا الغضب لم يكن عشوائيًا؛ كان دافعًا قويًا للقتال، أشبه برغبة مدمرة لمواجهة خصوم أقوى.
“هذه فرصتنا! اقتلوه!”
صرخ “فاكن”، مستغلًا أن اندفاع “ريان ” ترك دفاعاته مكشوفة.
لكن ما فعله “ريان ” لم يكن مجرد إهمال، بل كان أقرب إلى قتال بشري بلا حياة، حيث لا يهتم بالنجاة بقدر اهتمامه بالقتال.
“إنه يهاجم وكأنه غير حي…”
حاول “فاكن” تشجيع رجاله، لكن الخوف الذي أشاعه “ريان ” كان أكبر من قدرتهم على التحمل.
“أيها الحمقى!”
تقلص عدد أفراد عصابة قطاع الطرق إلى 22 شخصًا فقط.
إذا خسر المزيد من رجاله، فلن يكون هناك سبيل للتراجع.
لاحظ “فاكن” أن “ريان ” يقترب من “بريز” الساحر، فقرر أن يضحي ببعض رجاله ليمنع ذلك.
استخدم تقنياته في المبارزة ليواصل طعن “ريان “، إلا أن أصواتًا غريبة بدأت تتردد في ذهن “ريان “، أشبه بهمسات الرياح من قاع وادٍ عميق.
‘أنا خائف… خائف جدًا، يا شيرون.’
تساءل “ريان ” في داخله عن سبب وقوعه في مثل هذا الموقف.
حتى عندما استعاد ذراعه اليمنى بعد أكل ذراع “يوميير”، وحتى عندما حصل على سيف “إيديا” وخاض معارك كثيرة، لم يسمع هذه الأصوات.
لكن هذه الأصوات بدأت منذ أول إصابة قاتلة تعرض لها.
‘حتى جدي ‘كلومب’ لم يسمعها إلا مرة واحدة في حياته. لماذا تستمر هذه الأصوات معي فقط؟’
ما كان “ريان ” واثقًا منه هو أن هذه الظاهرة لن تستمر إلى الأبد.
‘لا يهم. طالما بإمكاني القتال الآن!’
قبض “ريان ” على سيفه العظيم بشدة، وهاجم بقوة كافية ليتسبب في تصدع عظام “فاكن”.
“هاهاها!”
ابتسم “فاكن” ابتسامة مجنونة وهو يحاول صد هجوم “ريان ” من مسافة قريبة.
أظهر وجهه المجنون بين الأسلحة المتقاطعة وقال:
“هل تريد أن تترك اسمك في التاريخ؟ تظن أن الأمر بهذه السهولة؟”
“لقد انتهيت. مستقبلك لن يكون سوى جثة تتغذى عليها الطيور.”
صاح “فاكن” مخاطبًا رجاله:
“ماذا تنتظرون؟ اقتلوه!”
لكن لم يجبه أحد.
“لا يمكن…!”
نظر “فاكن” حوله بقلق، ليكتشف أن جميع رجاله قد سقطوا.
كان “ريان ” قد قضى على كل أفراد عصابة قطاع الطرق الـ120 في غضون ثلاث ساعات.
“ربما… هذا الرجل أيضًا…”
كانت الأفكار تجتاح عقل “فاكن” بينما ينظر إلى “ريان “، الذي بدا وكأنه تجسيد للموت نفسه.
بينما كان “فاكن” يدير رأسه متأملًا ما إذا كان سيتمكن من ترك بصمة في التاريخ، قطعت أفكارَه كلمةٌ واحدةٌ حازمة خرجت من شفتي “ريان “:
“متْ.”
شعر “فاكن” بقناعةٍ مطلقة أنه سيموت.
القوة المهيبة التي حملتها تلك الكلمة جعلت الموت يبدو أمرًا محتومًا.
“ها…!”
حاول “فاكن” قول شيء، لكن الوقت لم يسعفه، حيث رفع “ريان ” ذراعه ببطء شديد.
عندما رأى “فاكن” جسد “ريان ” المكشوف، ظهرت لديه بارقة أمل:
‘إذا طعنت القلب… ربما أعيش.’
لكن فجأة أدرك شيئًا مذهلًا:
لم يكن قادرًا على تحريك جسده، ولا حتى لسانه الذي كان يحاول التحدث به.
كان هذا نتيجة الاختلاف الزمني الناتج عن سرعة “ريان ” الخارقة.
في اللحظة التي تحركت فيها ذراعا “ريان “، بسرعة تفوق بكثير أي إدراك بشري، كان السيف العظيم قد ضرب الأرض بقوة ساحقة.
“بوووووم!”
تردد صدى الضربة كأن العالم قد انقسم إلى نصفين، وانقسم جسد “فاكن” إلى قسمين.
“آااااا!”
تحمل “ريان ” الألم الناتج عن دفع جسده إلى أقصى حدوده، مع شعور غريب وكأنه يتحول إلى كائن آخر.
“هُوُوُوُ.”
بعد حوالي خمس دقائق، تمكن “ريان ” من رفع جسده المنهك.
“سأحتاج إلى يومين لأتعافى.”
ورغم ذلك، فقد نجح في البقاء على قيد الحياة.
مع انتهاء هذا القتال، شعر أنه حرر نفسه من التزاماته تجاه عائلة “سيلفيا”.
“لن أضعف مجددًا.”
معركة جعلته أقرب إلى الموت من الحياة، لكنها أضافت إلى قوته دروسًا غالية.
________
بينما كان “ريان ” يلتقط أنفاسه، ظهر صوت من مدخل المعسكر:
“يا للصدفة السعيدة، لم أكن أتوقع أن تكون هنا.”
استدار “ريان ” ليرى رجلاً طويل القامة يرتدي درعًا أسودًا، يتفحص الجثث بنظرة ساخرة.
خلفه كان يقف شاب يحمل قلمًا وورقة، وكان واضحا أنه متدرب من عائلة نبيلة.
“من أنت؟” سأل “ريان “.
رد الرجل:
“أنت فارس ماها، صحيح؟ سمعت الكثير عنك.”
“فارس ماها؟”
لم يفهم “ريان ” اللقب، لكنه لم يهتم كثيرًا. في تلك اللحظة، أخرج الرجل سيفًا طويلًا مزخرفًا من نفس المادة السوداء.
“الأمر كما توقعت. المشهد أمامنا دليل على قوتك.”
شعر “ريان ” بالتهديد عندما أطلق الرجل هالة قاتلة، مما جعله يتخذ وضعية دفاعية.
“تدمير عصابة؟ كنت أفعل هذا عندما أشعر بالملل.”
أدار الرجل السيف بين يديه وأخذ وضعية استعداد.
“ماذا تنتظر؟ هيا، هاجمني. أو أنك تنتظر الموت بلا مقاومة؟”
وقف الاثنان على مسافة 20 مترًا. بالنسبة لسيف “ريان “، كانت هذه مسافة قريبة بالنظر إلى سرعته.
“تعال إذًا، سأكشف حقيقتك.”
اختفى “ريان ” عن الأنظار في لحظة، وظهر خط أفقي ممتد، وكأنه يقسم العالم.
قبل أن يدرك الرجل ما حدث، كان جسده قد انقسم، مع سيفه ويده، إلى أجزاء متناثرة.
المتدرب الذي كان يراقب الموقف بقي متجمدًا في مكانه، غير قادر على كتابة أي شيء.
رأى “ريان ” يبتعد عن المكان، يمسك سيفه العظيم بينما كانت عضلاته تنفجر وتتجدد ببطء.
______
أخذ “ريان ” يتحدث إلى نفسه:
“سأصبح أقوى… وسأصل إلى نهاية العالم… لأنك ستكون بجواري هناك، أليس كذلك، شيرون؟”
بعد أن اختفى “ريان “، بلع المتدرب ريقه بصعوبة، بينما كان يرتجف من رهبة ما رآه.
“الشائعات… كانت صحيحة.”
بدأ القلم في يده المرتعشة يسجل الكلمات ببطء على الورقة:
“فارس ماها.”
(نهاية المجلد 21)
____________
ريان مستوى ثاني صار ☠️
ترجمة وتدقيق سانجي