الساحر اللانهائي - الفصل 500
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
ادعم رواية المشعوذ اللانهائي لزيادة التنزيل اليومي
الفصل 500 : اليأس. اليأس -3-
قام كوان باستخدام المخطط لشد عضلاته وإيقاف النزيف. ثم، وكأن شيئًا لم يحدث، وجه سيفه بثبات.
“أوه، إذن هناك تقنيات مثل هذه أيضًا.”
ارتسمت ابتسامة رفيعة كالشقوق على شفتي ‘بلا اسم’.
كانت قدرته على اختراق خريطة جسم الإنسان بمجرد النظر وتطبيقها تتجاوز إدراك البشر، لتصل إلى منطقة يصعب فهمها من منظورهم.
“لكنني لا أحتاج إلى شيء كهذا.”
في اللحظة التي انطلق فيها بلا اسم نحو كوان، خرجت 24 قوة جذب خارجية من جسد كوان.
كانت كل قوة خارجية تتمدد وتتقلص مثل كرة مربوطة بشريط مطاطي، ما جعل جسده يهتز بطريقة غريبة.
رغم أن هذه الحركات بدت غريبة للغاية، إلا أنها بالنسبة لبلا اسم كانت مجرد مسار محدد وواضح.
وبدليل ذلك، أظهر بلا اسم حركات تتفوق بكثير على حركات كوان، وضغط عليه.
مسارات تجاوزت كل التوقعات البشرية، بل حتى الخيال والوهم.
“أوه!”
تلقى كوان إصابة خطيرة أخرى، مما جعله يتألم ويهبط على الأرض.
عندما رأى بلا اسم سيف كوان مرفوعًا بينما كان يدفعه باندفاع هائل، انتهى به الأمر محاصرًا بين الجدار والسيف.
كاك كاك كاك كاك!
احتكت الشفرات مع بعضها وهي مثبتة بقوة، والتقت نظرات المبارزين في أضواء السيوف المتقاطعة.
“آه، الآن فهمت.”
اهتمام بلا اسم لم يكن منصبًا على المبارزة فحسب، بل تحول إلى كوان نفسه.
لم يكن من المفاجئ أن يقوم أرمين بحماية نفسه باستخدام سحر “إيقاف”.
فبمجرد اختفاء الحاجز، كان بلا اسم واثقًا من قدرته على قطع أعناق الاثنين في لحظة باستخدام السحر “فليكر”.
ولكن أثارت تصرفات كوان التساؤلات. لماذا شخص يدرك الفرق الكبير في المهارات يستمر في المقاومة الشديدة رغم علمه بأنها غير مجدية؟
الجواب الذي توصل إليه بلا اسم كان العقل البشري غير المنطقي وغير العملي.
‘هل هو مستعد للموت من أجل إنقاذهم؟’
تبادل كوان نظرة سريعة مع سينيا.
كانت لحظة قصيرة جدًا لكنها عبرت عن صدق مشاعره، حتى مع أعصاب المبارز الفائقة لم يستطع إخفاءها.
لم يفوت بلا اسم وجه المرأة المنعكس في عيني كوان.
ووفقًا لذاكرته، كان ذلك هو “الحب”.
رغم أنه يكره مناداة غاراس بـ”الأب”، إلا أن ما شعر به كان يشبه أسمى رغبات الكائنات الحية في التكاثر.
ولكن تصرفات كوان بدت وكأنها تخالف هذا الأساس الطبيعي.
“إنهم يستخدمونك كطُعم للهرب. والمرأة لا تحبك. على العكس، هي تريد إنجاب أطفال من الرجل الذي بجانبها. إذن لماذا تفعل هذا؟”
حتى مع تحويل رغبة التكاثر إلى طموح، بدا أن بلا اسم، بوراثة جينات غاراس، يتصرف بطريقة مخالفة تمامًا لطبيعته.
“هُهُهُههههههههه.”
استنشق كوان نفسًا عميقًا من أعماق صدره.
لم يكن بحاجة لقدرات غاراس لاستنتاج أن سينيا تحمل مشاعر تجاه أرمين.
لكن لماذا يستمر في فعل هذا؟
النتيجة الوحيدة التي يمكنه الحصول عليها هي الموت، فما الذي يأمل تحقيقه من خلال القتال؟
“كم أنتم محظوظون، أيها السحرة.”
السحرة دائمًا يختارون الأفضل.
ولذلك، فإن قرار سينيا بالبقاء مع أرمين كان صحيحًا مرة أخرى.
كما حدث عندما تحدثت عن موته دون تردد، فور أن حصل على الرسالة وهرع إلى المطعم.
كان يريد أن يبقى بجانبها، ليس كمبارز، بل كالرجل الوحيد في حياتها.
وفي هذه اللحظة، تخلى كوان عن كل أمل.
“لا يهمني ذلك، أيها الغبي.”
زفر كوان النفس الذي احتبسه وأطلق سيفه في حركة عنيفة.
تراجع بلا اسم قليلاً مع تعبير يوحي بالاشمئزاز، وكأنه يرى كائنًا عديم الأهمية.
‘كم هو غبي. يختار الموت دون أن يفهم حتى مبرر أفعاله. أهذا هو الإنسان؟’
وجه بلا اسم سيفيه نحو كوان. وعندما شدد عينيه، بدأت ذراعيه تتحللان كالدخان، قبل أن تلتف سلسلة من الضربات السريعة حوله.
هووووووونغ!
كانت سرعة الضربات أشبه بحاجز من السيوف، صوت الهواء المحترق يتردد في المكان.
وفي عيني كوان، كانت هناك عشرات الشفرات تتجه نحوه.
‘لقد وجدتُ قبري أخيرًا.’
رغم اقتراب الموت المطلق، شعر كوان بحماس غير مبرر.
اختار أن يكون قبره في قلب سينيا.
إذا تمكن من الموت من أجلها وهي تنظر إليه، فسيكون ذلك كافيًا له.
‘أعرف ذلك… إنه شيء طفولي.’
غير كوان فجأة مساره لتجنب حاجز السيوف.
‘مع أنني غاضب جدًا…’
لم يستطع تحمل رؤية أرمين يحتضن سينيا، حيث اجتاحه شعور غامر بالغيرة، لكنه لم يكن قادرًا حتى على النطق بكلمة واحدة.
كان كوان يحيط بخصمه بسرعة متزايدة.
وباستجابة لذلك، انثنى سيف بلا اسم كالأفعى ليطارده، مما تسبب في ظهور عشرات الجروح على جسد كوان.
رغم أن الجروح لم تكن قاتلة، إلا أن كمية النزيف تجاوزت حدًّا خطيرًا.
“توقف! دع هذا! توقف!”
كانت سينيا تصرخ بأعلى صوتها، تنادي كوان، لكن صوتها لم يكن يصل إلى ما وراء حاجز الزمن.
“سينيا! اهدئي! لم يحن الوقت بعد!”
كان أرمين يعاني أيضًا من شعور مروع.
كان هناك احتمال ضئيل لتجاوز هذه الأزمة إذا اقترب باستخدام سحر الفليكر وأوقف بلا اسم.
لكن إذا تهرب بلا اسم بنفس الطريقة، فإن النتيجة التالية ستكون موت سينيا بنسبة 100%.
“انتظري! اصبري قليلاً بعد!”
“السيد كوان! السيد كوان!”
وسط المشهد الذي يدور بسرعة حوله، نظر كوان إلى وجه سينيا للحظة وجيزة.
‘نعم، هذا أنا.’
مهرج سخيف، لا يفعل شيئًا سوى استعراض حركات سيفه أمامها، على أمل أن تفهم مشاعره.
“هاهاها! هاهاهاها!”
كان كوان يضحك بصعوبة، رغم أن وجهه المتجعد كان يبدو كأنه يبكي.
“حسنًا، لقب عبقري السيف… أهديه لك.”
أخيرًا، اخترق كوان الحاجز الدفاعي ودخل إلى منطقة السيف.
“أما انا… فأنا شيطان السيف.”
ووووم!
امتدت قوى الجاذبية الخارجية في جميع الاتجاهات، وبدأ جسد كوان يدور كأنه دوامة.
“ماذا؟”
نظرًا لأن كلاً من كوان وبلا اسم كانا يقومان بحركات تتجاوز العقل البشري، فإن أولئك الذين يشاهدون القتال لم يتمكنوا حتى من إدراك التغيرات التي وقعت.
لكن بلا اسم، الذي كان يفهم عمق قوى الجاذبية الخارجية، شعر لأول مرة خلال القتال بشعور تقشعر له الأبدان.
‘ما هذا؟’
كان حراك كوان يبدو غريبًا.
إذا كانت جميع حركاته السابقة تسير في مسار واحد، فإنه الآن بدا وكأنه وصل إلى مفترق طرق يستلزم اتخاذ قرار.
‘لا، حتى لو كان الأمر كذلك، لن يتغير شيء. هذا لا يهم.’
إذا كان مجرد طريقين، يمكنه السيطرة عليهما معًا.
بينما تجاوز كوان، تمكن بلا اسم من ضربه ثلاث مرات في لحظة.
لكن الابتسامة المليئة بالثقة على وجهه تلاشت، وتحولت إلى صدمة.
‘لقد أصبت؟’
عندما استدار برأسه غير مصدق، انشق جلده عند كتفه الأيمن، وتناثرت الدماء.
كان ذلك أول جرح يتعرض له في حياته، وكان شعورًا كريهًا ومقززًا بشكل لا يُطاق.
لكن حالته النفسية كانت أكثر اضطرابًا من شعوره بالألم.
‘متى حدث ذلك؟’
كان هناك طريقان…
لا، إنكار النتيجة النهائية الآن مجرد تصرف أحمق.
إذًا، ما الذي يمكن التفكير فيه؟
‘هل هناك طريق ثالث لم أتمكن من رؤيته؟’
هل هذا ممكن؟
بينما كان يفكر في ذلك، ألقى بلا اسم نظرة على كوان، الذي كان يدور بوجه شرير كأنه شيطان.
“هاها، كانت ضربة سطحية. لكن الضربة القادمة ستكون أعمق.”
مرة أخرى، اشتبكت السيوف.
في لحظة قصيرة تبدو كأنها ضربة واحدة، تبادل كلاهما عشرات الضربات، مما تسبب في انفصال قطعة لحم من فخذ بلا اسم الأيسر.
لم يكن يراه.
كان سيف كوان يتحرك في أماكن غير متوقعة بالنسبة لبلا اسم.
‘هذا غير ممكن…’
كان غضبه الناتج عن كبريائه الجريح يعادل شدة الرغبة الهائلة التي تم قمعها.
مع تحطيم كبريائه، وصلت مشاعره المكبوتة والمشوهة إلى أعلى مستوى لها.
“لااااااااااا!”
امتدت عشرات قوى الجاذبية الخارجية لتتشابك مع بعضها، مما جعل حركة بلا اسم تصبح مشوهة بشكل جنوني.
رغم المسارات المعقدة ككرة من الخيوط المتشابكة، كان كوان يراقبها دون أن يرمش، ويتمتم.
“…مزعج.”
صوت ارتطام!
تكرر تصادم السيوف عشرات المرات، لكن بسبب السرعة الهائلة بدا وكأنه صوت نشاز واحد انفجر في العالم.
ترنح “كوان” وتوقف بينما ارتسم على ظهره خط من الدماء، سرعان ما انفجر ليندفع منه سائل الدم.
“هاه! هاه!”
بينما كان “كوان” يلهث بشدة متوقفًا عن الحركة، ظهر جرح أحمر على عنق “بلا اسم” بسبب قطعة من جلده التي شُطرت.
“تبًا…!”
مرة أخرى، فشل “بلا اسم” في تتبع مسار سيف “كوان”.
ومع ذلك، هذا الأمر جعل “بلا اسم” يزداد شكوكًا بدلًا من تأكيد ظنونه.
كيف يمكن لحدسه، الذي يتجاوز قدرات البشر بكثير، ألا يتمكن من التغلب على “كوان”؟
“هناك شيء يزعجني…”
منذ وقت ما، بدأ “كوان” يردد نفس الكلمات.
تمامًا كما حصل عندما خاطر بحياته أمام “فنجان الرياح” واكتشف حقيقة ما، كان الأمر أشبه بتفتح ذهنه مرة أخرى.
“آه، الآن فهمت. هذا هو الأمر.”
تراجع “كوان” مترنحًا كما لو كان سكرانًا.
في الحقيقة، كان يبدو كما لو أنه استيقظ من تأمل عميق، وعيناه نصف مغلقتين بدتا ضائعتين في عالم بعيد.
“هذا هو الحل.”
تق!
صوت شق الجلد والعظم تردد في الأرجاء.
كل من “سينيا”، التي كانت تنادي اسم “كوان” باستمرار، و”أرمين”، الذي قرر الفرار من المعركة، تجمدت أفكارهما بفزع.
“بلا اسم”، الذي كان ينظر إلى ذراع “كوان” الملقاة على الأرض، رمش بعينيه مرتين.
ذراع “كوان” قُطعت من أسفل الكتف مباشرة.
لقد قطع ذراعه بنفسه.
“لماذا؟”
رغم أنه بدأ يفهم قليلاً، إلا أن أول ما خطر في ذهنه كان أن هذا الفعل ليس إنجازًا بل تدميرًا.
‘لقد قيد إمكانياته بيده. هل هو مجنون؟’
“حسنًا، ما رأيك الآن؟”
رفع “بلا اسم” رأسه إلى “كوان”، الذي كان يمد سيفه بذراع واحدة فقط.
ورغم أن مظهره بدا أضعف من ذي قبل، إلا أن المشهد تغير فجأة.
بدت الأرض وكأنها مائلة من النقطة التي يقف فيها “كوان”، كما لو أن الجاذبية اختلت بشكل غير طبيعي.
“القمة غير المتوازنة – المهرج الضاحك.”
“أنت…”
لأول مرة، ظهر الخوف في عيني “بلا اسم”.
كان هذا الإنجاز الذي يمكن للبشر ذوي العقول المنحازة فقط الوصول إليه – سعيٌ مميت نحو الإنجاز.
/سانجي : أعلم من هو مهرجي… الغوت كوان /
_________
“لماذا؟ لماذا بحق؟”
قبل سقوط “كرود”، احتضنته “فلور” بعناية لتضعه على الأرض.
كانت عظامه مكسورة تمامًا وممزقة لدرجة أن إنقاذه أصبح أمرًا عديم الجدوى.
تاهت عينا “كرود”، التي بدت غير قادرة على التركيز، بين السماء وما حولها.
رغم أن الإطار السحري “بايبر” أنقذه من التهشم التام، إلا أن الألم الذي كان يعاني منه كان يفوق الوصف.
“لماذا أتيت إلي؟ لماذا؟ إذا كنت ستُقتل هكذا، لماذا أتيت؟”
صرخت “فلور” في وجه “كرود” الذي كان يحتضر.
رغم معرفتها بأن هذا قاسٍ، إلا أن الغضب الذي اجتاح صدرها كان أقوى من أن تكبته.
“لأنني… أكرهك.”
بصوت متقطع، قال “كرود”:
“ليس لدي عائلة.”
فهمت “فلور” كل شيء من هذه العبارة القصيرة، ووجهها تكسّر في تعبير مليء بالحزن.
“على الأقل، يجب أن يكون هناك سبب للموت…”
“كفى! لا أريد سماع هذا! لماذا تقول هذا الآن؟ في هذا الوضع؟!”
ابتسم “كرود” ابتسامة خفيفة.
التضحية بكل شيء، حتى أغلى ما يملك، من أجل المرأة التي أحبها.
التخلي عن حياته ليصبح ذكرى أبدية في قلبها.
ربما كانت ذلك هو أكبر انتقام يمكن أن يحققه.
“فلور… أنا أحبك…”
قبل أن تتوقف حركته تمامًا، كان صوته الأخير بالكاد مسموعًا.
ضمت “فلور” جسده المرتخي بذراعيها المرتعشتين.
وكلما حاولت كبح دموعها، زاد الألم في قلبها، إلى أن انفجرت في بكاء مرير.
“آآآآآآآآه!”
الحب الذي تحول إلى كراهية، والكراهية التي كانت تأمل أن تُفهم، لكنها انتهت بالموت.
كان ذلك هو حقيقة المشاعر البشرية التي لا يمكن أن تُمسك ولا يمكن أن تنتهي.
وفي قلب “فلور”، أصبح هذا العبء الثقيل كصخرة لا يمكن إزالتها، مانعًا عنها التنفس.
_________
وداعا كرود… شخصية جيدة ورائعه ونهاية ممتازة..
فصل عظيم… احب اهنئكم بالوصول للمئوية الخامسة واقول هذا كل شي مقارنة بالقادم… الأحداث مستقبلا أفضل بمليار مره لذا ارفعوا سقف توقعاتكم… طبعا أيضا احب اشكر كل من يعلق على الفصول… هناك البعض دائما أجد تعليقاتهم وهذه التعليقات تسرني كثيرا فشكرا لهم…
اتمنى من الجميع أن ينضم لسيرفر الديسكورد الخاص بالعمل حتى نتناقش هناك وغير هذا تابعوا حساب العمل في تويتر رجاءا
ترجمة وتدقيق سانجي