الساحر اللانهائي - الفصل 495
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
ادعم رواية المشعوذ اللانهائي لزيادة التنزيل اليومي
الفصل 495: عصر ذلك اليوم -3-
“ما هذا الآن؟”
كان كوان أول من أظهر عدائية وتقدم نحوه.
رجلٌ يبدو بشريًا، لكنه لا يرقى إلى المعايير العادية، مما يمنحه انطباعًا غريبًا.
“لماذا وُلدت؟ وما الذي عليَّ تحقيقه؟”
ملامحه غير متناسقة، تكاد تبدو مشوهة، بينما جلده أسفل العنق مغطى بمادة صلبة تشبه الكيتين الخاصة بـ”جاراس”.
أصابعه كانت أشبه بالقفازات الحديدية، بارزة الأطراف، مغطاة بشعر كثيف وحاد مثل إبر القنفذ.
إنه “النيفيليم” الذي وُلد من الملاك أديو، ملاك الإنجاز، والذي أُطلق عليه اسم “بلا اسم”.
منذ ولادته، كان السؤال الذي يحتل قلبه كدعوة مقدسة، يتبعه أينما ذهب، مما جعل اسمه غير ذي أهمية له.
عندما نظر بلا اسم إلى السيف الذي يحمله كوان، فتح يديه فجأة. انفجر الضوء في كفيه، وفجأة ظهر سيفان بين يديه.
كان كوان يراقبه بعين متوجسة وغير راضية بينما رفع بلا اسم السيفين وقال:
“ما اسم هذا الشيء؟”
كان غريبًا أنه استدعى سيفين دون أن يعرف ماهيتهما، لكن كوان أجاب بصراحة:
“إنه سيف.”
“سيف؟ كيف يُستخدم؟”
“تسألني كيف يُستخدم؟ إذًا…”
استل كوان قوته الخارجية وانطلق نحو خصمه.
“دعني أريك كيف يُستخدم!”
دار كوان بجسده بسرعة هائلة أمام بلا اسم، مشهرًا سيفه كالمروحة الدوارة.
في تلك اللحظة، أدرك بلا اسم الحقيقة: هذا السيف على وشك قطع عنقه وإسقاط حياته.
صرخة معدنية صاخبة!
سيفي بلا اسم اعترضا الهجوم، بينما ضرب سيف كوان عليهما بقوة.
لم تكن هناك أي تقنية أو استراتيجية؛ مجرد دفاع غريزي من أجل البقاء.
تمكن بلا اسم من صد هجوم مدرب سيف في مدرسة كايزن بفضل بنيته الفريدة التي ورثها عن الملاك والجاراس.
احتكاك الشفرات أشعل الشرر، ودُفع بلا اسم للخلف حتى اصطدم بالحائط.
رغم الصدمة، استعاد توازنه، محافظًا على وضعه الدفاعي، وخفض رأسه وهو يتمتم بشيء غير واضح.
تفاجأ كوان من رد الفعل البسيط، وشعر بأن هناك أمرًا غير طبيعي.
‘هل لا يعرف فنون السيف؟ إذًا، ما كان ذلك الشعور الغريب حين رأيته لأول مرة؟’
رفع بلا اسم رأسه أخيرًا بعد أن أنهى أفكاره وقال:
“فهمت الآن.”
“ماذا فهمت؟”
خطا كوان بخطوات ثقيلة، قابضًا على سيفه بإحكام.
“فهمت ما هو السيف.”
اختفى بلا اسم فجأة من مجال رؤية كوان.
كوان، الذي ركز جميع حواسه في حركاته القتالية، لم يكن ليتعرض لمثل هذا بسبب السرعة وحدها.
عندما حدد مكان بلا اسم أخيرًا، كان في زاوية بعيدة على اليسار.
صوت الاصطدام مجددًا!
ولكن هذه المرة، انقلبت الموازين تمامًا.
‘لا أستطيع الرد؟’
ظل كوان يتساءل طوال حياته عن مدى حرية عقل الإنسان.
استنتج من سنوات التدريب على حركات القتال أن عقل الإنسان يبدو حرًا، لكنه محدود بنمط ميكانيكي لا يراه إلا الكائن الأعلى.
وبتدريبه المستمر، تمكن كوان من تجاوز تلك الحدود وبلوغ مستوى عالٍ.
لكن الآن، حركات بلا اسم كانت تتجاوز حتى تفكيره.
‘هل كان يعرف فنون السيف منذ البداية؟’
لكنه سرعان ما عدَّل فكرته.
‘لا، إنه يتعلم أثناء القتال.’
بل أكثر من ذلك، ما يحدث أمامه كان أشبه بـ”التطور”.
كان مستوى نمو مهارات بلا اسم بالسيف مذهلًا، ومع تقدم المعركة، تمكن خلال خمس دقائق فقط من إصابة كوان بجروح قاتلة.
“تبًا!”
تعرض صدر “كوان” للطعن، مما أجبره على التراجع إلى نهاية الممر بينما كان يحاول صد الاقتراب. الألم الناتج عن الجرح لم يكن بنفس قوة الإهانة التي شعر بها كمبارز.
لو كان “بلا اسم” قد أمسك بالسيف لأول مرة اليوم، فهذا يعني أنه استطاع خلال خمس دقائق فقط اللحاق بإنجازات “كوان” التي حققها على مدى ثلاثين عامًا.
‘هل يمكن أن يحدث هذا؟’
“بلا اسم” هو خليط بين ملاك الإنجاز و”جاراس”، ويُعد “نيفيليم”.
ربما يكون هذا أول ظهور لهذا النوع الغريب في تاريخ الجنة. هذه الهجين الغريب أفرز خصائص جديدة في “بلا اسم”.
العقل النبيل للملاك، الذي يسعى للكمال، اندمج مع خصائص “جاراس”، مما حول رغبة التكاثر المفرطة لديه إلى رغبة عميقة في الإنجاز.
إذا كان “جاراس” مهووسًا بالتكاثر، فإن عقل “بلا اسم” يركز فقط على فهم التقنية وتجاوز حدودها.
كان “بلا اسم” يحطم الحواجز التي يتطلب تجاوزها سنوات من التدريب المتواصل بسرعات خارقة.
“أريد أن أصبح أفضل… أفضل… أفضل!”
كان “بلا اسم”، مثل ثقب يمتص كل شيء، استوعب خبرة “كوان” البالغة ثلاثين عامًا في المبارزة وحوّلها إلى مستوى أعلى. أمام مهارات “بلا اسم” المتطورة، لم يتمكن “كوان” سوى من الدفاع بصعوبة.
‘هذا مستحيل! لا يمكن أن يكون هذا حقيقيًا!’
رغم محاولاته المستميتة، كانت مهارات “بلا اسم” تتفوق باستمرار، متجاوزة كل حدود التصور.
حين حاول “أرمين” و”سينيا” التدخل باستخدام السحر، صرخ “كوان” الذي استغل لحظة نادرة لالتقاط أنفاسه:
“لا تفعلوا! اهربوا!”
فقط من واجه “بلا اسم” مباشرة يمكنه فهم مدى خطورته، لكن “أرمين” و”سينيا” كانا قد شرعا في الهجوم بالفعل.
“أرمين” أطلق تعويذة تشويش لإرباك انتباه “بلا اسم”، بينما أطلقت “سينيا” سبع رماح جليدية في آن واحد.
تمكن “كوان” من الفرار من حافة الموت، لكن النتيجة كانت أسوأ مما توقع.
تفادى “بلا اسم” الرماح الجليدية، لكنه بدأ يهتم بالسحر المستخدم.
“ما هذا؟”
الرغبة العارمة للتعلم اجتاحت عقل “بلا اسم”، رافعةً كل قدراته إلى حدودها القصوى، مما أدى إلى فتح “منطقة الروح”.
أحس “أرمين” بشيء مروع عندما شعر بمنطقة الروح لدى “بلا اسم”، فقد كانت أكثر من مجرد تركيز ذهني.
“لقد فتح الوظيفة الخالدة.”
/سانجي : جنون الي يصير حاليا … الاخ مفعل هكر/
ظهر “بلا اسم” فجأة خلف “أرمين” بفضل تعويذة التشويش، موجّهًا ضربةً بسيفه.
أمام مهارات “بلا اسم”، التي جمعت بين “منطقة الروح” و”المخطط”، لم يتمكن “أرمين” سوى من الانحناء لتجنب الضربة.
لكن “بلا اسم” رد سريعًا بإطلاق رماح جليدية تجاه “سينيا”.
أدرك “أرمين” حينها لماذا لم يستطع “كوان” مجاراته:
‘سحقا! كيف يمكن أن يوجد كائن كهذا؟’
كان “بلا اسم” قد نسخ تعويذة الجليد التي استخدمتها “سينيا” في لحظة واحدة. هذا كان خارج نطاق قدرات أي عبقري معروف.
لكن “أرمين” كان يعلم أن هذه هي الحقيقة، مهما بدت غير عادلة. إذا ولد “بلا اسم” بهذه الطريقة، فهذا هو الواقع.
أمام هذا الكائن، لم يكن أمام “أرمين” سوى خيار واحد: استخدام كل قوته لإيقافه فورًا. لكن إذا كان “بلا اسم” ينمو بوتيرة أسرع مما توقع، فإن العواقب قد تكون كارثية.
رغم ذلك، كان يجب أن يعطي الأولوية لإنقاذ “سينيا”.
‘يجب أن أحمي سينيا بأي ثمن… هذه هي الهدية الوحيدة التي يمكنني تقديمها لأختي التي أحببتها طوال حياتي.’
احتضن “أرمين” سينيا، محاولًا حمايتها من هجوم “بلا اسم”.
‘هل هناك شيء أكثر اهمية؟’
اندفع “بلا اسم” بعينين تملؤهما الجنون، وعرف “أرمين” ما يجب أن يفعله.
“آسف، كوان.”
مع توجيه “بلا اسم” لضربةٍ قاتلة، استخدم “أرمين” تعويذة توقف الزمن لحماية نفسه و”سينيا”.
“هاه!”
توقف “بلا اسم” فجأة قبل أن يقع في تأثير السحر، حيث أوقف سيفه بشكل مفاجئ.
كان ذلك مستحيلاً بسبب القصور الذاتي المعتاد، لكنه كان ممكناً فقط من خلال الإدراك الغامض الذي يتمتع به “بلا اسم”.
“ما هذا؟”
قام “بلا اسم” باستخدام مجاله الروحي لتحليل سحر الإيقاف بشكل فوري، وأرسل النتائج إلى دماغه.
لو تقدم أكثر بقليل، لكان قد وقع في المنطقة التي يتوقف فيها الزمن ويصبح عاجزاً تماماً.
كان “آرمين”، الذي كان يحتضن “سينيا”، ينظر بقلق إلى “بلا اسم” من خلف الحاجز.
نظرًا لأن المجال الزمني كان خالياً من تأثيره عليهما، كان “آرمين” مستعداً للهروب مع “سينيا” إذا وجد أي ثغرة لدى “بلا اسم”.
‘إذا تمكن من إتقان الإيقاف…’
مجرد التفكير في ذلك كان مرعباً.
هل كان ينبغي أن يُقتل في هذا المكان؟
لكن بالنسبة إلى “آرمين”، الذي لم يكن لديه سوى “سينيا”، لم يكن هذا الخيار وارداً منذ البداية.
“هممم، فهمت الأمر.”
أخذ “بلا اسم” يتأمل المجال العكسي لسحر الإيقاف قليلاً، ثم بدأ بتفعيل السحر مرة أخرى.
أمام “آرمين” و”سينيا”، اللذين كانا يراقبان بقلق، مال رأس “بلا اسم” قليلاً إلى الجانب.
“أوه؟ لا يعمل؟”
عاد قلب “آرمين”، الذي كان ينبض بجنون، إلى حالة من الراحة المؤقتة.
—
“لا تعتقد أن هذه هي النهاية. سيدي لن يغفر وجودك أبدًا… أوهك!”
انفجر ملاك آخر بصوت مدوٍ بينما كان عنقُه في قبضة “الشيطان”.
كان “فرانكواين”، الذي تلبس مفهوم الشيطان، يتصيد الملائكة واحدًا تلو الآخر كما لو كان يلعب لعبة الاختباء، ومع تناقص أعدادهم، أصبح ميزان القانون يميل بسرعة.
“هذا ممل. الملائكة العاديون لا يشكلون تهديداً حقيقياً.”
القانون المطلق، الذي يتجاوز أي مفهوم، يجعل تأثير أي فكرة أو سلاح من الملائكة عديم الجدوى أمام “الشيطان”.
دوي! دوي!
اخترق صوتان قويان سقف القصر السماوي، ليهبطا أمام “فرانكواين” في الممر.
“هاه؟ هذه المرة يبدو أن هناك من يستحق المواجهة.”
ارتسمت ابتسامة على وجه “فرانكواين” مع وصول اثنين من كبار الملائكة:
“ميتيئيل”، ملاك الاندماج، و”ساتيئيل”، ملاك التفكك.
“أيها الجرذ القذر المختبئ في الظل، ألا تعرف خوف القانون؟”
قالت “ميتيئيل” بنظرة باردة بينما كانت تتقدم.
بعد أن أدركت هي و”ساتيئيل” زوال “ميتترون”، طارتا مباشرة إلى القصر السماوي.
كان التوازن القانوني يتطلب منهما عدم التدخل، ولكن مع تناقص أعداد الملائكة العاديين، أصبح لزاماً عليهما أن تتحركا بسرعة.
“هل حقاً تظنين ذلك، أيتها الملاك؟ إن من يخشى هنا ليس أنا، بل قانون ربك.”
“أيها الحقير الهجين، لا تتظاهر بالسمو. وجودك يثير اشمئزازي.”
رفعت “ميتيئيل” يدها ببطء، ولم تتأخر “ساتيئيل” في نشر هالتها السماوية.
على عكس “ميتترون”، كان لدى هذين الملاكين القدرة على التعامل مع الشيطان باستخدام مفاهيم الاندماج والتفكك.
“ههه، يبدو أن اللعب معكما سيكون ممتعاً.”
ابتسم “الشيطان” بسخرية بينما انطلقت “ميتيئيل” و”ساتيئيل” نحوه معاً.
بدأت الأجواء المحيطة تتغير وكأنها لوحة تجريدية مرسومة بيد فنان مجنون.
تأثر “الشيطان” بسلسلة من الهجمات المشتركة: أشعة تعذّب خلاياه، وحرارة شديدة تشوه جسده، وذرات مشوهة تقيد حركته.
“كررررر!”
باستخدام الجسيمات التي تشوه الزمن، تم تقييد يدي وقدمي الشيطان، وتم سحق جسده كأنه طين باستخدام معدن يشوه الفضاء.
“دعينا ننهي هذا.”
قالت “ميتيئيل”، فوافقتها “ساتيئيل” وانطلقتا نحو “الشيطان”.
على الرغم من تناقضاتهما خارج المعارك، إلا أنهما كانتا فريقاً مثالياً في القتال.
_________
الكاتب مجنون حرفيا… قلب الوضع من القلق من ملوك الملائكة إلى القلق على ملوك الملائكة ~~
ترجمة وتدقيق سانجي