الساحر اللانهائي - الفصل 485
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
ادعم رواية المشعوذ اللانهائي لزيادة التنزيل اليومي
الفصل 485 : ليلة في الجنة -3-
“ما الذي يشغل بالكِ هكذا؟”
في سرداب “قاعة الفساد” في لاكيا، خرجت كانغان من ذكرياتها ورفعت رأسها.
كانت أمام توركو، التابعة للملاك الساقط ماورييل وأحد أتباعه الأقوياء، كان مبتسم ابتسامة تنذر بالخطر وكأنها تحمل رائحة كريهة.
“هل تفكرين في التعذيب البشع الذي ينتظرك؟ لكن لا فائدة من محاولة حجب أفكارك.”
شد توركو ياقة كانغان، مما تسبب في تمزق ملابسها بصوت واضح.
“كلنا عبيد للوقت. لو قسنا وقتك بشكل خطي، فستجدين أمامك 18 ساعة فقط. ساعات لا تحمل سوى الألم والزوال.”
كان توركو يسعى لإثبات الواقع، لكن الزمن توقف داخل عقل كانغان.
“غولد لن يأتي.”
كان هذا المكان النهاية. لذا، مهما كان المستقبل الذي ينتظرها، فقد انتهى بالفعل.
“هاهاها، إذًا لم يبقى لديكِ سوى الصراخ اليائس.”
رغم ذلك، ردت كانغان بابتسامة ساخرة حتى النهاية، مما جعل ملامح توركو تختفي تمامًا.
“مادة ممتعة منذ وقت طويل.”
تراجع توركو ببطء ومد يديه، فظهر في قبضتيه سوطان مشقوقان.
“لنبدأ بتمزيق اللحم أولًا.”
ما أن أنهى كلامه حتى بدأ توركو يلوّح بالسياط.
في كل مرة ضرب السوط جسد كانغان، شعرت وكأن جلدها يحترق.
‘مؤلم.’
/سانجي : الكاتب يعشق التعذيب ابن اللذين/
كان الألم يتسرب عبر الأعصاب ليصل إلى دماغها، متحولًا إلى معاناة نفسية جديدة.
‘مؤلم.’
في أقصى درجات الألم، بدأ يتسلل إحساس غامض إلى قلبها.
‘لابد أن الألم كان دائمًا هكذا.’
كان التنفس أشبه باستنشاق زجاج مكسور، والخطوات وكأنها على شفرات حادة.
لكن غولد تحمل كل هذا ووصل إلى هنا.
لذا، تستطيع كانغان أيضًا أن تتحمل.
‘لن أصرخ.’
مع كل صفعة من السياط، كانت ذكريات كانغان مع غولد تمر في ذهنها كوميض برق.
_____
“الشمس تغرب.”
تأكد ساين من حلول الظلام خارج الغابة ثم اقترب من غولد.
رغم أن غولد كان يعض إبهامه بعنف، إلا أن نظراته كانت شديدة لدرجة أنها قد تقتل أي شيء يقترب.
ومع ذلك، لم يعد لساين مجال للتراجع.
“اتخذ قرارك، غولد. ماذا ستفعل؟”
توقف غولد عن إيذاء نفسه حين اصطكت أسنانه.
لم يكن أحد في هذا المكان يعرف ماهية كانغان بالنسبة له.
ولا يمكنهم أن يعرفوا.
حتى غولد نفسه لم يدرك حتى الآن ما قدمته كانغان له، إذ كان كل ما يشغله هو “ميرو”.
كرّس كل شغفه لتحريك عقارب الساعة المتوقفة، ولم يلتفت قط ليرى من كان يتبعه.
‘كم أنا مثير للشفقة.’
جلست ميرو على صخرة قريبة، مستندة على يدها بذقنها وعابسة.
كان تعبيرها وعدم رضاها واضحين من ساقها التي كانت تهزها فوق الأخرى.
في هذه الأثناء، زحف أريوس باتجاهها كأنه يتوسل، محاولًا أن يدعم ساقها المهتزة برأسه.
بينما كان يمسح بوجنته الأوساخ عن قدميها العاريتين، أمسك أصابع قدمها بفمه وبدأ يمصها.
لو كان أريوس إنسانًا، لكانت ميرو بمثابة إلهة.
ولو كانت ميرو إنسانًا، لكان أريوس أقل من إنسان.
لم يتغير هذا التفاوت أبدًا، لذا تجاهلت ميرو الأمر.
لكن فجأة، شعرت بالضيق فسحبت قدمها وركلت وجه أريوس.
“آه! آه!”
بينما تدحرج أريوس على الأرض بوجه متألم، نهضت ميرو واقتربت من غولد بخطوات سريعة.
“هيه! احسم أمرك! أنا أم تلك الفتاة؟ لا أستطيع تحمل هذا بعد الآن!”
في عقل ميرو، كانت هناك خريطة ضخمة مرسومة عن الجنة والبشرية، ولكن إذا نظرنا إلى الأمر من زاوية إنسانية أكثر، فمن الطبيعي أن تشعر بالإهانة من تردد غولد.
بالطبع، حتى لو اختار غولد ميرو، لم تكن لديها نية لقبوله.
ولكن لهذا السبب تحديدًا، فإن الوضع الذي يجد فيه نفسه غير قادر على اتخاذ قرار بين امرأتين يبدو سخيفًا بالنسبة لها.
غولد حرك نظره ببطء ورفع عينيه لينظر إلى ميرو.
المرأة التي أرادها بشدة، المرأة التي راهن بحياته كلها من أجلها، تقف أمامه الآن.
وليس هناك أدنى شك في أنه يحب ميرو.
ولكن لماذا يشعر قلبه بالتوتر؟
كان من المفترض أن يركض نحو ميرو بشكل أعمى، لكن قلبه كان يهتز كما لو أنه يسير في طريق وعرة كلما فكر في كانغان.
“يمكنني أن أتخيل، ولو قليلاً، نوع الحياة التي عشتها.”
نظرت ميرو إلى رد فعل غولد وأدركت الأمر.
كان لدى غولد يقين عندما رأى رد فعل ميرو.
“لابد أنك تمرنت وسط آلام لا تحصى. عشرون عاماً قضيتها وأنت تنظر إليّ فقط حتى وصلت إلى هنا.”
كان غولد يستمع فقط.
كان شعوراً ساحقاً أن تعترف المرأة التي كانت أغلى من حياته بجهوده، لكنه أدرك أخيراً شيئاً مهماً:
أنه لم يكن ليصل إلى هذا المكان بقواه وحدها.
“أنت تعرف، أليس كذلك؟”
تذكرت ميرو نظرات كانغان الأخيرة عندما وقفت في مواجهتها.
“بينما كنت تركض ناظراً إليّ فقط، كانت تلك الفتاة تركض وهي تنظر إلى ظهرك فقط.”
صرف غولد نظره عن ميرو ونظر إلى الأمام مباشرة. ربما كانت تلك هو أول مرة يرى فيها كانغان تقف أمامه.
“لا أعلم ما القصة بينكما، ولكن…”
“سأذهب.”
قاطع غولد حديث ميرو ونهض واقفاً.
توجهت جميع الأنظار إليه، أو بالأحرى إلى كلماته التي ستخرج الآن.
“سأذهب لإنقاذ ذلك الكلب الضال.”
/سانجي : اخخخخ عودة العلاقات مع البطة القبيحة/
لم يكن هناك من يعترض على قرار غولد.
من البداية كانت هذه معركته.
لكن في ملامح ميرو ظهر بعض الحزن للحظة.
الثمن الذي يجب دفعه لاستعادة كانغان هو موت ميرو.
كانت قد استعدت لذلك، ولم تخف من الفكرة، لكن عندما اتخذ غولد القرار بنفسه، شعرت للمرة الأولى في حياتها بشيء من الغيرة الغريبة.
لكن تلك المشاعر البشرية اختفت فوراً داخل عقلها الكبير، وعادت للابتسام بوجه مرتاح.
“حسناً، إذن لنذهب. إذا أنقذت تلك الفتاة بعد أن أتركك…”
“لا. سأذهب بمفردي.”
سأله ساين وهو يقطب حاجبيه.
“بمفردك؟ ماذا ستفعل؟”
“لقد قلت، سأعيد الكلب الضال.”
“لكن بدون ميرو…”
ثم أدرك ساين فجأة شيئاً وتوقف عن الكلام.
“هل من الممكن أنك…؟”
قرر غولد إنهاء الأمر.
بعد أن حقق ما هو مستحيل أكثر من الموت، لم يكن هناك ما يخيفه بعد الآن.
مهما كانت النتيجة، لم يكن هناك مستقبل ينتظر غولد.
“قد تندلع الحرب الأخيرة. لا يجب أن تموت ميرو.”
عرف ساين ذلك أفضل من أي شخص، لأنه كان قد تنازل عن كل شيء أمام مشاعر غولد الضخمة.
“هل تشعر ببعض المسؤولية تجاه الفوضى التي سببها وجودك بين البشر؟”
“لا.”
ابتسم غولد بسخرية وهو يلتفت بعيداً.
“لا يهمني. كل ما أريده هو مقابلة كانغان. والباقي عليكم أنتم.”
من الإله، إلى ميرو، والآن إلى كانغان.
كان غولد مجرد إنسان يعرف كيف يتقدم إلى الأمام فقط، وربما هذا هو ما جعل ميرو تفكر فيه.
‘صحيح. ولهذا السبب أنا…’
قالت ميرو، وهي تنظر إلى غولد وهو يغادر الغابة.
“أليس لديك كلمة وداع بعد كل هذا؟”
لم يلتفت غولد، بل أبعد إحدى الأغصان التي كانت تعيق طريقه.
“سأترك الوداع عندما أعود. أعتبري أنني حجزته مسبقاً.”
ابتسمت ميرو بخفة، مدركة أن كلامه لا يتعلق بكلمة وداع.
كانت قد قالت ذلك بنفسها، لذا كان من الصعب عليها أن تتراجع عن الأمر الآن.
“سنرى ذلك لاحقاً. إذا عدت سالماً.”
“ههه.”
اختفى غولد داخل الغابة بعد أن هز كتفيه.
‘لقد أصبحت أقوى يا غولد. حقًا، أصبحت قويًا.’
بالرغم من كونه لا يزال عنيدًا ومزعجًا الى حد الإحباط، إلا أنه حقق ما أراده بالفعل. أصبح الآن شخصًا يستطيع النظر في عينيها بثقة.
‘وداعًا، غولد.’
تغيرت ملامح وجه ميرو حين استدارت نحو ساين، ولم يعد هناك أثر للابتسامة.
“علينا الآن أن نتحرك بسرعة. فبناءً على ما إذا كنا سنتمكن من العودة أم لا، ستختلف المخاطر التي ستتحملها البشرية.”
تحدث ساين: “ماذا سنفعل؟ رغم أننا أوقفنا الانفجار باستخدام السحر ‘توقف’, إلا أن هناك احتمالًا أن يكون بين ملوك الملائكة من يستطيع إبطال السحر.”
كان هذا واضحًا من خلال رؤيته لحلقة العدالة السحرية الخاصة برئيس الملائكة يورييل.
قدرة إيكاييل “آتاراكسيا” تتجاوز حدود العقل البشري، ولكن “راغناروك” أيضًا لا تقل عنها غرابة. إنها قدرة محاطة بمفهوم الدمار، تُنفذ من خلال هجوم مادي.
بما أن مفهومها الأساسي لا يتأثر بأي شيء، فإن إطلاق “راغناروك” يعني أنه لا يمكن إيقاف يورييل.
تكلمت ميرو وهي تسند ذقنها بيدها: “الشخص القادر على فك سحر التوقف هو ملك الملائكة النوراني، رايئيل. حلقة العدالة السحرية الخاصة به تُجسد سرعة الضوء. إذا أُبطل سحر التوقف، ستطير رأسي.”
تدخل أرمين قائلًا: “إذا كان رايئيل يستطيع استخدام سرعة الضوء، فلن يقع تحت تأثير مجال الزمن، ولكن فك السحر قضية مختلفة تمامًا. أعتقد أنه لن يكون سهلًا عليه كسره.”
سأل ساين: “كم من الوقت تعتقد أنه سيستغرق لفك السحر؟”
أجاب أرمين بعد تفكير: “بما أن الأمر يتعلق بقدرات ملك الملائكة، أعتقد أنه سيستغرق حوالي خمس دقائق.”
هزت ميرو رأسها: “هذا وقت كافٍ. الآن سأتعامل مع الأمر. اهتموا بخططكم الخاصة.”
“ماذا تنوين فعله؟”
استدعت ميرو أريوس، الذي اقترب بخطوات تتمايل وكأن له ذيلًا.
“كفاك تصرفًا غبيًا. سأمنحك الآن القدرة على الكلام.”
ما إن تحدثت ميرو، حتى جلس أريوس على ركبة واحدة كما لو كان منتظرًا هذه اللحظة.
“أريوس، سأطيع أمر سيدتي.”
أمرته ميرو: “لا شك أن هناك بابًا نُصب داخل عقلي. ادخل مرة أخرى إلى حالة الوعي الأصلية. ستكون المهمة أسهل في المرة الثانية.”
تردد أريوس قليلًا: “لكن قدراتي لا تتيح لي فك ختم ملك الملائكة السحري.”
ردت ميرو: “لا تهتم بذلك. سأتعامل مع الختم السحري.”
بدأت ميرو تشرح خطتها: “الختم السحري الخاص بكاريل يقطع الاتصال بين الدوائر العصبية ويمنع التركيز. لذلك، ستصبح أنت دمي الجديد. اربط عقلي بخط عصبي يتجاوز الختم. وبمجرد دخولي منطقة الروح، سأستخدم السحر المقياسي لتقليص الختم إلى أقصى حد. لا يمكنني منع الانفجار تمامًا، ولكن يمكنني تقليصه ليصبح قابلاً للتحمل.”
هذا هو الجانب المخيف للسحر المقياسي. من خلال تضخيم النسب بشكل هائل، يصبح أي ابتكار عقلي عديم الفائدة.
كان ساين يرى أن هذه خطة رائعة.
“هل يمكنك تنفيذها في الوقت المناسب؟ إذا تم فك السحر الآن، ستلقين حتفك.”
“لهذا السبب علينا الإسراع. بمجرد أن يدخل أريوس إلى الوعي، سيختلف الزمن هناك عن الواقع. خمس دقائق كافية.”
“إذن، ليس لدينا خيار سوى أن نثق بكِ. احترسي.”
لم يكن من المعتاد أن يشعر أي شخص بالقلق على ميرو.
“هيا بنا، أريوس.”
استجاب أريوس، مستخدمًا سحر الانتقال الآني لنقل ميرو إلى مكان خالٍ.
بعد مغادرة ميرو وغولد، بدأ ساين يضع الاستراتيجيات لإنهاء الحرب.
كان النجاح الجزئي في استعادة ميرو قد أثار في نفسه شكوكًا بشأن الغموض الذي شعر به قبل مجيئهم إلى الجنة.
‘بالرغم من اندلاع الحرب، لم يتحرك الملائكة. كيف يمكن هذا؟’
باستثناء المواجهة مع يورييل وكاريل في السماء الثانية، لم يظهر سوى الملائكة الساقطين والمارا.
خوض حرب بدون مشاركة الملائكة العاديين يعني أن الجنة تخوضها وهي مكبلة اليدين.
‘لابد أن هناك أمورًا تجري لا نعلم عنها شيئًا. أين يتحركون؟ في الجنة؟ أم على جانب البشر؟’
على أي حال، غياب حركة الملائكة العاديين كان ميزة للمتمردين.
‘إذا لم تأتِنا أي أخبار خاصة، فسيطلق شيرون العقاب السَّامِيّ بحلول الظهيرة. لا يمكننا تفويت هذه الفرصة.’
مهما كانت النتيجة، فإن الحرب ستنتهي غدًا.
__________
صار عندي احساس أن غولد يودع.. اتمنى ما يصير هل شي ~
ترجمة وتدقيق سانجي