الساحر اللانهائي - الفصل 458
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
ادعم رواية الساحر اللانهائي لزيادة التنزيل اليومي
الفصل 458 : بداية التغيير -10-
/سانجي : اتوقع أول مره توصل سلسلة عنواين ل 10 أجزاء… /
“مي-رو!”
تقدم “غولد” خطوة أخرى بصعوبة. لم يعرف كيف كان ذلك ممكنًا، فكل ما شعر به هو أن جميع حواسه أصبحت فائقة الوضوح، مما زاد من شدة الألم.
ألم الجسد تسلل إلى روحه، ثم إلى عقله، ليدق أبواب الجحيم.
الجحيم هو قلب الإنسان.
“مي-رو!”
كلما زادت القوة المقيدة، ازدادت شدة الألم.
حتى مع هذا الألم الهائل، لم يشعر غولد بأي تغيير في جسده.
لقد بلغ الألم درجة تفوق القدرة البشرية على التحمل.
العقل ليس له حدود.
“آآآآه!”
الألم تضاعف بمئة مرة.
تغير وجه “غولد” لدرجة أنه لم يعد يشبه فيه البشر.
حتى السحرة وحفظة القوانين الذين يعتبرون أنفسهم من نخبة العالم شعروا بأن غولد قد تجاوز حدود البشر.
“كي- كيف يحدث هذا؟” صرخ أحدهم.
“غولد! توقف! ستموت إن استمريت!”
لكن “غولد” لم يتراجع.
كانت أعصابه الحادة موجهة فقط نحو “ميرو” البعيدة.
-لا أستطيع أن أفعل شيئًا من أجلها!
‘ يا الهـي .’
الألم تضاعف إلى 400 مرة.
قوة الألم جعلت الأعصاب تنبثق من جلده، وكأنه تجسيد للألم ذاته.
مع كل خطوة، شعر وكأن عظامه تتحطم والصدمة تضرب دماغه.
الحياة أصبحت لعنة بحد ذاتها.
“أوقفوه! لا تدعوه يقترب!”
ارتجت عيون أعضاء المجلس من الصدمة.
رغم المقاومة السحرية، لم ينهار عقله وكان يرفض قوانينهم.
“كي- كيف يمكن لهذا الإنسان أن يفعل هذا؟”
“آآآآآآه!”
ومع ازدياد مستوى الألم، طغى الغضب في عيني “غولد”، وبدأت بوابة الجحيم بداخله تتفتح قليلاً.
“أقصى قوة، الآن!”
أمر المجلس السحرة وحفظة القوانين باستخدام كل ما لديهم من قوة لقيده.
وقع تأثير غير مسبوق على “غولد”، وكان الجميع ينتظر ما سيحدث.
“آآآآآه!”
بدا كأن عقل “غولد” يتحطم كزجاج مكسور.
كانت عينيه مرفوعتين إلى الأعلى ودماؤه تسيل بين أسنانه المشدودة.
“ يا الهـي .”
مع كل حركة، كانت عظام “غولد” تتشقق.
“ألم أقل لكم إني… أحب ميرو؟”
تضاعف الألم إلى 10,000 مرة.
“فكيف تجرؤون… على منعي…”
الجميع كانوا شاحبين.
وقف شعر “غولد” وتحول لونه إلى الأبيض.
“من تظن نفسك…”
الألم شخصي بامتياز.
في عذابه الذي تجاوز حدود الكائنات الحية، لم يكن “غولد” سوى نفسه.
لم يكن هناك إله، ولا مثاليات، ولا طموحات، بل فقط الواقع القاسي.
فُتحت بوابة الجحيم في قلبه، وظهرت مخلوقات مرعبة تتغذى على ألمه.
حضر هذا الوحش في العالم الحاضر، وبدأ كل شيء حوله بالاحتراق.
كانت بداية جحيم “غولد” العظيم.
“بوووم!”
بفعل قوته، تحطمت دفاعات السحرة وحفظة القوانين، وانهار بعضهم.
“آآآآآه!”
غولد، الذي تلاشت أفكاره، فتح فمه ليبصق دمًا ممزوجًا باللعاب. كل ما شعر به كان الألم فقط.
التنفس، نبض القلب، مجرد كونه حيًا، كانت كلها مجرد عذابات.
ومع ذلك، لم يتوقف. توجه نحو ميرو، بغية تقليص المسافة التي لم يستطع أبدًا اجتيازها؛ تلك المسافة اللعينة ذات العشرين مترًا.
توقفت ميرو عن التحرك، وكأنها تفكر أو تشعر بالندم، لكنها استمرت بالسير نحو إيستاس دون أن تنظر للخلف.
“ميرو! ميرو! ميرو!”
لم يتبق في ذهن غولد، الذي فقد ذاكرته من الصدمة، سوى اسم ميرو، وكانت مشاعره العمياء هي المسكن الوحيد الذي خفف من عذابه.
أصدر القرار الأعلى للجنة: “شغلوا تشكيل ملك الحرب!” تم تفعيل تشكيلة الحبس الذي أعد كإجراء احترازي، وبدأ تشكيلة الحبس تحت قدمي غولد، الذي كان يسحب قوى الشر العظيمة ويجرها إلى الأرض.
“كرااااا!”
كانت الضربة، بقوة تضاعف الألم لعشرة آلاف مرة، كانت لا تطاق لأي كائن حي.
لكن غولد لم يمت؛ فقد توقفت ساعته بالفعل. ارتفع وحش من الجحيم، وقد جسد كراهية ملتهبة، وصرخ غولد بصوت متوحش موجهًا غضبه نحو العالم.
مع اشتداد غضبه، بدأ العالم يغمر في مشهد من الجحيم؛ كراهية تتسلل ضد كل من نجا، ضد السَّامِيّن والبشرية نفسها، ضد كل من لم يتحمل نفس عذابه.
بغضب مطلق، كان الإحساس أشبه بالنقاء.
ساين، الذي عض شفتيه وحبس دموعه بصعوبة، كان منافسا لغولد، ومع هذا لم يستطع تجاهل ما يشاهده من قسوة.
‘نعم، غولد! لم ينته الأمر بعد!’
قال ساين في نفسه، معترفًا أخيرًا بأن غولد لم يفقد كل الأمل.
على الرغم من أن ذراعي غولد قد قُيدتا داخل تشكيلة الحبس وقد التوت ساقاه بطرق غير طبيعية، إلا أن عينيه ظلت تتوجه نحو ميرو.
ساين، بعد أن لم يستطع تحمل الموقف، ألقى بنفسه عليه وقال وهو يبكي: “عش، غولد! ليس هذا هو الوقت المناسب!”
غولد تمتم، “ميرو… ميرو…”
ساين وعده قائلًا: “سأفعل أي شيء لأخذك إلى ميرو، لكن الآن، فقط عِش!”
/سانجي : الغوت ساين…/
ساين أدخل سحر النوم في ذهن غولد. ورغم أنه كان يعرف أن غولد يتجاوز حدود الإرادة، إلا أنه كان يأمل أن يثق به.
قام غولد بالتحديق نحو ميرو، وقد كانت عشرون خطوة هي المسافة المتبقية فقط، شعور العجز الذي يسيطر عليه منعه من التقرب منها.
صاح غولد بغضب: “كرااااااا!”
بالتزامن مع ذلك، بدأ سحر ساين يتسلل إليه. ومع بدء ضوء ساطع يشبه الشفق القطبي بالتسلل إلى روحه، تلاشى مشهد الجحيم تدريجيًا.
أثرت تشكيلة الحبس على غولد حيث انحنت ذراعاه خلفه لتلامس الأرض.
لقد فقد الوعي، وسقط وجهه على الأرض.
كل الحاضرين، من قضاة وأعضاء الحرس، كان لديهم مزيج من الفزع والذهول، بينما تنفس الحراس والفرسان الصعداء بعد زوال “جحيم الحرارة العظمى”.
ثم قال غوستاف هافيتس، أحد الأباطرة الثلاثة: “إنه كائن خطير، من الأفضل التخلص منه الآن.”
لكنه استدرك وأردف، “ربما علينا مراقبته لفترة أطول.”
حين همّ أتباع “غوستاف” بالحركة، سمع صوت امرأة. كانت تيراج، الإمبراطورة الحاكمة لأراضي “كاشان” والأم البيولوجية لرورين.
حتى غوستاف لم يكن ليجرؤ على التصرف معها بشكل عشوائي. خاصةً أنها تُعرف بلقب “حواء الميتوكندريا”، ما يعني أن قراراتها لا تتخذ بدوافع شخصية فقط.
تابعت تيراج بنظراتها “ساين” وهو يحمل “غولد” ويبتعد به.
’غولد…’
خطر ببالها أن وجوده قد يشكل متغيراً مهماً في المستقبل البعيد.
تم نقل غولد على وجه السرعة لتلقي العلاج، وبقي غير واعٍ لمدة تقارب الشهر. وعندما استعاد وعيه، لم يجد سوى آلام شديدة تعبر عبر أعصابه.
“هل تشعر بتحسن؟” سأل ساين.
تشنج غولد على السرير، قابضاً على قبضتيه من شدة الألم، بحيث لم يكن بمقدوره أن يسمع أي كلمات.
“استرح.” قال ساين وهو يدير ظهره.
لم يكن يعلم متى سيتمكن غولد من الحركة بشكل طبيعي، لكن عليه أن يتماثل للشفاء حتى يتمكنوا من المضي قدماً في المشروع.
“رأيت حلماً.” قال غولد، ما جعل ساين يتوقف عن المشي.
“حلمت أنني أذهب إلى ميرو.”
ربما كان هذا حلمًا، لكن قد يكون حقيقة في يومٍ ما.
سأله ساين بجدية، متقبلاً ذلك كقدر.
“حقاً؟ هل شعرت بأنك تحلق من السعادة؟”
لم يرد غولد على ذلك.
“سأذهب حتماً. لذلك حافظ على وعدك.”
“ليس لأجلك، بل لأجل ميرو.”
كانت تلك آخر زيارة لساين له.
مرت شهر آخرى قبل أن يتمكن غولد من الوقوف مجدداً. رغم أن الألم كان لا يزال يعذبه، إلا أنه لم يعد بإمكانه أن يبقى مستلقياً طويلاً. فقد اقتربت امتحانات التخرج، وكان عليه أن يصبح ساحراً لتحقيق هدفه.
ارتدى زيه وذهب إلى كنيسة يور، محدقاً بالصمت في الشعار الدائري عندما اقترب منه يورا من الخلف.
“غولد، لم أرك منذ فترة، هل صحتك جيدة؟”
لم يرد.
راقبه الكاهن يورا بحزن، غير عارف بتفاصيل ما حدث له، إلا أن قصته ككاهن تخلّى عن إيمانه كانت قد انتشرت كإشاعة.
كان من الواضح أن غولد هو المقصود.
“غولد، لا يجب أن تلوم الرب. كل شيء يفعله يحمل غاية.”
أخيراً، التفت غولد إليه، بابتسامته الجميلة المعتادة.
“لا، يا سيد يورا. أنا أبداً لا ألوم الرب.”
اجتاز يورا متوجهاً إلى المخرج، وفي تلك اللحظة، سُمِع صوت كأن شيئاً قد تحطم.
أمسك غولد بالقلادة حول عنقه، وراح يعتصر صدره. تشوهت ملامحه ليصبح وجهه كوجه الشيطان.
’من البداية…’
غاصت أظافره في جلده حتى سال الدم، ورغم الألم الهائل، ارتسمت ابتسامة ممزقة على وجهه.
’الرب لم يكن موجوداً من الأساس.’
_______
بعد أن انتهى ساين من رواية قصته، حدق “شيرون” ورفاقه في الشعلة المتقدة بصمت.
كانت النيران أمامهم تشبه قلب غولد المضطرب.
“تخلى غولد عن الرب وبدأ يجوب العالم بحثاً عن القوة. كان يعلم أن التدريب في ظل ألمٍ لا يمكن احتماله كان أمراً جنونياً بحد ذاته.”
تخيل شيرون حجم المعاناة، فحتى لو زاد الإحساس بالألم عشرة أضعاف، لأصبح مجرد المشي أمراً لا يحتمل.
“لكن البشر غريبون. لقد فعلها.”
“هل تغلب على الألم؟” سأل شيرون.
هز ساين رأسه.
“لا. بل تقبل الألم بالكامل. بالنسبة له، الألم الجسدي لا يقارن بعجزه عن إنقاذ ميرو. مهما بلغ الألم، بالنسبة لـغولد كان مجرد إحساس في الأعصاب. أما ميرو، فكانت حقيقة، حادثة مأساوية تتفتح عندها بوابة الجحيم في قلب الإنسان عندما يحلم بما لا يمكن تحقيقه.”
تأمل شيرون كلمات ساين. فرغم أن المستحيل هو مفهوم من صنع البشر، إلا أن البشر أيضاً هم من يطمعون بتحقيقه.
قلب الإنسان هو الجحيم.
عندها، فهم شيرون كلمات زولو.
بوم.
صوت انفجار بعيد رن في سماء الليل
__________
تطور تعيس جدا…. غولد يذكرني لحد ما باوبيتو…لكن غولد مسألة أخرى تماما…
بعد ما عرفنا كلشي عنه… غولد من التوب عندكم بالعمل؟ وكم ترتيبة؟ ونفس الشي بخصوص ساين!
ترجمة وتدقيق سانجي