الساحر اللانهائي - الفصل 492
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
ادعم رواية المشعوذ اللانهائي لزيادة التنزيل اليومي
الفصل 492 : متغير جديد -5-
“قُرَع! قُرَع!”
بدأ حراس القلعة العملاقة الذين بلغوا المرحلة السادسة من فنون “الكحول المقدس” في قلعة ماتاي بالتحرك.
بطولٍ يقارب 80 مترًا، كانت رؤوسهم تصل إلى السماء، وبالنسبة لهم، بدت الآلات والبشر في الأسفل مجرد حشرات.
عندما سقطت أقدامهم الضخمة على الأرض، سحقوا العديد من جنود التمرد و”غوروي” معًا.
كان بإمكان الطيارين الذين يقودون أنظمة ميكا من المستوى الثالث “تيتان” فقط رؤية وجوه هؤلاء العمالقة.
كان “كرود” يراقب العمالقة العشرين وهم يتقدمون بسرعة عبر صفوف المتمردين المنتشرين كحبّات الرمال، فابتلع ريقه بصعوبة.
حتى عندما كان مواطنًا تحت سيطرة الإمبراطورية، لم يكن بمقدوره سوى إلقاء نظرات عابرة على هؤلاء “العمالقة فوق العمالقة”.
حينما رأى هؤلاء العمالقة بأمّ عينه، أدرك الحقيقة البسيطة:
“هذه حرب لا يمكن الانتصار فيها من البداية.”
لكن “كرود” صرخ بصوت عالٍ، محاولاً إنكار خوفه المتصاعد داخله:
“لا تُضحكوا عليّ!”
قاد “تيتان” إلى الأمام بعزم، لكن العمالقة الضخمين كانوا يستخدمون قوة “المخطط” بطريقة جعلتهم يتحركون بخفة وكأنهم بشر صغيرون يتجهون نحوه.
“بووووووم!”
لكمة هائلة من قبضة العملاق ضربت “تيتان”، مما أدى إلى دوران المفاصل في الجزء السفلي من الروبوت واهتزازه بشكل عنيف.
حاول “كرود” استعادة التوازن في اللحظة الأخيرة، لكنه تراجع بضع خطوات للخلف، ليسحق جنودًا من صفوفه دون أن يدرك حتى ما حدث لهم.
بينما كانت الكائنات العملاقة والآلات تنخرط في معارك جسدية عنيفة، كان الموت يحصد أرواح الجميع على حد سواء—المتمردين والعمالقة معًا.
“سحقا!”
استغل “كرود” قوة ارتداد الروبوت ليُوجّه هجومًا قويًا نحو أحد العمالقة.
رغم أن قوة “تيتان” تجاوزت حدود الخيال، إلا أن العمالقة الذين بلغوا المرحلة السادسة من فنون “الكحول المقدس” كانوا يتمتعون بقوة “المخطط” متعدد الطبقات الذي بمنحهم قوة تفوق التصور البشري.
“كاااااه!”
أطلق مدفع ضوئي شديد الحرارة من مسافة قريبة، ليمزق كتف أحد العمالقة، تاركًا جرحًا عميقًا.
لكن الجرح سرعان ما تعافى، حيث استعادت العضلات والأنسجة الضخمة ترتيبها بشكل يشبه ولادة جديدة من الطبيعة.
اندفع العمالقة الغاضبون نحو “تيتان”، يوجهون لكمات قوية تسببت في اهتزاز الأرض وكأن الرعد يتفجر من السماء.
مع تحطم أجزاء من الآلة، تطايرت شظايا ضخمة لتضرب جنود “غوروي” وحتى بعض العمالقة.
“بوووووووم!”
وأخيرًا، انفجر المحرك، مما تسبب في تعطيل النظام. بدأ “تيتان” ينهار ببطء إلى الجانب.
“هاه… هاه… هاه…”
بينما كان يشعر بالسقوط من ارتفاع عشرات الأمتار، ضغط “كرود” على زر الطوارئ في اللحظة الأخيرة.
فتحت كبسولة القيادة، ليُطلق “غوروي” كدفعة واحدة في الهواء قبل أن يسقط عموديًا.
فقد “كرود” وعيه للحظات، وعندما استعاده، أدرك أن “غوروي” من المستوى الثاني الذي كان يقوده لم يعد يعمل بسبب الصدمة.
نظر إلى السماء، التي كانت تُعرض عبر شاشات الرؤية الافتراضية.
رغم أنها مجرد صورة، إلا أن الشمس التي ارتفعت نحو منتصف النهار بدت مشرقة بشكل مُزعج.
تحت هذا الضوء الساطع، رأى العمالقة وهم يدمرون “تيتان” آخر.
“هذا المكان… إنه الجحيم.”
بدأت قدم عملاق تسقط من ارتفاع عشرات الأمتار.
ورغم أن الهدف لم يكن “كرود”، إلا أنه عرف مصيره إذا بقي مكانه.
ضغط مرة أخرى على زر الطوارئ، ليُطلق نفسه من “غوروي” باستخدام نظام “بايبر” من المستوى الأول، وهبط بأمان.
لقد قطع شوطًا بعيدًا لدرجة لم يعد بإمكانه التراجع.
لم يتبقَ للمتمردين سوى خيار واحد: التقدم، والتقدم فقط.
‘سأستمر حتى النهاية.’
كان “رع” ينتظره في “ارابوث”.
لكن في اللحظة التي رفع فيها رأسه بعزم، تحول وجهه فجأة إلى تعبير عن الرعب.
“ماذا…؟”
من خلف قلعة العمالقة، كانت “ارابوث” تغلي بطاقة شريرة مرعبة.
بدت وكأنها تحترق بنيران سوداء تغطي الأفق، وصوت الرياح الغريب الذي صدر عنها كان يدعو إلى الموت.
“هوووووووووووووو!”
تجمد وجه “كرود”، وشعر برعب لا يوصف.
الموت فقط.
بدا واضحًا له أنه بمجرد دخوله “ارابوث”، لن يكون هناك مفر من الموت.
تحت وطأة هذا الخوف الهائل، بدأ عزمه الحديدي ينهار كما يذوب الفولاذ.
‘ما الذي يكمن هناك؟’
سؤال غامض مر ببال “كرود”، لكنه سرعان ما اختفى وسط الخوف الساحق من الإبادة.
‘علينا الانسحاب. يجب أن نهرب جميعًا. هذا هو طريق النجاة الوحيد.’
_________
رفع كرود يده إلى جهاز الاتصال الشخصي الخاص به، واتخذ قراره بقبول الهزيمة في الحرب.
“لكل القوات…”
كلماته، إذا نُطقت، لن يمكن استرجاعها أبدًا.
حتى إن تراجع عن القرار لاحقًا، فإن مجرد اعترافه بالهزيمة سيحطم روحه بشكل نهائي، ولن تتمكن إرادته من النهوض مجددًا.
‘لا يمكننا الفوز، أليس كذلك؟’
تنفس كرود بعمق وهو يستعد لإصدار الأمر إلى جميع قوات التمرد، لكن حينها، وقعت عيناه على امرأة تتقدم.
كانت “فلور” تخترق الهجمات الشرسة للعمالقة، وتهرول مباشرة نحو اللهب المدمر الخاص بـ”أرابوث”.
‘لقد وصلت إلى هذه النقطة أخيرًا، أليس كذلك؟’
‘كانت هذه الحرب خاسرة منذ البداية.’
ومع ذلك، لماذا تتوجه تلك المرأة نحو مركز الهلاك الذي لا يحمل سوى الموت؟
“لعنة السَّامِيّ! لن أسمح لكِ بالسيطرة عليّ!”
رفع كرود جسده بعنف، وعينه مشتعلة بالغضب، ثم ضبط أداة “بايبر” الخاصة به على أقصى طاقتها، واندفع بسرعة نحو الأرض.
_______
الطابق الحادي عشر تحت الأرض – “جيبول”
في هذا العمق الهائل، تكمن أعجوبة من إبداعات الملائكة.
إنه مصنع الأسلحة السماوي “صهيون”، حيث تُصنع جميع أدوات الجنة، بما في ذلك “كتاب كاريل الأعظم” و**”الرمح السماوي الخاص بيورييل”**.
أسفل الجسور المعدنية الشاسعة، تعمل آلات ضخمة على صهر المعادن وصنع العجائب، في مشهد لا يمكن تخيله.
“المكان معقد للغاية.”
كانت “زولو” تتفحص المتاهة من الجسور، محاولة تحديد الطريق المؤدي للأسفل.
على كتفها، وقف طائر صغير أسود ذو منقار عريض، يُدعى “إيرغا”.
إيرغا هو وحش من الفئة العاشرة، وكان أول استدعاء ناجح لزولو عندما كانت في الثالثة من عمرها.
على الرغم من افتقاره لأي قدرات خاصة سوى تقليد كلام البشر، إلا أن وجوده كان يبعث الراحة لزولو، خاصة في مثل هذه الأماكن المظلمة.
“تشوب، تشوب، تشوب.”
قفز الطائر من على كتفها، وحلّق أسفل الجسر، محدثًا صوتًا مضحكًا كأنه يمتص مصاصة.
“إذن، إنه هناك.”
اختارت زولو الجسر الثالث من بين ستة جسور متفرعة، لتجد خلف أحد الحواجز درجًا يقود إلى الأسفل.
_____
حين قررت زولو الذهاب وحدها إلى منشأة “ميتا جيت” في الجزء الجنوبي من صهيون، شكك “ساين” في قرارها.
“لماذا تذهبين بمفردك؟”
بررت زولو اختيارها قائلة:
“الأمر أفضل بالنسبة لي بهذه الطريقة.”
على الرغم من قلقه، قبل ساين قرارها، وتمكنت بالفعل من العثور على منشأة الإنتاج التي كان من المستحيل الوصول إليها في أوقات السلم.
_______
عندما مدّت يدها نحو إحدى بوابات “ميتا”، قاطعها صوت امرأة من الجهة المقابلة للممر.
“هل تفكرين في الهروب بعد كل هذا الدمار الذي تسببتِ به؟”
التفتت زولو لترى امرأة ذات أربع أذرع، بشرة سوداء، وعيون حادة مثل أعين الثعابين.
وقفت المرأة كما لو كانت ظلاً، مع توهج مثلثات حمراء فوق رأسها.
‘المارا كالي ذات الأذرع الأربعة…’
كانت من أتباع ملاك الفناء العظيم.
“إنها قوية.”
حدقت زولو بعينيها الباردتين.
على الرغم من أنها اختبرت قوة الثلاثي “مارا” منذ قدومها إلى هذا العالم، إلا أن “مارا” التي أمامها الآن كانت مختلفة تمامًا عن الآخرين. لم يكن الأمر مجرد قوة، بل كانت تنبعث منها هالة غريبة لا يمكن مقارنتها بالآخرين.
“لكل من يأتي، وقت للمغادرة أيضًا. أنا فقط أتبع القوانين الطبيعية. لا تعترضيني.”
لم تكن اللغة القارية التي تحدث بها تبدو سخيفة فقط، بل لم يكن صوتها هادئًا أو مريحًا كما يُفترض.
“اعتراض؟”
رفعت “كالي” أذرعها الأربعة، كل يد تحمل سلاحًا مختلفًا: سيف، درع، سوط، وجمجمة.
“لا يوجد كائن يمكنه مواجهة سَّامِيّ الموت.”
مع حركتها بالسيف، انشق خط أسود في الفضاء، متجهًا بسرعة نحو “زولو”.
تحركت زولو بسرعة لتتجنب الهجوم مستخدمة الانتقال الآني، وألغت استدعاء مخلوقها السابق “إرغا” واستدعت مخلوقًا جديدًا، “كوغر”، وهو وحش من المستوى الثالث.
“رررراااااه!”
اندفع الوحش الضخم نحو كالي، مخلباه الحادان يلمعان وهو يهاجم.
“بووووم!”
تصدى درع كالي للمخلب، لكن دخانًا أسود كثيفًا تصاعد ليغمر جسم “كوغر”.
“آرررغغغغغ!”
بدأ فراء الوحش في التبخر، وظهرت بثور فطرية على جلده، قبل أن ينتفخ جلده وكأنه يتعفن.
كانت أسلحة كالي الأربعة تحمل جميعها مفهوم الموت. وكان الدرع، بشكل خاص، يسبب أمراضًا قاتلة تؤدي إلى موت سريع لا يستطيع أي كائن حي النجاة منه.
“الكائنات الحية جميعها سترقد عند قدمي.”
وضعت كالي الدرع جانبًا، ولوحت بسيفها ليُقطع جسم “كوغر” الهائل إلى نصفين بضربة واحدة.
“كوغر” يُعتبر من أقوى الوحوش المستدعاة، وكان الأقوى من حيث القوة الجسدية بين جميع الوحوش التي تستطيع زولو استدعاءها.
“شووووووووك.”
صوت ارتشاف زولو لمصاصتها أصبح أسرع مع هذا المشهد.
“اختاري، ما نوع الموت الذي يناسبك؟”
ابتسمت كالي ابتسامة خبيثة بينما مالت بجسدها إلى الخلف. بدأ دخان أسود يتحول إلى أرجل غامضة ترفع جسدها عن الأرض.
‘هذا… خطير.’
فكرت زولو بصدق أن الوضع أصبح حرجًا للغاية.
________
في ممر معبد “جيبول”، كان العديد من الملائكة يمسكون بطونهم وهم يبكون.
في نهاية ذلك المشهد المهين، وقف “فرانكواين” الذي أبرم عقدًا مع “الشيطان” بابتسامة متعجرفة.
خلفه، كان أتباع “يامينغ” المشوهون يطاردون ملائكة آخرين بنظرات شرسة.
صرخوا بصوت غاضب: “المزيد… نريد المزيد من الملائكة!”
ورغم أن الشيطان ليس مقيدًا بقدرات الملائكة، إلا أنه يعرف مدى قوتهم منذ بداية الخلق.
حتى لو تم تدمير مفهومهم، فإنهم إذا اتحدوا واعتمدوا فقط على قدراتهم الجسدية، فإن النتيجة ستظل غير مضمونة.
لهذا السبب، بحث الشيطان عن أسهل وأسرع طريقة للقضاء على الملائكة.
والنتيجة كانت اتحاد “يامينغ” مع “جاراس”، ما أدى إلى ظهور أتباعه المرعبين.
قال أحد الملائكة وهو يشعر بنمو بذور “جاراس” داخله: “لا يمكنني العيش هكذا…!”
أغلق عينيه بإحكام وأدار هالته عكسيًا، فانفجر جسده وتحول إلى نور اختفى تمامًا.
العار…
بالنسبة للملائكة، الذين يعتبرون أنفسهم كائنات ذات أرواح نبيلة، فإن الشعور بالعار كان أسوأ من الموت.
ومع بداية اختفاء أحد الملائكة، بدأ كل الملائكة الآخرين في الممر يدورون هالاتهم عكسيًا ويمحون وجودهم بأنفسهم.
ضحك الشيطان قائلاً: “هاها، كانت رايسيس غبية.”
وأضاف: “لماذا تبحث عن قوة من خلال استخدام جاراس؟ فقط كن جاراس بنفسك.”
مع اختفاء جميع الملائكة في الممر، ازداد تأثير الشيطان بشكل كبير نتيجة تعادل قوانين الكون.
ازداد حجم جسده، وخرجت قرون ملتوية من جانبي رأسه، بينما توهجت عضلات صدره السميكة كأنها درع.
صرخ الشيطان: “ليس بعد… ما زلت أحتاج إلى المزيد.”
ثم أطلق لهبًا مشتعلًا عبر الممر وأمر أتباعه:
“ابحثوا عن كل ملَاكٍ متبقٍ، ودمروهم بالكامل! الآن، الجنة هي عالمنا!”
_________
في قاعة الملائكة:
في تلك الأثناء، كانت هناك ملَكة واحدة فقط قد هربت من مصير أقرانها واختبأت في قاعة فارغة.
لكن حتى هي لم تستطع الهروب من قوانين الكون. بدأت بطنها تنتفخ شيئًا فشيئًا.
كانت الملَكة هي “أديو”، ملاك الإنجاز.
كونها كانت تفتخر بوجودها، لم تستطع تقبل فكرة الفناء حتى عندما كانت تعرف أن النهاية قريبة.
قالت بصوت مرتجف: “لا أريد أن أختفي… هناك الكثير من الأمور التي يجب أن أحققها.”
وقف ثلاثة من المارا بجانبها، وكان زعيمهم “روبيل”، مارا التردد، قال لها: “رجاءً، تحمّلي قليلاً.”
لكن في النهاية، انفجرت بطنها فجأة، وتدمرت معها هالتها بالكامل، مما أدى إلى اختفاء المارا الثلاثة.
وبينما كانت “أديو” ممددة على الأرض تبكي في صمت، خرج مخلوق صغير من جسدها واتجه نحو باب القاعة.
لقد كان ذلك بداية ميلاد “النيفيليم”، المخلوق الذي لم يكن أحد يرغب بوجوده.
_________
النيفيليم يحمل هنا معنى مختلف… وهو المعنى الاول الي شرحته وهو كونهم ساقطين..
ترجمة وتدقيق سانجي