الساحر اللانهائي - الفصل 520
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
ادعم رواية الساحر اللانهائي لزيادة التنزيل اليومي
الفصل 520 : السياف المجهول -4-
عند مدخل جبل “آرتشي”، توقف “ريان” ليغرق في أفكاره:
‘لا يمكن إنقاذ جميع الناس في هذا العالم.’
وأيضًا، حتى لو أراد إنقاذ أحدهم دون امتلاك القوة اللازمة، فذلك سيكون بمثابة انتحار.
قال بهدوء وكأنه يخاطب نفسه:
“أعلم ذلك، شيرون.”
أدرك أن هذا التصرف لا يشبه شخصيته.
التقدم نحو الموت مع علمه المسبق بذلك، والهجوم على قلب العدو لينتهي بسقوط بطولي، هذا هو.
“نعم، هذا ليس ما يناسبني.”
ابتسم “ريان” وقال:
“سأتبع قلبي حيثما يقودني.”
كانت المناظر الطبيعية خلابة، وزقزقة العصافير النقية تنساب عبر الوادي، ناشرة شعورًا منعشًا.
لكن الموت الذي كان ينتظره في منتصف الطريق شوّه تلك المناظر الجميلة إلى حد جعله يشعر بدوار.
ومع ذلك، تسارعت خطواته التي تخترق الأدغال.
إذا كان لا بد من إنهاء الأمر، فلا داعي لإضاعة الوقت.
فحتى لو عاش خمس دقائق إضافية، لن يغير ذلك شيئًا من حياته السابقة.
عندما اقترب من معسكر قطاع الطرق، واجهه اثنان من الحراس الذين كانوا في دورية خارجية، وسحبوا سيوفهم لقطع طريقه.
“من أنت؟ هل تعرف أين أتيت؟”
واصل “ريان” تقدمه دون إبطاء.
وعندما لاحظ الحارسان جسده المدرب والسيف الكبير المعلق خلف ظهره، امتلأت أعينهم بالخوف.
“توقف! إذا كنت لا تريد الموت. من تكون؟”
بدلاً من الرد، مد “ريان” يده إلى مقبض سيفه الكبير.
“أيها الوغد…!”
ركض الحارسان نحوه منحدرين باتجاهه وهما يلوحان بسيوفهما.
قال بصوت حازم:
“أنا ريان.”
عندما نطق باسمه، بدت ملامحه مشدودة، والهواء الساخن يخرج من بين أسنانه المتماسكة.
“سيف شيرون.”
ارتجفت أعين الحراس من الصدمة، كما لو أن موجة عملاقة تندفع نحوهم من الأفق.
_____
في مكان آخر، شعرت “سيلفيا” برعب غريب يسيطر عليها وضغط يجعلها تشعر بضرورة التحدث بأي شكل من الأشكال.
“ولكن لماذا تبحثون عن هذا الرجل؟”
استرخى “رامداس” على كرسيه وهو يلف شاربه بأصابعه ببطء.
“هممم… حسب الشائعات، يُقال إنه بلغ ما يُعرف بـ’التجاوز السَّامِيّ’.”
“التجاوز السَّامِيّ؟”
“إنه تحريك الجسد بقوة الإرادة وحدها. بالطبع، من غير المؤكد ما إذا كان ذلك ممكنًا فعلاً.
لكن بالنسبة للمبارزين، يعد هذا موضوعًا مثيرًا للاهتمام.
حتى أنني خرجت في هذا العمر في رحلة الفروسية للتحقق من حقيقة هذا الأمر.
لذا أرغب في لقائه. أريد أن أرى ما إذا كان بإمكاني القضاء عليه.”
نظرت “ليز” إليه بغضب وسألته:
“هل تنوي قتله؟”
ضحك “رامداس” بصوت عالٍ:
“هاها! من يدري؟ الموت أو النجاة يعتمد على المواجهة. إذا كان فعلاً يشبه الشياطين الأسطورية، فلن يكون درعي المصنوع من الفولاذ الأسود سوى ورقة أمامه.”
ثم وجه نظره إلى “سيلفيا” بحدة:
“حسنًا، أخبريني الآن. أين هو فارس ‘ماها’؟”
رغم أن مظهره لا يوحي بشخص يؤذي النساء، إلا أن نظرته القاسية ألمحت إلى أنه لن يتردد في قتلها إذا رفضت الإجابة.
قالت “سيلفيا” بصوت متوتر:
“هذا الرجل أنقذ عائلتنا. صحيح أنه قتل ‘فوكس’، لكنه لم يكن يبدو بهذه القوة. ربما يكون شخصًا آخر.”
كانت تحاول التهرب من الإجابة لأنها بالفعل لا تعرف مكان “ريان”.
“حسنًا، يبدو أنكِ قدمتي تفسيرًا معقولًا بما يكفي. أين هو الآن؟”
أجابت “سيلفيا” بصوت مختنق، ودموعها تلمع في عينيها:
“لا أعرف. طلبت مساعدته الليلة الماضية، لكنه رفض وغادر في الصباح.”
“يا لها من مأساة! إذا كان ما تقولينه صحيحًا، فمن المحزن أن يكون فارس ‘ماها’ مجرد جبان.”
رغم كلماته الساخرة، كانت ملامح “رامداس” باردة. مما دفع “ليز” للصراخ:
“هذا حقيقي! أخي هجرنا وتركنا!”
ضحك “رامداس” مجددًا وقال:
“إذن، هل كان قتله لـ’فوكس’ بضربة واحدة كذبًا أيضًا؟”
“لا… هذا صحيح، لكنه…”
ثم سألها مجددًا، وهو يحدق فيها وكأنه يحاول استدراج إجابة:
“إذن، أخبريني. كنتِ هناك، أليس كذلك؟
هل لاحظتِ شيئًا غريبًا عندما قطع ذلك المبارز ‘فوكس’؟”
بدت “ليز” متجمدة وكأن كلماته أصابت هدفًا حساسًا.
لم تستطع تذكر المشهد بوضوح.
ليس لأنها كانت خائفة، ولكن لأن العالم بدا وكأنه تشوه في تلك اللحظة.
ابتسم “رامداس” ابتسامة صغيرة، وكأنه تأكد من شيء ما:
“إذن، لقد شهدتِ بالفعل ما يُسمى بـ’ديناي’.”
“لا أعرف. لم أرَ أي شيء.”
ردت “ليز” بارتباك، لكن “رامداس” رد بنبرة واثقة:
“لم تري شيئًا لأنكِ صدمتِ. إنه أشبه بموجة صادمة تُحطم المنطق البشري.”
بدأت نبرة “رامداس” تزداد حماسة وهو يقول:
“بين المبارزين، يُطلق على هذا النوع من التقنيات اسم ‘أكسينغ’. أما التقنية التي يستخدمها فارس ‘ماها’، فهي ‘ديناي’.”
شعرت “ليز” بالخوف الشديد وهي تسحب “سيلفيا” من كمها قائلة:
“لا أفهم شيئًا مما يقول! وهذا لا علاقة له بنا!”
لكن “رامداس” نظر إليها بابتسامة باردة وقال:
“قد لا يعني لكِ شيئًا، لكنه يهمني كثيرًا. لذا، يجب أن تعرفي من هو فارس ‘ماها’.”
نهض ببطء، وانحنى بجسده نحوها وهو يقول:
“سيفه… ينكر قوانين العالم.”
______
“أوقفوه! إنه مجرد شخص واحد! على الرماة أن يبقوا في مواقعهم!”
تحرك أعضاء عصابة “الرماح الحمراء”، وعددهم 120 شخصًا، بتنظيم ملحوظ.
بفضل قائدهم الذي كان جنديًا سابقًا، كانت العصابة مختلفة عن العصابات الأخرى من حيث التنظيم والاحترافية.
انهالت الأسهم من 16 برجًا خشبيًا، بينما تقدمت قوات المشاة المسلحة بالسيوف والرماح لتضييق الخناق على “ريان “.
كانت السيوف تهدد عن قرب، والرماح تطعن من مسافات بعيدة، والسهام تنطلق من زوايا عمياء.
“هيااااا!”
بضربة واحدة على شكل حرف X بسيفه العظيم، شتت “ريان ” القوات المحيطة به.
ثم ضرب بأقصى قوته أحد الأعمدة الضخمة لبرج خشبي، ما أدى إلى سقوط البرج وتحطمه.
“آاااه!”
وسط حطام البرج، عثر “ريان ” على أحد الرماة وغرس سيفه في ظهره.
لكن في نفس اللحظة، انطلقت ثمانية رماح من اتجاهات مختلفة لتصيبه.
“سحقا!”
تدحرج على الأرض ليتجنبها، ثم وقف ونظر حوله.
أينما أدار رأسه، لم يرَ سوى الأعداء.
“إذن، هذا هو شكل الـ100 شخص الحقيقي.”
بالنسبة للمخضرمين في الحروب، يدركون الفرق الشاسع بين تصور 100 مقاتل في العقل ومواجهتهم على أرض الواقع.
في غضون عشر دقائق، تمكن “ريان ” من القضاء على ثلاثة فقط.
لكن هذا يعني أنه لا يمكنه القضاء عليهم جميعًا.
إذا استمر بإسقاط شخص كل ثلاث دقائق، فسيحتاج إلى 300 دقيقة (5 ساعات) لإنهاء القتال.
وهذا بافتراض أنه لن يرتكب أي خطأ، وهو أمر مستحيل عمليًا.
“حاصروه! لا تتركوا له فرصة لالتقاط أنفاسه!”
كان الأعداء يدركون ذلك أيضًا، لذا لم يهاجموه بشكل عشوائي، بل كانوا يدفعونه نحو الزاوية، منتظرين الفرصة المثالية لإنهائه.
‘على هذا النحو، لن أنتصر.’
حدد لنفسه مهلة: ساعة واحدة لإنهاء كل شيء.
حينما أدرك الأعداء نيته، حاولوا التراجع لزيادة المسافة.
لكن “ريان ” كان أسرع منهم، فاندفع نحوهم كوحش كاسر.
“ماذا…؟”
شعر قطاع الطرق بتشوه غريب في الهواء من حول “ريان “.
كان يتحرك بشكل غير منطقي، حيث بدا وكأن سرعته عند الهبوط تفوق سرعته عند القفز.
“هيااااا!”
بضربة واحدة من سيفه العظيم، قُطعت أجساد ثلاثة رجال في آنٍ واحد.
كان هجومه أشبه بضربة لا يمكن صدها، حتى بالدروع.
أصاب الرعب قطاع الطرق، لكنهم عادوا لمهاجمته مدفوعين بعددهم الكبير.
“اقتلوه! إذا قل عددنا، سنصبح في خطر أكبر!”
كانت كلمات قائدهم بمثابة حافز أعاد لهم الشجاعة.
هجموا عليه وكأنهم يواجهون وحشًا هاجم قريتهم، عازمين على قتله.
“تبا! إنه ليس مجرد مبتدئ!”
بالنسبة لهم، كانت مهارات “ريان ” خارقة، لكنه كان يواجه 200 عين تراقبه، وبعضها استطاع استغلال ثغراته لتوجيه ضربات مؤثرة.
“آه!”
غُرِز سهمان في كتفه وظهره، بينما جرح رمح خاصرته.
‘لا نهاية لهذا.’
حتى الآن، تمكن “ريان ” من قتل 40 شخصًا، لكنه لم يشعر بأي فرق كبير.
سواء كان يواجه 120 أو 80، كان الوضع يبدو نفسه بالنسبة له.
‘هذا ليس صحيحًا.’
مع تزايد التعب، بدأ يشعر وكأن ما يفعله لا يروي عطشه للإنجاز.
كان عقله مشوشًا، وكأن كل حلوله خاطئة.
‘لا بأس بالموت… ولكن…’
“وُلدتُ كمبارز، وكل ما أريده هو أن أشعر بقطعٍ مثالي لمرة واحدة في حياتي.”
صرخ “ريان ” بأعلى صوته وهو يندفع بجنون:
“هييييييااااا!”
لم يكن لديه عقلٌ يدرك الحقيقة، لذا كان عليه أن يكدس تجاربه من خلال الجسد، عبر آلاف المحاولات الفاشلة.
“…ما هذا؟”
لا يعلم كم من الوقت مر. فجأةً أدرك أن عدد الأعداء قد تقلص بشكل ملحوظ، وشعر بالحيرة.
“كم مرةً سددتُ ضرباتي؟”
لم يكن يتذكر المعركة. أو بالأحرى، لم يكن واعيًا بها.
وفي لحظةٍ، شعر بإحساس ناعم عند قطعه أحد الأعداء، فتسلل شعورٌ عميق من الارتعاش في عموده الفقري.
“هذا هو!”
لأول مرةٍ، شعر بالقطع المثالي وهو في حالة وعي كامل.
وبينما كان جسده يستوعب هذا الإحساس الجديد بكل خلاياه، توصل “ريان ” إلى استنتاجٍ مذهل:
‘الأمر لم يكن يتعلق بالميلان.’
من البداية، لم يكن هناك شيء خاطئ.
السيف لا يخطئ أبدًا. إنه فقط يتقدم نحو الأمام.
لكن الشيء الذي كان مائلًا، ليس السيف، بل…
“أنا.”
السيف لا ينقذ العالم.
السيف لا يقتل البشر.
الإنسان هو من ينقذ العالم، وهو من يرتكب القتل.
وبالتالي، السيف ليس سوى أداة تُستخدم كما يشاء الإنسان.
‘سأمضي قدمًا فقط من أجلي!’
بضربةٍ واحدة من سيفه العظيم، اندفعت خمسة ينابيع من الدم من أعناق خمسة أعداء.
“طعمه في القطع أصبح أكثر دقة.”
قال “فاكن”، وهو يراقب المعركة من على المنصة.
كان رجلًا ضخمًا لدرجة أن كرسيه الحجري بدا ضيقًا عليه، وكان رمحه المستند إلى ذراع الكرسي ملطخًا بدماء حقيقية.
قال “بريز”، الرجل الستيني الملتحي الذي كان أحد نواب القائد وساحر العصابة الوحيد:
“ربما يكون مجرد حظ. فالإدراك لا يأتي بسهولة.”
لكن “فاكن” هز رأسه بثقة وقال:
“ليس هناك شيء اسمه الحظ في المبارزة، خاصةً مع السيف.”
كان “فاكن” يدرك جيدًا أن “ريان ” قد تغير.
“إذا كان العبقري يدرك قبل أن يضرب، فإن البليد يدرك بعد أن يضرب عشرات الآلاف من المرات. لكن ما يخيف حقًا هو هذه العشرات الآلاف. إنها مثل المقارنة بين مقامر عبقري يمتلك قطعة ذهب واحدة، ومقامر غبي يملك مليون قطعة ذهب. القوة الحقيقية تكمن في الإصرار على المحاولة آلاف المرات، وهذه ميزة لا يمكن للعبقري امتلاكها.”
حك “بريز” لحيته قائلاً:
“إذاً، عليّ أن أتدخل.”
مع ارتفاع حدة هجمات “ريان “، بدا واضحًا أن الجنود العاديين لن يكونوا كافيين لوقفه.
أشار “فاكن” بإيماءة بسيطة تدل على الموافقة.
“اذهب وألقِ عليه ضربةً مناسبة. مع خصم بمثل هذه المهارة، يجب أن نقبل بعض الخسائر.”
تقدم “بريز” نحو الأمام، ورفع يديه عالياً، فبدأت ألسنة لهب حمراء تتجمع فوق رأسه.
كانت كرة النار الضخمة التي استدعاها كافية لتدمير المنطقة بأكملها، بما في ذلك رجاله.
لكنه لم يهتم، إذ كان يعلم أن ترك “ريان ” على حاله سيكون أكثر كارثية.
“مهاراتك ليست سيئة بالنسبة لشاب في عمرك، لكن…”
حرك “بريز” يديه إلى الأمام ليطلق كرة النار العملاقة، قائلاً:
“لقد اخترتَ السباحة في مياه ليست لك.”
“إنها كرة النار!”
صرخ أحد أفراد العصابة، بينما استدار “ريان ” ببطء ونظر إلى كرة النار العملاقة التي كانت تقترب منه.
وفي اللحظة التي رأى فيها اللهب يقترب منه بسرعة، اتسعت عيناه بحدة.
“الارتقاء السَّامِيّ – ياشا!”
بدأ الهواء حوله يتشوه كما لو كان يتمدد، لتظهر خلفه صورة شبحية غامضة.
حتى “بريز” شعر برعشةٍ تخترق جسده عند رؤيته.
“كرااااه!”
صرخ “ريان “، ملتويًا بكامل قوته وهو يلوح بسيفه نحو كرة النار القادمة.
“أكسينغ – ديناي.”
انفجرت موجة صوتية ضخمة، واندفع إعصار قوي شق كرة النار إلى نصفين.
شاهد “بريز” المشهد بعينين مذهولتين وهمهم قائلاً:
“قطع… لقد قطع سحري…”
حتى “فاكن”، الذي عاش حياته في ساحة المعارك، لم يصدق ما رآه.
حدق في “ريان ” بتعبير يحمل الصدمة والدهشة، وتمتم:
“لقد… قطع السحر؟”
لم يكن ذلك شيئًا قد رآه أو حتى سمع عنه في حياته كلها.
_________
همممم… السيف له دور وجينات العائلة وفوق كل هذا ما وهبه يوميير أيضا… واضف عليهم عزيمة ريان الفولاذية… مكس مذهل جدا
ترجمة وتدقيق سانجي