الساحر اللانهائي - الفصل 398
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
ادعم رواية الساحر اللانهائي لزيادة التنزيل اليومي
الفصل 398 : الوضع سريع التغير -2-
بعد انتهاء حفل العشاء بمناسبة ترقي سيينا إلى ساحرة معتمدة من المستوى الخامس، عادت إلى مقر إقامتها وهي شبه مخمورة. رغم تلقيها العديد من باقات الزهور، الا انها أحضرت معها فقط الزهور التي أهداها لها شيرون.
عند خلع حذائها ونظرها إلى الأسفل، لاحظت تكدس رسائل التهنئة من مختلف الجهات، وصلت لعشرات الرسائل. جلست على مكتبها وبدأت تفحص الرسائل واحدة تلو الأخرى، وكانت هناك رسائل من مؤسسات مثل معهد أبحاث السحر الدفاعي في تلميا، ومتحف السحر الملكي، وجمعية المناخ، وهيئة تقاعد السحرة، وغيرها الكثير.
تنهدت سيينا قائلة: “يبدو أنني قد حققت نجاحًا بالفعل”. ثم خلعت معطفها ونهضت، فالتعب من الخمور ليس بمشكلة لها، لكنها أرادت أن تستحم بعد أن تعرقت كثيرًا. أثناء خلع ملابسها ووضعها على المكتب، لاحظت ختم مؤسسة فريدة بين الرسائل.
“مدرسة كايزن للفنون القتالية؟” قالت لنفسها باستغراب، حيث إنها، التي نشأت في عائلة أوليفر وعاشت حياتها كساحرة، لم يكن لها أي علاقة بالعالم القتالي. تساءلت فيما إذا كان الشخص الذي قابلته في لقاءات المعلمين هو من أرسل الرسالة، ففتحت الرسالة لترى اسم المرسل: باركا كوان.
“آه… السيد كوان.” تذكرت سيينا أن هذا الشخص كان قد ظهر في لقاء قد رتبته عائلة أوليفر، وكان له موقف بارد ولكن دون تجاوز حدود اللباقة. فكرت قائلة:
“كيف عرف وقام بارسال هذه الرسالة؟”
ربما كان قد سمع عن ترقيتها من خلال تجمعات المعلمين، رغم اختلاف مجالي السحر والفنون القتالية.
قررت سيينا أن ترد على الرسالة، ولكن بينما كانت ترتدي ملابسها الداخلية وتجلس على الكرسي لتكتب، توقفت للحظة لتتذكر شخصًا آخر. وضعت قلمها جانبًا للحظة، وهمست: “أخي أرمين…”.
كان الشخص الوحيد الذي تتمنى أن تتلقى التهنئة منه هو أرمين، الرجل الذي ضحى من أجلها ولم يكن وصولها إلى هذا المكان ممكنًا بدونه. أغلقت درج الرسالة بعد أن اكتفت فقط بوضع نقطة على الورق، فقد كان في داخلها مشاعر موجهة فقط لأخيها الراحل، أرمين، رغم أنها كانت تشعر بتقدير كوان.
تساءلت قائلة: “هل يعيش بخير؟ لم أسمع شيئًا عنه منذ مغادرته لمكان عمله في كرياس”، وشعرت بالقلق على شخص كان دائمًا يرسل لها الرسائل كل ثلاثة أشهر على الأقل. لكنها كانت تعلم أن أرمين رجل ذكي وقوي، فلماذا تقلق عليه وهي ما زالت تشعر بأنها الطفلة الضعيفة أمامه رغم ترقيها.
/سانجي: هو انتِ عارفه حاجه هيهيهي/
نظرت إلى السقف بابتسامة حزينة، وقالت: “أخي، لقد نجحت، أليس كذلك؟”
_______
في حلم مروع، شاهد شيرون هجومًا من مخلوقات شريرة تسمى “مارا” تنزل من السماء عبر ثقب هائل، مدمرة الكائنات على الأرض. بينما كان يتجول بين الجثث المنتشرة، رأى شيرون جميع من يحبهم قد ماتوا.
صاح قائلاً: “لا، لا!” وهو يبكي أمام جثة إيمي، التي كانت عيناها مفتوحتين تنظران بغضب إلى المخلوقات التي كانت تحلق في السماء. بدأ يشعر بقوة عظمى تتجمع، وعندما انتشرت في الجو، ظهرت أضواء هائلة ملأت العالم بأسره، ما أسفر عن تدمير المخلوقات.
لكن سرعان ما اجتاح الظلام العالم، تاركًا شيرون وحيدًا، لم يكن هناك حتى اسم للوحدة في هذا الظلام الدامس. ركع على الأرض باكيًا، وصرخ يطالب بعودة من فقدهم.
ثم سمع صوتًا غريبًا يناديه من الظلام: “شي-رو-ن.”
صوت خافت مزق طبلة أذن شيرون. ظهرت ومضة صغيرة ورفيعة، وانشق الظلام ليكشف عن عين عملاقة. اتسعت عينا شيرون، وظهرت صورته في مركز العين المشوهة كما لو كان شيطانًا.
“…! …!”
صرخ شيرون والدماء تتدفق من فمه، لم يسبق له أن شعر بهذا القدر من الكراهية في حياته. لكن صوته بدا كأنه مغمور في الماء، لا يُسمع. تلك العين العملاقة، التي بقيت غير مبالية مغروسة في الظلام، تحدثت بصوت خافت.
“لديك الحق والواجب للإجابة على السؤال المتبقي.”
“…! …!”
دموع مختلطة بالدماء سالت من عيني شيرون، وأطلق لعنة وكلمات مليئة بالحقد تجاه العين. خسر سيطرته على نفسه في الحلم، وبدأ يضرب الظلام بقبضتيه، حاملاً كل غضبه وحنينه في جسده المرتعش.
للمرة الأولى، بدت العين تنظر إليه مباشرة، رغم أنها لم تتحرك. فجأة، وكأنه اكتسب أذنين، سمع شيرون أخيرًا صوته داخل الحلم.
“ما هو السؤال الذي يجب أن أجيب عليه؟”
“…”
سألته العين.
“هاه!”
جلس شيرون فجأة، وعندما فتح عينيه وجد نفسه أمام مكتبه المغطى بالأوراق والملاحظات الملصقة.
‘غرفتي… إنها غرفتي…’
انهار شيرون مجددًا على مكتبه، ووجهه مغطى بالعرق، وجسده مرهق.
“ يا الهـي ، ما هذا؟ لماذا رأيت حلمًا غريبًا كهذا…”
رفع رأسه وشعر بملمس الورق الملتصق بخده، ولفتت كلمة محددة انتباهه وسط الملاحظات المكتوبة بدقة.
“تدمير الجنة.”
أثناء البحث الليلي عن سحر قوي، غلبه النوم. كان يعمل على تطوير تعويذة دمار شاملة. شعر أن الضغط الذي لم يجد له حلاً قد تسبب له بهذا الكابوس.
كانت الساعة الخامسة فجرًا.
جمع شيرون دفاتره بشكل منظم، وقد امتلأت أكثر من عشر دفاتر بأفكار حول تعويذة “تدمير الجنة”. زادت معرفته بجسيمات الإله، لكنه لم يتمكن بعد من تحقيق المعايير التي حددها “غولد”.
‘لا، هناك حل، ربما…’
إذا اكتملت، فستكون التعويذة الأقوى في العالم. ومع ذلك، لم يكن قادرًا على التخلي عنها، إذ لا يزال صدى باهت للجواب يتردد في ذهنه.
بعد أن اغتسل بالماء الدافئ، جمع شيرون دفتره وقلمه في حقيبة وخرج من مسكنه.
كانت بداية فصل التخرج في الشتاء، وأصبحت الآن الأيام تتجه نحو الصيف. قصُر الليل، وانبثق الفجر بسرعة، وأصبحت الأجواء منعشة كالماء الفوار، تغمرها أصوات الطيور العذبة من الغابة.
‘هل يمكنني تدمير الجنة حقًا؟’
عندما التقى بغولد، اعتقد أن عامًا سيمر سريعًا، لكن بين جدول التخرج المزدحم، أصبحت كل وعوده تتلاشى كأنها حلم.
“أوه؟ شيرون؟”
التفت شيرون فرأى “مايا” جالسة على مقعد في الحديقة، تحدق بعينيها وتومض، وهي تحمل في يديها كوبين من القهوة المتصاعدة بالبخار.
“مايا، لماذا أنتِ مستيقظة في هذا الوقت؟”
“ماذا؟ أستيقظ دائمًا في هذا الوقت لأعزف موسيقى الصباح. وأنت؟”
رغم أنه كان يستيقظ يوميًا على صوت الموسيقى، إلا أنه لم يفكر يومًا في المعاناة الصغيرة التي تتكبدها مايا.
“آه، فهمت. أنا استيقظت مبكرًا، فأخذت جولة صغيرة.”
“حسنًا.”
ورغم قربهما بعد تدريبات “السيطرة على القمة”، إلا أن لقاءً فرديًا كهذا لم يكن يحدث بسهولة، مما جعل الجو مشحونًا ببعض الحرج.
خفضت مايا رأسها وبدأت تحرك الكوب بإبهامها، ثم شجعت نفسها وأشارت إلى المقعد بجانبها.
“هل تود الجلوس؟”
لم يرفض شيرون. كان يخرج ليهدئ أفكاره، لكنه لم يكن يمانع أن يقضي الوقت مع مايا.
رغم أن السحرة غالبًا ما يضعون حدودًا واضحة بينهم، كانت مايا شخصًا يخترق تلك الحدود ويواسي الآخرين بآلامهم.
في البداية، شعر شيرون بعدم الراحة من اهتمامها، لكنه أدرك الآن أنها بوجودها كانت كواحة تروي روحه التي أصابها الجفاف خلال جدول التخرج المرهق.
“هل تريد بعضًا من القهوة؟ لا تزال دافئة.”
قدمت له مايا كوبًا من القهوة المخلوطة بالسكر والحليب، وكان شيرون الذي يعاني من ضغوطات عديدة، سعيدًا بوجود شيء حلو يخفف عنه.
“نعم، شكرا لكِ”
عندما ارتشف شيرون القهوة، احمرّ وجه مايا وابتسمت بخجل.
“هل هناك أمر سيء حصل معك؟ يبدو أن تعبيرك كئيب.”
أصدر شيرون صوت تنهد واتكأ على المقعد.
“كنت أعمل على فكرة مؤخرًا، لكن لا أستطيع التوصل لأي خيط. لم أنم لعدة أيام، واليوم كان لدي كابوس مزعج، لذلك لست في أفضل حالاتي.”
لاحظت مايا أن جسد شيرون يبدو هزيلاً. كانت تظن أنه يحقق النجاح في صفوف التخرج، لكنها أدركت أن شيرون، رغم مستواه، ليس بمنأى عن الصعوبات.
“لا تضغط على نفسك كثيرًا. أحيانًا عندما أغني، أجد أنني إذا حاولت التفوق، أشعر بتوتر يمنعني من الأداء الجيد.”
كان شيرون أيضًا قد أدرك سابقًا أن عليه أن يهدأ ليتمكن عقله من العمل بصفاء.
لكن هذا وحده لا يكفي لتحقيق الإنجازات الكبيرة. عندما يصل المرء إلى أقصى حدوده ويخترقها، يصبح عقله قادرًا على الوصول إلى أفكار إبداعية فذة.
‘لا أعلم… يجب أن يكون هناك معنى لكل هذا. قد أفقد صوابي في هذه الحال.’
أمال شيرون رأسه، ونظر إلى الطيور وهي تطير في السماء بحثًا عن قوتها الصباحي.
شعرت مايا بالأسى وهي تنظر إلى الدوائر الداكنة تحت عينيه. إلى أي درجة يعاني ليبدو بهذا الإرهاق؟
“شيرون…”
وضعت مايا يدها على يده، لكن شيرون كان ينظر إلى السماء. لم تكن متأكدة إن كان قد شعر بذلك أم أنه اختار تجاهلها، لكن مجرد لمس يده جعل قلبها يخفق بشدة.
/سانجي : مسكينة مايا… مغرمة تماما بابننا بس الفرق شاسع بين الإثنين/
“شيرون، ألا تود إخباري بما يشغلك؟ أحيانًا، حتى الأشخاص المميزون يفوتون بعض التفاصيل البسيطة. ربما يساعدك طلب المساعدة من الآخرين.”
فتح شيرون عينيه ببطء.
‘طلب المساعدة؟ نعم، قد يكون ذلك حلاً، لكن هذه معلومات سرية تخص الدولة، فإلى من يمكنني…؟’
ثم فتح شيرون عينيه على اتساعهما، وكأن فكرة خطرت بباله، لكنه ظل ثابتًا بشكل يوحي وكأنه قد توقف عن التنفس.
لم تلحظ مايا تغيراته، وكانت تفكر في أنها تود أن تكون له، أن تكون المرأة التي تقف بجانبه.
شعرت بأنها تنجذب نحوه، وتساؤل داخلي يخبرها: لو كان يريد رفضها، لكان قد رفضها حينما أمسكت بيده. ربما هو ينتظر الخطوة التالية منها؟
بجرأة صغيرة مستوحاة من مشاعرها، اقتربت منه ببطء وشفتيها متباعدتين.
“شيرون، أتساءل إن كنت أنا…”
“جزيء السَّامِيّ”
“ماذا؟”
/سانجي : مسكينه يا بنتي .. مسكينة كثيرا… هي في عالم وهو في عالم آخر/
خرجت كلمات غير مفهومة من فم شيرون، وكأنه أدرك شيئًا. الإشارات التي كانت تمر في ذهنه بدأت تتكامل بشكل سريع، مما أعطاه شعورًا بالنشوة.
“مايا!”
“أعتذر! كنت فقط…”
انكمشت مايا بسرعة، وفهمت أخيرًا ما كانت تحاول فعله. كانت في وضع محرج للغاية، وربما تُعتبر متطفلة.
وضع شيرون كوب القهوة على الطاولة ونظر إلى مايا بتركيز.
“شيرون، لقد فعلت هذا لأنني فقط…”
قبل أن تتمكن من إكمال كلامها، احتضنها شيرون.
/سانجي : لاااااا… يا ولد هي واقعه خلاص تروح تحضنها… كذا صار عندها امل المسكينة/
اتسعت عينا مايا بذهول، وشعرت وكأنها تمتلك العالم بأسره.
“شكراً لكِ! حقًا، شكراً! أخيرًا توصلت إلى الحل!”
أخذ شيرون يهز كتفيها بقوة، ثم حمل حقيبته وركض مبتعدًا.
“آسف، لدي أمر عاجل! أراكِ لاحقاً!”
تعثر شيرون قليلاً بينما كان يجري، ووقفت مايا على قدميها، لكن قبل أن تتمكن من مناداته، استعاد توازنه وابتعد عبر الحديقة.
سمعت مايا نبضات قلبها. كان اليوم يومًا محظوظًا، بل أكثر من محظوظ.
ابتسمت مايا بسعادة وهتفت له قائلة:
“شيرون! ابذل جهدك! بالتوفيق!”
رفع شيرون قبضته كتحية لها بدل الإجابة.
_________
سانجي : همممممم ننتظر ونشوف ايش الفكرة
فصول اليوم مبكرة لان اريد أن انام 👌🏻
ترجمة وتدقيق سانجي