الساحر اللانهائي - الفصل 407
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
ادعم رواية الساحر اللانهائي لزيادة التنزيل اليومي
الفصل 407 : القرار النهائي -7-
الجميع غادروا متاهة الزمان والمكان وتجمعوا في الغرفة السرية لألفياس.
كان غولد جالساً بتأمل عميق، حيث وضع يديه على ركبتيه. كان يشعر بخيبة أمل لعدم قدرته على رؤية ميرو، لكن ذلك لم يكن الأمر الأهم في الوقت الحالي.
قال غولد: “قد تندلع الحرب النهائية أسرع مما توقعنا، لذا يجب أن نتحرك بسرعة أكبر. كانغان في طريقها إلى غاليانت، وربما يأتي شخص آخر معها أو لا، لكن حان وقت اتخاذ القرار.”
ثم نظر إلى شيرون وقال: “إذا نشبت الحرب النهائية، فالأشخاص الذين يقاتلون العدو سيصبحون أبطالاً، ولكن إذا انضممت إلينا الآن، فقد يُنظر إليك كمتمرد يسرّع من وقوع الحرب النهائية.”
لم يهتم شيرون بمسألة كونه بطلاً أو متمرداً. كان يدرك أن فرص نجاته ضئيلة جداً إذا كانت العملية التي ينفذها غولد بنفسه محفوفة بالمخاطر.
سأل شيرون: “إذا احتجت إلى الوقت، إلى متى يمكنني الحصول عليه؟”
أجاب غولد: “نحن نغادر إلى غاليانت الليلة. سننتظر قدوم كانغان، لكن لن يزيد ذلك عن يومين. إذا قررت الذهاب إلى الجنة، تعال إلى غاليانت. أما مسألة المدرسة، فسيتكفل بها العجوز. على أي حال، ما فائدة ذلك وأنت ذاهب للموت؟”
لم يُخفِ غولد خطر العملية. رغم حاجته لقدرات شيرون، إلا أنه يفضّل ألا ينضم للفريق إذا لم يكن مستعداً بشكل كامل، إذ إن اصطحاب مبتدئ مرعوب قد يعرّضهم للفناء.
اقترب أرمين من غولد خطوة. رغم إدراكه لخطر المتاهة، إلا أنه انضم للمجموعة وفاءً بالعقد المبرم بينه وبينهم.
قال أرمين: “سينيا لن تذهب إلى الجنة.”
رد غولد: “آه، ذلك هو الاتفاق، أليس كذلك؟ حسنًا. سينيا، لا يمكنكِ الذهاب إلى الجنة، انتِ خارج الفريق من الآن.”
لكن سينيا هزت رأسها، وقالت: “لماذا عليَّ اتباع رأي شخص آخر وأنا جزء من الفريق؟ سأذهب إلى الجنة.”
ابتسم غولد وقال: “هذا ينهي العقد.”
عندها، انطلقت طاقة ضوئية من بين ضمادات أرمين، كأنما شفرات تلتف حوله بقوة، مما جعل كيرا تبلع ريقها من التوتر.
ثم قال بنبرة حازمة: “هذا ليس وقت اللعب. عليك الالتزام بالعقد بحذافيره إذا أردت الوصول إلى الجنة بسلام.”
كان هدف أرمين من كشف هويته هو منع سينيا من الذهاب إلى الجنة؛ فهو يدرك جيدًا مدى القوة العسكرية للجنة، ويرى أن محاولة إنقاذ ميرو ضرب من الجنون. فحتى غولد، الذي يُعتبر من نخبة المحاربين، قد لا يكون قادرًا على هزيمة ملَاك عادي، فما بالك بملوك الملائكة.
/سانجي: احااا يسطا /
صحيح أنه قد توجد احتمالات ضئيلة، فليست هناك مطلقات في القتال، وقد تلعب بعض المتغيرات الصغيرة دورًا حاسمًا. لكن، ألاعداء في الجنة يختلفون تمامًا عن ألاعداء في العالم البشري، وهذا ما دفع برج العاج وكنيسة الحرب للتركيز على جمع أكبر قدر من المعلومات قبل بدء الحرب النهائية.
قال غولد بتثاقل: “وماذا تود مني أن أفعل؟ أنا لست ممن يتوسلون. وإذا كنت تتهمني بكوني عالة، فسينيا ستذهب إلى الجنة سواء اصطحبتها أم لا.”
ظهرت علامات الغضب على وجه أرمين وقال بحدة: “كفى، غولد. إذا أردت الموت، فمت وحدك؛ حماقتك هذه لن تجلب سوى المتاعب للعالم.”
أجاب غولد بسخرية: “آه، آسف على الإزعاج. لكن ألا تتساءل لماذا تذكر العالم الأذى الذي ألحقه بي ونسى ما عانيته؟ قد أكون عانيت بمفردي، لكن أنتم تعانون جميعاً الآن.”
سخر أرمين: “العالم لم يظلمك، أنت فقط مهووس بجشعك القبيح. ألا يمكننا القول إن ميرو لم يكن لديها خيار في الحكم يوم العقاب العشرين؟”
ازداد وجه غولد شحوبًا، وتحولت عيناه إلى جمرة مشتعلة من الغضب.
صرخ قائلاً: “ماذا تعرف أنت؟ ما الذي تعرفه عن ميرو؟”
تراجعت فلور وعيناها مغلقتان بإحكام، إذ بدأت حرارة الجحيم تكتسح المكان، ملقية ظلالاً من العذاب الذي لا يمكن لبشر تحمله.
تصلبت عضلات أرمين عندما أدرك مدى تألم غولد، لكن رغم ذلك، سعى لإيقاف طاقة النار المحترقة.
قال بحزم: “لا تظن أنك الوحيد الذي عاش في الجحيم، وأعيد تحذيرك: لن تؤخذ سينيا.”
أطلق غولد ضحكة ساخرة وقال: “الآن فهمت. أنت لا تعرف شيئًا. أنت مجرد طفل يختبئ في عالمك الأزلي، تحت مسمى الـ ‘حكمة الأبدية’، لا تعرف شيئًا سوى البكاء.”
انتشر نطاق الروح الخاص بغولد.
“أنت تتحدث عن الجحيم؟”
بوم! اصطدم نطاق الروحين، مما أطلق موجات صادمة انتشرت على شكل كروي، مسببةً تقعرًا في جدران الغرفة.
“أههه…”
عندما شعر شيرون بقوة الصدمة الحقيقية، بدا الأمر وكأنه سيفقد حياته. لكن كان من العزاء أنه لم يكن الوحيد الذي يجد صعوبة في التحمل.
بينما اختلطت عوالم الحرارة الشديدة والأبدية معًا، كان الضغط الساحق يعتصر قلوب الجميع.
عندها، اخترقت عجلات ذهبية دوارة الحجاب الجهنمي وبدأت في الدوران بترابط.
بدأ المشهد يتلاشى تدريجيًا، كاشفًا عن العالم الأصلي بدءًا من أطرافه.
عندما تلاشى الجحيم، كان الجميع ينظرون إلى العجلات الدوارة، والتي كانت قد تحولت إلى لون عنبري في عيني ساين، متوهجة كالهالة.
“عين التوازن الحديدية.”
كانت هذه التقنية الخاصة بساين، التي توازن بين العقلانية والعاطفة.
شعر غولد بالرضا، فقد أدرك أن مهارات صديقه القديم لم تضعف حتى وهو على وشك الرحيل إلى الجنة. ومع ذلك، كان مستاءً من أن يُعامل كشخص له نفس المكانة مثل أرمين.
“ما القصة؟ هل نريد صراعًا ثلاثيًا؟”
قال ساين: “إنه أمام الأستاذ، تحكم بنفسك على الأقل الآن.”
كان ساين يشارك غولد في احترامه لألفياس، الشخص الوحيد الذي وقف بجانبهم عندما تخلى الجميع عنهم.
رغم ذلك، كان غولد مضطرًا للصمت هذه المرة.
أدار ساين نظره نحو أرمين، قائلاً: “أعتذر لاستخدام مشاعرك، لكننا بحاجة إلى كل شخص قوي. إذا كنت قد علمت هذا مسبقًا، لماذا لا تحاول إقناع سينيا بنفسك؟ إذا تخلت هي عن الأمر، فلن نرغمها. فهذه ليست مهمة تُفرض بالإكراه.”
تقدمت سينيا وقالت: “أريد إجابة واحدة فقط، أرمين.”
قال أرمين بصوت يائس، بعد تردد طويل: “سينيا، أنا آسف لإخفاء ذلك. لكن…”
قاطعته: “هل كيرا زوجتك؟”
تقدمت كيرا بلهفة، لكن سرعان ما تراجعت بعد أن شعرت بضغط قوي خلف أرمين.
عاد أرمين للنظر إلى سينيا بهدوء.
“كيرا ليست زوجتي، بل مراقبة. كانت هناك ظروف، وزواجنا كان صوريًا فقط. سينيا، كل شيء كان من أجلكِ. أرجوكِ اسمحي لي بشرح الأمور.”
سحب شهيق بارد من بين شفتي سينيا.
زواج صوري؟ مراقبة؟
هل هذه هي الحقيقة؟
‘كم عانيت من أجل أن أنساك…’
كانت تصارع مشاعرها كل ليلة، متمسكة برغبتها في أن يعيش بسعادة مع كيرا.
ثم تكتشف أن كل هذا كان كذبًا؟
“سينيا، افعلي ما تريدين، لكن…”
قاطعته: “دعني أقول كلمتي.”
أدركت أنه ربما كان لديه ظروف خاصة، وربما لم تكن تملك الحق في الغضب منه.
“أنت منقذي، مهما كانت الحقيقة، يبقى أنك منحتني حياة جديدة.”
أغلق أرمين فمه ورفع حاجبيه.
“لا داعي لأن تشكريني. إن أردتِ، يمكنني أن أخرج قلبي الآن من أجلك، سينيا، إذا كنتِ ترغبين بذلك.”
اقتربت سينيا من أرمين واحتضنته حول خصره. على الرغم من أنها أخيرًا في أحضان الرجل الذي لطالما رغبت به بشدة، إلا أن قلبها كان ينبض كما لو تلقى ضربة بالسوط.
“شكرًا لك، أخي. لن أنسى ذلك أبدًا. سأعيش حياتي ممتنة للحياة التي منحتني إياها. لكننا الآن أصبحنا بالغين. لا يمكننا الاستمرار في التعامل مع بعضنا البعض بمشاعر الطفولة فقط. لذا، أرجوك، دعني أذهب. هذا هو آخر طلب لي منك.”
“سينيا…”
بكى أرمين من أعماق روحه. كان يشعر بالأسى لأنه لا يملك عيونًا لتذرف الدموع.
يجب أن يرحل. يمكنه فعل أي شيء ترغب به سينيا. وسوف ينتظر. لعلها تغير رأيها في المستقبل وتشتاق له. وإن لم يحدث ذلك، فسيظل ينتظر للأبد.
“حسنًا، سأفعل كما تريدين. يمكنني فعل أي شيء من أجلكِ.”
همّ أرمين بلمس وجنة سينيا، لكنه تردد وأغلق يده بقوة وابتعد.
“هيا بنا.”
“أرمين، هل من الممكن أن…”
كانت كيرا على وشك أن تصرخ بشيء ما لسينيا بوجهٍ جاد، لكن سحر الفليكر الخاص بأرمين كان أسرع. ومع شرارة من الكهرباء، اختفى كلاهما.
حتى في الأماكن المغلقة، كان سحر الفليكر، الذي يتخطى المكان، يذكر الجميع بأن أرمين هو شخص قادر على فتح الأبعاد.
أكمل غولد، مرتاحًا، قائلاً:
“لنقم بمراجعة أخيرة. لا يمكننا التأكد من نجاحنا في استقطاب كانغان، ولكن إذا استطعنا، فلن تكون هناك أي مشكلة من ناحية الدعم. ومع انضمام شيرون، ستزيد لدينا الخيارات الاستراتيجية. لدينا أنا وفلور قوة هجومية، وساين يمكنه السيطرة على الجماهير، ونحتاج إلى عضو واحد في فئة العمليات وآخر في فئة الاستكشاف.”
كانت فلور تشعر بفخر عظيم لأن اسمها ذُكر كجزء من التشكيلة.
في الأصل، لم يكن من الممكن لساحرة مصنّفة من الدرجة الثامنة أن تشارك في مثل هذا المشروع. ولكن بالمقابل، كان هذا يعكس مدى ضعف فريقهم.
وبالفعل، بدا غولد غير راضٍ.
“لا أتوقع أن نصبح في مستوى مناسب، ولكن يجب أن يكون التشكيل مناسبًا للعمل.”
“يبدو أننا بحاجة إلى قاتل محترف. شخص يمكنه التخلص من هدف محدد مما سيوسع نطاق استخدامنا للتكتيكات. هل يعرف أحد قاتلاً جيدًا؟ شخص يمكنه فعلاً إنهاء المهمة بمهارة.”
رد ساين:
“كيف يمكننا العثور على شخص كهذا فجأة؟ ألم يكن لديك أحد في فريقك الشخصي من قبل؟”
“لم يعد له أثر. ربما مات. على أي حال، فكروا جميعًا. شخص يمكنه القضاء على هدف مهما كان الثمن. شخص لا يهتم بعواقب وفاته. باختصار، شخص تواق إلى الموت.”
“شروطك كثيرة جدًا.”
“لن نوظف شخصًا إذا لم يكن مناسبًا تمامًا. نحن في مهمة انتحارية، ومن لا يسعى إلى هذه المهمة بشكل فعلي سيؤدي إلى عرقلة الفريق.”
قالت إيثيلا:
“ماذا عن البحث في صفوف الفرسان المعتمدين؟ أي مبارز معروف بمهاراته سيكون مناسبًا.”
“لا، الفرسان المتحمسون لأمور الإيمان عادة ما يكونون عائقًا. نحن لا نخوض حربًا؛ نحن نحاول استعادة ميرو، وهنا يأتي دور القاتل المحترف.”
تحقق ساين من الوقت قائلاً:
“لنذهب إلى غاليانت. ربما نجد شخصًا يجيد استخدام السيف في منطقة كيرغو.”
رفعت سينيا يدها قائلة:
“ماذا عن فارس بلا قناعة؟”
توجهت الأنظار نحو سينيا، ورفع غولد حاجبيه بتعجب قبل أن يسألها:
“فارس بلا قناعة؟ هل يمكن اعتبار هذا فارسًا؟ على أية حال، لا بأس. لكن لماذا تسألين؟”
“لدي شخص يجيد القتال جيدًا.”
_____________
في مبارز وحيد لا يوجد غيره.. الغوت..
ترجمة وتدقيق سانجي