الساحر اللانهائي - الفصل 517
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
ادعم رواية الساحر اللانهائي لزيادة التنزيل اليومي
الفصل 517 : السياف المجهول -1-
منطقة الحدود بين مملكة “بايدن” ومملكة “فيريس” تعد منطقة خطرة للغاية، حيث تستمر المناوشات الصغيرة حتى بعد توقيع اتفاقية الهدنة.
ومع ذلك، فهي منطقة مناسبة تمامًا للسيافين المبتدئين لتجربة القتال الحقيقي.
في قرية “رافني”، الواقعة على جانب “بايدن” في منطقة الحدود. دخل سياف واحد بوابة القرية.
كان جسده المفتول والمفعم بالقوة يُظهر أن عضلاته لم تُبْنَى من أجل المظهر فقط، بل كانت ناتجة عن تدريبات مكثفة. السيف الكبير الذي يحمله على ظهره كان شاهدًا على ذلك.
كان يُدعى “اوجنت ريان”، وهو سياف مبتدئ ترك مدرسة “كايزن” لتعلم المبارزة وبدأ بالتجول في العالم لاكتساب خبرات قتالية حقيقية.
“اللعنة…”
خرج صوت خشن كأنه صوت معدن يُخدش من حنجرته الجافة.
بعد تجواله بحثًا عن ساحات قتال، أصبح مرتزقًا يخدم مملكة “بايدن” ويشارك في اشتباكات ضد جنود “فيريس”.
ولكن اتضح فيما بعد أن هذه المناوشات لم تكن إلا نتيجة لاتفاق سري بين المسؤولين في المنطقة من أجل الحصول على دعم مالي.
وبهدف إسكات المرتزقة الذين استُخدموا، تعرض معظمهم للتصفية.
على الرغم من أن “ريان” تعرض للهجوم من جانب حلفائه، إلا أنه نجا ووصل إلى هذه النقطة.
‘لو كنت أكثر حذرًا قليلاً فقط…’
لكن هذا هو حال حياة المرتزقة أينما ذهب.
حتى فرقة المرتزقة “ببغاء”، التي قابلها في “غاليانت”، انتهى بها المطاف في صراعات النبلاء لتتحول إلى عصابة من اللصوص.
“يبدو أنني لن أجد طعامًا هنا أيضًا…”
من أسباب بؤس الحياة في ساحات القتال، أنه حتى خارجها، لا يوجد مكان يمكن للمرء أن يستريح فيه بسلام.
القرية التي وصل إليها لم تكن مختلفة؛ لا سوق ولا حتى بقايا طعام على الأرض.
كانت العديد من المنازل مهدمة الأسقف ولم يتم إصلاحها، ووجوه الناس كانت تخلو من أي حياة.
‘إذن، عليّ أن أعبر الجبل الليلة.’
لم يكن هناك أحد سيعطي “ريان” طعامًا.
كان بإمكانه تهديدهم بسيفه للحصول على ما يريد، لكنه رأى بنفسه كيف أصبح العديد من المبتدئين في رحلتهم لصوصًا بسبب مثل هذه الظروف.
“هاه… هاه…”
شعر بحرارة في رأسه وبدأ يفقد التوازن.
الجرح الذي أصيب به في جنبه خلال القتال بدأ يؤلمه بشدة.
على الرغم من أنه عالج الجرح بشكل طارئ، إلا أن الالتهاب لم يهدأ، ومع عدم تناوله للطعام لعدة أيام، بدأ جسده ينهار.
“دوووم!”
سقط “ريان” مستندًا إلى جدار قريب، مستنزفًا آخر ما تبقى من قوته.
“هاااه…!”
أنفاسه كانت ساخنة لدرجة أنها بدت وكأنها قد تذيب أسنانه.
“هل أنا على وشك الموت؟”
عندما غادر المدرسة بتصميم كبير، لم يكن يعلم أن الأمور قد تسوء بلا حدود.
الإرهاق، الألم، الخوف، واليأس… كل ذلك كان يطارده بلا توقف.
“هذا يكفي…”
لا يوجد مدرب سيأتي ويوقف هذا البؤس.
العالم ببساطة يقول: “إن لم تستطع التحمل، فمت.”
“حسنًا، ربما يكون ذلك مناسبًا…”
لم يكن “ريان” يتذكر كيف نجا من ساحة القتال.
كان كل ما يتذكره هو صورته وهو يصرخ وسط الدماء ويشق طريقه بجنون بين جنود المملكتين.
“الموت ليس خيارًا سيئًا.”
ابتسم بسخرية.
لم يكن يبتسم لأنه سعيد، بل ليتأكد فقط أنه ما زال قادرًا على الابتسام.
لأول مرة في حياته، شعر برغبة في الهروب من واقعه.
“الموت لا يخيفني…”
لكنه كان يخشى أن يُدفن كعظام بيضاء لم تحقق شيئًا.
“شيرو… تيس…”
فتح عينيه ببطء.
كانت رؤيته تضيق شيئًا فشيئًا مع كل غمضة.
“أنا آسف…”
“أيها العم، ما بك؟”
في لحظة وعيه الأخيرة، سمع صوت فتاة صغيرة.
“هل أنت بخير؟ استيقظ!”
كان آخر ما رآه هو وجه فتاة صغيرة يقترب من عينيه المظلمتين كأنهما ثقب أسود.
—
–ما زال الأمر غير واضح، لكنني أعتقد أن ذلك ممكن.
–سميلي. سميلي.
–إنه خطر، لكنه يستحق المحاولة.
–سميلي. سميلي.
“هاااه!”
رفع ريان عينيه واتسعت حدقتاه وهو ينهض فجأة من فراشه.
لم يستطع تذكر الحلم الذي رآه، لكن صوتًا منخفضًا كان يتردد كصدى في أذنه، وكأنه محفور في أعماق أعصابه السمعية.
“سحقا!”
كانت الشتائم هي ردة فعله المعتادة كلما راوده حلم يسمع فيه تلك الأصوات الغامضة.
“هل أنا أفقد عقلي ببطء؟”
حاول ريان دفع هذه الفكرة السلبية بعيدًا عن ذهنه.
“ما هو الـ’سميلي’ بحق؟”
كان هذا المصطلح هو التلميح الوحيد المتبقي، والذي رافق قصة جده عندما حصل على سيف إيديا.
وفقًا لما رواه الجد، كان قد أصيب بجروح بالغة بعد معركة ضد عصابة قطاع طرق، وعندما وصل إلى قرية غامضة، التقى برجل عجوز وحفيدته، اللذين أنقذا حياته.
لا أحد يعرف ما نوع العلاج الذي تلقاه، لكنه ذكر أنه كان يسمع كلمة “سميلي” مرارًا وهو فاقد الوعي.
“هل يتعلق هذا السر بسيف إيديا؟”
نظر ريان بتمعن إلى سيفه الذي كان مستندًا إلى الجدار.
لكن، وعلى عكس سيف أرمان، لم يقدم هذا السيف أي إجابة أو معلومات واضحة.
“هاه؟”
بينما كان يستغرق في التفكير، أدرك فجأة أنه لا يعرف حتى أين هو.
نهض من سريره على عجل وأمسك بمقبض سيفه، وعندها فتح الباب فجأة، ودخلت فتاة صغيرة لا يتجاوز عمرها ثماني سنوات، بشعر بني مضفور على جانبيها.
“أوه؟ العم استيقظ! أمي، العم استيقظ!”
صاحت الطفلة وهي تلتفت للخارج. بعد لحظات، دخلت امرأة تبدو في منتصف الثلاثينات من عمرها.
رغم أنها لم تكن فائقة الجمال، إلا أن مظهرها الهادئ كان لافتًا مقارنةً ببيئة القرية المدمرة بسبب الحرب.
“استيقظت أخيرًا، هذا جيد.”
لاحظ ريان أن الفتاة والمرأة لم تبديا أي عدائية، فهدأ قليلاً وأرخى ملامح وجهه.
“أين أنا؟”
“أنت في إحدى قرى مملكة بايدن.”
كان من الواضح أنها معتادة على الحياة في مناطق الحروب، فقد زودته بالمعلومات الأساسية لتمييز الصديق من العدو.
“قرية إذن…!”
بدأت بعض الذكريات تعود إليه، خاصةً الفتاة التي تحدثت معه قبل أن يفقد وعيه تمامًا.
“لكن كيف أتيت إلى هنا؟”
“لا يبدو أنك تتذكر. لقد أتيت وأنت ممسك بيد ابنتي. رغم أنك فقدت الوعي فور دخولك.”
“حقًا؟ يبدو أنني كنت مصممًا على النجاة بأي شكل.”
شعر ريان بغصة في نفسه، وكأنه كان يكافح للبقاء حيًا بأي ثمن.
“تعال لتناول الطعام. لقد أعددنا وجبة بسيطة.”
خرجت المرأة مع ابنتها، وبدأ ريان يفحص جسده الملفوف بالضمادات.
كانت الجروح التي أصابته قد شُفيت تمامًا، وهذا أمر مستحيل عادةً بالنسبة له كشخص غير قادر على استخدام المخطط، لكنه أصبح معتادًا على هذا الوضع الغريب.
‘هل من الممكن أن يكون جدي قد مر بشيء مشابه؟’
بعد التفكير لبرهة، شعر ريان أنه كان وقحًا للغاية، فنهض على عجل وتوجه للخارج.
لم يكن المنزل كبيرًا، وبمجرد خروجه من الغرفة، وجد نفسه في غرفة المعيشة.
كانت الفتاة الصغيرة جالسة على طاولة مستديرة قديمة، بينما كانت المرأة تعد الحساء.
“أشكركم على إنقاذ حياتي. لقد كنتم لطفاء جدًا معي.”
ألقى ريان كلماته بامتنان بينما جلس بجوار الطفلة.
“لا داعي للشكر. كل ما فعلته هو تنظيف الجروح ووضع بعض المراهم. لكن كان من المدهش أن أرى الجروح تلتئم بهذه السرعة. لابد أنه نوع من المخطط، أليس كذلك؟”
حتى من يعيش في أجواء الحرب يسمع عن قدرات المخطط العجيبة.
“آه، نعم… شيء من هذا القبيل.”
لم يجد ريان ضرورة لشرح ما لا يفهمه هو نفسه.
“أنت مرتزق، أليس كذلك؟ ما اسمك؟”
“أنا؟ ريان. وأنتِ؟”
كان من الشائع في عالم المرتزقة إخفاء الألقاب العائلية للحفاظ على شرف العائلة.
“ريان؟ هممم، ريان.”
تمتمت الطفلة باسمه عدة مرات، ثم بدت خيبة الأمل على وجهها.
“لا أعرفه. أعتقد أنك لست مرتزقًا مشهورًا. أنا اسمي ليز يا عم.”
شعر ريان بوخزة من كلماتها.
لم يتوقع أن يكون مشهورًا في قرية نائية كهذه، لكنه لم يستطع منع نفسه من الشعور بالإحباط لسماع هذه الكلمات من طفلة بريئة.
“لكن يا صغيرة، أنا لست عمًا. أنا لم أتجاوز التاسعة عشرة من عمري.”
هزّت ليز كتفيها بلا مبالاة.
“أعرف، كل الرجال يقولون نفس الشيء. لكنهم في النهاية يظلون يعتقدون أنهم مراهقون في قلوبهم.”
“…”.
بينما كان “ريان” ينظر بدهشة إلى المرأة، اقتربت وهي تحمل طبق الحساء لتضعه على الطاولة.
“لا يجوز أن تزعجي الضيوف. أعتذر، ليز كانت تمزح فقط.”
“لكنه قال لي أنني طفلة صغيرة!”
تجاهلت المرأة كلام ابنتها وجلست على الجهة المقابلة.
“رغم أنكَ كنتَ في رحلة طويلة، إلا أن لحيتك لم تنمُ كثيراً. ليز ما زالت صغيرة ولا تفهم هذه الأمور.”
“لكن هذا يعني أن وجهي…”
وضعت المرأة يدها على فمها وضحكت بخفة.
“أنا أمزح فقط. في الواقع، تبدو شاباً وسيماً ومشرقاً الآن.”
“هاها، لم أكن أسعى لسماع مثل هذا الكلام، ولكن…”
أحمرّ وجه ريان وهو يخفض رأسه محاولاً تجاهل نظرات الفتاة وأمها، التي بدت أنها ورثت طبع الدعابة منها.
“حسناً، سأبدأ بالأكل الآن.”
دون تردد، بدأ ريان يأكل الحساء بشراهة. في تلك اللحظة، شعر أنه حتى لو وُجدت بعض الحشرات في الحساء، لكان تناولها بامتنان.
انتظرت المرأة حتى ينتهي من تناول طعامه قبل أن تمد يدها لمصافحته وتقدّم نفسها.
“اسمي سيلفيا. وهذه ابنتي ليز.”
نظرت ليز إلى ريان بجرأة وأخرجت لسانها.
“إذاً زوجكِ…”
“توفي. غادرنا منذ ثلاث سنوات في ساحة الحرب.”
حين تذكرت ليز والدها، صرخت بغضب.
“أنا أكره الحرب! وأكره اللصوص الذين يأتون إلينا باستمرار!”
“ليز، ألم أخبركِ ما يجب أن تقوليه أمام الضيوف؟”
تجاهلت ليز كلام والدتها وأمسكت بمعصم ريان قائلة:
“أنتَ قوي، أليس كذلك؟ بما أنني أنقذتك، يجب أن تتخلص من هؤلاء اللصوص الذين يضايقون أمي!”
“قلتِ إني لست مشهوراً، صحيح؟”
“لا بأس. هؤلاء اللصوص أيضاً ليسوا مشهورين. سمعت أن هناك فرسان أقوياء للغاية رغم أنهم غير مشهورين. أليس هذا صحيحاً؟ أليس لديكَ قوة كبيرة؟ لم أرَ أحداً يحمل سيفاً كبيراً مثلك.”
كانت نظرات ليز مليئة بالإيمان.
‘هل هذا حقاً ما تفكرين به…؟’
ربما كان الأمر نابعا من حسن نية وبراءة الطفولة، لكن يبدو أن إنقاذها لريان كان مدفوعاً بتلك التوقعات القوية.
ولكن ريان لم يكن يستطيع مساعدتهم.
كان يعرف من تجاربه أن استخدام السيف يعني القتل، والقتل يجلب معه مسؤولية.
رغم أنه مدين لهم، إلا أن اتخاذ قرار القتل يتطلب تحمّل عواقب لا يستطيع ضمانها.
“لا يمكنني البقاء هنا إلى الأبد.”
“لا تُقلق نفسك كثيراً. ليز ما زالت صغيرة ولا تفهم الأمور بشكل كامل. وأيضاً… هذا ليس سيئاً للغاية.”
“ليس سيئاً للغاية؟”
أثارت تلك الكلمات حيرة ريان.
بدأ يتساءل عن مصدر علاج الالتهابات الذي استخدمته سيلفيا. في أوقات الحرب، كانت الأدوية ذات قيمة لا تُقدر بثمن.
كما أن تقديم الطعام بهذا السخاء، وسط المشهد القاحل الذي لاحظه عند قدومه، بدا غير طبيعي.
“هؤلاء الأوغاد…”
شعر ريان بأن هناك شيئاً مريباً. رفع رأسه وهو يشد نظره قائلاً:
“لا تخبريني أن هؤلاء اللصوص…”
“هاي! سيلفيا!”
قاطعهم صوت رجل سكران من الخارج، مما جعل ليز تهرع للاختباء خلف والدتها التي وقفت ببطء وملامحها شاحبة.
بوم!
دفع الرجل الباب بعنف ودخل بخطوات ثقيلة.
كان طويلاً،وعلى أنفه ندبة واضحة.
إنه “فوكس”، نائب قائد عصابة “الرماح الحمراء”.
“أين هو؟ الرجل الذي قضى ليلته هنا! لا تخبريني أنكِ تخبئينه…!”
توقف وهو يحدق باتجاه الطاولة، حيث كان ريان يجلس.
بدا ريان أصغر سناً وأوسم مما كان يتوقع.
“همم؟ إذاً هذا هو الشخص؟”
______
مع حبي لريان بس مو وقتك الان يبرو…
كهدية مني هناك فصل اضافي انجوي…. ++ الأحداث عندي نار لذا مستمتع فربما ازيد الفصول هذه الفترة
ترجمة وتدقيق سانجي