الساحر اللانهائي - الفصل 430
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
ادعم رواية الساحر اللانهائي لزيادة التنزيل اليومي
الفصل 430 : فرصة الانتقام -2-
عند وصول شيرون وفلور إلى القيادة الثانية، انتظرا في غرفة منفصلة. بالطبع، كلمة “انتظار” كانت من قول زميلهم، لكن في الواقع كانت شبه عزلة.
جلست فلور بجانب شيرون بعد أن تفحصت الأجواء خارج الغرفة.
“أخبرني الآن، ماذا حدث بالضبط؟”
بدأ شيرون في شرح ما حدث في غرفة القيادة في بابل، ابتداءً من نظام ألتيما الذي يوحّد كل الإشارات وينقلها، والتفاصيل التاريخية التي حصلوا عليها بفضل هذا النظام.
تنهدت فلور بعمق ودخلت في تفكير عميق. كان لديها بعض المعلومات عن تاريخ “الجنة”، لكن ما سمعته الآن كان شيئاً مختلفاً تماماً.
“الشخص الذي أُلغيت سجلاته في مشروع بابل، ألا تعتقد أنه مرتبط بإعادة الضبط؟”
مكلاين غوفين.
شيرون كان شبه متأكد من ذلك أيضًا.
الأكثر من ذلك، كان مذهولًا من أن غوفين كان متورطًا في الخطيئة العظيمة التي ارتكبها إيكائيل.
“عندما أفكر في الأمر، يبدو أن غوفين كان لديه سبب لمغادرة هذا العالم بغض النظر عن أحداثه، ولذلك اختار طريقة معقدة مثل إعادة التهيئة وإعادة البناء.”
“صحيح، لكني أشعر أن له علاقة بنظام ألتيما. ما هو هذا النظام بالضبط؟”
“هو أشبه بالإحساس أكثر من كونه لغة. مثلما نشعر بالسخونة عند لمس شيء ساخن، أو بالوخز عند لمس شيء حاد، فإن النظام يقوم بتقسيم هذه الإشارات إلى عدد لا نهائي تقريباً من الإحساسات.”
“أعتقد أنني أفهم نوعاً ما…”
كان من السهل فهم الفكرة نظرياً، لكن لا يمكن الشعور بها إلا لمن خاض التجربة بنفسه.
“بناءً على هذا المفهوم، يبدو أن نظام ألتيما هو عكس مفهوم سجل ألاكاشي. سجل أكاشي يقول إن الكل متكامل حتى لو تغيرت الأجزاء، بينما نظام ألتيما يفصل الأجزاء بوضوح. ولو كانت غايا موحّدة عبر هذا النظام، لكان بمقدورها مواجهة رع.”
“لكن هذا يعني أن القوة تضعف مع تقليل العدد، أليس كذلك؟”
“نعم، فأنا أيضًا لا أستطيع سوى تمييز إشارات بسيطة.”
كان لدى فلور وجهة نظر مختلفة.
“هذا حقاً يعتبر قدرة رائعة. ستفيدك حتى في هذا العالم حيث لا تفهم اللغة، كما أن إمكانيات تطبيقها لا حصر لها.”
“نعم، إذا بقينا على قيد الحياة هنا.”
ابتسمت فلور بمرارة من المزحة الممزوجة بالحقيقة التي أطلقها شيرون.
“صحيح. بالمناسبة، إلى أين يمكن أن تكون برج بابل قد ذهبت؟ هل اتجهت إلى الجنة لأنها سلاح لمواجهتهم؟”
“قد يكون. على أي حال، يجب أن نبلغ السيد ساين. فقد يكون هناك عامل مفاجئ.”
“حسنًا، دعنا نطلب ذلك من السيد جاردلوك في الوقت المناسب. يبدو أنه لا يريد البقاء هنا على الإطلاق.”
“كذلك كلوف.”
ضحكا بصوت منخفض.
_______
الجنة، السماء السادسة، جيبول.
منذ دخول أريوس إلى دريمور، لم يغادر كاريل ساحة المعركة العظيمة ولو للحظة.
لم يظهر على ميرو أي مؤشر على الاستيقاظ.
سيكون هذا تحديًا صعبًا.
حتى شخص يمتلك معرفة عميقة بنفوس البشر، فإن استخراج المعلومات الخاصة بميرو في دريمور حيث تتجمع طاقات الأرواح أشبه بإطلاق سمكة في البحر ثم محاولة اصطيادها مجدداً بعد عشر سنوات.
“سيتدبر بالب الأمر بنفسه.”
بالب، الذي يُعرف بامتلاكه لأقوى بصيرة بين المارا، كان بإمكان كاريل الاعتماد عليه.
لكن مع ذلك، لم تستطع ملامح كاريل الجميلة أن تخفي ظلال القلق التي ظهرت وهو ينظر إلى وحدة المعالجة المركزية.
في ذلك الوقت، ومضت بيانات قديمة جداً في إحدى الفئات على الشاشة.
عندما تحقق من السنة، كانت المعلومات منسية لدرجة أن حتى الملائكة بالكاد يتذكرونها.
عيناه لمعَتا من الحماسة بينما استكشف البيانات.
“ما هذا؟”
بدا كاريل في حيرة بعد أن نظر إلى الشاشة لفترة طويلة.
بابل ظهرت.
عند محاولة تتبع موقعها، تبيّن أنها حقيقة. ظهر على الشاشة نقطة حمراء تحلق بسرعة فوق المطهر.
“لكن كيف يمكن أن يكون هذا؟”
كان كاريل هو الشخص الذي دمر عملية تصنيع برج بابل أثناء الحرب ضد غايا.
/سانجي : من الان ساسمي السلاح باسم بابل فقط للاختصار/
باعتباره ملك الملائكة المسؤول عن الولادة، لم يكن كاريل معجباً بأساليب التدمير التي اتبعها يورييل.
بالنسبة له، التدمير كان عديم الفائدة، لا رجعة فيه، وعملاً أحمق.
وبدلاً من ذلك، قام بتعديل الخوارزمية في برنامج بابل ليعيد ضبط تعريف العدو ليكون رعايا الجنة.
وكان هذا أحد الأسباب الرئيسية لفشل الحملة الثانية لغايا.
“من قام بتشغيلها؟”
منذ انتهاء وجود غوفين النقي، لم يعد هناك نيفيلم نقي في عالم البرزخ. ولم يكن هناك حاجة لأن ينتهك الملائكة وصية “أنكيلا” لإيقاظ بابل بلا سبب مقنع.
كاريل تلقى بيانات بابل وعرضها على الشاشة. منذ بداية تشغيل البرنامج، كانت الشاشة تعرض ما استكشفه بابل من منظور الشخص الأول.
سرعان ما ظهر على الشاشة وجهٌ مألوف لكاريل، الذي تعرف فورًا على الصبي.
اقترب بابل وقام بتكبير وجه الصبي سريعًا، وأصدر حكمًا نهائيًا بعدم جواز الهجوم.
كان الأمر منطقيًا؛ لأن الصبي الظاهر على الشاشة كان من عرفه كاريل جيدًا.
ضحك كاريل بشعور من الرضا الداخلي، ثم انفجر ضاحكًا بفرحة عارمة.
“هاهاهاها! أخيرًا، جاءت فرصتي!”
بالنسبة لكاريل، كل من يحمل دماء البشر كان يستحق الموت، لكن “شيرون” كان مستحقًا للكراهية بشكل خاص، فهو الإنسان الذي كانت إيكائيل تحبه أكثر من أي أحد.
قال ساخرًا: “أتظن أن بإمكانك الوقوف أمامي بعد أن ترى هذا؟”
بعد فترة طويلة، غادر كاريل أخيرًا نطاق العالم الكبير. أول صورة خطرت بباله كانت وجه إيكائيل الشاحب.
الجنة السابعة، أرابوث. هناك حيث يقيم “رع”، وتوجد غرفة حيث تقضي الملاك إيكائيل، التي كانت يومًا رئيسة ملوك الملائكة، عقوبتها.
وصل كاريل إلى ممر هناك، متوجهًا بخطى واثقة مع ابتسامة مليئة بالانتصار.
لم يكن لديه نية للكشف عن معلومات شيرون بكل سهولة. على الرغم من أن قوتها كانت مقيدة، إلا أن اسم إيكائيل كان لا يزال رمزًا للفخر بين الملائكة.
لم يكن الوقت مناسبًا بعد، لكن الاحتفاظ بهذا الحدث الطريف لنفسه فقط كان يدفعه بالفضول.
‘لنرى وجهكِ المتغطرس… في النهاية، أنا من يسيطر الآن.’
قبل أن يصل إلى غرفة إيكائيل، انفتحت فجأة أمامه تصدعات في الفضاء، لتظهر ألواح زجاجية متلألئة بألوان مختلفة، ثم اتخذت شكلًا ضبابيًا قبل أن تتضح ملامح رجل.
ظهر أمامه “المارا آشور”، الذي يحمل إشارات فريدة ويتخذ دور حارس إيكائيل.
قال له آشور: “ما الذي أتى بك إلى أرابوث، يا ملاك الخلق؟”
كاريل أجاب بصوت حاد: “جئت لأقابل إيكائيل، لابد أنها في الداخل، أليس كذلك؟”
تحرك كاريل وكأنه لا ينتظر إجابة، لكن آشور اوقفه بعزم. عبست ملامح كاريل بغضب شديد.
صرخ قائلاً: “أتجرؤ أيها المارا الحقير أن تعترض طريقي؟”
ما زال يتذكر بوضوح حينما أوقفه آشور بسيفه قبل أن يمسك بشيرون. في ذلك الوقت، كان ملزمًا بأوامر إيكائيل، لكنه الآن لم يكن ينوي التغاضي.
أجابه آشور بهدوء: “إيكائيل لا ترغب في لقاء أحد.”
ضحك كاريل بازدراء: “أي حلم بعيد المنال تمتلكه هذه الملاك المنعزلة؟ ارحل أيها المارا التافه.”
دفع كاريل آشور بخشونة وفتح الباب بغضب.
داخل الغرفة، كانت إيكائيل، الملاك الساطع بأبهى حلة، تجلس بهدوء منتظرة.
“مرحبًا كاريل، لقد مضى وقت طويل.”
حاول كاريل رسم ابتسامة صعبة، فلم يكن يشعر بالراحة أمام حضور إيكائيل، التي كانت تجعل نوره الساطع يخفض من قوتها، لكنه لم يكن ينوي أن يظهر ضعيفًا هذه المرة.
ردّ عليها بسخرية: “أن تجلسي على الأرض بهذا الشكل؟ إنه منظر سخيف. أين ذهبت هيبتكِ كملكة ملائكة؟”
ابتسمت إيكائيل برفق، وأجابته: “أصبح حضورك باهتًا. يبدو أنك لا زلت لا تعرف كيف توازن بين الأمور.”
بالفعل، كان كاريل يبدو مرهقًا، حتى بريق عينيه الذي كان يومًا نابضًا بالأفكار الخلاقة قد خبا.
سألته إيكائيل بفضول: “ما الذي يجري في الخفاء؟ أنه بالتأكيد أمر ضخم لَكي يتم منع الملائكة من أي نشاط، أليس كذلك؟”
ضحك كاريل ساخراً وقال: “وماذا بعد؟ ماذا ستفعلين؟ أنتِ بلا قوة الآن، ولن تقدري على معرفة ما أفعله. ألم يكن حب المعرفة يثير جنونكِ، إيكائيل؟ لكنكِ الآن مجرد ملاك دمية.”
ردت إيكائيل بنبرة هادئة: “قلقك أشبه بطفل يبكي طلبًا للحليب. ما الذي يخيفك، كاريل؟”
ارتسمت على وجه كاريل نظرة تحدي وغضب، وقال: “أخاف؟ أنا؟ هاهاها! لقد تجاوزت مكانتكِ بمراحل، فأنا الأعظم، ومثلي لا يخشى أحداً!”
قطع حديث كاريل فجأة.
بدأت إيكائيل بفكّ شرائط ثوبها الأبيض النقي.
حالما حررت ياقة الثوب وأرخت كتفيها، انزلق الجزء العلوي من الثوب بهدوء إلى الأسفل.
بدا وجه كاريل المتصلب خلف كتفيها المستقيمين وفوق ذراعيها الرفيعتين، اللتين تنبضان بقوة، وخلف ظهرها الذي خلا من أي زوائد غير ضرورية.
“تعال هنا، كاريل. أنت طفل ذكي. كالسابق، تعال واحضني وأخبرني كل شيء. بعد ذلك، ستنام بعمق وتستيقظ وكأن كل شيء قد تحسن.”
“أوه…”
تقدم كاريل بملامح شبه غائبة نحوها، لكنه سرعان ما استعاد وعيه.
ما زالت إيكائيل التي يكرهها بشدة، جميلة كعادتها.
جسد مثالي تماماً، ناصع البياض، دون أدنى شائبة أو عيب، كان العالم الذي تشكله هي.
رغبة شديدة ملحّة لأن يرتمي في حضنها ويبوح لها بكل شيء، كما كان يفعل سابقاً.
نعم، هذا كان كل شيء.
لم يكن بحاجة إلى شيء آخر ليشعر بتلك السكينة المطلقة التي اعتاد عليها.
‘لكنها… لقد كانت!’
إنسان واحد فقط… لوثها تمامًا.
“اخرسي…!”
تمدّد جسده المضيء حوله كالهالة، وبدأ بالدوران بسرعة.
كل الأشياء في الغرفة بدأت بالاهتزاز، وشعر إيكائيل الذهبي انسكب ليغطي وجهها المنحني.
اقترب كاريل منها وبدأ بالصراخ بجنون.
“اخرسي! بأي حق لكِ أن تقولي هذا؟ أنتِ… أنتِ…!”
كاريل خفض رأسه فجأة، غير قادر على تحمل العواطف المتصارعة في داخله.
كانت حالته ضعيفة للغاية لدرجة أن هالته المضيئة كادت تنهار.
“لماذا… بحقك…!”
لم يكن يرغب في امتلاكها أو السيطرة عليها قط.
كانت مشاعره تجاهها نقية، خالية من الطمع الإنساني.
كان يكتفي فقط بمشاهدتها، وقد عاش فترة من الزمن يجد السعادة المطلقة في وجودها، في وجود هذا الكائن الملائكي المذهل، إيكائيل.
“البشر الحمقى… القذرون!”
لماذا البشر عاجزون عن ترك الجمال كما هو، دون محاولة امتلاكه؟
هل كانت الرغبة في السيطرة على هذا الجمال أقوى من أن يسمحوا للآخرين بالاستمتاع به؟
كان الجميع يريدون حب إيكائيل. هل كان هذا هو السبب الذي دفعهم إلى سلبها منه؟
إيكائيل لم تعد بالنسبة له مصدر التقديس.
أصبحت مجرد زهرة ذابلة، تساقطت تحت وطأة إنسان تافه.
“لا أستطيع أن أغفر لهم… بل لن أفعل!”
اقترب كاريل من إيكائيل المنكسة رأسها، وهمس لها.
“اسمعيني جيدًا، لن أنسى أبدًا. لهذا السبب سأفعل الشيء الذي تكرهينه أكثر. لأنكِ فعلت الشيء الذي أكرهه أنا أكثر!”
غادر كاريل الغرفة، تاركًا إيكائيل تشد ثوبها بصمت وعينين مليئتين بالحزن، قبل أن تقول بصوت خافت:
“آشور.”
ما إن نطقت باسمه حتى ظهر آشور أمامها، ساجدًا بكل احترام.
وجهه كان يعكس خيبة أمل كبيرة أمام سيدته التي تعرضت للإهانة من قِبل كاريل.
“أنا خادمك الأبدي، أجيب دعوتك.”
“أرجوك، تحقق من نوايا كاريل وما الذي يخطط له.”
وفقًا لقوانين التبعية، كانت قوة آشور محدودة مثل قوة إيكائيل التي تقيّدت، لكنه لم يجد أي سبب للرفض طالما أن الأمر يهمها. ومع ذلك…
“الأجواء في الجنة باتت مضطربة بشكل غير مسبوق. إذا تكرر ما حدث اليوم…”
لكن إيكائيل قطعت حديثه بابتسامة مشرقة أبطلت كلماته.
“لن يحدث ذلك مجددًا. أرجوك، نفّذ ما طلبت.”
بغض النظر عن أي خطأ ارتكبته، كانت إيكائيل تظل إيكائيل.
كان هناك العديد من الملائكة وحتى الشياطين المستعدين للتضحية بأرواحهم لأجل تلك الابتسامة.
انحنى آشور بصمت.
تلاشى جسده إلى مئات من القطع الزجاجية الصغيرة، ثم اختفى تمامًا في لحظة.
____________
همممممممم ما عجبني بصراحة كلام ايكائيل واغرائها للكل… لكن على قولة الأخ كاريل… هناك بشري امتلكها لذا خلص…
ترجمة وتدقيق سانجي