الساحر اللانهائي - الفصل 440
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
ادعم رواية الساحر اللانهائي لزيادة التنزيل اليومي
الفصل 440 : اليوم الكبير للقمر -4-
الجسد المعدني للملاك الذي يتلألأ تحت ضوء القمر كان يتمتع بجمال مُستلهم من مخلوق حي، ولكن ساين ورفاقه كانوا قادرين على قراءة اللامبالاة المختبئة خلف هذا الجمال.
كانت بابل جميلة بالطبع، ولكنها كانت باردة لدرجة تجمد العظام بمجرد النظر إليها.
دارت “عين ساين الحديدة” بسرعة، وهي أسرع من أي وقت مضى، لكنه شعر بأن هذا لا يكفي.
‘ما هذا؟’
لم تكن لديه هالة القوة التي يمكن الشعور بها من الأقوياء، لكن كان يشعر بأن هناك صلابة باردة ثابتة تجعلها تبدو وكأنها لن تتزعزع أمام أي خصم مهما كانت قوته.
إعداد الهدف: لا توجد أولوية.
تفعيل خوارزمية الهدف العشوائي.
التقطت عدسات بابل البصرية صورة “لينا”، وعلى الرغم من أن النقطة البؤرية كانت مخفية خلف لوحة حمراء، إلا أن والدها “ويتشر” هو الوحيد الذي لاحظ الخطر، فانطلق لحمايتها.
“احذري!”
هل كان اختيار بابل للينا بدلاً من “كانيا” نابعًا من غريزة الأبوة المتطرفة؟ كان هذا الاختيار دقيقًا؛ دفع “ويتشر” ابنته لينا بعيدًا، ثم تجمد جسده، إذ كانت بابل قد اقتربت بسرعة وخرقت صدره بيدها الباردة.
“أبي؟”
/سانجي : احاااااا /
صاحت لينا بينما ازداد وجهها شحوبًا. كانت على وشك فقدان وعيها.
“أبيييي!”
تقدمت “كانيا” نحو بابل بغضب أعماها.
تم الكشف عن اقتراب العدو.
نوع الاستجابة: الإنهاء الفوري.
اختفت بابل دون أن تترك أثرًا، وسقط جسد ويتشر بلا حياة.
تسببت السرعة الفائقة في تشويش إدراك كانيا للمشهد، حتى اعتقدت لوهلة أن بابل قد ظهرت قبل سقوط والدها. لكنها كانت متأكدة من شيء واحد: “إنها النهاية.”
صدرت صرخة حادة، وتوقفت قبضة بابل الباردة أمام رقبة كانيا.
خلفها كان ساين يأخذ وضعية قتالية، وعيناه الحديتان تدوران بسرعة. كان هذا هو التوازن الوحيد الذي يمكن تحقيقه بفضل موت ويتشر. ومع ذلك، تمكنت بابل من تعطيل الحسابات المعقدة باستخدام قواه النورانية.
“مستحيل…”
كان التوازن المعنوي هو أداة التحكم الأقوى التي تجمع بين الحسابات المنطقية والعاطفية. أن تقوم بابل بتفكيك هذا الكود الشخصي في أقل من ثانية يعني أنها تعلّمت ذلك في اللحظة نفسها.
“هل تعتمد على خوارزمية احتمالية؟”
استنتج ساين أن بابل، باستخدام خوارزمية عشوائية، تتوصل إلى نتيجة عبر التكرار المتكرر للعدد العشوائي. ولم يكن لدى ساين، رغم كونه فاتحا، فرصة لمجاراتها في سرعة الحساب.
/سانجي : لست متأكد اذا كانوا يعنون أن ساين فعلا فاتح /
“ابتعدي.”
قال ساين بصرامة.
“أبي…”
“أسرعي!”
لم يكن هناك فرصة ثانية. إذا لم تستوعب ذلك، فستموت. لحسن الحظ، كانت كانيا لا تزال لديها ما تحافظ عليه، فهرعت لحمل لينا التي كانت نصف غائبة عن الوعي.
“لينا! تعالي هنا!”
حملت كانيا لينا وهربت، بينما كانت عدسات بابل تركز فقط على ساين، تراقبه وتحلل كل حركة له.
الهدف: إنسان. الدقة: 99.8٪.
النوع: مبرمج.
النتيجة: عنصر خطر من الدرجة الأولى. تطبيق خوارزمية الأولوية. هدف الإزالة الأول.
استدارت بابل ببطء نحو ساين. كان كلا الكائنين اللذين يتفوقان في الحسابات يتواجهان الآن، ولكل منهما أسلوبه المختلف في تحليل الآخر.
“حالة الطوارئ! الجميع استعدوا للمعركة!”
ارتفع صوت “كرود” وهو يجري نحو المخزن، صادحًا في السماء المظلمة.
/سانجي : بابل ضد ساين… قتال مرعب فعلا/
___________
في غرفة استنساخ الكائنات، كان رجلا “رايسيس” يستعدان للخطوة التالية بينما كانا يحملان براميل مليئة بسائل معين.
كان المقترح هو أن يوضع جسد “مووسا” في الماء ليُنتج غازًا سامًا من شأنه أن يذيب الرئتين خلال عشر ثوانٍ.
رغم أن لديهم وقتًا كافيًا للهرب بعد الانتهاء من المهمة، كان الشعور بالخوف واضحًا.
“إذا استنشقت قطرة واحدة فقط، فسنموت. لننهي هذا بسرعة.”
“تباً، لكن هذا يبعث على القلق. حتى لو كانوا مجرد نسخ.”
“تتحدث هراءً، هل تعلقت بهم؟ إنهم مجرد ماشية. دعنا ننتهي من الأمر سريعاً.”
عندما فُتحت البوابة الحديدية، انبعثت منها حرارة شديدة. كانت غرفة الاستنبات مجرد مساحة واسعة، وكان النسخ منهمكين في مهامهم، غير مدركين لموتهم الوشيك.
وضع الرجل جثة “مووسا” في وعاء الماء. وبمجرد أن أطلقها، بدأت المياه تغلي بشدة.
“هيا، بسرعة.”
ركض الاثنان نحو المخرج وقد غطيا أنفيهما وأفواههما بملابسهما، فيما بدأ بخار أبيض يتصاعد من وعاء الماء.
________
بمساعدة “إيكاسا”، خرج “شيرون” و”فلور” من القفص الحديدي وركضا في ممرات الطابق السفلي للمقر الرئيسي. لم يكن هناك أيّ أفراد لأنهم كانوا منشغلين بالسحر المخدر. علاوة على ذلك، كان أولئك الذين لم يُكشف لهم المعلومات الحساسة مقيدين.
“يمكننا التخلص من الأفراد بسهولة، لكن المشكلة هي “أكاماي”. سينتهي به الأمر كشيطان محاصر داخل دائرة سحرية.”
“طالما لم تدرك “رايسيس” الأمر، سيكون كل شيء على ما يرام. دعينا نتحرك بأسرع ما يمكن. أين يوجد “غاراس”؟”
“رأيت خريطة معلقة في مختبر علم الوراثة. دعنا نذهب إلى هناك.”
قادت “فلور” الطريق إلى مختبر علم الوراثة اعتماداً على ذاكرتها. وبينما كانت تحاول فك شفرة الخريطة المعلقة على الحائط، أمسك “شيرون” ببعض الأوراق الموجودة على طاولة المختبر.
بفضل نظام “ألتيما”، تمكن من تحويل النصوص إلى إشارات مرمزة بمجرد النظر إليها. كانت الأوراق تحتوي على تقارير تجارب النسخ. ولأن “شيرون” كان يعلم أن هناك نسخة من ذاته في مكان ما هناك، قرر فحص الأوراق بعناية، لكنه شعر بالاشمئزاز سريعاً ولم يستطع تجاوز الصفحة الأولى.
“كيف يمكنهم فعل ذلك؟ هل يعتبرون البشر مجرد أدوات؟”
كانت هناك عملية قبيحة مسجلة في الأوراق تشرح كيفية إنتاج النسخ بكميات ضخمة باستخدام “شيرون”، “فلور”، و”غاراس” كنموذج ميكانيكي ثلاثي الأبعاد.
عندما كان “شيرون” يتصفح الأوراق بسرعة، توقف فجأة عند صفحة معينة، وأصبح مرتجفاً بينما كان يقرأ ببطء، عبر نظام “ألتيما”.
“أيتها الاخت، هل قرأتِ هذه الملفات؟ إنها تخص أبحاث استنبات النسخ.”
كانت “فلور” منهمكة في تحليل الخريطة الضخمة على الحائط، ورأسها يؤلمها لدرجة أنها كانت تغمض إحدى عينيها.
“اختِ.”
ردت فلور : “… لا، لقد بحثت فقط عما أحتاجه. إن وتيرة فك شفرة الطائرة بدون طيار بطيئة للغاية.”
أطلق “شيرون” زفرة عميقة. أراد أن يخبرها بمحتوى الأوراق، لكنه لم يكن يجرؤ على ذلك.
‘ماذا أفعل؟ يجب أن أخبرها، أليس كذلك؟’
“وجدتها. غرفة احتجاز الكائنات. لحسن الحظ، ليست بعيدة.”
خرجت “فلور” على الفور من المختبر. لم يكن لديهما وقت يضيعانه، فقد تكتشف “رايسيس” هروبهما في أي لحظة.
شعر “شيرون” بنوع من الراحة. في بعض الأحيان، قد يكون الجهل نعمة.
وصلوا إلى بوابة حديدية شاهقة حتى السقف. أخرجت “فلور” “فينيكس” من مكعبها، وأطلقت تعويذة نارية جعلت القفل الأحمر يذوب كالحديد المنصهر.
بمجرد أن سحبوا المقبض، ظهر لهم مشهد مروع مع صوت ضجيج هائل.
“ يا الهـي ….”
كانت هناك مجموعة ضخمة من الكائنات الحية محشورة في بناية مكونة من 14 طابقًا، تشبه سفينة نوح الأسطورية.
عندما تقدموا إلى نهاية غرفة العزل، رأوا أنبوبًا زجاجيًا مغلقًا، حيث كان يوجد كائن أسود ضخم بحجم جذع إنسان.
إنه “غاراس”، ملك التكاثر.
حتى في غرفة مليئة بالكائنات الحية، كان معزولاً بشكل خاص مما يدل على مدى خطورته.
كان لهذا الكائن ثمانية أرجل مثل العنكبوت تلتصق بالجدار الزجاجي، وكانت لديه أعضاء تشبه الشفاه تتحرك كأنها تخرج شيئًا ما.
كان له عين واحدة ضخمة على رأسه اللزج، تبدو كأنها مفتوحة تماماً ومندهشة.
“هل هذا… غاراس؟”
“لا يمتلك “غاراس” شكلًا ثابتًا. هذا مجرد شكل من الأشكال التي اتخذها عبر أجيال عديدة.”
التفت “غاراس” نحو “شيرون” بعيونه اللزجة، مما جعل “شيرون” يشعر بالقشعريرة.
رغم أن هناك كائنات أقوى منه، إلا أنه يمتلك تفوقاً نوعياً يجعله فريدًا.
حول “غاراس” نظره نحو “فلور”، معتمداً على ذكائه المميز لفهم خصائص الكائنات التي أمامه. وعندما ضيقت جفونه كأنها تبتسم، شعرت “فلور” بالغضب.
عادت إلى ذاكرتها المشاهد المرعبة التي رأتها في المخزن، مما تسبب لها في صداع شديد.
“كيييييييياااااا!”
فجأة، صرخ “غاراس” بوحشية بينما مدّ جميع أرجله كالرمح.
مع اندفاعه القوي الذي بدا وكأنه على وشك الانفجار، تراجع شيرون وفلور إلى الخلف بسرعة، متفاديين الضغط الهائل.
شعرا بأن ظهريهما قد بللا، وأدركا حينها مدى التوتر الذي كانا فيه طوال الوقت.
“ماذا نفعل، اختِ؟ هل نحرره حقًا؟”
لتعطيل أكاماي ومنع تعويذة سَّامِيّ الحرب، يجب استحضار قوة غاراس.
لكن لم يستطيعا التفكير بفتح الصندوق .
ربما يكون هذا الصندوق هو باب إلى الجحيم.
إذا استعاد غاراس حريته، فإن القيادة ستدمر كليًا.
وأي كائن حي سيكون هدفًا للتكاثر، وبالتالي فإن عدد الكائنات سيزداد بشكل هائل.
“علينا أن نفعل ذلك، سنحرره ثم نهرب مباشرة. ننقذ المتمردين المحتجزين ثم نهاجم رايسيس.”
لم يكن هناك خيار آخر، لم يكن الوضع يسمح بتخطيط استراتيجي للبقاء.
“إذًا… سأفتح.”
كانت يد شيرون ترتجف وهو يقترب من القفل.
ضغط على الزر بصعوبة، فسمع صوت “تك” وفتح القفل.
بعد التأكد من فتحه، استدار كلاهما وعادا إلى الخلف، ثم قاما بتفعيل الانتقال الآني دون أن يجرؤا على النظر إلى الوراء.
“بوم!”
خرج غاراس من القفص الزجاجي، وقد أخذ جسمه الضخم ينمو ببطء متسارع ليتناسب مع حجم المكان.
“كياااا!”
ارتفع صوته المرعب، مما جعل شيرون وفلور يصرخان كأن الصوت ينبعث من قربهما.
“آآآه!”
قفزا واندفعا إلى الجانبين ثم أغلقا الباب الحديدي خلفهما بقوة.
بعد لحظات، تناهى إليهما صوت صرخات مخلوقات كثيرة عبر الباب الحديدي.
أصبح شيرون متأكدًا أخيرًا أن ما أطلقه هو بالفعل بوابة إلى الجحيم.
______
“أيها الحمقى!”
دخلت رايسيس إلى الغرفة بعنف.
لم يكن هناك أي أثر لشيرون وفلور، كما أفاد الباحثون.
أما أكاماي، فقد بدا ضعيفًا ومنكمشًا كالبلون المثقوب، وكانت إيكاسا فقط في القفص.
“ألم أقل لكم أن تتأكدوا؟”
“لكن، بما أن أكاماي كان موجودًا…”
لم يكمل الباحث كلامه، إذ تلقى صفعة أسقطته، كانت سريعة للغاية.
لكن إيكاسا كانت تستطيع رؤيتها، كانت قادرة على رؤية السوط القبيح الذي يختفي داخل عباءتها.
“أنتِ تحملين هذا الشيء كجسد؟ قبيح! حتى أقبح الغولم في جحيم مارا يبدو أجمل منكِ.”
كان صوت رايسيس الغاضب مليئًا بالغضب وهو يصدر من بين أسنانها المتشابكة.
“ملاك ضعيف مثلِكِ يجرؤ على إهانتي؟ قريبًا، ستكونين داخل بطني.”
“ها ها ها! أن جسيد جميل، أليس كذلك؟ لكن لن يفيدكِ، لن تستطيعي تغيير بشاعتكِ أبدًا.”
لم تتوقف إيكاسا عن السخرية.
رغم أنها كانت عاجزة عن الحركة حتى تتفاعل مع سبب حركة فالهالا، إلا أن كبريائها كملاك جعلها صامدة.
“سأمزقكِ إربًا!”
ومع كل خطوة نحوها، كانت الأرض تهتز تحت أقدام رايسيس.
وجهها الوحشي ارتسم بوضوح، وكان فمها الضخم يتسع بينما تتقدم نحو القفص.
“كرااااا!”
__________
الفصول الحالية كلها بعنوان احاااا
ترجمة وتدقيق سانجي