الساحر اللانهائي - الفصل 447
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
ادعم رواية الساحر اللانهائي لزيادة التنزيل اليومي
الفصل 447 : التسلح العقلي -2-
انطلقت حلقة ضوء القمر الشمسي في قلب نظام بابل، وبدأت في نقل جميع المعلومات إلى ساين. كان الأمر وكأن وعي ساين ينزلق داخل النظام، وهناك اكتشف خيطًا من الضوء الأزرق يشق طريقه عبر شبكة معقدة من الدوائر تشبه شبكة عنكبوت من الضوء.
‘ما هذا…؟’
رغم أن نظام “ألتيما” ليس سوى إشارة واحدة، إلا أن ساين لم يستطع استخراج أي معلومات منه. كان عبارة عن مفهوم مضغوط عالي المستوى، يفوق التعقيد، ويفوق حدود الإدراك البشري بمراحل.
‘من الذي صمم هذا الشيء؟’
واصل ساين الصعود متتبعًا نظام “ألتيما”. وحينها، واجه دائرة سحرية مكونة من نظام الملائكة، تسد الطريق المؤدي إلى المركز كما لو كانت حاجزًا. رغم أن مفهوم الدائرة كان معقدًا للبشر، إلا أن ساين شعر بالراحة لأنه كلما ازدادت تعقيدًا، كان ذلك أفضل له.
بعد تحليل إشارة الدائرة السحرية عبر توازن ضوء القمر، صدم ساين بما اكتشفه.
‘تبًا! إذن هذا ما يحدث.’
حتى مع نظام الملائكة، لم يكن بإمكان الدائرة السحرية تعطيل تلك الإشارة الموحدة، إلا أنها غيرت فقط الهدف من عمل “الملاك المعدني”.
‘قام شخص ما بالتلاعب بإعدادات الكشف عن العدو. لكنه ليس للمتمردين، بل شيء آخر…’
سلاح لقتل الملائكة.
وهكذا، كان هدف ساين الوحيد هو تعطيل الدائرة السحرية للملائكة واستعادة الإعدادات.
‘حلقة ضوء القمر!’
بدأت الحلقة، التي كانت لامعة بشكل لا يصدق، في تحليل الدائرة السحرية، وفجأة، غُمر ساين بكمية هائلة من المعلومات، مما جعله يشعر بالضغط الشديد.
‘سحقا! هل هذا كل ما يلزم لتغيير إعداد بسيط؟’
بدا له مدى روعة هذه الإشارة التي تخترق النظام، ولكنه أدرك أن السرعة التي كان يعمل بها لن تكون كافية.
وضع حلقة ضوء القمر في منتصف الدائرة السحرية للملائكة، مما أوقف دوران الحلقة، وأحس بارتداد شديد يكاد يفتك بعقله.
“آه!”
كانت الدائرة السحرية تتغلب على منطقه، وبدأت في الهجوم على منطقه الفكري.
بدأ أنف ساين ينزف بينما يتفاعل منطق الدائرة السحرية عكس منطق ساين تمامًا، مما أحدث صدمة شديدة.
‘هل هذا ممكن؟ كيف يمكن أن يكون هذا منطقيًا؟’
كانت الدائرة السحرية للملائكة تتحدى كل الأفكار التي طورها البشر على مر العصور.
بدأت حلقة ضوء القمر تتشقق، وعينا ساين بدأتا بالتقلب، وهو يشد أسنانه.
‘هل هذه هي النهاية…؟’
بينما كان وعيه يسقط في هاوية، توسعت إشارة “ألتيما” ودخلت الدائرة السحرية، مما أوقف دوران حلقة ضوء القمر العكسي.
استيقظ ستين على شفا الموت، مذهولا من الظاهرة التي واجهها.
‘هذا غير معقول.’
كانت الإشارة الواحدة تقطع بسرعة الضوء جميع الروابط المعقدة في الدائرة السحرية للملائكة.
‘ما هذا النظام؟’
إشارة واحدة تحوي الكون بأكمله بدقة، وظهرت كبصيرة وحيدة قادرة على مواجهة السجل الأكاشي، حتى أنها جعلت منطق الملائكة يبدو كهراء.
إعادة الاتصال بنظام “ألتيما”.
تشغيل نظام بابل الأساسي.
التغيير الذي أحدثه ساين كان كافيًا ليزعزع منطق “كاريل” بنسبة ضئيلة، وبدأت بابل في إعادة التهيئة.
تمزقت الدائرة السحرية إلى شظايا، وفعل ساين نظام التوازن.
تداخلت ترسانتين صغيرتين، ودمرتا منطق كاريل وأعادته إلى عالم العدم.
ظل نظام “ألتيما” بسيطًا ولكنه أصبح أكبر.
توسعت الأنوار حتى اندمج كل شيء معًا.
أُغلقت المدفعية الضوئية لنظام بابل كإغلاق صنبور ماء، لتنتهي كل شيء.
فيما كانت الأرجل والأذرع العالقة في الأرض ترتفع، كان الجزء العلوي من الجسد يعود إلى وضعه الطبيعي قبل التحول.
دوي! دوي! دوي!
مع زوال توتر الطيار، بدأت القوة المنتقلة إلى بايبر تتراجع، مما جعل العشرات من وحدات “غوروي” تجثو على ركبتيها.
“ماذا حدث؟ هل انتهى الأمر؟”
خلال العشرين ثانية التي استمرت فيها المدافع الكهروضوئية بإطلاق النار، تم تدمير القيادة العسكرية للتمرد تماماً.
كان “تايتان” الذي يقوده “كرود” قد تضرر، ونصف القوة العسكرية للقيادة كانت قد لقيت حتفها.
“إعادة تهيئة برنامج بابل.”
خفض “بابل” ذراعيه وهو يتخذ وضعية المعركة.
ثم تلاشت الأجنحة الكهربائية إلى نقاط، وبدأ الرأس والركبتان ينحنيان ببطء نحو الأسفل.
“لا يوجد إشارة.”
“حالة انتظار تسجيل المستخدم.”
عاد “بابل” إلى وضعه الأصلي كما كان في الآثار القديمة، جاثيًا على ركبتيه في انتظار المستخدم التالي.
بالنسبة للمتمردين، كان هذا المشهد الأكثر استفزازًا.
فتحت قمرة قيادة وحدة “غوروي”، وانطلقت “كانيا” وهي تلوح بسيف “سيغنا”.
“آآآه!”
دوي! دوي! دوي!
في كل مرة كانت تضرب “بابل” بالسيف، كانت تحدث انفجارات قوية، لكن سطح المعدن لم يظهر عليه حتى آثار السواد.
إذا لم تتأثر متانة “بابل” بالمدفعيات الحرارية، فمن المستحيل أن يلحق به أي ضرر بمجرد استخدام “سيغنا”.
ولهذا، اشتعل غضبها أكثر.
كان مظهر “بابل” غير المتحرك، وكأنه يقبل العقاب، يزيد من شعور “كانيا” باليأس.
“أختي، توقفي!”
ركضت “لينا” نحو “كانيا” وهي تبكي وحاولت منعها.
أن تفرغ غضبك على كتلة معدنية كهذه لن يؤذي إلا جسدك أنت.
“اتركيني! سأقتلها! قلت لكِ أن تتركني!”
“ماذا لو عاود التشغيل؟ إنه مجرد آلة!”
“آآآه!”
رمت “كانيا” بسيف “سيغنا” وصرخت نحو السماء.
كانت تشعر بمرارة شديدة لعدم تمكنها من الانتقام لمقتل والده.
“فوو!”
مسح “ساين” الدم من أنفه ووقف ببطء.
خرج “كرود” من وحدة “تايتان” مقتربًا منه بهدوء.
“لقد نجحنا أخيرًا. شكرًا لك. بفضلك تمكنا من تقليل الخسائر.”
رغم الخسائر الكبيرة، كانت مقاومة “بابل” على يد “كرود” بهذا القدر من التأثير.
“لا، نظامه الذاتي هو من قام بإصلاح الخطأ. أنا فقط فتحت القفل.”
نظر “كرود” إلى “بابل” بجدية.
“لقد قابلت الكثير من الأشخاص الأقوياء، لكن لم ألتقِ بموهوب مثلك. ومع ذلك، تقول هذا؟ إذن ما هذه الآلة بالضبط؟”
“لا أعرف التفاصيل، ولكن الشيء الوحيد الذي أعلمه هو أن الغاية منها ليست محاربة البشر. إنها سلاح قديم يستخدمه الملائكة.”
“سلاح قديم إذن…”
اقترب “كرود” من “بابل” غير النشط.
ونظر إلى الوجه المتجه نحو الأسفل، ولاحظ أن الضوء الأحمر في لوحة التحكم لا يزال يومض.
“إذاً لم ينطفئ بعد؟ هل هو في حالة نوم؟”
“ربما. أظن أن تدمير الدائرة السحرية للملائكة أدى إلى إعادة تهيئة النظام.”
“أفهم…”
أضاءت عينا “كرود” بينما وقف.
“إذن، ما رأيك لو نستخدمه؟”
لم يكن “ساين” غافلاً عن هذا الاحتمال.
ولكن بصفته الشخص الذي استكشف نظام “بابل” بنفسه، كان يعلم أنه من المستحيل تقريبًا.
“نظام بابل يعتمد على إشارات متكاملة تتجاوز قدرات البشر، ولا يمكننا فك شفرتها.”
قدرات “بابل” تتجاوز “تايتان”. وإذا أمكن ضمه إلى صفوفهم، فسيكون إضافة كبيرة للقوة، لكن من الذي يستطيع فك شفرته؟
“كيف يمكننا استخدام هذا الشيء؟”
تسللت أصوات البكاء من الضحايا إلى عقل “ساين” البارد.
______
لم يكن الظلام هو الذي غطى الشمس، بل كانت طاقة الموت التي تجمعت على مدى الدهور.
مع بروز “هيل”، سيد “نيفلهايم”، وزيادة حجمه، ارتجفت أجساد “غولد” ورفاقه.
ربما يكون البرد هو الشيء الأقرب إلى الموت.
طاقة الموت التي لا يمكن التعبير عنها بدرجة حرارة تسربت إلى العظام وقيدت الحيوية.
“فوووو!”
كانت “كانغان” تحدق بعينين مفتوحتين وتشحذ طاقتها في جسدها.
عليها أن تتغلب على الموت بالحياة.
إن لم تستطع تنشيط كل خلية في جسدها لإثبات أنها حية، فسوف ينتهي بها المطاف كحال “المرشد”.
في تلك اللحظة، بدأ وجه “غولد” يتقلص مثل شيطان، واندفع ضغط جوي هائل نحو الأرض.
تضاعف الإحساس بالألم عشرات الآلاف من المرات.
كووونغ!
تراجعت الظلمة كأنها ورق جدار ينزع، لكن سرعان ما غطى جو الموت المكان من جديد.
بالنسبة لـ “هيل”، كانت ظاهرة غريبة.
فحتى طاقة تحجب ضوء الشمس لا يمكن محوها بمجرد ضغط الهواء.
‘إرادة الحياة؟’
كانت إرادةً تتجاوز الخيال.
“يا مغرور، لماذا ترفض الموت؟”
نهض “هيل” وصاح بصوت مهيب، لكن “غولد” لم يعره انتباهًا وكان يفكر في الأمر.
‘بلا شك، هذه المرة الأمر صعب.’
حاول “غولد” قياس حدود الشعور بالألم اللازم لقمع طاقة أقوى من حاصدين الارواح، لكن الأمر لم يكن سهلًا.
حين لم يرد عليه، واصل “هيل” حديثه.
“هل أتيت تبحث عن ميرو المقيتة، لتواجه الموت؟ لكن من ينتظرك هو فقط سَّامِيّ الموت.”
عند سماع كلمة “ميرو”، تغير “غولد” تمامًا.
عيونه امتلأت برعشة تشبه الزلزال، وبدأت عروقه تتوتر.
“كيف… علمت بذلك؟”
“الموتى لا يجهلون شيئًا. نحن فقط لا نتدخل.”
“هاهاها! إذن، هكذا هو الأمر.”
ظهر بياض عين “غولد” بينما بدأت هالة الصمود تنبعث من جسده، مما دفع طاقة الموت إلى التراجع بخوف.
استشعرت “كانغان” الخطر واقتربت منه.
لم تكن تعلم حدود الشعور بالألم، لكن كان واضحًا أنه تجاوز الحدود السابقة.
“ماذا تعتقد أن الكلام يعني! لقد قلت لك ألا تفعل…”
“اصمتِ.”
أُجبرت “كانغان” على إغلاق فمها.
في هذا الحال، لا يمكن إيقافه. الآن، كل ما يدور في ذهن “غولد” هو “ميرو”.
“أين ميرو؟ من الأفضل أن تتحدث، إذا لم تكن ترغب في الموت مرة أخرى.”
“ميرو هي…!”
صاح “هيل”.
“كيييييه!”
صوت مثل صرخات الأرواح الشريرة كاد أن يوقف القلب.
أثناء خلع رداءه، ظهر وجه “هيل”، وكأنه جمع كل موتى العالم.
عندما اقتربت طاقة الموت كالشفرة، استدعت “زولو” تعويذة دفاعية ووقفت أمام “كانغان”.
“فورس ميتر”.
كاااااااو!
ظهرت طائر ضوئي عملاق، واحتضن الاثنين.
على الرغم من أن طاقة الظلام هاجمتهم بعد لحظة، إلا أنها لم تؤثر عليهم ومرت فقط.
طائر الزمان والمكان، “فورس ميتر”.
/سانجي:اسم الطائر غريب لذا قررت تركه هكذا لان لو ترجمته حرفيا سيكون معناه غريب/
رغم شهرة “مستدعيين الأرواح” وكثرتهم، كانت “زولو” الوحيدة القادرة على استدعاء “فورس ميتر”، وهو وحش من المستوى الثاني.
“فورس ميتر” يظهر فقط كل أربع سنوات لمدة ثلاث ثوانٍ ويختفي، ويُعتقد أنه يقيم في بعد آخر.
استغرقت “زولو” 12 عامًا لجمع السجلات عن “فورس ميتر” حتى نجحت في استدعائه.
كووونغ!
نقل “فورس ميتر” الشخصين إلى بعد آخر لمدة ثلاث ثوانٍ، ولم تؤثر عليهما الأحداث التي وقعت خلال ذلك الوقت.
تمكنت “كانغان” لأول مرة من رؤية طاقة الموت بوضوح وهي تمر بجوارها.
ما كان يعتقده ظلامًا، كان في الواقع وجوه الموتى تصرخ، متداخلة بلا نهاية.
“ثلاث ثوانٍ فقط. لا أستطيع تحمل أكثر من ذلك.”
لم تكن بحاجة إلى سماع كلمات “زولو”.
ففي اللحظة التي كشف فيها “هيل” عن شكله الحقيقي، كان “غولد” بالفعل يندفع نحوه بوجه يشبه الشيطان.
ميرو! ميرو! ميرو!
كانت كلمة واحدة فقط تلمع في عقله بسرعة البرق، مما جذب معه المزيد من الألم.
“إله الموت؟ انت مجرد قشرة فارغة…”
رفع”غولد” يده اليمنى عاليًا، ثم أسقطها وهو يستخدم تعويذة سحرية.
شعور بالألم مضاعف إلى 500,000 مرة – ضغط الهواء.
انهار جسد “هيل” وكأنه يتفكك، وتحطمت المياه إلى قطرات تهبط نحو الأسفل.
كووونغ!
ارتج المشهد كما لو كان الكوكب نفسه يهتز بفعل الصدمة المتأخرة.
___________
غولد معمي تماما بميرو…
زيد : هناك شي حصل معي… ادعوا لي أن يتحقق بالكامل… اذا تحقق أن شاء الله ستكون هناك 5 فصول هدية مني لكم
ترجمة وتدقيق سانجي