الساحر اللانهائي - الفصل 453
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
ادعم رواية الساحر اللانهائي لزيادة التنزيل اليومي
الفصل 453 : بداية التغيير -5-
منطقة تبعد كيلومترين عن مقر القيادة الأولى.
كان “غولد” يسير في الغابة المظلمة، وعيناه مثبتتان إلى الأمام، لكن المشهد حوله لم ينعكس في بؤبؤ عينيه. منذ عشرين عامًا، التقى بامرأة مختلفة عنه تمامًا، كانت تثير فيه الفضول رغم مشاعره المتناقضة نحوها. العلاقات البشرية غريبة، إذ لا يمكن التنبؤ إلى أين يمكن أن تؤدي. ربما، يندم غولد الآن لأنه أعطى كل شيء لتلك المرأة، ليجد نفسه الآن في هذا الواقع الجحيمي.
لم يكن أمامه خيار للتراجع أو استعادة ما قدمه. تابع السير حتى وصل إلى مساحة خالية هادئة وسط الغابة، حيث لم يُسمع حتى صوت الطيور. نظر إلى السماء المرصعة بالنجوم التي لم يرها منذ زمن طويل. كانت ميرو، التي تربطه بها علاقة قوية، ليست موجودة هنا، بل على الأرض التي يسير عليها الآن.
صوت خطوات تقترب.
حاول غولد السيطرة على ضربات قلبه المتسارعة، ثم قال بنبرة واثقة نحو الظلام العميق: “اخرجوا. لقد جئت بمفردي، فلا داعي للتأخير.”
ومع هذه الكلمات، خرج 21 فردًا من الظلال. كانوا أعضاء فريق “كيج B” التابع لجمعية توريما السحرية، والذين كانوا سابقًا تحت إمرته، على الرغم من أن قلة قليلة منهم يعرفون وجهه.
كانت القائدة “روز”، التي كانت ذات مرة على علاقة قوية معه. سألت روز: “منذ متى لاحظت وجودنا؟”
ضحك غولد قائلاً: “هل كان ذلك ضروريًا؟ على أي حال، إذا كنتم قد جئتم لاستهدافي، فليس هناك حاجة للتمويه.”
ولهذا السبب كان غولد قد قرر المجيء بمفرده، لعلمه أن هدفهم كان القضاء عليه مهما كانت التضحيات.
أمرتهم روز بإحاطة غولد.
انتشر أفراد الفريق كشبكة، وانتقلوا عبر السحر لتطويقه. نظر غولد نحو روز، ولم تظهر عليه أي مشاعر رغبة في تجنب القتال أو في إنقاذ أرواح زملائه السابقين. لكن كان يدرك أن فريق “B” يعرف نقاط ضعفه، بينما هو لا يعرف تفاصيل قوتهم بالكامل.
كان لديه خيار وحيد؛ أن يعتمد على قدراته الخاصة فقط.
صوت حفيف الأعشاب.
تحرك بعضهم نحو غولد، وكان بينهم “بنفيس” المسلح بسيف ضخم. تبادل الأعضاء الإيماءات بترقب، وكأنهم يدركون أن المعركة لن تكون طويلة.
قال غولد ببرود: “ما هذا التحضير الطويل؟ ألم تأتوا هنا لتلقوا حتفكم؟”
اشتعلت عيون السحرة بالروح القتالية، وبدأت أجسادهم تصدر طاقة، استعدادًا للمعركة النهائية.
في مكان آخر…
على بعد مسافة ، تجمع تسعة أشخاص، بمن فيهم “ساين”، حول نار مشتعلة خلف القيادة، مكوّنين دائرة. كانت ملامح ساين مختلفة، فقد كان يستذكر ذكريات من عشرين عامًا مضت، قبل أن يصبح معروفًا كالساحر القاسي في “الخط الأسود”.
بدأ “ساين” بالحديث قائلاً:
“ليس هناك الكثير من الناس في العالم الذين يعرفون القصة بتفاصيلها، ولكن فيما يتعلق بي وبـ’ميرو’ و’غولد’، نحن الثلاثة فقط نعرف القصة.”
انتبه الجميع بترقب ينتظرون حديثه.
لكن “ساين” لم يستطع فتح فمه بسهولة. لقد كان الأمر بمثابة عبء عليه أن يكشف عن سر شخصي جداً وقع خلال أكبر حدث في تاريخ البشرية.
“لقد أحببت ‘ميرو’.”
كانت تلك الكلمات المفاجئة كصاعقة، ولم يستطع أحد الرد عليها، لذا استمر “ساين” قائلاً:
“و’غولد’ أيضاً أحب ‘ميرو’.”
رفع “ساين” نظره نحو السماء، وكأنه ينظر كما كان يفعل “غولد”.
“ربما لا يكون هذا بالأمر المهم، لكنها كانت كل شيء بالنسبة لنا.”
/سانجي : يوووهه واخيرا سنفهم كلشي…/
هذه القصة…
“منذ عشرين عاماً، كانت هناك قصة حزن مروعة لشخص، أبى إلا أن يتبع السَّامِيّ في حياته، لكن انتهى به المطاف في النهاية بكراهية السَّامِيّ واحتقاره والسخرية منه، ليغوص في الجحيم بسبب حبه.”
“كان أحمقاً طيب القلب، يدرس في مدرسة ‘ألفياس’ السحرية.”
بدأت قصة “ساين”.
كان هناك طائفة “يور” التابعة لدين “تومياس يور”. كان دين “يور” ديناً عالمياً يتمتع بتاريخ من الحب والرحمة، حتى خلال الأوقات الصعبة في تاريخ البشرية، لم يشاركوا في أي حرب.
في تلك الطائفة، لم يكن هناك أي طبقية، سواء بين عامة الناس أو النبلاء، وكان الكهنة المعروفين بـ”يورا” فقط يعيشون في الكنيسة، حيث يعتمدون في معيشتهم على أنشطة الخدمة والتبرعات فقط، دون قبول أي أموال.
“شكراً لك، يا سَّامِيّ يور.”
شاب جاث على ركبتيه تحت شمس دافئة، يحمل قلادة على شكل دائرة صغيرة تتوسطها صليب، يرمز إلى “يور”، ويدعو.
“أرجوك أن يجد جميع المحزونين في العالم السعادة اليوم، واجعلني خادماً لك. امنحني الشجاعة لأحب حتى الأشرار.”
كان الشاب بوجه أبيض وبشرة نقية كالأطفال، كان يجسد البراءة والنقاء، وكان هذا “غولد” منذ عشرين عاماً.
/سانجي : وتفففف ايشش…/
“هل تقدم صلاة شكر للترقية لصف التخرج؟ ”
كانت عيناه مبللتين بالدموع، وبدأت قطرات تتجمع على أطرافها برفق.
“الكاهن يورا.”
نهض ميكا غولد، وهو يحرج وجهه ويكفكف دموعه.
“من اليوم، تبدأ دروس الصف التخرج.”
ميكيا غولد.
كان من بين أتباع يور، وهو طفل نادرًا ما يُرى بهذا الطيبة.
عندما سمعوا عن عزمه على الالتحاق بمدرسة السحر، كان الأمر محيرًا.
السحر هو القوة، والقوة تجلب العنف. لكن غولد كان يتعلم السحر لهذا السبب.
فبينما تتشابه القداسة والسحر في بعض الجوانب، إلا أن السحرة ينكرون السَّامِيّن .
وكان يعتقد أنه لفهمهم، عليه أن يتعلم السحر بنفسه.
“إذن، سأذهب الآن.”
اتجه غولد إلى مدرسة ألفياس للسحر.
لقد تمكن بصعوبة من الوصول إلى الصف التخرج بعد جهد كبير. كان ينتظره تنافس شرس، لكنه كان مصممًا، ولم يكن ليخسر أمام أحد.
“يا سَّامِيّ يور، امنحني القوة.”
بينما كانت احتفالية الطلاب الجدد تجري في مدرسة ألفياس، اكتشف غولد زميلًا كان يتمنى ألا يراه أبدًا أثناء تجوله في الحديقة.
كان زميله من الصف السابع، اسوء اعدائه، ساين.
لكن لم يكن بالإمكان تجاهله، فمد يده ليصافحه.
“من اليوم فصاعدًا، بدأ التنافس الحقيقي. دعنا نبذل جهدنا.”
لكن ساين لم يهتم.
“لماذا يجب أن أصافحك؟ إذا أردت مصافحتي، فعليك أن تحضر إلهك الذي تعبده أمامي.”
شعر غولد بالغضب ورفع صوته.
“لم أفرض عليك أفكاري أبدًا. لماذا دائمًا هذا الجدال؟ أسلوبك في الكلام حقًا…”
وبدأت مرة أخرى تلك الجدالات المزعجة.
مرت حوالي عشر دقائق.
“مرحبًا، أنتما الإثنان!”
سمعا صوت امرأة قادمًا من بعيد. انعكس الضوء في عيني ساين عندما التفت.
أدرياس ميرو.
كانت هي من بين الطلاب الأبرز في الصف التخرج في مدرسة ألفياس للسحر.
رغم أنها تعرضت للطرد لمدة عام بسبب حرقها للمختبر لأسباب شخصية، إلا أن سمعتها قد انتشرت إلى دول أخرى بسبب قدراتها الاستثنائية.
“ألم تسمعا؟ تعالوا إلى هنا.”
عندما اقتربا منها، وضعت ميرو صندوقًا يحتوي على مواد تجريبية على الأرض ومسحت عرقها.
“أوف، كان هذا ثقيلًا جدًا. أنتما جديدان في المدرسة، أليس كذلك؟ ساعداني في نقله إلى مختبري.”
رفع ساين رأسه وقال:
“لماذا يجب علينا فعل ذلك؟ أعلم أن التخرج لا يعني أن هناك فكرة ‘القدوة’ بين الطلاب.”
“حسنًا… أعتقد أنكما تضيعان طاقتكما في جدالات تافهة. سيكون من الأفضل لو كنتما تساعدان بدلاً من القتال.”
كانت كلماتها صحيحة، لذا قرر غولد أن يساعد.
“أجل، إذًا سأساعد…”
“انتظر. انا لن أساعد.”
“فهمت. لكنني سأساعد.”
“لا، لا أستطيع أن أوافق حتى على مساعدتك. هل تقول أن جدالنا تافه؟ كل شيء في هذا العالم هو شظايا نتجت عن تصادم الآراء.”
عبست ميرو.
“تتكلم بجدية شديدة. هل أنت هكذا دائماً؟”
ضحك “غولد” ضحكة عالية.
“هاها! هذا الشخص هو…”
“ساين. بما أنكِ في الصف النهائي، لابد أنكِ سمعتي عني.”
قاطع “ساين” كلامه وقدم نفسه، وعندما فعل ذلك، بدت “ميرو” وكأنها تفاجأت قليلاً ثم صفعت راحة يدها.
“أوه، أنت ساين؟ ذلك السافانت؟”
/سانجي : اسقاطات من الكاتب… فعليا كل شي نفسه بخصوص ناد وييروكي.. واضح مدرسة ألفياس فيها لعنة من نوع خاص/
بدت ملامح “ساين” ثابتة وكأنه كان يتوقع معرفتها له، وأكمل كلامه دون تغيير تعبير وجهه.
“سمعت أنكِ شخص موهوب جداً. لكن بما أنني هنا، المركز الأول سيكون لي. سيكون من الأفضل لكِ أن تقلقي.”
لكن “ميرو” لم تُعر كلامه أي انتباه.
“لكن، قيل عنك أنك إنسان بلا مشاعر، هل هذا صحيح؟ هل لا تشعر بالغضب أبداً؟ هل يمكن اعتبارك إنساناً إذن؟”
“ليس أنني لا أشعر بالغضب، بل أنا أتحكم فيه. أهم شيء للمُحترف هو البرودة العقلية. أنا لا أتهاوى في أي موقف.”
“هممم، لا أصدق ذلك. الإنسان يجب أن يكون لديه مشاعر، ويجب أن يتبع قلبه.”
‘لا اصدق أن ساحرا يقوم بالتعبير عن المشاعر بالكلمات؟ هل كانت الشائعات مبالغ فيها؟’
ترك “ساين” خيبة الأمل جانباً ثم طرح اقتراحاً.
“إذن، ماذا عن اختبار ذلك؟ إذا استطعتي أن تغضبيني ولو قليلاً، سأساعدك.”
“أوه، حقاً؟ إذاً، حسناً، دعني أفكر…”
كانت “ميرو” تدق شفتيها وهي تفكر، ثم بدأت في تحريك عينيها بحركة مريبة قبل أن تصفق بيديها.
“هل يمكنك حقاً التحكم في مشاعرك؟”
“بالطبع. السافانت…”
قبل أن يكمل “ساين” كلامه، جلست “ميرو” فجأة على الأرض، وبدأت في سحب بنطلون “ساين” لتزيحه مع ملابسه الداخلية.
“…”
بدا “ساين” وكأنه فقد روحه تماماً.
لكن “غولد” بجانبه لم يكن في حالة أفضل.
“ماذا، هل أنتِ مجنونة؟”
حدقت “ميرو” في ما أمامهت، ثم قامت كما لو كانت تقيس شيئاً.
“هممم، هكذا إذن.”
رفعت “ميرو” رأسها وسألت:
“ماذا؟ هل حقاً ليس هناك أي اهتزاز في مشاعرك؟”
“ب، بالتأكيد لا. أنا… أبدًا…”
لم يتمكن “ساين” من إنهاء كلامه.
لكن “ميرو” لم تهتم بذلك، وقفت ثم قالت:
“هكذا اذن؟ فعلاً رائع. يوجد شخص مثل هذا فعلاً.”
/سانجي : من زمان وانا أقول أن ذي البنت مخبولة/
ثم بدا وكأن فكرة قد خطرت لها، فصفقت بيديها.
“أوه، صح! جذر الباسكا! نسيت ذلك!”
أشارت “ميرو” إلى “غولد”.
“ماذا عنك؟ ما اسمك؟”
“غو، غولد… لكن…”
كان “غولد” في حالة من الارتباك وقالها بشكل تلقائي.
“أريدك أن تساعدني بنقل بعض الأشياء إلى المختبر. إنها أشياء خطيرة، لذا عليك أن تكون حذراً أثناء حملها. أرجو منك ذلك.”
“انتظرِ، أين المختبر…؟”
لم نكترث “ميرو” لما قاله ومشت نحو خارج الحديقة.
نظر “غولد” إلى “ساين” بابتسامة حزينة.
على الرغم من أنهما كانا خصمين، فإنه كان يتعاطف معه كونه رجلاً.
“هل أنت بخير؟”
بدأ “ساين” في رفع بنطلونه ببطء، ثم بدأ بالمشي مبتعداً وهو يبدو مشوشاً كما لو أنه لم يستوعب ما حدث.
همس “غولد” في نفسه.
“كيف يمكنها أن تفعل هذا؟ حقاً إنها امرأة غريبة.”
وكان هذا انطباع “غولد” الأول عن “ميرو”.
_________
هممممممم~~~
فلاش باك الافضل يبدأ احزموا الأمتعة لاحد أكثر الشخصيات التي تمتلك تطور كتابي مجنون
ترجمة وتدقيق سانجي