الساحر اللانهائي - الفصل 461
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
ادعم رواية الساحر اللانهائي لزيادة التنزيل اليومي
الفصل 461 : نداء “رع” -3-
كان مكان إقامة جسم “يوميير” في أعماق “هيلنهايم”، حيث يكمن في أعماق البحر المتجمد لعشرات الكيلومترات. لا يصل أي ضوء إلى هذا العمق، لكن الكائنات المتعايشة معه مثل “سوي” تحوم حوله وتبعث ضوءًا خافتًا.
يستطيع “سوي” التنقل بحرية بين الجزيئات الصلبة، ويشترك مع باقي الكائنات في “هيلنهايم” بصفات مادية وغير مادية. بفضل قدرته على نقل الكم، يستطيع “سوي” إيصال كل معلومات العالم إلى “يوميير”.
ورغم أن “هيلنهايم” قد يكون المكان الوحيد الذي يمكن أن يحبس “يوميير”، إلا أن الأخير يرفض هذا المفهوم؛ فلا يمكن لأي قوة مادية أن تقيده، فبإمكانه تدمير أي شيء يُمكن تدميره. لكن قوانينه، بصفته القائد في مقدمة الحرب، جعلته يدرك أن الوقت لم يحن بعد.
بينما كان “سوي” ينساب عبر عيني “يوميير”، عرضت شفافية جسده صورًا من السماوات وخارجها، بل ومن عوالم بعيدة. لكن عينَي “يوميير” لم تهتم.
في تلك اللحظة، عندما اجتمعت عشرات الكائنات من “سوي”، عرضت مشهد معركة لرجل يحمل سيفًا عظيمًا، شاب قوي البنية يتقاتل مع العديد من الأعداء. لكن “يوميير” بقي واثقًا من حكمه، الذي لم يخطئ يومًا:
“ليس بعد”.
ارتفعت زاوية فمه بابتسامة، ليحدث تشقق هائل بعمق كيلومترين في جدار الجليد العميق بمجرد ذلك.
________
في الجانب الآخر، كان “كاريل” منشغلًا بالتحضيرات لإبادة البشر، بينما “يورييل” كان يراقب “ميرو” التي كانت محتجزة تحت مرصدٍ كوني. وإلى جانبها كان “أريوس” الذي تلقى المعمودية المقدسة.
“ميرو”، التي كانت تتأمل بتعبير غير مكترث، تبسمت عندما تلاقت نظراتها مع “يورييل”، الذي أدرك في تلك اللحظة أنه، رغم قهرها للملائكة، لم تكن مشاعره اتجاهها محملة بالكراهية، بل كان يشعر برهبة منها. كانت بمثابة مثال متجسد لأعلى مراحل السمو الإنساني.
سألها “يورييل”: “بماذا تفكرين؟”
أجابت ميرو: “بأي شيء؟ أفكارك التي تدور الآن في عقلك؟”
تأملت “ميرو” السماء وقالت: “وسيم حقاً. يا ترى، هل لديك حبيبة؟”
تجولت نظرة ميرو على ما تراه في المشهد العظيم.
“بصراحة، أليس هذا التصميم بدائياً قليلاً بالنسبة لمعدات الملائكة؟ حتى المظهر يبدو فوضوياً. ماذا يفعل ذلك الملاك الأخرق حتى يبدو مشغولاً طوال الوقت؟ أم أن هناك مشكلة في توفير الطعام هنا؟ أشعر بالجوع الآن.”
عبّرت ميرو عما يجول في ذهنها بضحكة خافتة.
“هل تعتقد أنني إذا طلبت السماح قد يُفتن بجمالي ويطلق سراحي؟”
هبط يورييل أمام ميرو، مشهراً سلاحًا مضيئًا يصل طوله إلى 4 أمتار ويدور بسرعة فائقة.
تقنية تدمير الجحيم – مجرة السماء الفضية.
وووووووووووو!
دوى صوت مرعب، ومع اقتراب السلاح الملتف نحو ميرو، بدا كاريل مندهشاً وهو ينظر إلى المشهد.
توقف الدوران فجأة، وأحدث صوتاً حاداً مزق الصمت ونفذ إلى طبلة الأذن.
توقف السلاح بالقرب من صدغ ميرو، وقال يورييل بنبرة صارمة:
“اعرفي قدركِ. لن يعود عليكِ اغضابي بأي خير.”
لكن ميرو، رسمت ابتسامة خفيفة ما زالت تعلو وجهها، سألت بتكاسل وعينيها نصف مغمضتين:
“لماذا… قلبك ينبض بسرعة؟”
“…….”
رغم عدم امتلاك ملوك الملائكة لقلوب، شعر “يورييل” بأن كلماتها أثارت شيئًا في نفسه. بعد تراجع “يورييل”، أدرك أن مظهر “ميرو” وحديثها كان كافيًا لإثارة القلق حتى في أنفس الملائكة الأكثر رفعة.
لم يستطع الرد لأن كلما حاول زعزعة ميرو، ازداد شعوره المزعج بأنه هو نفسه يتزعزع.
بعد أن سحب يورييل سلاح “غكراغون”، توجه نحو كاريل. بات الآن يتمنى هو الآخر أن تختفي ميرو بأسرع وقت ممكن.
كاريل، الذي كان يحدق في شاشة وحدة المعالجة المركزية المركزية، قال:
“قلت لك إن إثارة المشاكل معها لن تجلب لنا سوى المتاعب. هي المسؤول الاولى عن إذلال جيش الجنة.”
لم يستطع يورييل سوى الإقرار بهذا.
كم عدد البشر الذين يمكنهم اختراق عقل ملاك نبيل وترك أثر؟
ثم أشار كاريل إلى حالة قواته وسأله:
“بالمناسبة، كيف هو وضعك أنت؟”
أجابه “يورييل”: “الكتائب الأولى والثانية والثالثة جميعها سليمة، وكذلك الملائكة الأدنى في قيادتي.”
“فهمت.”
بينما كان كاريل يبتسم برضا، كان يورييل يبدو منزعجا قليلاً وهو يتفحص ميرو. يا تُرى، ما الذي كانت تفكر فيه؟
“كاريل.”
“نعم؟”
قال يورييل بينما كان لا يزال ينظر إلى ميرو: “ماذا يعني ‘خفقان القلب’؟”
/سانجي : تراها محجوزة يا استاذ/
______
بعد انتهاء لقاء إيكائيل مع رع، نزلت عبر مصعد النور إلى الأسفل. لم يكن هناك حاجة بعد الآن لحجزها في غرفة العقاب. نظرت إلى المنظر الخارجي الذي رأته لأول مرة منذ مدة طويلة، وملأ عينيها بريق من السرور. فالعالم جميل لأن كل شيء فيه ينبع من الحياة نفسها.
ربما قد نسيت شيئًا ما، لكنها لم تشعر بالألم تجاهه، فقد محي كل ذنب عن كاهلها، وهذا ما كان يعزز من هيبة رئيسة الملائكة، التي كانت تثير الرعب في جميع الكائنات الحية في الماضي.
تلاشت ابتسامها تدريجياً وهي تتفحص المناظر الطبيعية، وبوجه مهيب عادت إلى هيبة رئيسة الملائكة ونظرت إلى الأمام بجدية وقالت بإيجاز: “أشور.”
فجأة ظهر أمامها عدة ألواح كلوحات متداخلة، ومعها ظهر أشور. مع رفع الحظر عن قوى إيكائيل، اكتسب أشور أيضًا قدرات قوية للغاية.
قال بصوت مليء بالطاقة وعينين لامعتين: “خادمكِ يستجيب لندائكِ.” لقد شعر أشور بفخر عظيم لمجرد كونه تحت إمرة رئيسة الملائكة إيكائيل.
“أين كاريل؟”
“كما كان متوقعًا، قام بجمع الملائكة البيضاء ويستعد لجمع قوات باقي ملوك الملائكة. من المتوقع أن يغادر إلى المطهر خلال 24 ساعة.”
“أبلغني بكل ما تعرفه.”
كان أشور الأفضل في السيطرة على الإشارات، لذا كان نقل المعلومات أكثر فعالية بالنسبة له. ولكنه شعر بالرهبة من هذه المهمة المشرفة.
“إيكائيل… أنا…”
“لا يوجد وقت. أسمح لك بالاندماج العقلي.”
انحنى أشور بتأثر. وبينما انتشرت الألواح لتندمج مع هالة إيكائيل، غمرت المعلومات التي جمعها أشور ذهنه، كاشفة له كل شيء بوضوح.
خفضت إيكائيل بصرها. لم يكن من الصعب عليها أن تقرر من أين تبدأ.
أخذت نفسًا عميقًا، ثم فتحت عينيها بغضب وأطلقت صرخة عارمة: “كااااااااااااريييييييييل!”
قريبًا من مكانها، أشور حاول كبت خوفه. انتشر صوت إيكائيل الهائل من مركز الجنة، عابرًا السماوات.
“كااااااااااااريييييييييل!”
في كل السماوات، من الأولى إلى السابعة، سمع الجميع صوتها وسقطوا على الأرض. لم يستطع أي كائن، سواء كانوا ملائكة، عمالقة، أو حتى الكائنات السحرية، مقاومة غضبها.
“كااااااااااااريييييييييل!”
اخترق صدى صوتها الجدران، هازًا المباني بقوة، حتى وصل إلى نهاية العالم.
“كااااااااااااريييييييييل!”
“آآآآآآآآآه!”
تحول وجه كاريل إلى مزيج من الخوف والرعب وبدأ بالبكاء. رغم أنه لم يفهم ما الذي يحدث تمامًا، إلا أنه عرف أن إيكائيل قادمة. رئيسة الملائكة إيكائيل قادمة.
/اقوى الملائكة واعظمهم … إيكائيل عادت…/
وبسرعة الضوء تقريبًا، طار كاريل بعد أن أمسك بكل من ميرو وأريوس، واندفع نحو السماء مخترقًا السقف. بينما كان يتحرك، وصلت صورة خافتة لإيكائيل أولاً إلى المكان الذي كان يقف فيه يورييل، ثم ظهر جسدها الحقيقي بصوت عالٍ.
اهتز المكان بقوة، كما لو أن زلزالًا قد ضربه.
وقف يورييل يحدق في جانب إيكائيل. نظرة مليئة بالثقة العليا، كانت تلك هي هيئة رئيسة الملائكة العظيمة التي عرفتها منذ زمن بعيد.
“يورييل.”
“يا رئيس الملائكة.”
انحنى يورييل على الفور.
“أين كاريل؟”
ربما أوكل رع كل السلطات إليها.
لم يكن من الممكن الكذب.
“لقد ذهب إلى السماء الثانية على الأرجح.”
مدينة الملائكة الساقطين، وهي المكان الأمثل وربما الوحيد الذي يمكن أن يختبئ فيه كاريل.
“هل تريدينني أن أرشدك؟”
/سانجي : يورييل باع اخوه من أول صيحة هيهيهي/
هزت إيكائيل رأسها.
كاريل يمكن القبض عليه في أي وقت.
ما ترغب فيه هو تأجيل الحرب حتى تتلقى الإجابة.
بالتالي، لم يكن كاريل هو الشخص الذي يجب أن تلتقي به أولاً.
“سأذهب إلى المطهر. يورييل، أبلغ باقي رؤساء الملائكة عن قراري: من الآن فصاعدًا، لا يُسمح لأي أحد بالتحرك دون إذني. وإذا خالفوا، فسأستخدم سلطتي كرئيسة للملائكة.”
“سألتزم بالأمر.”
بعدما قبل يورييل الأمر بسهولة، رفع رأسه وسأل.
“هل تنوين الذهاب إلى مقر قيادة المتمردين؟”
“نعم.”
فتحت إيكائيل عينيها بقوة وقالت:
“سألتقي بشيرون، الضوء في المنطقة 73.”
_______
مع بزوغ الفجر، عاد غولد إلى مقر قيادة المتمردين الأول. كان بالطبع برفقة فريق “كيج B” الناجين.
ركض شيرون ومجموعته نحو غولد الذي كانوا ينتظرونه بقلق طوال الليل.
رغم الإرهاق الذي بدا على وجهه، لم يكن غولد يعاني من إصابات خطيرة، وذلك بفضل علاج القديسة موريك.
كان ساين أول من أبدى اهتمامًا بالبضائع التي كان فريق “كيج B” ينقلها، وهي حاوية ضخمة تحتوي على تاجيس.
وبينما غادر ساين مع مهندس المتمردين لفحص البضاعة، انصب تركيز المتبقين على وجه غولد، إذ لم يعودوا قادرين على التحدث معه بنفس الراحة بعدما عرفوا ماضيه الأليم.
شعر غولد بردود أفعالهم، لكنه لم يُعرها اهتمامًا.
“ما الذي تنتظرونه؟ ألا تريدون تجميع تاجيس؟ سنهاجم خلال 24 ساعة.”
اقتربت منه كانغان وسألت بقلق:
“هل أنت بخير؟”
رفع غولد حاجبه. كانت هذه أول مرة تتحدث فيها كانغان معه بنبرة خالية من السخرية.
“لماذا تتصرفين هكذا؟ هل تضايقتِ حقاً؟”
رغم كونها من أقدم من عملوا بجانبه، لم تكن كانغان تعلم عن ماضيه بوضوح إلا مؤخرًا.
“لماذا أكون كذلك؟ لو كنت مهتمة لكنت سألتك منذ زمن.”
ضحك غولد وأشار إلى فريق “كيج B” خلفه.
“حاولي كسبهم. رغم أنني سببت لهم ضررًا كبيرًا، إلا أنهم قد يكونون مفيدين.”
بصفتها رئيسة المكتب، كانت تعرف أن فريق “كيج B” ليس ضعيفًا. ربما لو كان هدفهم شخصًا غير غولد، لكانت النتيجة مختلفة تمامًا.
وإذ فجأة، دوى صوت صفارات الإنذار في مركز القيادة والسيطرة لجيش المتمردين.
توجهت أنظار الجميع نحو المكان الذي صدر منه الصوت، فركض جندي صارخًا:
“هجوم جوي! هجوم معادٍ قادم بسرعة عالية!”
رفع الجميع أنظارهم إلى السماء، لكن لم يكن هناك شيء مرئي.
“ما الأمر؟” تساءل الجندي بنظرة متحيرة.
حسب حسابات الرادار، كان من المفترض أن يكون الهدف قد دخل نطاق الرؤية بالفعل.
عقد غولد حاجبيه وقال: “استعدوا.”
وبمجرد أن انتهى من كلامه، اتخذت كانغان وضعية القتال. وفي تلك اللحظة، ظهر جسم مجهول أمامهم.
كانت سرعته هائلة لدرجة أن الجميع أخذ وقتًا طويلاً لاستيعاب وجوده.
وفي تلك الأثناء، كان المهاجم قد فرد جناحيه البراقين ونظر إلى جميع المتمردين من حوله بتحدٍ.
“ذلك، ذلك هو…”
الكيان الذي اقتحم مقر قيادة المتمردين الأول كان ملاكًا واحدًا.
كان وجهه ملائكيًا نقيًا، وكانت قدماه ويداه مستقيمتين، وجسده نحيلًا.
شعر شيرون أن قلبه توقف.
فقد كانت رئيسة الملائكة إيكائيل تنظر إليه.
_________
واخيرا اللقاء المنتظر… اللقاء الي المفروض نفهم فيه كلشي ولو ما اتوقع ذلك بعد حذف ذكريات إيكائيل…
ترجمة وتدقيق سانجي