الساحر اللانهائي - الفصل 451
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
ادعم رواية الساحر اللانهائي لزيادة التنزيل اليومي
الفصل 451 : بداية التغيير -3-
بعد منتصف الليل.
مع اقتراب الحرب مع الجنة، كان “كوان” يشعر بثقل في قلبه. لم يكن الخوف من الموت هو ما يؤرقه؛ بل كان الخوف الحقيقي هو الانكسار، أن يبقى في أذهان الجميع كالسيف المكسور، في عقول الأحياء والأموات.
‘لا يمكنني الاستمرار هكذا. عليّ أن أصبح أقوى.’
/سانجي : صدقني انت الغوت…/
كان هذا الإدراك قد تبلور لديه أثناء المعركة مع “رينغر” من نوعية المعادن المدرعة. ورغم أنه استطاع هزيمته بفضل مهارة “إيثيلا في التحكم بتقنية موجات الين واليانغ، إلا أنه شعر بأنه كان يجب أن يقطعه بسيفه إلى نصفين.
خصوصاً “سينيا”، فقد كان يزعجه فشله في إظهار قوته الحقيقية أمامها، وظلت تلك اللحظة عالقة في ذهنه.
“أحسنت. فلنبدأ في تنفيذ الخطة من الغد.”
بينما كانت تخرج من غرفة الاجتماعات، كانت “سينيا” قد أنهت اجتماعاتها الليلية، على عكس المقاتلين الآخرين الذين حظوا بوقت للراحة. لكن بالنسبة للمسؤولين عن الاستراتيجيات، فإن البقاء مستيقظين حتى الفجر كان جزءاً من عملهم.
راقب “كوان” “سينيا” وهي تتحدث إلى قادة الجيش المتمرد، وقد ظهرت ابتسامتها الجميلة، على الرغم من أنها كانت معروفة بشخصيتها الباردة.
‘إنها مختلفة عني.’
أدرك “كوان” أن “سينيا” تمتلك ميزة قد لا يملكها هو، وهي القدرة على التعامل مع الآخرين بشكل سلس وجميل، بينما كانت لديه علاقات محدودة، أبرزها صديقته منذ الطفولة “كيورا إليس”.
عندما تلاقت عيونهما، ابتسمت له برفق، ثم انحنت برأسها كتحية، فردّ “كوان” التحية بالمثل.
لكنه تردد حين أراد التحدث، فخرج “أرمين” من قاعة الاجتماعات وتبعته “سينيا”. رغم أنها كانت قد أمضت معه العديد من اللحظات الصعبة، بدت “سينيا” أكثر دفئاً معه، بعكس “كوان” الذي لم يتمكن من كسب علاقة وثيقة مع “أرمين” رغم خوضهما معاركاً عديدة معاً.
بدا واضحاً “لكوان” أن “سينيا” كانت تنظر لأرمين بنظرةٍ تحتوي على قدر من الثقة والاحترام، شعوراً لم يكن يحصل عليه هو منها. لكنها عندما لاحظت نظرته، ألقت عليه التحية بإيماءة رأس، لكن في تلك اللحظة شعر “كوان” أنه لا يرغب في تلقي تحية منها.
______
لم ينم “كوان” جيداً تلك الليلة.
كانت تلاحقه كوابيس تتعلق بفقدان “العركوب” أمام “فنجان الرياح”، وأصابه شلل مؤقت في تلك اللحظات.
“هاه! هاه!”
عندما عاد إلى الواقع، أمسك رأسه بإحكام، وصرخ:
“سحقا!”
‘ألم أتخلى عن كل شيء؟ أليس هذا هو السبب الذي دفعني لأكون هنا، مستعداً للقتال من أجل أن تتحول الجنة إلى مقبرتي؟’
‘تراخت عزيمتي. لا يمكن أن أستمر هكذا.’
حمل “كوان” سيفه وخرج إلى الخارج، بحثاً عن مكانٍ بعيد لا يجده فيه أحد. في هذا الظلام، أمسك بسيفه بيدٍ ثابتة.
كان السيف هو كل شيء بالنسبة له.
لقد عاش حياة مليئة بالقتال والتدريبات، حتى بات البعض يسأله إن كان كل ما عليه فعله هو الضرب بشكل سريع وقوي.
لم يكن “كوان” يهتم بإفهام الآخرين عن معاناة التدريبات المستمرة، وعن الألم الذي تحمله المعادن الباردة في يده، تلك المعاناة التي لا يفهمها إلا من أمسك بالسيف.
شق نسيم بارد الظلام، وهو يواصل تدريباته على تحريك السيف. كانت ساقه المتعبة تعيقه، لكنه لم يتوقف عن محاولة التحكم في حركتها.
‘تحرك! تحرك!’
رغم أنه بذل كل جهده، إلا أن وتر “العركوب” المفقود في ساقه لم يساعده على التوازن، وسرعان ما فقد السيطرة.
“سحقا!”
ازداد تنفس “كوان” صعوبة، وبدأت ساقه في الارتجاف، غير قادرة على حمله، وفي تلك اللحظة، استعاد ذكرياتٍ قديمة.
“كوان، أنت تجيد استخدام السيف.”
كانت بداية حمله للسيف نتيجة لحدثٍ بسيط، لكنه كان يشعر في البداية أنه قادر على فعل أي شيء.
كان السيف يمثل بالنسبة له الحلم، والواجب، والأمل في تحقيق شيء أكبر.
“آه!”
حين لامست قدما “كوان” الأرض واستدار، اندفع إعصار حاد في جميع الاتجاهات.
بقي معه فقط السيف. لم يبقَ في قبضته سوى قطعة باردة من الحديد، ولذلك لم يستطع التخلي عنه.
ما يستطيع فعله هو القطع فقط، وكان يعتقد أن ذلك هو سبب وجوده.
‘أنا السيف. السيف فقط.’
وكلما حاول إنكار هذا، بدأت صورة امرأة تظهر في ذهنه، مما جعله يشعر بالضيق ويدفعه إلى التأرجح بالسيف.
لماذا يحدث هذا؟
لأول مرة، بدأ يشعر بأن السيف لم يعد ذو قيمة.
‘ما هذا؟’
في اللحظة التي ابتعد فيها عن السيف، تمكن “كوان” بشكل متناقض من تجاوز مستوى جديد.
بدأت قوى الجذب الخارجي والضغط الخارجي تتذبذب بأسرع من أي حركة يقوم بها البشر، وخلقت اضطرابات معقدة ناتجة عن تداخل مئات القوى.
تضافرت دورات الدوران وتحولت لتشكل رياح شديدة تحركت حول سيف “كوان”.
واندفع إعصار عاصف دفع الهواء بقوة، مما أدى إلى ظهور صوت صدمة صوتية.
‘أوليفير سينيا…’
استمر مستواه في الارتفاع دون توقف. ومع ذلك، لم يشعر بالابتهاج الذي كان يشعر به في السابق.
كلما أراد التخلي عن السيف، انفتحت أمامه طرق جديدة، لكن الابتهاج السابق لم يعد.
‘توقف عن الأمل الزائف. انسَ هذه الأحلام الباطلة.’
بيده النازفة، قبض “كوان” على السيف بقوة.
من دون السيف، هو لا شيء.
حتى الروح التي تبتسم من بعيد، جائت فقط بسبب رؤية سيفه.
“أنا روح السيف.”
وقال ذلك بينما تقدم إلى الأمام.
وانتقل الإعصار الذي أنشأه، بقطر عشرات الأمتار، واجتاح الأرض.
كووووووووووووووو!
ثم انقسم الإعصار الضخم إلى مئات من الأعاصير الصغيرة وانتشرت في جميع الاتجاهات.
وسط تلك الرياح، توقف “كوان” وخفض سيفه.
ووووووش!
انكشفت آثار السيف على الأرض.
تلك المنطقة المدمرة كانت مليئة بعلامات السيف.
“هاااااه…”
أطلق “كوان” أنينًا، ناظرًا نحو السماء.
كانت شفرة السيف تمتص الدم الذي ينزف من كفه المفتوح.
وعلى بعد الأفق، ظهرت أشعة شمس خافتة.
كان الوقت لا يزال مبكرًا، لم يكن أحد قد استيقظ بعد، وأخذ “كوان” ينظر نحو المكان الذي كانت “سينيا” نائمة فيه.
في تلك الليلة، تجاوز “كوان” ثلاثة مستويات، في حين كانت “سينيا” تنام بسلام، غير مدركة للمستوى الذي وصل إليه الرجل لأجلها.
______
“اكتملت عملية إنتاج الـ تاجيس ”
أبلغ ميتغن القائد “فرانكواين”، زعيم “اليا مانغ”.
ثلاثة أيام فقط.
بالرغم من أن “اليا مانغ” معروف بتصنيعه لكافة أنواع المعدات العسكرية، لم يتوقع أحد أن يُنتجوا آلة عملاقة مثل “التاجيس” في غضون ثلاثة أيام.
قال “فرانكواين” وهو يدخن سيجارة بشراهة.
“إنهم مجانين حقًا. 138 وحدة من ‘الإكسير الأسود’؟ ما هؤلاء بحقك؟”
لم يتمكن “ميتغن” من فهم الأمر أيضًا.
“عدد وحدات الإكسير أمر محير، لكن فكرة استخدام كل هذه الكمية في إنتاج ‘التاجيس’ أمرٌ غريب. لو كان لدى أحدهم 100 وحدة من هذا الإكسير، لأصبح الأقوى حتى في العالم الرئيسي.”
“وهذا ما يجعلك لا تستطيع إدراك الأمر. هذا فقط يُعتبر قاعدةً في مستويات محددة، أما إذا تجاوزت 100 وحدة، فأنت بالفعل الأقوى. على أية حال، يبدو أنهم يطمحون لأكبر من العالم الرئيسي، مثلما أفعل أنا.”
توقف “ميتغن” قليلاً ثم سأل.
“وماذا بعد؟ لقد خسرنا الكثير من الموارد بسبب وفاة ‘رايسيس’.”
“إذا لم يكن هناك ‘رايسيس’، فسوف نحصل على ما نحتاجه من الآخرين. أرسل ‘التاجيس’، لا داعي لإثارة المشاكل معهم الآن. اختر الأفراد الأكفاء، وسوف نتفاوض لاحقًا.”
“حسنًا.”
وبناءً على الأوامر، قام “ميتغن” بتجميع أفضل الرجال لنقل “التاجيس” إلى القيادة العسكرية الأولى.
كان هناك خط سكة حديد خلف مصنع “اليا مانغ” في الجبال يستخدم فقط لنقل المواد الفائقة، وكان عدد العاملين في قسم النقل يبلغ 30 شخصًا.
وبينما كانت عدة حاويات ضخمة تسير على الخط، فجأة سمعوا صوت انفجار مزق السكة الحديدية الفولاذية.
انقلبت إحدى الحاويات وسقطت على الأرض، واندفع حراس “اليا مانغ” بحركة فائقة السرعة.
“ما هذا؟ هل هو هجوم؟”
“مستحيل. من قد يجرؤ على مهاجمة ‘اليا مانغ’؟”
رئيس الحرس أصدر أوامره قائلاً: “ابقوا في أماكنكم. الأولوية لحماية الممتلكات.”
المحتوى داخل الحاوية سر من الدرجة الأولى، حتى العاملين في قسم النقل لا يعرفون ما بداخلها. لذا، إذا كان المهاجمون قادمون لأجل السرقة، فمن المحتمل أنهم مجرد لصوص تجرأوا على فتح صندوق الكنز.
“حسنًا، لقد اصطدنا صيداً ثميناً.”
لكن توقعات الحراس كانت خاطئة تمامًا. لم يكن المهاجمون يهتمون بما إذا كانت الحاوية تحتوي على كنز أو أي شيء آخر، كما أن قدراتهم كانت متفوقة كثيرًا عن اللصوص المعتادين.
“آسف لمقاطعة عملكم. لدينا شأن بسيط معكم.”
ظهر شيخ بيد واحدة خلف ظهره يمشي ببطء. كان يبدو ماهرًا، لكن الحراس، الذين تم اختيارهم بعناية من النخبة، أبدوا شكوكهم. فجأة، أطلق جميع الحراس الثلاثين الذين كانوا في المكان نظرات قاتلة باتجاه الأمام.
ظهرت مجموعة من الأشخاص من الغابة المحيطة، وعددهم تحديداً 21 فردًا، جاؤوا لإيقاف “غولد” هم التخبة من نقابة السحرة في تورميا، فريق “كيج B”.
“استعدوا للقتال”، قال قائد الحرس، بينما ابتسم الحراس جميعهم بثقة.
بدأت أجسادهم تتحول: رقابهم أصبحت سميكة بشكل غير طبيعي، وأخذت أجزاؤهم تنتفخ وتتغير أشكالهم. ظهرت بشرتهم المليئة بالتعديلات البيولوجية نتيجة تجارب قاسية، فتحول بعضهم إلى أشكال تشبه التماسيح، أو الذئاب، أو حتى الثعابين.
“ما هذا؟ حديقة حيوانات؟” سخر “اريولا” بينما كانت تستعد للقتال.
فجأة، اندفع أحدهم ذو وجه يشبه الثعبان، مصطحبًا خلفه مجموعة من الأجسام المشابهة للحيوانات. كان لديهم قدرات جسدية معززة بفضل اتفاقهم مع “رايسيس” مما رفع مستوى تيلوميراتهم للمرحلة الخامسة.
قام أحد السحرة، “روتشي”، بالضحك بينما قام بتنفيذ تعويذة قطع الحديد، مما أطلق شفرات معدنية قوية قطعت عشرة من الحراس على الفور. ثم بدأ بقية فريق “كيج B” حركتهم.
رئيس الحرس لم يصدق عينيه؛ أفضل المحاربين من جانبه لم يتمكنوا من الصمود للحظة أمام خصومهم.
“المرحلة الخامسة من تيلوميرات غير كافية؟”، فكّر قائد الحرس.
علم أنه لن يستطيع الصمود ضد هؤلاء، وأن الشخص الوحيد القادر على مواجهتهم هو قائدهم “فرانكواين” أو “ميتغن”.
“يجب أن أبلغ بالأمر!”
قرر قائد الحرس أن يستخدم جنوده كدرع وبدأ بالركض بعيدًا، متجاهلًا الصرخات التي كانت تنبعث من خلفه. ولكنه كان قد تأخر.
“أيها القائد!”
كان مصممًا على عدم الالتفات، لكن صوتًا مفعمًا بالموت جعله يستدير. أمامه كان يرى جثث جنوده تملأ المكان، ومن خلفهم كان “تاربان” يبتسم بسخرية.
“انتظر لحظة!” صرخ القائد، ولكن “تاربان” أطلق يديه نحوه، وأطلق تعويذة الانفجار.
فجأة، شعر القائد بأنفاسه تنقطع، وجسده انفجر من الداخل.
أخرج “تاربان” سيجارة وأشعلها، وقال بابتسامة، “لقد قمنا بمسح كل شيء، لكن هل تعتقدون حقًا أن “غولد” سيأتي وحده؟ إنه ليس غبيًا لدرجة مواجهة “كيج B” بمفرده.”
أجابت قائدة الفريق “روز”، التي كانت تفحص محتويات الحاوية: “سيأتي بالتأكيد. هذا كل ما يملكه.”
_________
يجب أن على هذا الفريق أن يستوعب أن ميرو سقطت خلاص والبشرية ستباد … شيت ~~
ترجمة وتدقيق سانجي