الساحر اللانهائي - الفصل 511
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
ادعم رواية المشعوذ اللانهائي لزيادة التنزيل اليومي
الفصل 511 : الأسئلة المتبقية -1-
“أوه! كيف تجرؤ هذه المخلوقات الحقيرة على أن تفعل بي هذا… بي أنا!”
كان الملائكة المختبئون في جميع أنحاء “جيبول” بأمر من “رع” عاجزين تمامًا أمام “الغاراس”.
“الغاراس”، الذي كان قد ورث الخصائص الجينية لأتباع “ياميون” باستخدام “آلة التمازج الفيزيائي”، أصبح الآن كائنًا مختلفًا تمامًا. فقد تطور بشكل هائل أشبه بانفجار كبير، مما حوله إلى مخلوق لا يرحم.
كانت فكرة أن يترك كائناً مثل “غاراس” ذرية داخل أجساد الملائكة، وهم الكائنات العليا في السماء، تمثل ذروة الحفاظ على النوع.
لكن مع رغبته القوية في البقاء، تضائلت قدرته الإنجابية تجاه أي كائن آخر غير الملائكة.
أصبح “الغاراس” مهووسًا بالملائكة فقط، وتحول جسده إلى ما يشبه الشرغوف العملاق، وبدأ في التكاثر عن طريق الانقسام الخلوي.
بمجرد ملامسته للملائكة، كان يتم تلقيحهم بذراعه. حتى إذا حاول أحد تدميره بالقوة، كان يلجأ إلى التفجير الذاتي لنقل معلوماته الجينية بأي وسيلة.
“من الأفضل أن أفنى بنفسي على أن أتحمل هذا الإذلال!”
بدأ الملائكة في اختيار الفناء الذاتي، ولكن مع كل مرة يفنون فيها أنفسهم، كانت أعدادهم تتضاءل أكثر فأكثر.
“كيييااااااااااااا!”
في أحد الممرات المليئة بأعداد من “غاراس”، أحرقت أشعة الضوء المنبعثة من ملك الملائكة “رايئيل” هذه الكائنات دون أن تترك لها أثراً.
خلفه، كانت ملكة الملائكة “ساتيئيل” تفكك آخر بقايا “الغاراس” على مستوى الجزيئات.
رغم علمهم بأن هذه المخلوقات لن تلمس أجسادهم، فإن مجرد رؤيتها تطير نحوهم كان يثير قشعريرة في نفوسهم.
“مخلوقات مقززة. كيف تجرؤون على إذلال الملائكة؟”
“لم يكن عبثًا تصنيفها ككائنات معزولة خارج السماوات. لكن الوضع خطير. لقد فقدنا بالفعل نصف قواتنا.”
كان “رع” ينتظر بفارغ الصبر هلاك “الشيطان”.
ومع إدراك هذا الأمر، لم يكن أمام “رايئيل” و”ساتيئيل” سوى محاولة إنقاذ أكبر عدد ممكن من الملائكة.
رغم وجود خطط طويلة الأجل، إلا أن استمرار قوة “الشيطان” قد يؤدي إلى نهاية محتومة دون حتى فرصة لإعادة الضبط.
“يا لهم من حمقى.”
ما أثار غضبهم أكثر هو أن معظم الملائكة كانوا يختارون الفناء بأنفسهم.
“لقد كنا مغرورين للغاية.”
في خضم اليأس، تذكرت “ساتيئيل” المعارك التي خاضها البشر بحثًا عن الأمل، وبدأت تعيد التفكير في المعنى الحقيقي لقداسة الملائكة.
“كووووووووم!”
في تلك اللحظة، دوى صوت انفجار هائل من بوابة “ارابوث”، التي كانت متصلة بـ”جيبول”.
نظرت “ساتيئيل” باستخدام رؤيتها الخارقة، وتجهمت ملامح وجهها.
بدأ المتمردون في اقتحام “ارابوث”.
“تقدموا! النصر قريب!”
“اقضوا على ‘رع’!”
رغم أنهم كانوا على وشك الهزيمة قبل ساعة فقط، إلا أن الكفة بدأت تميل لصالح المتمردين مع تلاشي الملائكة واختفاء أتباعهم “المارا”.
ومع ذلك، لم يكن المتمردون يعلمون أن عقاب السَّامِيّ كان يتجه نحو مركز الجنة.
الوقت المتبقي لتدمير الجنة: 3 دقائق و21 ثانية.
______
كان “الشيطان” يجوب “جيبول”، مدمرًا كل شيء في طريقه.
بفضل حجمه الهائل، لم يكن بحاجة لاستهداف أحد بعينه.
كانت كل خطوة يخطوها تجلب الخراب.
“هذا ممتع للغاية.”
كان ينظر بازدراء إلى هذا العالم الهزيل، حيث كان كل شيء يتحطم بمجرد أن يلمسه.
“هاهاهاها!”
كانت ضحكنه تصم الآذان، وتهز الأرض وتجعل الطبيعة بأكملها ترتعش.
“إلى أي حد تريد أن تكبر؟”
كان “أشور”، أحد قادة “مارا” التابع لـ”إيكائيل”، يراقب تصرفات “الشيطان” بجانب العملاق “جيرشين”.
“من حيث القوة، يمكن مقارنته بيوميير.”
لكن نظرًا لأنه كان كيانًا خارج نطاق القانون، لم يكن بوسعهم فعل شيء حتى تتدخل إرادة “رع”.
حتى “جيرشين” لم يكن يجرؤ على التفاخر أمام قوة “الشيطان”.
“إنه قوي بلا شك. لا أستطيع التغلب عليه. ولكن…”
التفت “جيرشين” إلى “أشور” بعينين مليئتين بالغضب.
“لا تجرؤ على مقارنة قوته بقوة ‘ذلك العظيم’.”
إشارة آشور كانت قوية بما يكفي لتحطيم توازن مثلث مارا، لكن بالنسبة إلى جيرشين، فإن الأقوى على الإطلاق كان دومًا يوميير.
القوة الحقيقية هي تلك التي لا يمكن أن تُقارن بأي شيء آخر.
وفي تلك المرتبة، كان الوحيد الذي بلغها في الجنة هو يوميير.
______
“تراجعي. سأقوم بذلك بنفسي.”
أوقفت إيثيلّا خطوات ميرو نحو الشيطان.
عندما لاحظت ملامح وجه ميرو، كانت مختلفة تمامًا عن السابق، باردة بشكل مرعب.
“ماذا؟ هل لديكِ ما تقولينه؟”
“آه، أنا فقط…”
رغم محاولتها استعادة تركيزها، لم تستطع إيثيلّا أن تكمل كلماتها.
حتى الهجوم باستخدام تقنية “ألف يد: صاعقة الرعد” لم يتمكن من إحداث أي ضرر في جسد الشيطان.
الإرادة القوية التي اعتقدت أنها قادرة على هزيمة أي شر، تحطمت تمامًا أمامها.
نظرت ميرو إلى قبضة إيثيلّا المدمرة.
كان واضحًا أن تلك اليد وصلت إلى هذا الحد بسبب قوة إرادة قصوى.
“لا ألومكِ. على أي حال، بتلك القبضة، لم يكن بإمكانك القتال.”
عضت إيثيلّا شفتيها لتكتم دموعها.
‘ما معنى أن أكون تابعة للخير؟ ما معنى أن أكون راهبة تقاتل من أجل العالم؟’
كلما كان الإيمان قويًا، كلما كانت مشاعر العجز أشد.
مرت ميرو بجانب الطريق الذي فتحته إيثيلّا.
شبكت يديها وبدأت بثني ذراعيها وكتفيها لإصدار صوت فرقعة.
عندما اقتربت إلى حد كبير، أدار الشيطان رأسه إليها.
“ما هذا؟”
رغم أن ارتفاع الشيطان جعله يبدو غير مرئيًا على الإطلاق، إلا أنه استطاع أن يشعر بوضوح بقدوم ميرو.
كانت ميرو مختلفة تمامًا عن إيثيلّا.
اندلع الغضب الشرير لـ الشيطان بشكل واضح.
“هاه… ما هذا الشيء الجديد؟”
بوووم!
عندما داس الشيطان بقدمه على الأرض، تحطمت دائرة نصف قطرها 100 متر.
أما ساين، فقد تمكن من إبعاد إيثيلّا سريعًا، وأزال الغبار باستخدام تقنية “عين العجلة الحديدية”.
“أين ميرو؟”
لم يكن هناك أثر لـ ميرو، وعندما وسّع ساين نطاق مجال الروح الخاص به، أصبح وجهه شاحبًا فجأة.
“إنها مجنونة.”
كان موقع ميرو تحت قدم الشيطان مباشرة.
“هاه؟”
رفع الشيطان قدمه بفضول، ليكشف عن ميرو، التي كانت تستخدم يدها اليمنى لرسم ختم.
رغم أن قدم الشيطان الضخمة كانت قد غاصت، إلا أن الأثر لم يكن يشكل ألمًا له.
“تافه جدًا، أيها الإنسان. كيف تجرؤ على تحدي تجسيد الشر مثلي؟”
“تافه؟ تعني هذا؟”
نظرت ميرو إلى الشيطان ببرود، ثم فجأة استرخى وجهها وابتسمت بازدراء.
“لا، الشيء التافه حقًا هو وجهك القبيح.”
اغغغغغ…
صدر صوت خشن من حلق الشيطان، بينما أظهرت أسنانه بوضوح.
“هاهاهاها!”
لكن فجأة، تحول الغضب إلى ضحك جنوني، مما أجبر البشر على الأرض على سد آذانهم.
“إنسان تافه يتجرأ؟!”
ثم، في لحظة، توقف ضحك الشيطان وحدق في ميرو بنظرات تشتعل بالغضب.
لأول مرة، أظهر الشيطان نية القتل تجاه شخص واحد.
“علينا إيقافه!”
حاولت إيثيلّا الانطلاق، لكن ساين أمسك بكتفها.
“انتظري. ميرو لديها خطة.”
“أعلم أن ميرو قوية، ولكن الشيطان محصن ضد السحر التقليدي!”
كان الشيطان كيانًا خارج قوانين الكون.
الشيء الوحيد القادر على تدمير هذه الفوضى المطلقة هو إرادة قوية بما يكفي لتغيير تلك القوانين.
“يبدو أنكِ لا تعرفين ميرو جيدًا.”
نظر ساين إلى ميرو.
“لقد خلقت حاجز الأبعاد وحمت البشرية. كانت الشخص الوحيد القادر على ذلك. لكن ميرو لم تكن يومًا شخصًا عاديًا. بالنسبة لنا، كان زمن ميرو نعمة عظيمة، ولكنه كان لها بمثابة قيد لا غير.”
لم تستطع إيثيلّا التصديق بسهولة.
سحر الزمن الخاص بـ ميرو كان أعلى ما يمكن أن يبلغه ساحر.
إذا كان هذا يعني القيد بالنسبة لها، فهل يمكن أن تعتبر إنسانًا؟
“إذاً، من هي ميرو في الحقيقة؟”
“بصراحة، لا أعلم أيضًا. لا أستطيع أن أجد تعريفًا مناسبًا لتلك المرأة المجنونة.”
تحولت ملامح إيثيلا إلى دهشة.
“ولكن هناك أمر واحد مؤكد.”
نظر ساين إلى ميرو، التي كانت تتخذ وضعية بارزة تُظهر انحناءات جسدها، وكأنها تتباهى به.
“ميرو التي أعرفها هي شخص يمكنها تحقيق كل ما يحلم به البشر.”
حتى أمام جسد الشيطان الساحق، لم تكن ميرو خائفة، بل ارتسمت على وجهها ابتسامة واثقة.
“هاها، لن تخيب أملي مرة أخرى.”
“وووووووو!”
أطلق الشيطان زئيرًا مروعًا بينما رفع قبضته عاليًا استعدادًا لضربها.
هذه المرة لن يكون الأمر كما كان.
بكل قوته، اعتقد الشيطان أنه سيحطمها، حتى لو كانت ميرو، ستصبح مجرد كائن ضعيف.
ولكن في اللحظة التي كان الشيطان على وشك إسقاط قبضته، تجمدت حركته وارتفع حاجباه.
كانت طاقة غامضة تنبعث من جسد ميرو.
تلك الطاقة بدأت تتلألأ مثل السراب، ثم بدأت تتجمع تدريجيًا في الفراغ حتى اتخذت هيئة جسدية.
كانت تلك الهيئة مشعة بلون أزرق هادئ، بوجه يملؤه السلام وابتسامة طفولية على شفتيها.
“التجاوز النفسي: البصيرة المطلقة.”
تمتمت إيثيلا في دهشة.
بدأت صورة التجسد تزداد ضخامة، أكبر فأكبر، بلا نهاية.
لم يتوقف نموها حتى وصل حجمها إلى ارتفاع يوازي الشيطان نفسه.
كان الشيطان، الذي راقب بصمت، يرفع رأسه ببطء لينظر إلى الأعلى، حتى تجاوزت صورة ميرو أفق النظر وخرجت إلى الفضاء.
أخيرًا، وصل حجم التجسد إلى ما يعادل 128 ضعف حجم الكوكب، ليغطي الجنة بأكملها.
“آآآآآ…”
ركع أريوس على ركبتيه، وذرف دموع الفرح، ورفع يديه نحو ميرو.
هذا هو جوهر ميرو.
كل إنسان أمامها يصبح بلا قيمة.
إنها تجسيد الكائن المقدس الذي يراقب العالم بأسره.
حتى أريوس، أحد أعظم الأشرار، والذي كان يُلقب بسيد الظلام، كان مستعدًا لأن يخفض نفسه إلى مجرد تابع لها.
“سأنهي الأمر الآن.”
حررت ميرو نفسها من وضعيتها السابقة، ثم بدأت بتحريك يديها في دوائر واسعة. تبعتها صورة التجسد بنفس الحركة.
عندما امتدت أذرع التجسد العملاقة من طرف السماء إلى طرفها الآخر، بدا وكأن العالم كله كان يرتجف.
“سَّامِيّةالرحمة ذات الألف يد…”
ارتجف صوت إيثيلا، بينما كانت تراقب الأذرع العملاقة التي تُحدث أثرًا مع كل حركة، لتترك خلفها أثرًا كالذيل يزحف باتجاه الشيطان.
“إنها قوة التجسد…”
ركزت ميرو طاقتها بالكامل ووضعت يديها معًا في حركة رمزية، ثم فتحت عينيها على وسعهما.
“البصيرة المطلقة – الجنة الكاملة.”
لا صوت، لا رائحة، ولا شكل.
كل ما كان بإمكان الشيطان فهمه هو أن 1.8 مليون كف كانت تندفع نحوه من الجانبين.
عندما أدرك الخطر الداهم، تحركت عيناه يمينًا ويسارًا بسرعة بحثًا عن مخرج.
‘يجب أن أهرب!’
ولكن إلى أين؟
في اللحظة التي أدرك فيها الحقيقة، شعر الشيطان أن قوته قد استنزفت بالكامل.
‘تلك اللعينة…’
دووووم!
“كيااااااا!”
اصطدمت الأذرع الهائلة مع بعضها البعض، لتُحدث موجات صادمة لا تُحصى، كان تأثيرها كافيًا ليهز العالم بأسره.
شعر الشيطان وكأن جسده يتمزق، ومع كل اهتزاز، كانت خلاياه تنفجر واحدة تلو الأخرى.
تحول جسده إلى كيان مشوه، قبل أن يتقلص بسرعة ويصبح مجرد قشرة فارغة.
أخيرًا، مع صرخة أخيرة حادة مزقت السماء، انتهى كل شيء.
___________
ميرو مرعبة فعلا… والسؤال الحقيقي هنا.. اذا كان رع يريد أن يمحو البشر الشيطان لماذا لم يترك غوفين يمحيه؟! هل غوفين كان ربما يشكل خطر أكثر من الشيطان نفسه؟
ترجمة وتدقيق سانجي