الساحر اللانهائي - الفصل 477
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
ادعم رواية الساحر اللانهائي لزيادة التنزيل اليومي
الفصل 477 : اسمها كان كانغان -1-
كان “غولد” يحدق نحو السماء، متقبلاً الوضع بلا أدنى شك.
خلال عشرين عاماً من العمل على المشروع، هل فكر يوماً حقاً أنه يمكن تحقيق ذلك؟
ومع ذلك، لم يكن هناك يوم واحد في تلك العشرين عاماً لم يفكر فيه في هذا الوضع. لذا، لم يكن ما حدث مصدراً للقلق أو الشك، بل مجرد أمرٍ لا بد أن يحدث.
‘علينا الهرب.’
/سانجي : تذكرت الميمز الي يقول بلا ملك غابة بلا بطيخ حط رجلك وانحاش… الوضع الآن نفس الشي/
تبلورت هذه الفكرة سريعاً في عقل “غولد”، مما أدى إلى تحولٍ حاسم في تفكيره.
لم يعد هناك وقت للنظر إلى الوراء. المهمة الوحيدة الآن هي الهروب من هذا المكان.
“كروووووووووه!”
وصل تركيز “غولد” إلى أقصى حدود عقله، ليخترق عمق عالم الموت. ضغط الهواء المهول الذي نتج وسحق “يورييل” بقوة.
رغم أنه ملاك الدمار العظيم، إلا أن الضغط كان كافياً ليوقف حركته للحظة.
ورغم أنه كان مجرد لحظة قصيرة، إلا أنها كانت كافية لـ”غولد”.
“اركضوا بكل قوتكم!”
هبط “ساين” خلف “غولد”، وتبعه باقي المجموعة فوراً.
التفت “غولد” سريعاً في آخر لحظة، ليجد “كاريل” متجمداً بلا حراك.
طالما أن سحر التوقف لم ينكسر، لن يتمكن أي كائن، حتى الملاك العظيم، من تجاوز الزمن.
لكن الأمر كان مختلفاً بالنسبة لجحافل الملائكة الساقطة التي كانت تهاجم بجنون متجاوزة “كاريل”.
“بأقصى سرعة، انسحبوا الآن!”
مع نهاية كلام “غولد”، بدأ السحرة في استخدام تعاويذ الانتقال الفوري للفرار.
نظرًا لأنهم من نخبة السحرة في خطوطهم الخاصة، تمكنوا من مغادرة السهل بسرعة البرق ودخول الجسر المتحرك.
قام “ساين” بقطع الطوق عن عنق “ميرو”، حيث كان “أريوس” مقيداً به.
رغم أن الطوق كان يعيقها، إلا أن الهدف من قطعه هو منع الاختناق أثناء الإسراع.
تدحرج “أريوس” على الأرض، لكنه استعاد توازنه بسرعة واستأنف تقدمه المستقيم.
على الرغم من فقدانه بصره، إلا أنه كان سابقاً أحد النخبة في الخط الأسود، مما جعله قادراً على الهروب بمفرده.
“شغّل النظام!”
بناءً على أوامر “ساين”، اندفعت “كانغان” إلى غرفة المحركات، حيث وجدت ذراع تشغيل ضخمة لا يمكن لغير العمالقة أن يحركوها.
بركلة قوية، دفعت الذراع المعدني، مما أحدث صوتاً معدنياً قوياً قبل أن يتحرك النظام.
على الرغم من أن تأثير ذلك على الملائكة الساقطة الطائرة كان محدوداً، إلا أنه كان كافياً لتعطيل وصول القوات البرية لبعض الوقت.
كما أن رفع الجسر كان ميزة تمنع هجمات العدو بعيدة المدى.
خرجت “كانغان” لتجد أن مجموعة “غولد” قد دخلت بالفعل إلى الجسر المتحرك.
“دووووووووم!”
بدأ الجسر المتحرك ينقسم إلى نصفين، ويرتفع تدريجياً نحو السماء.
كان الجسر بعرض كيلومتر وطول 4 كيلومترات، ورفعه بالكامل كان أمراً مستحيلاً بتقنيات البشر.
“استهدفوا ميرو! لا تدعوها تهرب!”
كان الملائكة الساقطون يركزون بالكامل على “ميرو”، مدركين أن الإمساك بها يعني تعطيل كل شيء.
في غضون لحظات، امتلأ الجسر بالأعداء، وبدأت معركة جديدة على سطحه المائل.
حتى الملائكة الساقطون لم يكن يُستهان بقوة هجومهم إذا كانوا يقاتلون بكل طاقتهم.
أدركت مجموعة “غولد” مدى أهمية سحر التوقف الذي استخدمه “أرمين” في هذا المشروع.
‘لكن الآن، لا يمكننا استخدام التوقف مجدداً. علينا الاعتماد على أنفسنا.’
إيقاف الزمن لا يعني إلغاء الأحداث.
حالياً، كان حقل التوقف مطبقاً على “كاريل”. وإذا تم كسره، لن يكون هناك مجال لمنع انفجار رأس “ميرو”.
في الوقت نفسه، كان “يورييل” يتفقد “كاريل” الذي حُبس داخل حقل التوقف، بدلاً من مطاردة “غولد”.
“كاريل…”
بالنسبة لـ”يورييل”، كانت مشكلة “ميرو” ثانوية.
فقد كان “كاريل” هو من خطط لكل هذا، بينما اقتصر دور “يورييل” على مساعدته كمتفرج.
لكن رؤية “كاريل” جعلت “يورييل” يشعر بصدمة نفسية كبيرة.
فالملاك العظيم المجمد في الزمن كان فاقداً لأي بريق قدسي.
“كيف تمكن مجرد إنسان من إيقاف ملك ملائكة؟”
كان السلاح السماوي يدور بسرعة، لكن “يورييل” لم يجرؤ على استخدامه للتدمير.
حتى لو حاول، فإن حقل التوقف سيبقيه مجمداً في نفس اللحظة.
“يبدو أن الوقت لم يحن لإعادته.”
لإعادة الزمن إلى “كاريل”، كان “يورييل” بحاجة إلى مساعدة ملاك الضوء العظيم “رايئيل”.
“لكن…”
رفع يورييل رأسه لينظر نحو مجموعة غولد التي كانت تبتعد في الأفق.
“أولًا، يجب استعادة ما تم انتزاعه منا.”
تحول جسد يورييل إلى طيف من الضوء، وفي لحظة واحدة انطلق في قوس عبر الهواء ليهبط في منتصف الجسر على بعد كيلومترات قليلة.
كوووووووووووووووووم!
بمجرد أن وطأت قدم يورييل الأرض، انتشرت موجات اهتزازية وكأن الجميع يقفون على سطح مياه متلاطمة.
كان الموقع الذي يقف فيه الجميع يبعد كيلومترًا واحدًا عن مدخل الجسر المتحرك.
إذا تمكنت مجموعة غولد من مغادرة هذا الطريق ذو الاتجاه الواحد، فسيكون من المستحيل تقريبًا مطاردتهم.
قال يورييل بصوت واثق:
“سأدمر إرادتكم.”
بدأ يورييل بتدوير سلاحه، وفي الوقت ذاته شن غولد هجومًا باستخدام الضغط الجوي.
انفجار هائل أشعل الهواء على الجسر، ليطيح بمجموعة غولد في كل الاتجاهات.
“ك…كاهه!”
مع أن المجموعة تمكنت من الصمود ضد الصدمة، إلا أن النتيجة كانت واضحة: غولد كان الطرف الأضعف.
كان يقف بصعوبة، بينما يحدق بيورييل بتصميم غير مهتز.
‘يجب أن أحميها… حتى لو كان ذلك يعني موتي هنا. لن أدع يورييل يمر.’
كل خطوة من يورييل نحو غولد كانت تضاعف الضغط الذي يشعر به الجميع.
وعندما شعر غولد أن نبض قلبه سيتوقف تحت هذا العبء، توقف يورييل فجأة.
قال يورييل بنبرة هادئة:
“هذا يشبهك، كاريل.”
“كاريل؟”
تجمد غولد بمجرد سماعه ذلك الاسم.
شعور بالخوف تملكه وهو يلتفت سريعًا ليجد صوت زميله ساين يصرخ.
“ميرو!”
رأى غولد ميرو ترتفع في الهواء، جسدها محاط باللهب الناتج عن أختام سحرية.
كانت أختام النار – سجن اللهب، إحدى مهارات السحر القوية.
كان الساحر العملاق أوروتاس يقف على الطرف الآخر من الجسر، مشيرًا بكلتا يديه نحو السماء وهو يصرخ بفخر:
“هاهاها! فعلتها! لقد فعلتها، سيدي كاريل! تذكروا اسم أوروتاس!”
أوروتاس، الذي كان يتبع أوامر كاريل، كان مختبئًا استعدادًا لاحتمال فشل المهمة.
لقد نجح الآن في تنفيذ “ورقة كاريل الرابحة”، وهي السيطرة على ميرو مجددًا.
“لا!”
رؤية ميرو وهي تُسحب بعيدًا أغرقت الجميع بإحساس رهيب من العجز.
حتى غولد، الذي كان يقاوم بقوة، سقط على ركبتيه، غارقًا في مشاعر مختلطة من الغضب واليأس.
ولكن وسط الظلام الذي كان يغمره، لاح بارق أمل واحد.
صرخ غولد بأعلى صوته:
“كانغان!”
فهمت كانغان بسرعة، وأجابت بغريزتها.
“فهمت!”
انطلقت كانغان بسرعة نحو ميرو، تركز بصرها فقط على استعادتها.
رغم أن الملائكة الساقطين كانوا يندفعون نحو ميرو وبعضهم نحو كانغان، لم يكن لديها وقت للتوقف.
بووم! بووم! بووم!
كانت أصوات خطواتها تصم الآذان، بينما تحسب بحذر تحركات خصومها.
تبدو كأنها تتحرك وسط شفرات دوارة، تتفادى الهجمات بأقل فرق، وتتابع اندفاعها.
وعندما وصلت إلى موقع لم تعد قادرة على تفادي الهجمات فيه، قفزت لتستخدم خصومها كوسيلة للاندفاع نحو الأمام.
“هاااااه!”
زاوية الجسر المتحرك الآن ارتفعت لتصل إلى 45 درجة.
بالنسبة لإنسان عادي، هذا الميل يجعل من المستحيل ليس فقط القفز بل حتى الحفاظ على السرعة. ومع ذلك، لم تتباطأ كانغان ولو للحظة.
“أسرعي… علي أن اكون أسرع!”
دوي! دوي! دوي! دوي!
مع كل خطوة تضغط بها قدميها بقوة على الأرض، كانت الصخور تتفتت، وترتد الشظايا إلى الخلف.
أما ميرو، فقد كانت قد قفزت بالفعل إلى الطرف الآخر من الجسر. بالنسبة لعينيها، لم يكن هناك شيء سوى السماء أمامها.
“كييي…!”
كانغان عضت على أسنانها بقوة وزاد من الضغط على ساقيها.
رغم الطريق الصاعد، كان تسارعها يتزايد أكثر فأكثر، وأخيرًا، مع بلوغ الجسر ميلًا يقارب الحائط العمودي، ضغطت بكل قوتها على الحافة، لتقذف بنفسها في الهواء.
“كييييااااااااااااااا!”
دووووم!!
انفجارٌ عنيفٌ مزّق نهاية الجسر، ممزقًا معه جسد “كانغان” الذي طار في الهواء.
على بعد كيلومترٍ واحد أسفلها، كانت المياه الزرقاء للنهر تتلألأ تحت أشعة الشمس، بينما راحت “كانغان” تركض في الهواء، ساقيها تتحركان بلا هدف في الفراغ، دون أن تجد شيئًا تتشبث به.
رأت من بعيد “ميرو” وهي تختفي خلف الطرف الآخر من الجسر المتحرك.
ولكن خلف ذلك، كان العملاق “أوروتاس” يحدق بها بعينيه المشتعلتين بنيران الغضب.
عندما انغرست علامة النار في قلبها، توقّف تدفق الدم في عروقها فجأة، وكأنها أصابت حاجزًا قاسيًا.
داخل عقلها المتوهج، انغمس وعي “كانغان” في ذكرى واحدة لم تغب عنها أبدًا: مهمتها الوحيدة وهدفها الأسمى.
—
– “كانغان؟”
سألها رجل، يومًا ما، عندما كانت تجوب الأزقة كذئبٍ ضالّ، آخر وريثٍ لقبيلة الذئاب.
– “روح الذئب، أليس كذلك؟”
ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة طفيفة، وقال:
– “اسمٌ رائع، كانغان.”
—
“كيييييييييييياااااا!”
صرخت “كانغان” صرخةً مدوية وهي تحرك أطرافها بعنف.
انفجرت شعلة علامة النار فجأة، وأعاد قلبها الخفقان.
كان وجه “أوروتاس” القبيح، المتجمد بدهشة، يقترب شيئًا فشيئًا.
“كانغان” لم تكن أقوى محاربة في “رامواي”، لكنها كانت الأعظم.
—
“أنا آخر وريثة لقبيلة الذئاب!”
تردد صوت سيدها الذي علّمها فنون القتال في أذنها:
– “لا تعتمدي على الأنياب. امتلكي فكًا يمكنه سحق أي شيء.”
—
“كررررررررررك!”
تقوّس ظهر “كانغان” كالقوس، وشدّت عضلات بطنها حتى تحولت إلى صخرٍ صلب.
ثم انطلقت كالسهم، عابرةً الجسر ومقتربةً من “أوروتاس”.
“تقنية رامواي الهجومية – عضة الذئب!”
—
“ههوووووووووووب!”
بكل قوتها، ضغطت على عضلات بطنها وجمعت أطرافها.
“كوااااج!”
ارتطم هجومها برأس “أوروتاس”، فسحق جمجمته الصلبة وكأنها صخرة تحطمت بفك الذئب.
سقط العملاق “أوروتاس” أرضًا مع دويٍّ هائل، في اللحظة ذاتها التي لامست فيها “كانغان” الأرض.
شعرت بألمٍ حاد، إذ تمزقت كل عضلات بطنها، فلم تستطع الوقوف.
عضت على أسنانها بقوة، وحرّكت جسدها بصعوبة. أمسكت بـ”ميرو”، وأطلقت العنان لقوتها المضادة للجاذبية.
“ههوووووووووو!”
كان الجسر المتحرك مائلًا بزاويةٍ تقارب 70 درجة، ولم يتبق سوى لحظات قبل أن ينهار تمامًا.
التقت أعين “كانغان” و”ميرو” للمرة الأولى أثناء الدوران.
لم تكن “ميرو” تعرف من تكون “كانغان”.
لكن في تلك اللحظة القصيرة، قرأت في عينيها كل ما لم يُقال.
‘آه، إذن، هذه الفتاة…’
حتى وهي في قلب العاصفة الدوّارة، هزت “ميرو” رأسها، مشيرة بالرفض.
فكرت كانغان
‘ ليس علي رمي نفسي، كل ما احتاج رميه هو….’
في تلك اللحظة، ارتسمت على شفتي “كانغان” ابتسامةٌ جافة.
ثم تقلص وجهها كذئبٍ عازم، وصرخت بأعلى صوتها:
“كيييييييييييياااااا!”
بكل قوتها، ألقت بـ”ميرو” في الهواء.
“فوووووووووم!”
صوت الرياح ملأ المكان، بينما طارت “ميرو” عائدةً في الاتجاه المعاكس، متجاوزة الجسر.
‘ايها البطة القبيحة…’
في النهاية، سقطت “كانغان” من فوق الجسر، وبدأت تهوي نحو الفراغ بلا توقف.
‘لو سمّيتني كلبًا ضالًا مرةً أخرى…’
/سانجي : البعض راح يكون عنده هذا الحوار غريب… انصح الكل يرجع يشوف بداية الفصل 322 في ذلك الفصل أول ظهور لشخصية غولد وحواره مع كانغان… وقتها غولد نعتها بالكلب الظال وهي نعتته بالبطة القبيحه… الكاتب ربط هذا الحوار الي حدث قبل أكثر من 150 فصل الان ككلمات قد تكون الأخيرة من كانغان /
مع انقلاب جسدها، استسلمت “كانغان” أخيرًا للظلام.
آخر ما رأته كان وجوه الملائكة الساقطة التي غطت السماء.
___________
تتوقعون راح تودع؟ مع ذلك مسكينة كانغان ضحت بكل شي وب 20 سنة من عمرها والآن بحياتها فقط من اجل حب غولد… عن اي وفاء تتحدثون؟؟؟
ترجمة وتدقيق سانجي